بونتوس
بونتوس
Pontus - Pontus
بونتوس
بونتوس Pontus اسم يطلق على أحد أقاليم آسيا الصغرى الشمالية جنوب البحر الأسود، يحده نهرا الهاليس Halys والكولخيس Colchis ويمتد جنوباً إلى إقليم كابادوكية وأرمينية الصغرى، ويضم الإقليم جغرافياً عدداً من سلاسل الجبال التي توازي ساحل البحر مع سهلين كونتهما دلتات نهري الهاليس وإيريس Iris، مما جعل مواصلات الإقليم مع آسيا الصغرى صعبة نسبياً. وتتصف أراضي الإقليم بخصوبة فريدة وتوافر المياه التي أدت إلى نجاح زراعة أشجار الزيتون والجوز والفواكه والأخشاب الصناعية، ولاسيما في المناطق الداخلية إضافة إلى نجاح زراعة الحبوب ونمو العشب الصالح للرعي في السهوب الداخلية القريبة، في حين لم تكن السهوب البعيدة صالحة لأي استثمار زراعي أو حيواني. وقد عرف الإقليم تعدين الحديد منذ أواخر الألف الثاني قبل الميلاد، إذ انتشرت مناجم تعدينه على طول ساحل البحر الأسود أبرزها مناجم زدنغولداك اليوم.
ولايعرف تاريخ مستقل لهذا الإقليم قبل ميتريداتس الأول Mithridates I الذي أسس سنة (مملكة مستقلة) 337ق.م تشبه في هيكلها الاجتماعي والسياسي ما كان عليه إقليم كابادوكية المجاور، فقد كانت التجمعات البشرية تنتظم في وحدات إقليمية ارتبط قسم كبير منها بدويلات المعابد التي كانت تضم عدداً من الرقيق المقدس الذين ارتضوا حكومات كهنوتية شبه وراثية، في حين استمرت الأقسام الجبلية شرقي البونتس تحكم قبلياً، إضافة إلى عدد من المستعمرات الإغريقية التجارية على الشاطئ، كان بعضها يتبع مدناً إغريقية معينة ويدير بعضها الآخر شؤونه بنفسه.
وفي مجال علاقات الإقليم الخارجية، تذكر المصادر أن أراضي بونتوس اتسعت، نتيجة غزوات ملوكها من ميتريداتس الأول حتى الخامس، بمن فيهم فارناكس الأول Pharnaces I، وبلغت أقصى اتساع لها في عهد ميتريداتس السادس الكبير. وفي المجال الداخلي اتصف حكم الأسرة الميتريداتية بقدرتها على كبح جماح الأرستقراطية البونتية ورجال الدين بموجب قوانين وتنظيمات مبتكرة، إلا أنها مع ذلك لم تفعل شيئاً يذكر لتطوير مدنها.
وقد خلدت المصادر الكلاسيكية مملكة بونتوس في صراعها المرير مع التوسع الروماني في منطقة آسيا الصغرى، وهذا ما دفع القائد الروماني بومبي إلى تقسيم أراضي هذه المملكة بعد انتصاره على ميتريداتس السادس بين عدد من حلفاء رومة في آسيا الصغرى، وقد ظهرت هذه التبعية أكثر ما يكون في حمل عدد كبير من مدن بونتوس أسماء رومانية مثل بومبيوبوليس Pompeiopolis، إلا أنها سرعان ما استعادت أسماءها الأصلية في عهد ماركوس أنطونيوس (أواخر القرن الأول ق.م) وصارت مناطق المملكة الغربية تدعى بونتوس جالاتيكوس Galaticus، وعاصمتها أماسية Amaseia، والشرقية تدعى بونتوس بولمونياكوس Polemoniacus، وعاصمتها نيوقيسارية وذلك إثر تسلم أسرة بولمون Polemon الموالية لرومة حكم هذه المناطق، حتى إلحاقها نهائياً برومة سنة 64م، عندها صارت بونتوس جزءاً من إقليم جالاتية الكابادوكية Galatia Cappadocia، وبقيت على هذه التبعية من عهد الامبراطور ترايانوس Trajan إلى عهد الامبراطور ديوقليسيان Dioclician (نحو98 -303م) حين قسمها الأخير إلى مقاطعتين أولاها باسم ديوسبونتوس Diospontus والثانية باسم بولمونياكوس. ويجدر بالذكر أن بونتوس على الرغم من كل هذه التغييرات الإدارية، لم تفقد خصائصها الاجتماعية المحلية، ولاسيما في مدنها الصناعية وأرستقراطيتها الإقطاعية وتجمعاتها القبلية في أقسامها الشرقية.
تُطلق هذه التسمية أيضاً على البحر الأسود، وفي التراث الجغرافي العربي يعرف باسم بحر البنطش.
مفيد رائف العابد
الموضوعات ذات الصلة: |
تركية ـ الرومان.
التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 638
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- صدور المجلد الثامن من موسوعة الآثار في سورية
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 59401429
اليوم : 33739
المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون