logo

logo

logo

logo

logo

البطالمة

بطالمه

Ptolemaic dynasty - Ptolémées

البطالمة

 

البطالمة أو البطالسة Ptolémées أسرة ملوك من أصول مقدونية، حكمت مصر بعد الاسكندر في الحقبة ما بين 323-30ق.م. وعرفوا بهذا الاسم، لأن كل ملك منهم حمل اسم أو لقب بُطُلميوس Ptolemaios وهو اسم مؤسس الأسرة، ويعرف أفراد هذه الأسرة باللاغيديين نسبة إلى لاغوس Lagos والد مؤسس الأسرة. ويبلغ عددهم خمسة عشر ملكاً وآخرهم الملكة كليوباترة Kleopatra VII.

بطلميوس الأول (360 - 283ق.م): ولقبه سوتر Soter (المنقذ) ولد في مقدونية، وهو مؤسس الأسرة وينتسب إلى أسرة مقدونيّة عريقة، كان قد تربى في قصر الملك فيليب الثاني مع فتيان القصر الذين رافقوا الاسكندر في فتوته. وكان واحداً من الذين ظاهروا الاسكندر في نزاعه مع والده، وتقديراً لإخلاصه اختاره الاسكندر، حين ارتقى عرش مقدونية، صديقاً ومرافقاً ومقرباً، ورافقه في جميع معاركه، وتزوج سنة 324ق.م بالأميرة الفارسية أرتاكاما Artakama مسايرة للاسكندر ثم طلقها بعد وفاة هذا الأخير، واتخذ لنفسه زوجتين هما يوريديكي Eurydike وبرنيكي Bernike. صار والياً على مصر أواخر صيف سنة 323ق.م بعد مقتل كليومينس واليها الذي عينه الاسكندر. وشارك في الحروب التي دارت بين خلفاء الاسكندر (315 - 301ق.م) لانتزاع اعترافهم به حاكماً على مصر، وانضم إلى الجبهة المناوئة لأنتيغونس Antigonos وابنه دمتريوس Demetrios، وتوصل بذلك إلى تمكين وضعه ملكاً على مصر وتوابعها (ليبية وقبرص وأجزاء من جزر البحر الإيجي ومناطقه).

أسس بطلميوس الأول ديانة جديدة في مصر تقوم على عبادة سارابيس Sarapis وعبادة الاسكندر. كما أنشأ مدينة بطلماية Ptolemais في صعيد مصر إضافة إلى إكمال بناء مدينة الاسكندرية[ر] الذي بدأه الاسكندر. وكان جيشه يضم مستوطنين عسكريين من المقدونيين ومرتزقة من الإغريق إضافة إلى عدد قليل من الجنود المحليين. وتنسب إليه معظم التنظيمات الإدارية في مصر البطلمية. كتب بطلميوس أفضل وأوثق تاريخ عن حياة الاسكندر مستخدماً يوميات مليكه، مبرزاً خصاله وتفرده وإنسانيته. وقد فقدت هذه الكتابات إلا ما بقي منها في كتابات المؤرخ آريانوس Arrianos بعنوان حملات الاسكندر Anabasis of Alexander.

بطلميوس الثاني (309 -246ق.م): هو ابن بطلميوس الأول من زوجته برنيكي الأولى ولقبه فيلادلفوس Philadelphos (المحب لأخته) ولد في جزيرة كوس (في البحر الإيجي) وتزوج أخته أرسينوي الأولى جرياً على عادة الفراعنة. عهد إليه والده سنة 285ق.م بولاية عهده متجاوزاً أخاه الأكبر بطلميوس كراونوس أي الصاعقة، وتبوأ عرش مصر سنة 283/282ق.م، وتزوج أرسينوي الثانية سنة 276/275ق.م. في عهده أحكمت مصر قبضتها على ممتلكاتها في البحر الإيجي. وفي الحرب السورية الأولى (276-272ق.م) احتل عدة مناطق من سورية وآسيا الصغرى، وأنهى الحرب مع السلوقيين[ر] بتزويج ابنته برنيكي بأنطيوخوس الثاني سنة 252ق.م. أبدى اهتماماً ملحوظاً في حياته بمناطق إفريقية الشرقية وشبه الجزيرة العربية وزودها بحاميات لضمان مراكز التجارة العالمية لمصلحة دولته. وتنسب إليه معظم النظم المالية وبناء منارة الاسكندرية ودار العلم (الموسيون) والمكتبة الشهيرة وغير ذلك من المنشآت الاقتصادية.

بطلميوس الثالث (نحو 288-221ق.م): هو ابن بطلميوس الثاني من زوجته أرسينوي الأولى ولقبه يورغِتِس Eurgetes (الخيّر)، تولى العرش سنة 246ق.م وتزوج برنيكي الثانية. من أهم أعماله السياسية توحيد قوريني (برقة)[ر] ومصر، وإحرازه نجاحات مهمة في الحرب السورية الثالثة (246-241ق.م) إذ سيطر على عدد من المدن في سورية وآسيا الصغرى. وكان ذلك آخر توسع تمكن ملك بطلمي من إحرازه.

بطلميوس الرابع (244- 205ق.م): وهو ابن بطلميوس الثالث وبرنيكي الثانية ولقبه فيلوباتور Philopator (المحب لوالده). وتزوج أخته أرسينوي الثالثة سنة 217ق.م. ملك مصر سنة 221ق.م. ولعل أبرز الأحداث في عهده محاولة أنطيوخوس الثالث استعادة سورية الجنوبية من البطالمة الذين احتلوها في عهد بطلميوس الأول، وتمكنه من صد جيوش أنطيوخوس في معركة رفح Raphia سنة 217ق.م، وذلك بالاعتماد على العناصر المحلية المصرية التي شاركت أول مرة في معارك البطالمة، وكان ذلك تمهيداً لثورتها فيما بعد على حكامها البطالمة.

بطلميوس الخامس (210-180ق.م): وهو ابن بطلميوس الرابع وأرسينوي الثالثة، ولقبه إبيفانس Epiphanes (المتجلِّي)، ارتقى العرش سنة 205ق.م ولم يتجاوز الخامسة، بعد أن كتم الوصي على العرش خبر وفاة والده مدة من الزمن. وفي عهده عقد السلوقيون والأنتيغونيون[ر] اتفاقاً فيما بينهم لاقتسام ممتلكات مصر الخارجية. ونجح أنطيوخوس الثالث على أثر الاتفاق، في استرجاع سورية الجنوبية من البطالمة، بعد أن ألحق بجيوشهم سنة 202ق.م هزيمة منكرة عند موقع بانيون Panion جنوبي سورية. ولما بلغ بطلميوس الخامس سن الرشد أعلن زواجه سنة 193ق.م الأميرة السلوقية كليوباترة الأولى ابنة الملك أنطيوخوس الثالث.

بطلميوس السادس (186-145ق.م): وهو ابن بطلميوس الخامس وكليوباترة الأولى ولقبه فيلومتور Philometor (المحب لأمه) ارتقى العرش سنة 180ق.م مشاركة مع أمه،  وبعد وفاتها سنة 176ق.م تزوج من أخته كليوباترة الثانية 175 - 174ق.م. وفي عهده غزا أنطيوخوس الرابع مصر ثلاث مرات (170 و169 و168ق.م).

وضع بطلميوس السادس نواة الحكم المشترك في مصر بينه وبين أخيه بطلميوس الثامن وكليوباترة الثانية ثم بطلميوس الصغير من (170-164ق.م). ومع أن بطلميوس السادس تمكن من القضاء على عدد من الثورات المحلية إلا أنه هرب من وجه أخيه ومنافسه بطلميوس الثامن، ثم تمكن سنة 164/163ق.م من العودة إلى الحكم منفرداً. ولما تدخل في النزاع بين ورثة العرش السلوقي قتل في إحدى المعارك صيف 145ق.م شمال غربي سورية.

بطلميوس السابع (نحو 162-144ق.م): وهو ابن بطلميوس السادس وكليوباترة الثانية ولقبه نيوس فيلوباتور Neos Philopator (الصغير المحب لوالده)، وصار ملكاً مشاركاً لوالده سنة 145ق.م. وبعد موت والده انفرد بالحكم حتى قُتل بأمر من عمه بطلميوس الثامن الذي عاد إلى مصر واعتلى عرشها وتزوج كليوباترة الثانية عام 144ق.م.

بطلميوس الثامن (182-116ق.م): وهو أخو بطلميوس السادس ولقبه يورغتس Eurgetes (الخيّر)، حكم ملكاً مشاركاً مع أخيه (السادس) ومع كليوباترة الثانية ما بين (170-164ق.م)، كما حكم بين 164 و163ق.م ملكاً وحيداً. صار ملك قوريني من 163 إلى 145 ق.م، وحين عاد إلى مصر تزوج كليوباترة الثانية سنة 144ق.م، وفي سنة 142ق.م تزوج كليوباترة الثالثة من دون أن يطلق الثانية. ثار الاسكندريون عليه سنة 132ق.م فهرب من الاسكندرية مدة خمس سنوات، وعاد بعد سنة 127ق.م، وتمكن سنة 124ق.م من فرض الوفاق بين زوجيه، وكانت آخر وصية له قبل وفاته تمكين كليوباترة الثالثة من الحكم. وكانت قد سبقتها وصيته التي لم تنفذ، وهي التي ورَّث فيها كل مملكته لرومة.

بطلميوس التاسع (141-81ق.م): وهو أكبر أبناء بطلميوس الثامن وكليوباترة الثالثة ولقبه فيلومتور سوتر الثاني (المنقذ المحب لوالدته)، وعمل في سنتي 135-134ق.م كاهناً أكبر لعبادة الاسكندر، وعين بعدها حاكماً على قبرص، تزوج أخته كليوباترة الرابعة أواخر حكم والده، ثم انتخب ملكاً مشاركاً مع كليوباترة الثالثة بغير إرادتها سنة 116ق.م، طلق كليوباترة الرابعة وتزوج أختاً ثانية له هي كليوباترة سيليني Selene (القمر). واضطر إلى أن يقبل بأخيه بطلميوس العاشر ملكاً مشاركاً سنة 110ق.م، كما اضطرته ثورة قامت عليه سنة 108-107ق.م إلى الهرب إلى قبرص ومنها إلى سورية. ومع أنه فقد سنده في مصر حين طلقته كليوباترة سيليني فإنه تمكن، بمساعدة السلوقيين، من غزو قبرص وفلسطين، ثم العودة إلى مصر سنة 89 - 88ق.م بمساعدة والدته. عهد إلى ابنته كليوباترة برنيكي بولاية عهده سنة 88ق.م بعد وفاة أخيه بطلميوس العاشر، وحكم مصر وحيداً حتى وفاته.

بطلميوس العاشر (نحو 140-88ق.م): أخو بطلميوس التاسع الأصغر ولقبه اسكندر الأول، وحكم قبرص من 116 إلى 110ق.م حين استدعته والدته ليحكم مصر مشاركاً معها بعد تمرد قام به الاسكندريون. وبعد وفاة والدته تزوج ابنة أخيه كليوباترة برنيكي. وفي تلك المرحلة قامت عليه ثورة عسكرية اضطرته إلى الهرب إلى سورية ولكنه تمكن من العودة إلى مصر واستعادة مملكته ودفع حياته ثمناً لعودته، إذ قتل في آخر معارك عودته سنة 89 ـ 88ق.م.

بطلميوس الحادي عشر (نحو 100-80ق.م): ابن بطلميوس العاشر من زوج غير معروفة، ولقبه اسكندر الثاني. عهد إليه الحاكم الروماني سولا بحكم مصر مشاركة مع زوج أبيه كليوباترة برنيكي ولكنه قتلها بعد زواجه منها بعشرين يوماً، وأقدم الاسكندريون على قتله نتيجة ذلك، مع كونه آخر وريث شرعي لأسرة البطالمة على حد قول المصادر.

بطلميوس الثاني عشر (نحو 116-50ق.م): ابن بطلميوس التاسع من إحدى محظياته، عرف بعدة ألقاب أشهرها أوليتيس Auletes (الزمّار). اعتلى العرش سنة 80ق.م، وتزوج أخته كليوباترة الخامسة تروفانيا سنة80 - 79ق.م. هرب إلى رومة إثر تمرد الاسكندريين عليه سنة 58ق.م، وأعاده إلى الاسكندرية حاكم سورية الروماني غابينيوس Gabinius.

بطلميوس الثالث عشر (63-47ق.م): شقيق كليوباترة السابعة، لم يعرف له لقب مشهور. تزوج سنة 51ق.م أخته كليوباترة السابعة وصار ملكاً مشاركاً لها في الحكم. ولما حاولت الاستئثار بالحكم ثار عليها الاسكندريون انتصاراً له. وبعد مقتل بومبي على شواطئ مصر أجبر قيصر بطلميوس على مشاركة كليوباترة الحكم. ومع ذلك فقد أيد الحزب الوطني المناوئ للرومان وحارب قيصر الذي أجهز عليه لمصلحة كليوباترة السابعة.

بطلميوس الرابع عشر (47-43ق.م): شقيق آخر لكليوباترا السابعة، (59 - 44ق.م) عهد إليه قيصر بحكم قبرص سنة 48ق.م، ثم صار بعد مقتل بطلميوس الثالث عشر زوجاً وملكاً مشاركاً لشقيقته التي أمرت بقتله بعد زواجه منها بثلاث سنوات.

بطلميوس الخامس عشر (47-30ق.م): ابن قيصر وكليوباترة السابعة ولقبه قيصرون، صار ملكاً مشاركاً مع والدته سنة 43ق.م أو سنة 34ق.م بدعم من أنطونيوس، لكنه قتل سنة 30ق.م بأمر من أوكتافيان. ويعد آخر الملوك البطالمة.

حكم البطالمة مصر وما تبعها من أقاليم بوصفها تابعة لهم ورثوها عن الاسكندر، فكان حكمهم أوتقراطياً، الملك فيه يملك ويحكم. وقد سهلت لهم عراقة مصر ووحدة أرضها هذا الأمر، ولم يضطروا كما فعل السلوقيون[ر] إلى إنشاء مدن جديدة واكتفوا بإنشاء مدينة واحدة فقط (بطلماية) Ptolemais. ارتبطت أقاليم مصر بالمركز وهو العاصمة الاسكندرية بحكم مركزي قوي تطلب الاعتماد على جيش ضخم من الموظفين والإداريين والماليين. وكانت مصر تعتمد اقتصادياً على إنتاجها الضخم من الحبوب واحتكار ملوكها تجارة القمح وأوراق البردي مع العالم الهليني، لأن معظم أرض مصر إلا ملكيات المدن والمعابد، كانت أرضاً ملكية يزرعها الفلاحون لحسابهم الخاص.

 

مفيد رائف العابد

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الاسكندرية - الاسكندر الكبير - الأنتيغونيون - السلوقيون - كليوباترة - مصر.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ إبراهيم نصحي، تاريخ مصر في عصر البطالمة (القاهرة 1976).

ـ مفيد العابد، سورية في عصر السلوقيين (دمشق 1994).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 151
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1092
الكل : 40587833
اليوم : 117648

القانون الدولي الخاص

القانون الدولي الخاص   تعريف القانون الدولي الخاص القانون الدولي الخاص Le droit international privé هو مجموعة القواعد القانونية الداخلية والدولية التي تنظم علاقات الأفراد المتضمنة عنصراً أجنبياً بموجب قواعد موضوعية تبين المحاكم المختصة للنظر فيها، وكذلك القانون الواجب التطبيق عليها، وتحدد جنسية الأشخاص التابعين للدولة ومركز الأجانب فيها.
المزيد »