logo

logo

logo

logo

logo

البانتو

بانتو

Bantu - Bantous

البانتو

 

يعد شعب البانتو Pantu أهم الجماعات البشرية الإفريقية وأكبرها، ومن أكثر الجماعات الإفريقية اختلاطاً بأفراد المجموعة السلالية القوقازية، التي دخلت إفريقية عن طريق باب المندب في عصور مختلفة.

وتعني كلمة البانتو بلغتهم ـ الناس ـ ويضاف إلى أسماء قبائلهم عادة المقاطع التالية: با، آ، وا، مما يؤدي إلى كثير من التعقيد في أسمائها مثل قبائل الباغندة، التي يشار إليها أحياناً باسم غاندة Ganda.

تقع مواطن البانتو جنوب خط العرض 5 درجات شمالاً وابتداءً من السواحل النيجيرية المطلة على المحيط الأطلسي غرباً، مروراً بحوض الكونغو وإقليم هضبة البحيرات الاستوائية، وكينية وانتهاءً بمصب نهر جوبا على المحيط الهندي شرقاً، فإلى الجنوب من هذا الخط.

تتكلم غالبية هذه الجماعات اللغات البانتوية إلا الجماعات الخويسانية. ويزيد عدد الذين يتكلمون بها على 30 مليون نسمة، وهم موزعون في بلدان مختلفة في جنوبي القارة الإفريقية.

الصفات السلالية

يتصف البانتو بالقامة المتوسطة (167-169سم)، والرأس الطويل، والأنف الضخم الأفطس قليلاً، والفك العلوي القليل البروز. ويتدرج لون بشرتهم من الأسود الفاحم، في قبائل السوازي Swazi، إلى اللون البني المائل إلى الاصفرار في القبائل التي اختلطت بجماعات الهوتنتوت، والبوشمن مثل التسوانا Tswana. وتظهر الصفات الإفريقية مثل الأنف الأفطس والشفاه الغليظة المقلوبة عند جماعات البانتو في الأجزاء الغربية من أوطانهم. وتقل نسبة ظهورها عند جماعات البانتو في شرقي إفريقية لانتشار من أطلق عليهم اسم الحاميين هناك واختلاطهم بهم كما هي الحال بين جماعات الكامبا. ويمثل بانتو أوغندة سلالة وسطاً بين الأقزام والجماعات النيلية الموسومة بالزنجية.

وينقسم البانتو، لغوياً، إلى ثلاثة أقسام هي:

ـ البانتو الغربيون: ويعيشون إلى الشمال من نهر كونين. وتمتد منطقتهم داخل أنغولة وجنوبي الكمرون، وفي المناطق الاستوائية في كل من دولتي الكونغو والغابون، حتى إقليم البحيرات شرقاً وكذلك في جنوبي السودان وفي كاتانغة، والحوض الأعلى لنهر كاساي.

ـ البانتو الجنوبيون: وينتشرون إلى الجنوب من نهر الزمبيزي، ونهر كونين، في منطقة تشمل موزمبيق واتحاد جنوبي إفريقية، وبوتسوانة، وليسوتو، وبعض أنحاء ناميبية (إفريقية الجنوبية الغربية)، ومن أهم جماعاتها قبائل النجوني التي ينتشر أفرادها بين سواحل المحيط الهندي، وجبال دراكنزبرغ، وقبيلة الشونا Shona في زمبابوي، وقبائل السوتو في ليسوتو والأقاليم المجاورة، وقبائل الهيريرو Herero، والآفامبوني في ناميبية.

وقد حدث اختلاط بين البانتو والبوشمن، والهوتنتوت، مما ترك آثاراً سلالية في البانتو ولاسيما في قبائل الزولو، والسوازي، والنادبيل Nadebele. وتعد قبائل الزولو في أهم قبائل البانتو في منطقة جنوبي إفريقية، وكانوا أول أمرهم قبيلة صغيرة توسعوا بقيادة زعيمهم شاكا، في القرن التاسع عشر، فغزوا معظم مناطق ناتال وأراضي الزولو الحالية.

ولم تظهر قبائل السوازي مجموعة مميزة إلا بعد انتهاء حكم الزعيم شاكا. أما قبائل النادبيل فقد اختلطت بقبائل السوتو، الذين يقسمون إلى ثلاث جماعات رئيسة هي: السوتو الجنوبيون في ليسوتو، والسوتو الغربيون الذين يعرفون باسم ـ تسوانا، والسوتو الشرقيون، الذين تنتمي إليهم قبائل «فيندا»، وهم يختلفون في التنظيم الاجتماعي واللغة عن جيرانهم من جماعات ـ النجوني، والثونجا.

ـ البانتو الشرقيون: وينتشرون في أوغندة، ورواندة، وبوروندي، وتانزانية، وكينية، وملاوي، وزامبية. ويتألفون من قبائل كثيرة منها قبائل الكيكويا Kikuya، وقبائل الكامبا، التي تحترف الزراعة إلى جانب تربية الماشية، وقد استمر أفراد الكيكويا في هجراتهم حتى القرن التاسع عشر بعد أن طردوا القبائل الأصلية البدائية، التي تعرف باسم نودوروبو Nodorobo، وهناك بانتو الباغندة Baganda التي يعيش أفرادها في أوغندة، وقبائل الشاغّا Chagga، التي قدمت حديثاً إلى منطقة جبل كلمنجارو في شرقي إفريقية، وأقامت نظاماً زراعياً متطوراً. ثم قبائل الغوغو Gogo، والتورو Toro، والنياموزي Nyamwezi، إلى الجنوب من بحيرة فكتورية.

أما القبائل التي تتكلم اللغة السواحلية، على طول سواحل كينية، وتنزانية، وجزر بامبة، وزنجبار، فقد اختلطت كثيراً بالعرب والفرس.

ويتحدث بلغة شينيانجا Chinyanja، كل من جماعات المارافي Maravi، حول بحيرة نياسا، والماكوندي، والنجوني. أما في وادي لوانجو، ومستنقعات بنجويلو، في شمالي زامبية، فتعيش قبائل «بامبة» وهي أكبر القبائل عدداً وقوة في هذا الإقليم. وتعيش بجوارهم قبائل: بيسا Bisa، واللالا Lala. وتعيش جماعات اللوزي في منطقة باروتسيل التي تؤلف الجزء الأوسط من مجرى نهر الزمبيزي. وتتصف جميع هذه القبائل بالقامة الطويلة والشفاه الغليظة، والأنف ذي الشكل الأفطس الواسع، والضيق ذي الأرنبة المرتفعة.

وقد بدأت جماعات البانتو في استيطان مناطقها الراهنة (بحسب رأي كثير من الباحثين) منذ ما يزيد على 1000عام، قادمة من شمالي المنطقة الاستوائية وشمال شرقيها. وفي القرن العاشر الميلادي كان البانتو يشغلون جزءاً من منطقة جنوبي إفريقية. ثم أخذوا ينتشرون تدريجياً، طوال القرن السادس عشر والنصف الأول للقرن السابع عشر، ليستقروا في إقليم الناتال، وفي أجزاء من مديرية الكاب. وقد دمَّر البانتو، والأوربيون من بعدهم، مجتمعات السكان الأصليين من البوشمن، والهوتنتوت.

النمط المعيشي

تعيش قبائل البانتو في قرى تتألف من بيوت مستديرة مبنية من اللَّبِنِ ومغطاة بالطين والقش، وكان يقام حولها أسوار في الماضي لحمايتها من الوحوش، ولاسيما قرى جماعات الماساي والناندي. ويعمل البانتو في تربية الماشية (البقر والجاموس)، وزراعة الْدُّخْنْ والذرة وبعض الحبوب والخضار. وللماشية مكانة مهمة عندهم فهي أهم مصادر عيشهم، وثروتهم العائلية والاجتماعية الأساسية، وهي بمنزلة النقود في مبادلاتهم، ومنها يدفع المهر المسمى «لوبولو».

 

علي عبد الله الجباوي

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

إفريقية.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ جديون.س.وير، تاريخ جنوب إفريقية، ترجمة عبد الرحمن عبد الله الشيخ (دار المريخ للنشر، الرياض 1406هـ/1986م).

ـ محمد يسري الجوهري، السلالات البشرية (مكتبة دار الطلبة العرب، بيروت 1969).

ـ ن.ن.تشيبوكساروف، ي.آ. تشيبوكساروفا. الشعوب والسلالات والثقافات (دار العلم للنشر، موسكو 1971).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 664
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 677
الكل : 32180393
اليوم : 25639

البهق

البهق   يعد البهق vitiligo من الأمراض الجلدية الهامة بسبب شيوعه إذ يقدر انتشاره بنسبة 1٪ من مجموع سكان العالم. يعرف البهق بأنه مرض جلدي يتظاهر بشكل بقع ناقصة الصباغ تغطي مساحة متفاوتة من الجسم. يعود نقص الصباغ إلى اختفاء الخلايا القتامينية من الجلد والأغشية المخاطية والأجربة الشعرية مكان الإصابة.
المزيد »