logo

logo

logo

logo

logo

بييرون (هنري-)

بييرون (هنري)

Piéron (Henri-) - Piéron (Henri-)

بييرون (هنري ـ)

(1881 ـ 1964)

 

هنري بييرون Henrie Piéron عالم نفس فرنسي ولد في مدينة باريس وتوفي فيها عن عمر يناهز الثالثة والثمانين. نال شهادة التبريز Agrégation في الفلسفة ثم درجة الدكتوراه في العلوم، وقد شغل كرسي أستاذية علم النفس في المعهد الفرنسي للعلوم Collége de France عام 1923.

ويعد هنري بييرون من رواد علم النفس الموضوعي في فرنسة، إذ أسهم في إيجاد الأطر العامة للتعليم والبحث في هذا الميدان العلمي. وقد أسس في عام 1920 معهد علم النفس في كليات الآداب والعلوم في باريس، ثم أسس المعهد القومي للتوجيه المهني L’institut Nationall de L,orientation Professionnelle عام 1928. وإليه يعود الفضل في إحداث دبلوم علم النفس الفيزيولوجي Certificat Psychophysiologie الذي يؤلف مرحلة أساسية من مراحل الحصول على الإجازة في علم النفس، وأحدث أيضاً ما يسمى دبلوم الدولة في التوجيه المهني Diplome d,Etat de Conseiller d,Orientation Professionnelle، كما أحدث أيضاً دبلوم الدولة في مجال علم النفس الميكانيكي Diplome d‘Etat de Psychotechnicien.

وقد قدر لبييرون أن يخلف الفرد بينيه Alfred Binet في إدارة مخبر علم النفس الفيزيولوجي Laboratoire de la Psychophysiologie في جامعة السوربون Sorbonne وذلك في عام 1912. وأسهم بييرون في تأسيس مخبر علم النفس البيولوجي للأطفال Labiratoire de la Psychobiologie de l‘enfant وذلك في إطار المدرسة التطبيقية للدراسات العليا Ecole Pratique des Hautes Etudes عام 1927 وأسندت إدارته إلى والون H.Wallon. ويضاف إلى ذلك إسهاماته في تأسيس مخبر علم النفس التطبيقي، الذي أسندت إدارته أيضاً إلى لاهي J.M.Lahy.

هذه الجهود الكبيرة التي بذلها بييرون برزت أهميتها الكبيرة في سياق العصر الذي تجسدت فيه وهو العصر الذي كان فيه علم النفس يعاني من تسلط الفلسفة وهيمنتها إذ لم يكن علم النفس قد استقل بوضوح عن الفلسفة. وكان بييرون من أكثر معاصريه انتصاراً لعلم النفس الموضوعي ومن المتحمسين جداً لإدخال المناهج التجريبية في هذا الميدان. ومع ذلك كله كان يناهض بعض المغالطات الفكرية التي حاولت أن تقلص ميدان علم النفس إلى مستوى الظاهرة الخارجية القابلة للملاحظة فحسب.

يعتقد بييرون أن علم النفس يجب أن ينطلق من أسس علوم الفيزيولوجية، ومن ثم فإن العمليات العصبية تشكل الشروط الأساسية لكل فعل أو سلوك إنساني. ومن هذه الشروط العضوية، ينطلق بييرون ليؤكد في الوقت نفسه أهمية الشروط الاجتماعية في بناء الجانب السيكولوجي عند الإنسان.

وانطلاقاً من هذه التصورات السيكولوجية حول علم النفس، انطلق بييرون ليجري أبحاثه في ميادين نفسية بالغة التنوع: في مجال علم النفس وفي مجال الفيزيولوجية وعلم نفس الحيوان وفي علم نفس الفروق الفردية. وهو ينطلق دائماً في بحثه لمختلف هذه القضايا من مبدأ أساسي قوامه تحليل السلوك الإنساني والكشف عن العمليات البيولوجية الكامنة فيه والتي تشكل صورة تتجلى بوضوح في مجمل السلوكات التنظيمية الإنسانية والتي تتكامل مع العوامل الاجتماعية في بناء الصيرورة النفسية عند الكائن الإنساني. ويبدو أن اتجاه بييرون يأخذ طابع الاتجاهات التطورية المقارنة إذ يتجلى هذا الاتجاه في عنوانات أعماله مثل «من الأكتيني إلى الإنسان» de L‘actinie à L‘homme عام (1958-1959)، وكتابه «الإنسان ليس إلا الإنسان» L’homme, rien que L‘homme عام 1967.

فالإنسان في نظره ليس معطى يندفع إلى الوجود بصورة نهائية، إنه كيان ينمو ويتطور في سياق تفاعلات عميقة وشاملة بين قطبي الوجود وهما الشروط البيولوجية والشروط الاجتماعية. وكان لهذه التصورات التطورية أن تدفع بييرون إلى الاهتمام المتعاظم بالتربية والمشكلات التربوية وذلك على مدى مراحل حياته وفي مختلف فصولها. يقول في هذا الصدد: «إن الطفل مرشح لأن يكون إنساناً وهو ليس أكثر من مرشح للارتقاء إلى هذا المستوى، وهو لايعدو أن يكون غير وجود بالقوة لإرث النوع الإنساني، ومن ثم فإن الانتقال به من صورة القوة إلى صورة الفعل من وجود إنساني بالقوة إلى وجود إنساني بالفعل أمر مرهون بالفعل التربوي».

واستناداً إلى منطلقاته التربوية هذه ناهض بييرون بقوة اللامساواة في مجال التربية والتعليم ونادى بديمقراطية التربية والتعليم في عصره، ولا يمكن أبداً تجاهل الجهود الكبيرة التي بذلها من أجل إصلاح التعليم، وذلك في عضويته في لجنة الإصلاح عام 1946 إذ وظف كل طاقاته من أجل بناء مخطط، يسمح لكل الأطفال بتطوير طاقاتهم المعرفية والتربوية إلى الحدود القصوى.

تميز بييرون بغزارة إنتاجه العلمي، ويمكن ذكر الأعمال التالية التي يمكنها أن ترسم صورة صادقة لعلم النفس عند بييرون: «نمو الذاكرة» (1910) L’évolution de la Mémoire. «الجوانب الفيزيولوجية لمشكلة النعاس» (1913) le Problème Physiologique du Sommeil. «الدماغ والتفكير» (1923) le Cerveau et la Pensée. «علم النفس التجريبي» (1928) la Psychologie Expérimentale. النمو العقلي والذكاء (1930)le Développement Mentale et L‘intelligence. «المعارف السمعية البصرية ومشكلة الرؤية» (1936) les Connaisances Sensorielle et les Probbléme de la Vision.

«الإحساس» (1945) la Sensation. «المطول في علم النفس التطبيقي» (1949-1959) Traité de Psychologie Appliquée في عشرة مجلدات. «علم النفس الفيزيولوجي المقارن» (1958) Psychophysiologie Copmparée. «معجم علم النفس» (1951) Vocabulaire de la Psychologie.

 

علي وطفة

 

مراجع للاستزادة:

 

- Piéron, Henrie: Traité de Psychologie Appliquée, Tome II,P.U.F, Paris, 1960.

- H.Pieron: Vocabulaire de la Psychologie, P.U.F, Paris, 1971.

- Madelein Crawitz: Lexique des Sciences Sociales, Dalloz, Paris, 1933.


التصنيف : تربية و علم نفس
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 812
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 569
الكل : 31522544
اليوم : 38949

الإيقاع

الإيقاع   الإيقاع rhythm لغة من الوقع، وهو الضرب بالشيء، وأوقع المغني أي بنى ألحان الغناء على موقعها وميزانها. ويعني الإيقاع عند الفارابي: تحديد أزمنة النغم بمقادير معينة ونسب محدودة. والكلمة الإنكليزية rhythm من اللاتينية rhythmus أو اليونانية rhutmus وتعني ضبط الحركة الزمنية للموسيقى. ويشمل الإيقاع مجموعة الأشياء التي تختص بوحدة الزمن beat، والنبرة accent، والمقياس measure، والسرعة أو الإيقاع الزمني tempo [ر. الموسيقى]، مما يستدعيه الأداء الصحيح في الموسيقى. ولقرب الإيقاع من النفس الإنسانية، ولعلاقته الحميمة بحركة الجسم في العمل والرقص والتعبير وانتظام دقات القلب وحركة التنفس والمشي والحفظ في عهد اللغة الشفوية، اعتقد بعض العلماء أن معرفة الإنسان للإيقاع سبقت معرفته للنغم. ودعموا قولهم بالإشارة إلى تطور الإيقاع المدهش لدى الشعوب البدائية، وتطور الحس الإيقاعي عند الأطفال، وتوالي حركات إيقاعية وإعادتها لدى بعض الحيوانات. وقد ارتبط الإيقاع بالرقص والعمل عند الشعوب القديمة والبدائية؛ كما كان له أثر مهم جداً في تطور اللغة وأوزان شعرها. ومعروف أن الشعر مرّ بمرحلة التصق بها وزنه بإيقاع لحنه، تماماً كما نراه من التزام «المغني/الشاعر» الشعبي القالب الغنائي ليزن به أشعاره التي يرتجلها ببداهة وسرعة كما في الزجل الشعبي. لذلك مرت الإيقاعات بمرحلة كان فيها تزاوج حميم ما بين الزمن والمقاطع اللفظية من قصيرة وطويلة. ولعلّ من الممكن القول إن لهذه المرحلة أثرها في وجود بحور ذات أوزان وقوافٍ معينة في اللغة العربية. حين كان الإنسان يستخدم بعض أدوات الطَّرْق في أعماله اليومية، تعرف أنماطاً إيقاعية تعتمد على اختلاف الأصوات التي تصدر عن هذه الآلات وتنوعها، من حيث طابعها الصوتي أو بحسب موقع الضرب عليها. وقد أطلق العرب على الثقيل منها لفظة «الدمّ»، وعلى الخفيف منها لفظة «التك». وكان لذلك نتائج أهمها ظهور إيقاعات مرافقة للغناء وغير متقيدة بوزن شعره، كما تطورت الإيقاعات تطوراً كبيراً وتنوعت بكثرة. ومن الإيقاعات العربية ما كان معروفاً في الجاهلية، ومنها ما ظهر في الإسلام كالهزَج والرّمل والثقيل. ومنها ما هو معروف في أيامنا كالمصمودي والسماعي الثقيل والمدوَّر الحلبي والنواخت. ومن الإيقاعات عموماً ما يكون «منتظماً» symetrical أو مختلاً non-symetrical أو حرّاً free rhythm أو متعدد الإيقاعات polyrhythm أو متعدد المقاييس polymeter. وقد اضطر تعقيد الإيقاع العلماء الموسيقيين إلى ابتكار طرائق لتدوينه؛ فابتكر صفي الدين الأرموي طريقة استخدام الأرقام لقياس الزمن؛ ومن ثم ظهرت وسائل أخرى أهمها الطريقة الأوربية وبها تحدد وحدة الزمن افتراضاً بسرعة الزمن وتقاس باقي الأزمنة بالنسبة لها. ولقياس هذه السرعة يستخدم جهاز إيقاعي يدعى الموقّتة الموسيقية «المترونوم» métronome يحدد عدد الوحدات الزمنية في الدقيقة الواحدة. ولما كانت الموسيقى تتألف من عنصرين أساسيين، هما اللحن والإيقاع، كانت الآلات الإيقاعية [ر. الآلات الموسيقية] إحدى الأقسام الرئيسة الثلاثة التي تتألف منها الفرقة الموسيقية (الأوركسترا) إضافة إلى الآلات الوترية وآلات النفخ الخشبية والنحاسية، كما أنها كانت عنصراً فعالاً على الدوام في الفرق الموسيقية جميعها على اختلاف أنواعها وجنسياتها. وتعتمد موسيقى الرقص أساساً على الإيقاع، وهو يبث فيها الحيوية. ويطبع الإيقاع الرقص ويسبغ عليه جوه ليتناسب مع هدفه ومعناه، وهذا ما يساعد مثلاً على التفريق بين أنواع الرقص العربي المختلفة، كالدبكة والسماح وحركات المتصوفة والدراويش. وقد دخل الإيقاع الغربي الموسيقى العربية والشرقية، وأكثره ينتسب إلى موسيقى الجاز وموسيقى الرقص مثل «الفالس» waltzer و«الروك» rock وغيرهما. وفي العالم إيقاعات راقصة كثيرة ومتنوعة وتختلف باختلاف البيئة الاجتماعية والثقافية للبلد أو المنطقة، ومنها ما ترافق الإنسان في أعماله. وهكذا يلازم الإيقاع الموسيقي الإنسان في جل نواحي حياته اليومية.   عبد الحميد حمام   مراجع للاستزادة:   ـ الفارابي، كتاب الموسيقى الكبير، تحقيق غطاس عبد الملك خشبة (دار الكتاب العربي، القاهرة 1967). ـ صفي الدين عبد المؤمن الأرموي، كتاب الأدوار، تحقيق هاشم الرجب (بغداد 1980). - JOSEPH MACHLIS, The Enjoyment of Music (New York, Norton and Co 1963). - DUCKWORTH And E .BROWN, Theoretical Foundation of Music (Belmont, California, Wadsworth Publishing Company 1978). - PERCY SCOLES, The Oxford Companion  to Music (London, Oxford University Press 1978).
المزيد »