logo

logo

logo

logo

logo

بيرك (جاك-)

بيرك (جاك)

Berrque (Jacques-) - Berrque (Jacques-)

بيرك (جاك ـ)

(1910ـ1995م)

 

جاك بيرك Jacques Berrque كاتب ومترجم ومستشرق فرنسي، وُلد في الجزائر، ونشأ فيها في كنف والده الحاكم الإداري الفرنسي لمدينة فرندة في ولاية تغدمت. وتلقى أول تعليمه في فرندة وفي الجزائر العاصمة، ثم انتقل إلى باريس ليتم في السوربون دراسته الجامعية. من فرنسة عادت به الخدمة العسكرية الإلزامية إلى مراكش في المغرب، حيث عاش متنقلاً في أنحائها في وظائف عسكرية ومدنية حتى عام 1953. وفي هذه السنة سافر إلى مصر ليعمل خبيراً لليونسكو في مركز سرس الليان. وفي سنة 1956 عاد إلى باريس إذ انتخب أستاذاً في الكوليج دي فرانس Collège de France لكرسي التاريخ الاجتماعي للإسلام المعاصر ومديراً للأبحاث في المدرسة التطبيقية للدراسات العليا. وفي عام 1980 تقاعد من التدريس الجامعي واستقر في منزله الريفي في سان جوليان آن بورن Saint Julien en Born، بالقرب من بوردو، متفرغاً للتأليف والترجمة، لايغادرها إلا لإلقاء المحاضرات والاشتراك في المؤتمرات. وفي هذه القرية وافته المنية في 27 حزيران.

دفعته نشأته في الجزائر إلى الاهتمام بالمغرب العربي مجتمعاً وسكاناً وإلى دراسة الإسلام واللغة العربية دراسة معمقة ليصير من أهم المستشرقين في النصف الثاني من القرن العشرين. إلا أن استشراق بيرك اختلف عن غيره باهتمامه بالمجتمع العربي والأدب العربي المعاصرين وبالإسلام المعاصر، على خلاف ماعرف عن المستشرقين الآخرين من انكباب على دراسة ماضي العرب والمسلمين وإهمال حاضرهم. وكانت له صلاته بكثير من المبدعين العرب، فعرّف بهم وترجم بعض ماكتبوه وقدّم لأعمالهم المترجمة إلى الفرنسية. وكان وراء ظهور «مختارات الأدب المعاصر» بالفرنسية، وقد صدر في ثلاثة مجلدات في عام 1964م عن دار سُوي Seuil في باريس.

لم يقصر بيرك نشاطه على اهتمامه بالجانب الثقافي من حاضر العرب والإسلام، بل تجاوزه إلى المناصرة الجريئة لحق العرب في مختلف قضاياهم إزاء مارآه من ظلم الغرب إياهم ومن الحملات الموجهة إلى الإسلام عن سوء نية أو سوء فهم. من ذلك دفاعه عن الجزائر والأقطار المغربية الأخرى في نضالها للخلاص من الاستعمار بأشكاله المختلفة، ومناهضته الدائبة لما يسميه استعماراً صهيونياً لفلسطين. وقد جرّت عليه مواقفه السياسية حملات صريحة ومبطنة شنتها عليه أوساط نافذة في بلاده وفي غيرها، إلا أن ذلك لم يؤثر في قناعاته أو يحوله عن مواقفه.

وقد دعت بعض آراء بيرك في المجتمع العربي والعقلية العربية، وبعض استنتاجاته المبتكرة في دراسته للقرآن، إلى اتهامه أحياناً بما يتهم به المستشرقون عادة من نقص معرفة وضعف اطلاع، إذا لم يكن بسوء النية والقصد. إلا أن مواقفه الجريئة إلى جانب العرب والمسلمين وتقبله الحوار حول مايختلف فيه مع غيره، ورجوعه بطواعية عما يقتنع بخطئه فيه، كان يبعد الريبة عن نواياه. لذا كان موضع تقدير عند كثير من الأوساط الثقافية والسياسية العربية. وقد انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة، ونال الجوائز والأوسمة من عدة بلدان في المشرق والمغرب العربيين.

تجاوزت مؤلفاته العشرين من الكتب المطبوعة سوى ما نشره من الدوريات المتخصصة من أبحاث ودراسات. من أهمها ترجمته للقرآن الكريم، وقد ظهرت طبعتها الثانية في عام 1994، وترجمته للمعلقات العشر. ومن تآليفه: «العرب من أمس إلى الغد» Les Arabes d’hier à demain و«المغرب بين حربين» Le Maghreb entre deux guerres و«الشرق الثاني» L’Orient Second و«نهب العالم» Dépossession du monde و«من الفرات إلى الأطلس» De l’Euphrate à l’Atlas و«عربيات» Arabies و«الإسلام أمام التحدي»L’Islam au défi و«مذكرات من الضفتين» Mémoires des deux rives. وكان قد أتم في أيامه الأخيرة ترجمة مختارات من كتاب «الأغاني» للأصفهاني وأعدها للطبع، كما كان يتحدث عن ترجمته للسنة النبوية، غير أن حلول الأجل لم يسمح له بالقيام بهذه المهمة الجليلة.

 

عبد السلام العجيلي

 

موضوعات ذات الصلة:

 

الاستشراق.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ عبد الرحمن البدوي، موسوعة المستشرقين (دار العلم للملايين، بيروت 1984).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 700
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 557
الكل : 31247582
اليوم : 72739

كامويش (لويس دي-)

كامويش (لويس دي ـ) (1524ـ 1580)   لويس دي كامويش Luis de Camôes، كبير شعراء البرتغال، وهو في الأدب البرتغالي مثل شكسبير في الأدب الإنكليزي أو ثربانتس في الأدب الإسباني، ويُعد مؤلفه «أوس لوسياداس» Os Lusiadas (أو أبناء لوسوس  Lusus )ء(1572) العمل الملحمي الأول في البرتغال. والتسمية مشتقة من تسمية الرومان القدماء للبرتغال وهي لوزيتانيا Lusitania. وقد حققت هذه الملحمة لمؤلفها موقعاً بين أفضل الشعراء الأوربيين في القرن السادس عشر.
المزيد »