بل (ألكسندر غراهام-)

أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

بل (ألكسندر غراهام-)

بل (الكسندر غراهام)

Bell (Alexander Graham-) - Bell (Alexander Graham-)

بل (ألكسنْدرْ غراهامْ ـ)

(1847 ـ 1922م)

ألِكسندرْ غراهام بِلْ Alexander Graham Bell مخترع وفيزيائي أمريكي من أصل اسكتلندي. كان جده أستاذ فن الخطابة في لندن، وكان أبوه، معلمُ النطق والإلقاء في إِدنْبَرَة، هو الذي اخترع اللغة المرئية للصُم والبُكم. قضى ألكسندر بِلْ نحو سنة في مدرسة خاصة ثم سنتين في الثانوية الملكية في إدنبرة وتخرّج فيها، وهو في الرابعة عشرة من العمر، كما استمع إلى بعض المحاضرات في جامعة إدنبرة وفي الكلية الجامعية University College في لندن، غير أن أكثر تعلمه وخبرته جاء من أسرته وبجهده الشخصي. ترك دراسة الموسيقى التي كان شرع فيها، وبدأ بدراسة الطب، وأصبح في عام 1867 مساعداً لأبيه في لندن وقام بكل أعماله، واهتم بتعليم الصم والبكم وتعليم الإلقاء والنطق المبين في عدة مدارس حينما كان أبوه يحاضر في أمريكة. وحين كان يتعلم التشريح والفيزيولوجية كان يطلع على ما قام به هلْمُهولْتِز Helmholtz من بحوث في الموجات الصوتية مما أغراه بإجراء بحوث في الصوت.

وفي عام 1870 أُصيب بداء السل الذي قضى على أخويه، فخشي والداه على حياته، وهاجرت الأسرة إلى كندا حيث تحسنت صحة بِلْ بسرعة كبيرة، وشفي مما أصابه. وقضي بضعة أسابيع من العام 1871 في بوسطن Boston يلقي دروساً في اللغة المرئية، على معلمي الصم البكم وفق النهج الذي ابتكره أبوه، وافتتح في عام 1872 صفاً خاصاً في جامعة بوسطن لتدريس فيزيولوجية الصوت، وأصبح في عام 1873 أستاذاً في هذا المقرر. واهتم بفتاة شابة ثرية، كانت قد أُصيبت بالصمم عندما كان عمرها أربع سنوات، هي مابل هابارْد Mapel Hapard التي صارت زوجته عام 1877، وقد حثه حبه لها على متابعة بحوثه التي قام بها بغرض مساعدة الصم والبكم، وأدى ذلك إلى اختراعه الهاتف، إذ بدأ بكتابة مواصفاته عام 1875، ومنحه، في العام التالي، مكتب البراءة في الولايات المتحدة براءة تتضمن طريقة نقل رموز الكلام عن طريق البرق (التلغراف)، والجهازَ الذي يقوم بذلك بتوليد اهتزازات كهربائية مماثلة في تكوينها لاهتزازات الهواء التي تصاحب الأصوات المقولة. ولم يتوقف بِلْ عند اختراعه الهاتف بل استمر في تجاربه عن الاتصالات التي بلغت أوجها باختراع إرسال الصوت على حزمة ضوئية وببحوث طبية وبتقنيات مختلفة لتعليم الصم والبكم.

وفي عام 1880 منحته أكاديمية العلوم الفرنسية جائزة فولتا Volta (نحو 50 ألف فرنك) استخدمها لتأسيس مختبر فولتا في واشنطن حيث اخترع صندوق السمع gramophone باستعمال إبر حازَّة وسرعات تحكُّم وأقراص وأسطوانات من الشمع. مسجلاً بذلك تقدماً عظيماً على الحاكي (الفوتوغراف) الذي صنعه أديسون.

وفي عام 1881 حين جرت محاولة اغتيال رئيس الولايات المتحدة غارفِلْد Garfield، استعمل بلْ في معالجة الرئيس المشهور أحد اختراعاته المكوَّن من جهاز إنصات هاتفي لكشف الأجسام المعدنية في جسم الإنسان. وفي عام 1882 أصبح بِلْ مواطناً أمريكياً وأقام في واشنطن.

وكان أسعد أيام بِلْ عام 1883 عندما استطاعت الأعجوبة المعجزة هيلين كِيلّر Helen Keller، الصماء البكماء العمياء وكان عمرها آنذاك 13 سنة، المشاركة في احتفالات مكتب فولتا الجديد، وهو اليوم مركز المعلومات الدولي لتربية الصم شفوياً.

وفي عام 1885 امتلك أرضاً في كندا، في نوفاسكوشية، تقع على خليج بدوك Baddeck، فبنى فيها بيتاً صيفياً ألحق به مختبراً للبحوث المائية وقام بأبحاث حول المحركات الهوائية بما يشبه محرك الحوامة وأخرى شبيهة بالمحركات التي تعتمد على نفث الهواء. وقد أشادت الحكومة الكندية في بدوك متحفاً باسمه عام 1965.

صار بِلْ عضواً في الجمعية الجغرافية عام 1888 ورئيساً لها، خلفاً لوالد زوجته، عام 1893 وظل كذلك حتى عام 1903.

كان من المستحيل على بِلْ أن يحقق تقنياً جميع أفكاره الإبداعية، وتتجلى عبقريته الإبداعية بعدد براءات الاختراع التي حصل عليها وحده أو بالاشتراك مع مساعديه وبتنوعها في مجالات كثيرة. فقد بلغت 30 براءة اختراع، منها أربع عشرة براءة اختراع في مجال الهاتف والتلغراف وأربع براءات اختراع في مجال الهاتف الضوئي الذي تتغير فيه شدة الإضاءة تبعاً لتغيرات الصوت، مع براءتين تتعلقان بالخلية الضوئية المصنوعة من السلينيوم، لإكمال دارة الهاتف الضوئي، وبراءة اختراع في كاشف الصوت، وخمس براءات اختراع في مجال المركبات الجوية (النفاثة)، وأربع في مجال الطائرات الهوائية المائية. إضافة إلى اهتماماته بالتهجين، فقد عمل لمدة طويلة في تهجين الضأن لتحسين نوعيته، وبالتبريد والطيران. لم ينس العلماء فضله فأطلقوا اسمه بِلْ Bell تخليداً لذكراه على وحدة تقدِّر الاستطاعة الصوتية لجهاز صوتي منسوبة إلى أخفض استطاعة تستطيع الأذن سماعها، لكن عُشْر هذه الوحدة هو الأكثر شيوعاً «الديسبل (dB)»، ولم تعد هذه مقتصرة على مجال الصوت وإنما تقيس الشدة النسبية لأي مقدارين. وهناك شركة بِلْ الأمريكية للهاتف American Bell Telephone التي سميت باسمه وقامت عام 1908 بنشر أعماله مكتوبة بخط يده.

طاهر تربدار