logo

logo

logo

logo

logo

بشكيرية (جمهورية-)

بشكيريه (جمهوريه)

Republic of Bashkortostan - République de Bachkirie

بشكيرية (جمهورية ـ)

 

بشكيرية Bashkiria (الجمهورية البشكيرية ذات الحكم الذاتي سابقاً) جمهورية اتحادية من جمهوريات روسية الاتحادية[ر]، تشكلت في الأصل في 23 آذار عام 1919 بعد الثورة الشيوعية، وأصبحت تعرف بجمهورية بشكيرية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي[ر] عام 1991.

تقع بشكيرية على الحدود بين قارتي أوربة وآسيا، وتمتد على الأطراف الشرقية من السهول الأوربية الشرقية (طلائع الأورال) ومنطقة الأورال الجنوبي الجبلية وسهول ما وراء الأورال. يحدها من الغرب جمهورية تتارستان وجمهورية أودمورتية. وتحيط بها من باقي الجهات الأخرى أراضي جمهورية روسية الاتحادية. تبلغ مساحة بشكيرية الإجمالية 143600كم2.

الأوضاع الجغرافية الطبيعية

تتألف بشكيرية من الناحية الطبيعية من ثلاث مناطق رئيسية هي:

السهول الغربية (طلائع الأورال): وتشغل ثلثي مساحة الجمهورية وهي سهول واسعة تتخللها مرتفعات «بوغولما ـ بيلبي» في الجنوب وأوفيمسكوية بلاتو (هضبة أوفة) في الشمال الشرقي، التي لا يزيد ارتفاعها على 400-500م فوق سطح البحر.

المنطقة الجبلية: وهي قسم من الأورال الجنوبي إلى الشرق من المنطقة السهلية، وتختلف عن سابقتها بالارتفاع البيِّن، إذ يصل ارتفاع جبل يامنتاو Yamantau منها إلى 1640م فوق سطح البحر. ويصل عرض هذه الجبال إلى 150كم، وتتألف من مجموعة من السلاسل الطولانية تتجه من الشمال إلى الجنوب ويقل ارتفاعها تدريجياً باتجاه الجنوب. وتتصف هذه المنطقة بغناها بالأشكال التضاريسية الكارستية (تضاريس ناشئة عن تحلل الصخر الكلسي).

منطقة السهول المرتفعة (ما وراء الأورال): وتشغل نطاقاً ضيقاً بين السفوح الشرقية لجبال الأورال ووادي نهر أورال.

تتمتع بشكيرية بمناخ قاري، ويبلغ متوسط درجة الحرارة في شهر كانون الثاني ـ 14 درجة مئوية وفي شهر تموز 16.5 درجة مئوية، ويبلغ متوسط الهطل 400-500مم سنوياً في منطقة السهول، ويرتفع إلى 500-600مم في الجبال. كما تتمتع بوفرة المياه السطحية إذ يجري في أراضيها نهر بيلايا (الأبيض) الذي يبلغ طوله 1450كم ويرفده عدد من الأنهار الصغيرة أهمها نهر أوفة ونهر ديما Dema. وتتصف أنهار بشكيرية جميعها بعدم انتظام جريانها في فصول السنة. كما يوجد في منطقة السهول المرتفعة عدد كبير من البحيرات الصغيرة.

يقع الجزء الأكبر من بشكيرية ضمن نطاق السهوب والسهوب الغابية حيث تغلب الترب السوداء (تشرنوزم) التي تغطي 34% من أراضي بشكيرية. وتظهر الغابات المختلطة في القسم الشمالي من السهول الشرقية حيث الترب الغابية الرمادية التي تغطي 35% والترب البودزولية 5.5%، أما في المناطق الجبلية فيختلف الغطاء النباتي فيها بحسب الارتفاع. فعلى السفوح الغربية تسود غابات البلوط فوق الترب الرمادية الجبلية، وكذلك غابات الشوح والتنوب على الترب البودزولية، إضافة إلى هذه الأنواع من الترب توجد الترب اللحقية في بطون الأودية. وتقدر مساحة الغابات بخمسة ملايين هكتار. وقد أثر تنوع الغطاء النباتي واختلاف أنواع الترب في الحياة الحيوانية، إذ تعيش على أراضي بشكيرية أنواع كثيرة من الحيوانات البرية كالسنجاب والأرنب والخلد والدب البري وأنواع مختلفة من الأيائل وغيرها، ومن طيور الصيد كقطا الغابات. وفي عام 1930 أُنشئت محمية بشكيرية الطبيعية في المنطقة الجبلية على مساحة تقدر بنحو 72 ألف هكتار.

الأوضاع البشرية

يعيش على أراضي بشكيرية عدد كبير من القوميات، فإلى جانب البشكير 40%  (السكان الأصليين) يعيش الروس 28% والتتار 3% والتشوفاش 2.7% والأودمورت والموردُف والأوكرانيون. ويعود البشكير في أصولهم إلى العنصر التركي، وهم يتكلمون لغة من أصل تركي، ويدين البشكير والتتار بالإسلام وغيرهم بالمسيحية وغيرها. بلغ عدد سكان بشكيرية عام 1995 نحو  4.059.000 نسمة، ويؤلف سكان المدن 64.6% منهم والبقية سكان الريف (35.4%) وتبلغ الكثافة العامة 28.2 نسمة/كم2. وأهم مدن الجمهورية هي العاصمة أوفة[ر] وعدد سكانها 1.096.000 نسمة (1996)، وستيرليتماك، وسلافات وأوكتيابرسكي.

الأوضاع الاقتصادية

يعتمد اقتصاد بشكيرية أساساً على الصناعة والزراعة، إذ تطور هذان القطاعان تطوراً كبيراً بعد الثورة الشيوعية اعتماداً على الموارد المحلية (النفط وخامات الحديد والنحاس والذهب والفضة). وأهم قطاعات الصناعة هي: صناعة استخراج النفط وتكريره والصناعات الكيمياوية والصناعات البتروكيمياوية وصناعة إنتاج الطاقة الكهربائية وصناعة الآلات والصناعات الخشبية والورقية إضافة إلى الصناعات الغذائية والخفيفة.

وتنتج معامل بشكيرية: الكحول والبولي إتيلين والمطاط الصناعي والخيوط التركيبية والإسمنت والدهانات، ويعد قطاع صناعة الآلات أهم القطاعات المتطورة، إذ يعمل فيه نحو ثلث العاملين في الصناعة. وتعد مدينة أوفة العاصمة أهم المراكز الصناعية، إذ تقوم فيها الصناعات الكيمياوية والكهربائية والغذائية وصناعة معدات استخراج النفط.

أثّر تطور القطاع الصناعي على نحو واضح في تطور الزراعة وتربية الماشية، إذ تعد  بشكيرية اليوم أحد أهم منتجي الحبوب في روسية الاتحادية بسبب خصب التربة وبسبب الاستخدام الواسع للآلات الزراعية والمخصبات. وقد بلغ إنتاج بشكيرية من الحبوب 4.728 مليون طن عام 1990 (قمح وجودار ودخن وحمص وشوفان وذرة صفراء). كما تشتهر بشكيرية بإنتاج الشوندر السكري (1.586 مليون طن) والبطاطا (1.379 مليون طن) و اللحم (326 ألف طن) والحليب (1.93 مليون طن) والصوف (6668طن) وتُعنى بتربية النحل وإنتاج العسل.

لمحة تاريخية

جمهورية بشكيرية من أقدم المناطق المأهولة بالسكان في روسية الاتحادية، إذ تعود آثار الإنسان المكتشفة على أرض بشكيرية إلى العصر الحجري الحديث (النيوليت). وقد مارست القبائل التي سكنت بشكيرية في العصر البرونزي (الألف الثاني والثالث قبل الميلاد) حرفة تربية الماشية المستقرة والزراعة المروية، كما استطاعت هذه القبائل أن تعالج النحاس وعرفت الصناعات الفخارية والنسيجية. ومنذ القرن الرابع قبل الميلاد أخذت أعداد كبيرة من القبائل الرعوية تتغلغل فيها قادمة من ناحية الأقاليم السهلية الجنوبية باتجاه غرب بشكيرية. وقد تحدث الرحالة العرب في القرن التاسع والعاشر الميلاديين عن سكان بشكيرية وخاصة بعد دخول الإسلام إلى تلك البقاع في القرن العاشر، وأطلقوا عليهم اسم الباشغرد.

تعرضت بشكيرية للغزو التتري المغولي في عام 1229 وسقطت بأكملها في أيديهم عام 1236. وقسمت أراضيها إلى خانيتين (خانية قازان وخانية شرقي سيبيرية). وبقيت تحت الاحتلال المغولي حتى عام 1557 حين سقطت تحت الاحتلال الروسي في عهد القيصر الروسي إيفان الرهيب[ر]. لم يستكن البشكير ولم يرضخوا للاحتلال الروسي بل قاموا بعدة ثورات كان أشهرها ثورات عام 1662-1664 و1681-1683 و1707-1711 و1735-1740-1755 وقد أخمدت القوات الروسية هذه الثورات بمنتهى القسوة وأبيدت أعداد كبيرة من السكان الأصليين. وبقيت بشكيرية تحت الحكم القيصري لكنها حافظت على طابعها الإسلامي، ففي عام 1916 كان فيها 1555 مسجداً و6220 مدرسة إسلامية، وكانت مدينة أوفة مركزاً لمفتي عموم روسية إلى أن قامت الثورة الشيوعية عام 1917 ودخلتها جيوش الثورة عام 1918، وفي عام 1919 أُعلنت جمهورية بشكيرية ذات الحكم الذاتي ضمن جمهورية روسية الاتحادية. وقد عملت الحكومة السوفييتية على طمس المعالم الإسلامية في الجمهورية وتدميرها، فهدمت المساجد وأغلقت المدارس الإسلامية، كما جعلت اللغة الروسية اللغة الرسمية بدل اللغة البشكيرية، وغيرت حروف الكتابة البشكيرية من العربية إلى اللاتينية أولاً ثم إلى الكيريلية. وبذلك قضت على تراث الشعب البشكيري الذي لم يعد يعرف عن ماضيه شيء سوى ما يحفظ شفاهاً من الأشعار والأغاني والقصص والأساطير والمرويات الشعبية الأخرى. وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي غدت بشكيرية إحدى الجمهوريات المستقلة ذاتياً في جمهورية روسية الاتحادية.

الأوضاع الحضارية

حدثت، في عهد السوفييت، تطورات كبيرة شملت جميع مجالات الحياة في الجمهورية، فقد اهتمت الحكومة السوفييتية بجميع المناطق والأقاليم ولاسيما الغنية بالموارد، وقامت بتطوير اقتصاد بشكيرية بتنفيذ الخطط الخمسية المركزية. وقد انعكس هذا كله على جميع جوانب الحياة العلمية والثقافية والصحية وغيرها، فازداد عدد المدارس الابتدائية والثانوية، كما تطور التعليم العالي وأصبح عدد مؤسسات التعليم العالي /9/ مؤسسات يأتي في مقدمتها جامعة بشكيرية التي تضم أغلب الكليات العلمية، وثمانية معاهد عليا إضافة إلى عدد كبير من المعاهد المتوسطة في اختصاصات مختلفة. كما تطورت الأحوال الصحية ومؤسساتها تطوراً كبيراً.

ومنذ عام 1991 بعد انهيار الاتحاد السوفييتي نشطت الجماعات الدينية التي أخذت على عاتقها ترميم المساجد الموجودة وإحياء الشعائر الإسلامية كما أخذت الأنظار تتوجه إلى إحياء التراث البشكيري عن طريق إحياء اللغة والعادات والتقاليد الشعبية.

 

عبد الرؤوف رهبان

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الاتحاد السوفييتي ـ أوفة ـ روسية.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ دلال جوهر، جغرافية العالم الإسلامي (دمشق 1992).

ـ سولوفيوف وآخرون، جغرافية الاتحاد السوفييتي (دار التقدم، موسكو 1984).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 124
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 564
الكل : 31877889
اليوم : 77432

برونر (جيروم-)

برونر (جيروم ـ)   جيروم برونر Jerome Bruner عالم نفس أمريكي، ولد في مدينة نيويورك عام 1915، وحصل على الدكتوراه من جامعة هارفرد وعمل خبيراً في الإرشاد النفسي بالجيش الأمريكي إبان الحرب العالمية الثانية، ثم التحق بالكلية في هارفرد منذ عام 1945 وعمل أستاذاً لعلم النفس في جامعتي ديوك وهارفرد من عام 1952 حتى عام 1972، وأستاذاً في جامعة أوكسفورد في بريطانية من عام 1972 إلى 1980 وعمل كذلك معاون مدير مركز الدراسات المعرفية منذ عام 1961، ودرّس في المدرسة الحديثة للدراسات الاجتماعية بجامعة هربرت ميد في نيويورك في المدة ذاتها.
المزيد »