logo

logo

logo

logo

logo

التطفل النباتي

تطفل نباتي

Parasitism - Parasitisme

التطفل النباتي

 

تستمد العضويات غذاءها من الوسط الخارجي بإحدى الطرائق الآتية:

التنافس competition ويحصل بين أفراد من جمهرة population واحدة، والافتراس predition ويحصل بين أنواع مختلفة، والتعايش بالمؤاكلة commensalism الممثلة بالحصول على الأغذية من مكان خارجي مشترك، والتعايش بالمنافعة mutualism والتطفل parasitism الذي يقسم إلى تطفل حيواني وآخر نباتي.

التطفل النباتي phytoparasitism علاقة قائمة بين نباتين مختلفين أحدهما خاسر الغذاء ويدعى بالمضيف، والآخر رابح يستمد غذاءه من مضيفه ويدعى بالطفيلي.

للتطفل النباتي صور كثيرة أبرزها: تطفل الفطريات والجراثيم والفيروسات على النبات أولاً، وتطفل الحيوان، والحشرات بصورة خاصة، على النبات ثانياً، وتطفل النبات على الحيوان ثالثاً، وتطفل النبات على نبات آخر رابعاً.

تطفل الفطريات والجراثيم والفيروسات على النبات

تعد مسألة تطفل الفطريات على النبات الزراعي من أبرز المسائل البيولوجية المؤثرة في الاقتصاد الزراعي. وتوضع في طليعة الطفيليات الفطرية الزراعية فطريات الصدأ والتفحُّم التي يخشاها المزارع ويكافحها.

ويعد فطر البوكسينيا النجيلي Puccinia  graminis من أبرز الفطريات الطفيلية بسبب دورة حياته المعقدة التي تمر بأوساط ثلاثة هي: نبات البِرْبِريس العادي Berberis vulgaris أولاً، ونبات القمح الزراعي Iritieum sativum ثانياً، والتربة الزراعية ثالثاً. كما يُكوِّن فطر البوكسينيا النجيلي في هذه الأوساط خمسة نماذج من الأبواغ: الأبواغ الدعامية basidiospores، والأبواغ القارورية pycnospores والأبواغ الأيسيّة ecidspores والأبواغ الشقرانية uredos pores والأبواغ النهائية teliospores.

إن حاجة الفطور الصدئية إلى مضيفين اثنين لإنجاز دورتها الحيوية، تُعد من الأمور البيولوجية الدارجة، كما في أنواع الصدأ الفطري التي تنجز حلقة حياتها ضمن مضيف أول كالفربيون Euphorbia ومضيف آخر كالحمص أو النفل، ومن الفطور الصدئية ما يكون الحور مضيفها الأول والشوفان مضيفها الثاني. ومن الفطريات الطفيلية ما تكتفي دورة حياتها بمضيف واحد، مثل الفطريات التي تتطفل على توت السياج rubus. ومنها ما يصيب أنواعاً مخصصة من النبات كالتفاح أو اللوز.

من الفطريات الطفيلية التي تصيب الأشجار المثمرة فطر عفونة الكرمة Plasmopara viticola الأمريكي الأصل الذي يصيب الكرمة بمرض الارمداد أو البياض الدقيقي أو عفونة الكرمة Mildiou، ويتطفل في السنوات الماطرة على الأوراق والسوق والعرائش متكاثراً على الكرمة بطريقة جنسية ولا جنسية، مسبباً خسائر في المحصول أمكن تفاديها باكتشاف دورة حياة الفطر التي أوضحت إمكانية القضاء على المرض بإبادة الأبواغ الحيوانية برش النبات بمزيج من لبن الكلس وكبريتات النحاس. ويصنف في الزمرة نفسها الفطر الذي يصيب البطاطا والمسمى فطر عفونة البطاطس Phytophtora infestans. ومن الفطريات الدعامية ما تنجز دورة حياتها الكاملة على الأشجار ومثالها كثير الثقوب Polyporus المعروف بالصوفان.

تطفل الجراثيم على النبات: يعرف التطفل الجرثومي، كالتطفل الفطري، ببقائه في موضع الإصابة مؤدياً إلى تكوين أدران تصيب الأشجار المثمرة تعرف بالتدرن التاجي، أو تكوين عفصات جرثومية كالعفصات التي تتشكل على أدران البطاطا، أو تفسخ النسج وانحلالها كالتفسخ الذي يصيب مخ نبات الجزر، أو ذبول النبات كذبول التبغ.

تطفل الفيروسات على النباتات: أما التطفل الفيروسي فينتشر في جميع أجزاء النبات منتقلاً من خلية إلى أخرى، ومن غصن إلى آخر، مسبباً مجموعة من أمراض معروفة بالفسيفساء مثل: فسيفساء التبغ والبطاطا والتوليب التي تعرف بغياب الأصبغة اليخضورية أو الأنتوسيانية في الخلايا المصابة بالفيروس. ومن الأمراض الفيروسية ما يسبب نخراً ناتجاً عن موت موضعي للنسج المصابة. وفي جميع هذه الأحوال تعالج النباتات الزراعية كالبطاطا والتبغ والبندورة والشمندر والفريز ونبات الزينة معالجة وقائية من الإصابة بالأمراض الفيروسية.

التطفل الحيواني على النبات

يقدم عالم الحشرات أمثلة نموذجية كثيرة تبرز تطفل الحيوان على النبات من أبرزها: خنفساء البطاطا Leptinotarsa decemlineata المعروفة عامياً باسم زيز البطاطا، ذات اليرقة الوردية الآكلة للأوراق وهي حشرة أمريكية انتقلت إلى أوربة الشرقية ومنها إلى فرنسة وإيطالية والوطن العربي، والمن الأخضر الدراقي Myzodes persicae والمن الأسود الفولي Doralis faba تعيش يرقاتهما على أوراق الشمندر والسبانخ شتاءً مسببة لهذه النباتات خسائر فادحة سواء في هبوط كمية المحصول، أم في انخفاض كمية السكر المختزنة في الجذور. وذبابة الشمندر Pegomyia hyoscyami التي تعيش يرقاتها على الشمندر، وحشرة الشمندر Atomaria linearis من مغمدات الأجنحة والحشرة المجعدة للشمندر Piesma quadrata تعيش يرقاتها على الشمندر ولها برامج مكافحة خاصة لكل واحدة منها. ويتعذر في هذا المجال ذكر الحشرات التي تصيب الأنواع الاقتصادية أو النباتات الطبيعية.

التطفل النباتي على الحيوان

تتطفل على الحيوان مجموعة من الفطريات أبرزها الفطر المسبب لمرض السُلاَق thrush الذي يسببه فطر Endomyeces albicans آخذاً شكل صفائح مائلة للبياض منتشرة فوق مخاطية الفم والحنجرة والبلعوم حتى تصل في بعض الحالات إلى بقية أجزاء الأنبوب الهضمي، ومن أنواع الفطريات ما تسبب للحيوان مرض القُلاع، وهو مرض معدٍ يسمى بالتهاب غشاء الفم ويعرف بظهور بقع تميل إلى اللون الأبيض على اللسان واللثة وداخل الخد، وهو يصيب صغار الضأن والبقر خاصة. ومن الفطريات من زمرة الخمائر ما تنمو على مخاطية الفم مشكلة نوعاً من خُنّاق يسببه نمو الفطر على الجلد المتآكل والمتورم حتى يصل إلى الرئة في بعض الحالات. وتتطفل بعض أنواع الأسبرجيلوس Aspergillus على الجلد، وعلى المجاري التنفسية للإنسان والطيور مسببة اختلاطات تتعذر معالجتها في كثير من الأحيان. وتتطفل الفطريات الشعرية Trichophyton على الشعر وتجعله قصوفاً مشكلاً أنموذج صفائح القرعة Favus والسعفة Tinea.

تطفل نبات زهري على نبات زهري

كثيرة هي الحالات التي يتطفل فيها نبات زهري على نبات زهري آخر، ومن أبرز الأمثلة في هذا المجال تطفل الدبق الأبيض Viscum album على اللوز والبلوط والحور والصفصاف والتفاح، والدبق الصليبي Viscum cruciatum الشائع في فلسطين الذي يتطفل على زيتون القدس وأريحا ونابلس، يستخدم هذان النوعان الماصات للحصول على الماء والأملاح المعدنية من النبات المضيف.

ويتطفل الكَشُوث cuscuta الذي يسميه العامة «شعر إبليس» نسبة إلى الضرر الذي يحدثه في حقول النفل والفصفصاء والكرمة والكتان والملوخية مرسلاً ماصاته في النسج الناقلة للمضيف مستمداً منها الماء والأملاح والمواد العضوية. ويتطفل القِطْنوس Cytinus على جذور نبات اللادن Cistus في الغابات الساحلية السورية. ويتطفل الجعفيل Orobanche على جذور الباذنجان والبندورة والبطاطا والفول والعدس مشكلاً ماصات تنفذ إلى الأوبار الماصة الجذرية. ويتطفل الذؤنون Cistanche والطرثوث Cynomorium على جذور نباتات الفصيلة الرمرامية (السرمقية) Chenopodiaceae مشكلاً نباتات لحمية ثخينة يطلق على الأول منها اسم الذُؤنون ويطلق على الثاني اسم الطُرْثوث.

مراتب التطفل

تختلف مراتب التطفل باختلاف متطلبات النبات الطفيلي: فمن أبسط نماذج التطفل وأسلمها عاقبة التطفل بغية الحصول على الضوء أو المكان كما هي الحال في النباتات التي تعيش على سطوح الأشجار والنباتات العرائشية. وتأتي في المرتبة الثانية حاجة الطفيلي إلى الماء والأملاح المعدنية كتطفل الدبق على اللوز. وفي المرتبة الثالثة من التطفل حاجة الطفيلي إلى منتجات التركيب الضوئي التي تدعو الطفيلي إلى الوصول إلى الأنابيب الغربالية طوال حياته الإعاشية وتحرره من المضيف مدة حياته التوالدية. وتأتي في المرحلة الرابعة من التطفل عندما يعتمد الطفيلي طيلة حياته على النبات المضيف فيعيش داخل الخلية مستمداً أغذيتها كما في التطفل الفيروسي وهذه المرحلة أعلى درجات التطفل.

التغيرات الشكلية للنباتات الطفيلية

تكتسب النباتات الطفيلية صفات شكلية لا تتوافر في النباتات المتمتعة بالحياة الحرة من أبرزها: فقدان الوظيفة الأساسية للجذور وتحولها إلى أعضاء ماصة للأغذية الجاهزة كما في الدبق والجعفيل، فقدان خضرة اللون وتحولها إلى صفرة مصحوبة بتكوين أزهار زاهية الألوان كما في العربتس والقسطنش وتحول الجهاز الإعاشي الممثل بالسوق والأوراق إلى مشرة ترابية تتغلغل في نسج النبات المضيف كما في القطتوس تحت الكيس Cytinus hypo cistis الذي يعيش ضمن جذور نبات السيستوس Cistus ولايبدو للعيان إلا عند تكوين الأزهار وقت التكاثر، وكذلك الأمر في الرفليزية Rafflesia التي ينتشر جهازها الإعاشي داخل جذور النبات المضيف وسوقه آخذاً شكل مشرة كبيرة مولدة لأزهار تصل قطرها إلى المتر في بعض الحالات تنبعث منها رائحة كريهة متفسخة تشهد على تصنيفها مع مغلفات البذور.

وهكذا يؤدي التطفل النباتي إلى تردي الجهاز الإعاشي، ونماء الجهاز التوالدي وتضخمه حتى يتمكن من العثور على المضيف المناسب. وهنالك حالات كثيرة تشهد على دقة اصطفاء الطفيلي لمضيفه. وهكذا يذوي الكثير من البذور المنتشة إذا لم تجد الظروف المناسبة لاستمرارية انتشارها.

التغيرات الشكلية للنباتات المضيفة

تُصاب النباتات المضيفة للطفيليات عادة بوهن عام ولكن منها ما يبدي بعض الأعضاء أو المظاهر الجديدة مثل تشكل العفصات أو التبقع، أو تضخم الأعضاء المصابة، أو تكوين عقيدات جذرية أو تضخم حجم الأزهار، أو إخصاء الجهاز التوالدي إلى آخر ما هنالك من تغيرات معروفة في مجال الأمراض النباتية.

 

أنور الخطيب

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ محمد أحمد الحسيني، دليلك المصور لآفات وأمراض النبات وطرق الوقاية منها ومكافحتها (مكتبة ابن سينا للنشر والتوزيع والتصدير، مصر الجديدة، القاهرة 1989).

ـ عبد النبي أبو غنية، أمراض المحاصيل، جامعة الفاتح (ليبية 1986).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 568
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 561
الكل : 30992901
اليوم : 48702

النمليتات

النُمْليتات   النُمْليتات Nummulites حيوانات بحرية قاعية كلسية الدرع دقيقة النخاريب من المنخربات[ر] Foraminifera أحادية الخلية صغيرة القّد. كانت تعيش على قيعان البحار القليلة العمق بين 50 - 150م. حُفِظَت قواقعها الكلسية في الصخور الرملية والكلسية التي تعود إلى القسم الأسفل من الحقب الثالث أو ما يُعرف بدور الباليوجين أي ما قبل 57- 24 مليون سنة.
المزيد »