logo

logo

logo

logo

logo

بيسيستراتوس

بيسيستراتوس

Peisistratus - Pisistrate

بيسيستراتوس

 

بيسيستراتوس Peisistratos حاكم أثينة (560-527ق.م) الذي حمل أول مرة في تاريخ المدينة لقب «طاغية» Tyrannos، وتعني في تلك المرحلة الحاكم الذي استولى على الحكم عنوة. والطغاة في المفهوم السياسي العام هم أولئك الحكام الذين كانوا ينصِّبون أنفسهم أوصياء على الطبقات المستضعفة ليكسبوا من أعدادها الغفيرة دعماً لهم ولسياستهم.

والواقع أن عدداً كبيراً من طغاة بلاد الإغريق كانوا عقلاء ومستنيرين، وأنهم حققوا بسياساتهم كثيراً من التقدم الذي لم يحققه الحكام الديمقراطيون أو الأرستقراطيون. علماً أن قسماً منهم، ولاسيما أولئك الذين كانوا عملاء لدول أجنبية، كان دموياً وعنيفاً حتى صارت كلمة طاغية تعني مدلولاً مخالفاً لما كان عليه الأصل.

كان بيسيستراتوس قريب حاكم أثينة السابق صولون (640-560ق.م) من ناحية والدته، وعمل مدة من الزمن قائداً للجيش الأثيني (بوليمارخوس Polemarchos) ولاسيما في الحرب على مدينة ميغارا (565ق.م)، وقد أكسبته انتصاراته في هذه الحرب شعبية واسعة. وكانت النزاعات السياسية داخل مدينة أثينة قد انجلت عن تأليف ثلاثة أحزاب مثلت الاتجاهات السائدة لكل من كبار ملاك الأراضي الذين ألفوا (حزب السهل)، والتجار وأصحاب السفن الذين ألفوا (حزب الشاطئ)، وبقية فئات الشعب من العمال والفلاحين الذين ألفوا (حزب الجبل).

ومع أن بيسيستراتوس كان بانتمائه الطبقي أرستقراطياً، فقد خطط لدعم شهرته العسكرية بشعبية واسعة، واستطاع بدهائه أحياناً وماله أحياناً أخرى أن يتزعم حزب الجبل. وأعلن وقتها برنامجاً ثورياً يقضي بتوزيع الأراضي على الفلاحين الفقراء، وتمكن ببرنامجه هذا من إغواء عدد من أعضاء حزبه لمساعدته في اقتناص السلطة وعلى الرغم من إخفاقه في البقاء في الحكم لأكثر من خمس سنوات في المحاولة الأولى (560-555ق.م) وسنة واحدة في المرة الثانية (550-549ق.م) إلا أنه نجح في المرة الثالثة في اقتناص الحكم بمساعدة عدد من المرتزقة، وأبقى على حكمه نحو عشرين سنة (546-527ق.م).

عُرِف بيسيستراتوس بالذكاء والدأب والمهارة في معالجة الأمور، ومع أنه كان طاغية انتزع السلطة انتزاعاً فإنه لم يقدم على تغيير كثير من معالم الدستور الذي سنّه صولون بل قام بتدعيمه، واكتفى بتغيير مواد الدستور التي تعارضت مع استمرار حكمه. ويبدو من سيرة حياته ولاسيما سكنه في بيت متواضع ومثوله أمام المحكمة حين اتهم بجناية، وعطفه على الفقراء، أنه كان طاغية دستورياً، وأن حكمه لم يكتسب صفة العنف بالقدر الذي كان متوقعاً بعد إخفاق محاولتيه الانقلابيتين ونفيه خارج المدينة.

كان بيسيستراتوس أول حكام أثينة الذين عملوا على بناء امبراطورية أثينية، واتبع لذلك سياسة تشجيع المغامرين والباحثين عن الثروة من الشباب لإنشاء مستعمرات استيطانية في جميع أرجاء حوض البحر المتوسط وخارجه. كما نهض بأثينة زراعياً ووزع الأراضي التي هجرها أصحابها من النبلاء على الفلاحين المعدمين، وأمدهم بدعم حكومي ووجههم نحو غرس أشجار الزيتون والكرمة. في حين اعتمد في إنتاج الحبوب على المستعمرات الأثينية خارج بلاد اليونان ولاسيما في منطقة البحر الأسود. وشجع التجارة الخارجية وذلك عن طريق عقد عدد من الاتفاقات التجارية مع دويلات حوض البحر المتوسط، ودعم صناعة الخزف الأسود الذي صار الأكثر رواجاً في عالم المتوسط. وسكّ عملة جديدة غدت شهيرة في العالم المعروف وقتئذ. وفي مجال السياسة الداخلية قام بيسيستراتوس بتعيين قضاة متجولين في الأرياف، وأبعد بذلك بعض من تسهل إثارتهم من قبل الخصوم داخل أثينة. وشيد عدداً من المنشآت العامة، وبدأ في عهده تدوين ملحمتي الإلياذة والأوديسة.

ويجمع المؤرخون المعاصرون، على أنه لولا بيسيستراتوس لما قدر لإصلاحات دراكون وصولون السابقة أن تسهم في دفع عجلة ازدهار أثينة التي كانت في حاجة إلى طاغية، ينظم شؤونها التي استمرت مهزوزة منذ القرن السادس ق.م، واندفعت بقوة في عهد خليفته كليسثنس Cleisthenes.

 

مفيد رائف العابد

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

أثينة ـ اليونان.


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 741
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1008
الكل : 59401429
اليوم : 33739

ابراهيم بن غانم

إبراهيم بن غانم (ق 7 هـ/ق 13م) مهندس عربي، عاش في القرن السابع الهجري/الثالث عشر للميلاد. ذكره محمد كرد علي في كتابه «خطط الشام»، في معرض كلامه عن المدرسة الظاهرية الجوانية. وبعد أن فصّل القول في المدرسة ذكر أنه كتب على واجهة بنائها جريدة وقفها بحروف غليظة. ونقش اسم مهندسها في الزاوية الشمالية من المدخل ومازال النقش قائماً على النحو الآتي (عمل إبراهيم بن غانم المهندس).
المزيد »