logo

logo

logo

logo

logo

بولوك (جاكسون-)

بولوك (جاكسون)

Pollock (Jackson-) - Pollock (Jackson-)

بولّوك (جاكسون ـ)

(1912 ـ 1956)

 

جاكسون بولّوك Jackson Pollock مصور أمريكي ولد في مدينة كودي Cody بولاية ويمنغ Wyoming بالولايات المتحدة الأمريكية من أسرة فقيرة، وهو خامس أبناء هذه الأسرة التي عاشت حياة متنقلة إلى أن استقرت عام 1925 في ضاحية ريفرسايد Riverside بجنوبي كاليفورنية حيث بدأ تجاربه الأولى في الفن، وبعد ذلك انتقل إلى لوس أنجلوس فدرس التصوير والنحت في «مدرسة الفن اليدوي» Manual art School، لكن طبيعته المتمردة كانت السبب في طرده منها سنة 1927.

اتجه بولوك إلى نيويورك في عام 1930 حيث تعرّف المصوّر توماس بنتون  Benton وتتلمذ له في معهد «اتحاد طلاب الفن» Art Students League، وتأثر آنذاك بأعمال فنانين مكسيكيين عُرفوا بأعمالهم الجدارية الكبيرة مثل أوروزكو[ر] Orozco وسيكيروس[ر] Siquieros وريفيرا Rivera، والتقى كذلك مجموعة من الفنانين الداديين والسرياليين الذين وفدوا من أوربة هرباً من الحرب العالمية الثانية ومنهم ماكس إرنست[ر] Max Ernst وأندريه ماسون[ر] André Masson  وأندريه بريتون[ر] والمصور التجريدي بييت موندريان[ر] Piet Mondrian. وفي عام 1941-1942 التقى لي كراسنر Lee Krasner التي صارت زوجته وكانت آنذاك طالبة تدرس الفن عند الفنان هانز هوفمان Hans Hofmann.

أقام بولّوك معرضاً لأعماله في نيويورك في نهاية عام 1944 في صالة «فن هذا القرن»، ونفذ بطلب من صاحبة الصالة لوحة جدارية لمدخل منزلها في نيويورك جمع فيها بين مفهومات الحداثة في التصوير والفراغ المعماري بمفهومه المعاصر.

يقسم إنتاج بولّوك إلى مرحلتين: المرحلة الأولى بين عامي 1942 و1946، وفيها تأثر بالمصوّرَين ميرو [ر] وبيكاسو [ر] وبالمصورين السرياليين، إضافة إلى تأثره بجداريات الفنانين المكسيكيين. ويعد أسلوبه في هذه المرحلة منتمياً إلى الاتجاه التعبيري، وقد عالج فيه موضوعات أسطورية مستخدماً رموزاً طوطمية وأجزاء تشريحية في جو يسيطر عليه الغموض. والمرحلة الثانية بدأت سنة 1947، وهي التي أنجز فيها مجموعة من اللوحات تمثل مايسمى بالتصوير الحركي[ر]  Action painting، وهو أن يصير سطح اللوحة مجال استقبال لما تخطه يد الفنان من حركات سريعة بأدواته الخاصة ومواده، فبدا تأثره واضحاً في هذه المرحلة بالحركة السريالية وسورتها التي يمثلها المصور الفرنسي أندريه ماسون، وهي الإحساس بدرامية الوجود والاعتماد على آلية المصادفة في تشكيل اللوحة؛ كما بدا تأثره بوسائل الدادية وأدواتها، وهي لصق المواد المختلفة إلى جانب اللون الذي يمزج بالزجاج المطحون أو الرمل على سطح اللوحة. وعلى تأثر بولّوك هذا، فإن هدفه في الممارسة الفنية يختلف جذرياً عن هدف الداديين والسرياليين الأوربيين، فلم يكن همه الوصول إلى فن غريب برؤاه وعالمه الخاص، بل التعبير عن «إحساسات آنية». وقد أراد من اعتماده على اللاوعي والمصادفة التلقائية وعلى حركات جسمه أثناء العمل وبخاصة سرعة حركة يده، التوصل إلى إشارات تشكيلية آلية لا علاقة لها بالإدراك البصري للأشياء المرئية، فبولّوك لايهتم إلاّ بما يَجدُّ في أثناء العمل اعتماداً على المادة التي بين يديه وطريقة استخدامه لها، متخطياً بذلك مفهوم اللوحة التقليدية وأسسها؛ ويقول عن ذلك «حين أكون منهمكاً في عملي التصويري لا أعي ما أفعله، لكني بعد مدة من التروي والتأمل أرى ما صرت إليه، وإنني لا أخفق إلاّ حين أفقد صلتي باللوحة».

ومن حيث التقنية أتقن بولّوك في بداياته التصوير الجداري بطُرُقه التقليدية، ثم راح يتخلى شيئاً فشيئاً عن التقنيات التقليدية من أجل أسلوبه الخاص، فابتكر تقنية «رش الدهان» Driping، إذ يشد لوحته على أرضية المرسم، حتى يستفيد من صلابة السطح، ثم يضع ألوان مائعة داخل علبة مثقوبة يمررها فوق اللوحة ذهاباً وإياباً وفي كل الاتجاهات، فينتج عن ذلك مجموعة من الخطوط المتشابكة والدائرية أو البيضوية، وهي خطوط متنوعة الكثافة وغنية التناغم اللوني. وقد استبدل باللونين الأبيض والأسود تعدد الألوان في بعض لوحاته منذ بداية الخمسينات. يقول بولّوك إن هدفه من اتباع طريقة «رش الدهان» هو الدخول في اللوحة والاتحاد مع اللون فيها، وكان بولّوك، بطريقته هذه، قريباً من طريقة الهنود الحمر الذين صوَّروا على لوحات مفروشة بالرمل. أما أدواته في هذه التقنية فكانت: الرمل والزجاج المسحوق والأواني السائلة والعلبة المثقوبة.

يعد بولّوك من الشخصيات البارزة في الفن الحديث، كما أن لوحاته التي نفذها بتقنية رش الدهان قد أسهمت في تطوير «التجريدية التعبيرية» Abstract Expressionism، وهو مفهوم برز في الفن الأمريكي المعاصر في النصف الأول من القرن العشرين.

تناول النقاد أعمال بولّوك وأبرزوا دوره في الفن الأمريكي المعاصر، ومن هؤلاء هارولد روزنبرغ الذي عدّه مؤسس «التصوير الحركي»، كما كتب عنه أحد النقاد تعليقاً على معرضه الذي أقيم في عام 1945: «إن معرضه الشخصي الثاني أبرزه المصور الأكثر تأثيراً في جيله، ويمكن أن يكون الأشهر منذ ميرو (خوان ميرو[ر])».

شارك بولّوك في معارض كثيرة كان منها عام 1939 في صالة «ماك ميلر» في نيويورك، وكذلك في معرض «فن هذا القرن» الذي كان أهم انطلاقة لبولّوك، إضافة إلى معارض عدة أقامها في ميلانو وباريس وزيوريخ.

وبعد وفاته إثر حادث سيارة أقيم له الكثير من المعارض الاستعادية في أمريكة وإيطالية وفرنسة وإنكلترة.

 ومن أشهر أعمال بولّوك لوحة «الأرابسك» (1948) Arabesque و«الإيقاع رقم (1)» Rhythm One و«الخريف» (1950) Autumn  و«ذكر وأنثى»  (1942) Male and Female.

 

أحمد اليازجي

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

التصوير الحركي ـ السريالية ـ الفن التجريدي.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ محمود أمهز، الفن التشكيلي المعاصر (بيروت 1981).

- A.Busignami, Twentieth Century Masters , Hamlyn 1971).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 607
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1008
الكل : 59401429
اليوم : 33739

موسى بن يونس بن محمد بن منعة

موسى بن يونس بن محمد بن منعة (551 ـ 639هـ/1156ـ 1242م)   أبو الفتح، موسى بن أبي الفضل يونس بن محمد بن منعة بن مالك بن محمد، الملقب كمال الدين، الفقيه الشافعي. ولد في مدينة الموصل لأسرة عريقة بالعلم والمعرفة، تفقه بالموصل على يد والده، ثم سافر إلى بغداد سنة إحدى وسبعين وخمسمئة هجرية، واستقر بالمدرسة النظامية، يعمل على المعيد بها السديد السلماسي، فدرس الخلاف والأصول، وبحث الأدب على الكمال أبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري وتفوق بها، ثم عاد إلى الموصل، وتقلد مهام التدريس في مسجد ومدرسة الأمير زين الدين، بعد وفاة والده.

المزيد »