logo

logo

logo

logo

logo

البنجاب

بنجاب

Punjab - Punjab

البنجاب

 

البنجاب Punjab إقليم شاسع يشمل الجزء الشمالي الشرقي من الباكستان والجزء الشمالي الغربي من الهند، ويمتد عموماً بين نهر السند غرباً في الباكستان، ونهر جومنا (يامونا) شرقاً في الهند، ويمتد شمالاً حتى جبال هيمالايا والجبال المتفرعة عنها وجنوباً إلى صحراء ثار Thar والصحارى الأخرى في السند وبلوجستان. فالبنجاب أرض مقسمة بين دولتي الباكستان والهند، ومساحة الإقليم العامة 257723كم2، منها 207420كم2 في الباكستان والباقي (50303كم2) في الهند.

الأوضاع الطبيعية

إن 95% من أرض البنجاب سهل لحقي كبير، شكّله نهر السند وروافده الرئيسة الخمسة: جهلوم وشيناب ورافي وبياس وسْتِلج Sutlej، وقد جاء اسم الإقليم من عدد هذه الروافد الخمسة (بنج Panj = خمسة، آب ab = مياه). وتدعى الأرض بين تلك الأنهار دوآبس doabs، وهي تنحدر عموماً بالاتجاه الجنوبي الغربي.

ومعظم إقليم البنجاب ذو مناخ جاف وشبه جاف، شبه مداري، لوقوعه بين خطي العرض 27-33 درجة شمال خط الاستواء. والشتاء فيه معتدل البرودة قليلاً، والصيف حار، ويكثر حدوث الصقيع في القطاع الشمالي من الإقليم، فمتوسط درجة حرارة شهر كانون الثاني بحدود 11 درجة مئوية، في حين متوسط درجة حرارة شهر حزيران، أحرُّ شهور السنة، في حدود 34 درجة مئوية، وتصل درجة الحرارة العظمى صيفاً إلى 45 درجة مئوية. ومعدل الأمطار السنوية يراوح بين 125مم في الغرب و650مم في الشرق، وقد تزيد في شمال شرقي البنجاب على  1000مم، في أكثر الأجزاء ارتفاعاً من الإقليم. وأكثر من 75% من الأمطار السنوية تهطل في فصل الأمطار الموسمية الصيفية (أول تموز - 15 أيلول). غير أن الأجزاء الشمالية والوسطى من البنجاب تتلقى أمطاراً تسببها منخفضات العروض الوسطى القادمة من الغرب، والتي تؤدي إلى هطول نحو 15% من الأمطار السنوية، في المدة بين كانون الأول حتى آذار. وكمية الأمطار السنوية لا يمكن الاعتماد عليها في الزراعة، لذا اتجهت الزراعة نحو الري.

تتمثل مصادر الثروة الطبيعية في البنجاب في: التربة اللحقية الخصبة، ومياه الأنهار الكبيرة واستثماراتها المتنوعة، والقليل من النفط والفحم الحجري والحجر الكلسي والجص والملح الصخري والبوكسيت والغضار الصيني.

التاريخ

تاريخ البنجاب جزء من تاريخ وادي السند وحضاراته (حضارة الهارابا وغيرها) التي تآلفت وازدهرت فيما بين 2500-1800ق.م، وهي تمثل بواكير الحضارات الهندية التي تدل عليها آثار أكثر من 100 مدينة وقرية قديمة، كانت تتميز بنظام مائي وزراعي متطور. ولقد دخل السكان الآريون إلى الإقليم من الشمال الغربي نحو عام 1200ق.م. وكانت الامبراطورية الفارسية في عهد داريوس (521-486ق.م) تتضمن إقليم البنجاب. كما أن الاسكندر الكبير غزا في عام 326ق.م الإقليم الذي صار جزءاً من امبراطورية الموريين في المدة بين 324و184ق.م. دخل الإسلام الإقليم في القرن الثاني للهجرة/الثامن الميلادي وساد في القسم الغربي منه، وبقي القسم الشرقي منه ممتنعاً على الإسلام حتى القرن السادس للهجرة/الثاني عشر الميلادي، ثم صار جزءاً من دولة السلاطين التيموريين (امبراطورية المغول العظام) التي دب فيها الضعف، وتسلط السيخ على الإقليم منذ عام 1707، وأسسوا مملكة بزعامة رانجيتا سينغ (1801- 1839)، ثم خضعت البنجاب للاستعمار البريطاني عام 1849. وفي عام 1947 نالت شبه القارة الهندية استقلالها، ورسمت حدود دولها، وقُسِّم إقليم البنجاب بين الهند والباكستان، فكان للهند الجزء الذي يسكنه الهندوس وغالبية السيخ، وللباكستان الجزء الذي غالبية سكانه مسلمون. وترك هذا التقسيم أقلية مسلمة (35%) في البنجاب الهندي، وأقلية هندوسية وسيخية (25%) في البنجاب الباكستاني.

السكان

ينتمي سكان البنجاب بوجه عام إلى العرق الهندي الآري (القفقاسي)، مع تنوع فصائلهم (الجات والراجبوت والأرينيون والغوجار والأوان والعرب). وإذا كانت اللغة البنجابية هي الغالبة في الجزء الباكستاني، فإنها ليست غالبة في الجزء الهندي، وإنما اللغة الهندية التي يتكلم بها نحو 40% من السكان. ويؤلف السيخ نحو60% من سكان البنجاب الهندي، والهندوس نحو ثلث السكان، وهناك أقليات مسيحية وبوذية وحانتس. في حين معظم سكان البنجاب الباكستاني مسلمون. وقدر عدد سكان إقليم البنجاب بجزأيه: الهندي والباكستاني، في عام 1990 بحدود 75 مليون نسمة منهم: 50 مليون نسمة في الباكستان و25 مليون نسمة في الهند، ويتوزعون بكثافة وسطى تقارب 300 نسمة/كم2.

الاقتصاد

اقتصاد إقليم البنجاب بجزأيه زراعي بالدرجة الأولى، مع ما عرف مؤخراً من نهضة صناعية فيه وخاصة في الجزء الباكستاني. ونحو 70% من السكان يعملون في الزراعة، وهي عماد الاقتصاد المحلي، وإسهامها في الدخل المحلي والقومي كبير في الباكستان، فنصيب البنجاب الباكستاني في الإنتاج الزراعي يعادل نحو 60% من إجمالي إنتاج الباكستان، إضافة إلى احتوائه على نحو 40% من إجمالي الثروة الحيوانية. و82% من الزراعة مروية في البنجاب من الأنهار والمياه الجوفية، وعماد الزراعة فيه القمح والقطن وقصب السكر والأرز. أما البنجاب الهندي فأكثر الزراعة فيه مروية من مشروعات الري النهري المختلفة، وهو يسهم بنسبة عالية من إنتاج الهند من القمح، كما ينتج كميات كبيرة من محاصيل الذرة والأرز والشعير والقطن وقصب السكر والبطاطا، ويضم جزءاً من الثروة الحيوانية في الهند وخاصة الأغنام.

 

 

الصناعة في البنجاب الباكستاني أكثر تطوراً وازدهاراً من البنجاب الهندي، وهي موزعة بين صناعات غذائية ونسيجية وهندسية وكيمياوية تسهم بأكثر من 50% من إنتاج الباكستان الصناعي وتتركز في مقاطعات لاهور وتوجرانولة وسيلكوت. وفي البنجاب الهندي عدة صناعات من غزل ونسج وصناعات تجميعية وميكانيكية، وصناعة الحرير والأسمدة والسكر والدراجات، وصناعات غذائية متنوعة، وعُدَد زراعية. وفي الإقليم بجزأيه الباكستاني والهندي شبكة كثيفة من الطرق البرية والحديدية، وعدة مطارات في المدن الكبرى.

أهم المدن

من أهم مدن البنجاب الباكستاني: لاهور[ر] عاصمة هذا الجزء ومركز دور العلم والمعرفة، وتقع إلى الشمال منها إسلام أباد[ر] عاصمة الباكستان، وراولبندي الواقعة شمال لاهور بنحو 275كم، وتاكسيلا إلى الشمال الغربي من راولبندي بنحو 35كم، وسيلكوت بالقرب من الحدود الهندية. أما أهم مدن البنجاب الهندي فهي: أمريتسار، مركز السيخ، وجولوندر ولودهينا وشانديغاره وباتيالا وموغا.

من أهم مشكلات البنجاب الهندي الاضطرابات الطائفية التي يقودها السيخ منذ عام 1966م مطالبين بانفصال البنجاب عن الهند، وتأليف حكومة مستقلة، وما تزال هذه الاضطرابات تعكر صفو الأمن في الإقليم، ومركزها مدينة أمريتسار عاصمة السيخ. إضافة إلى المشكلات الحدودية بين الهند والباكستان في هذا الإقليم.

 

علي موسى

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الباكستان ـ الهند.


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 375
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 557
الكل : 29661434
اليوم : 41444

المعيار والمقاييس في الفن

المعيار والمقياس في الفن   بدأ الفن والعمارة منذ ما قبل التاريخ تلبية لحاجات معاشية أو اجتماعية متصلة بثقافة الإنسان البدائية وبتقاليده وإحساساته الفطرية، وكان هذا الهدف هو المعيار الأساسي critère الذي يكشف عن سمات ذلك الفن وتلك العمارة، وتمثَّل هذا المقياس échelle بالتناسب الذي ولّد مفهوم الجميل والرائع. منذ بداية التاريخ ابتدأ العقل في التدخل على حساب الإحساس الفطري، لكن هذا التدخل استمر وئيداً حتى عهد الأسرات في مصر، حينما أصبح للفن والعمارة قواعد ثابتة استمرت على امتداد الحضارة المصرية. على أن هذا التدخل كان يستند إلى عقائد مصرية قديمة أهمها بعث الحياة بعد الموت، وأبدية الحياة لمن هم في قمة المجتمع. وهذه العقيدة كانت سبب أبدية العمارة. فجميع الروائع المعمارية؛ الأهرامات والقبور والمعابد وما فيها من أعمدة وصروح ومسلات ترمز إلى هذه الأبدية. وفي مجال التصوير فإن جميع الآثار المكتشفة على جدران هذه الأوابد تشير إلى تأكيد الحياة بعد الموت.
المزيد »