logo

logo

logo

logo

logo

بافيزي (شـيزاري-)

بافيزي (شيزاري)

Pavese (Cesare-) - Pavese (Cesare-)

بافيزي (تشيزاري ـ)

(1908ـ1950)

 

تشيزاري بافيزي Cesare Pavese أديب إيطالي، كتب الرواية والقصة القصيرة والمقالة ونظم الشعر. وُلد في مقاطعة كونيو Cuneo الواقعة في شمالي إيطالية، ومات منتحراً في مدينة تورينو Torino.

أنهى تعليمه في تورينو، وكانت بواكير نتاجاته أطروحة أعدها عام 1930 عن الشاعر الأمريكي ويتمن[ر] Whitman، وترجمة لرواية «موبي ديك» Moby Dick للأديب الأمريكي ميلفل[ر] Melville أتمّها في العام نفسه. درّس الإيطالية واللاتينية والفلسفة، وحصل في عام 1936 على لقب أستاذ في اللغة الإنكليزية. نقل إلى الإيطالية أعمالاً لأدباء أمريكيين وإنكليز كثر، وقد كوّنت تجربة الترجمة لديه، التي عُرفت بدقّتها وأمانتها للمتن، رصيداً ثقافياً وذخيرة معرفية جعلت منه واحداً من أكبر مثقفي عصره، كما كوّنت لديه خبرة نقدية آتت أُكلها منذ عام 1930حين بدأ بنشر مقالات في مجلة «الثقافة» La Cultura، جُمعت كلّها بعد وفاته، عام 1951، في مجلد عنوانه «الأدب الأمريكي ومقالات أخرى» La letteratura americana ed altri saggi. واستطاع بذلك أن يعرّف الجمهور الإيطالي، في أوج سلطة الفاشيين، بالروائيين الأمريكيين. وكان للرواية الأمريكية أثر حاسم في نشوء حركة الواقعية الإيطالية الجديدة  بعد الحرب العالمية الثانية. وفي هذه المدة نظم بافيزي قصائد أول ديوان له «العمل مشقة» Lavorare stanca ونُشر في عام 1936 في مدينة فلورنسة، إلا أنه لم يحظَ بالاهتمام والشهرة اللَّذين يستحقهما بسبب توقيف بافيزي نتيجة معاداته للفاشية.

عانى بافيزي في أثناء توقيفه أزمة نفسية حادة، وصفها بأنها كانت «البداية»، وشرع إبانها في كتابة مذكراته. وحين عاد إلى تورينو تفرغ للأدب، وأسهم في تأسيس دار نشر إيناودي Einaudi وتسلّم إدارتها الأدبية. وكتب في هذه الأثناء، في عام 1939، روايته القصيرة «الصيف الجميل» La Bella Estate التي نُشرت بعد عشر سنوات من كتابتها. كما كتب في العام نفسه رواية قصيرة أخرى عنوانها «بلادك» Paesi tuoi، نُشرت عام 1941، طابعها حوار داخلي، ونهجها واقعي جديد، واستلهامها أمريكي. وقد أثارت هذه الرواية عند نشرها فضيحة بسبب موضوعها وفظاظة لهجتها. وتنبه النقاد فيما بعد إلى أن هذه الرواية القصيرة سبقتها أعمال كثيرة هيأت لها وخطت الخطوط العريضة لما تلاها، ويأتي في مقدمة هذه الأعمال قصة قصيرة عنوانها «السجن» Il Carcere كتبها بين عامي 1938-1939، سبقتها قصص قصيرة كتبها بين عامي 1936و 1938، ظلّت حبيسة أدراج مكتبه ونُشرت في عام  1953 تحت عنوان «ليلة عيد» Notte di festa.

كتب في المدة الواقعة بين عامي 1941و 1944 مجموعة قصصية عنوانها «عطلة آب» Feria d'agosto بأسلوب سردي وفيها حنين إلى أيام الطفولة. وكانت الأعوام 1945-1950 غزيرة الإنتاج. فقد نظم عام 1945 قصيدة «الأرض والموت» la terra e la morte التي نُشرت بعد وفاته في ديوان عنوانه «سيأتي الموت وسيكون له عيناكِ» Verra la morte e avra i tuoi occhi. ونظم في عام 1947 قصيدة «الرفيق» Il Compagno التي نالت جائزة سالينتو Prezzo Salento. ونشر في عام 1949 مجموعته القصصية «قبل أن يصيح الديك» Prima che il gallo canti، تتضمن قصة تحمل ذلك العنوان، والقصص: «البيت على الهضبة» La Casa in collina، و«الشيطان على الهضاب» Il Diavolo sulle colline، و«بين نساء وحيدات» Tra donne sole. وفي خريف العام نفسه، كتب في شهرين اثنين رواية «القمر والنيران» La Luna e i fal، وهي آخر رواياته.

اعتزل بافيزي في الريف ليكتب «حوار مع لوكو» Dialoghi con leuco، الذي نشر في عام 1947. وكان قد كتب في مطلع شبابه قصة قصيرة عنوانها «رحلة شهر عسل» Viaggio di nozze، نُشرت عام 1953، يصوّر فيها بطلها، وهو بافيزي نفسه، مسافراً مع زوجته الشابة إلى مدينة جنوة Genova، وما إن يصلا حتى يجد نفسه غير قادر على تحمّل وجودها معه فيهيم على وجهه وحيداً في الشوارع ليس كرهاً لها، وإنما لأنه يجد صعوبة كبيرة في إقامة علاقات إنسانية مع الآخرين، ولاسيما مع من يحبهم.

وفي عام 1952، أي بعد وفاته بسنتين، نُشرت مذكراته تحت عنوان «مهنة العيش» Ill Mestiere di vivere، ختم صفحتها الأخيرة في الثامن عشر من شهر آب عام 1950 بعبارة: «لن أكتب كلمة بعد اليوم، ولن آتيَ بحركة بعد الآن، ولن أخط حرفاً..». وفي مساء السادس والعشرين من آب، انتحر بافيزي في غرفة فندق في تورينو. ومن يقرأ أولى صفحات مذكراته التي بدأها عام 1936، ويطلع على بضع رسائل كتبها في صباه، يجد أن الانتحار كان هاجسه.

تطرّق بافيزي في أعماله إلى وصف الريف في حالته البدائية المتوحشة، وإلى وصف هضاب مقاطعة بييمونتي Piemonte، وصوّر ضواحي المدن الكبرى، وعالم العمال والفلاحين، وأوساط البرجوازيين وعلاقاتهم الاجتماعية وحياتهم المترفة المتكلفة، كما تطرق إلى تصوير حياة المخفقين الذين خاب أملهم في الحياة، وَوَصف قساوة الموت وجبروته.

كان بافيزي مرآة عصره، فأحداث العصر الذي كان يعيش فيه ومشكلاته وأخلاقه تؤلف لُحمة نسيج قصصه. أما أسلوبه فيتصف بصرامة وصنعة وحس نقدي واكب تطور فنه. وفي أعماله تطلّع مزدوج: سعيه إلى المعرفة الموضوعية لفهم أسرار الحب وكنهه وأسباب الحرب ومسوّغاتها، وسعيه إلى فهم العزلة والموت. وتصنّف أعماله ضمن الأدب الواقعي. وقد جُمعت كاملة في عام 1968 وصدرت في مدينة تورينو في أربعة عشر مجلداً. وهي تمثل في الأدب الإيطالي تصفيةً نهائية للأسلوب الخطابي الذي كان شائعاً في كتابات عصره، وعودة إلى أسلوب كبار الاتباعيين الأقدمين.

نبيل اللو

 

مراجع للاستزادة:

 

- D.LAJOLO, Cesare Pavese, le vice  absurde (Paris 1960).

- J.HOSLEM Cesare Pavese ) Berlin 1961).

- L.MONDO, Cesare Pavese (Milano 1961).

- P.PANCRAZI, Scrittore d'oggi, T.IV (Bari 1964).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 624
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 583
الكل : 31132721
اليوم : 34111

بوشيه (فرنسوا-)

بوشيه (فرانسوا ـ) (1703 ـ1770)   فرانسوا بوشيه F.Boucher مصور وحفّار فرنسي، ولد في باريس، وتتلمذ على لوموان Lemoine أولاً ثم على فرانسوا كار F.Cars الذي جعله يركّز على الحفر، وحصل على جائزة رومة (منحة للدراسة في رومة) عام 1723. ثم سافر إلى رومة عام 1727 متأخراً عن المنحة بصفة تلميذ حر دون الحصول على معاش ملكي. وفي رومة التقى تييبولو[ر] Tiepolo الذي تأثر بوشيه به كثيراً من حيث تصوير العري الأنثوي واللون المعبّر عن خلجات الضوء. ثم حصل على رعاية فلوغل Wleughels وحمايته فأوصى به دوق دانتان Duc D’Antan. ولدى عودته إلى باريس في عام 1731 قبل عضواً في الأكاديمية.
المزيد »