logo

logo

logo

logo

logo

بوشيه (فرنسوا-)

بوشيه (فرنسوا)

Boucher (François-) - Boucher (François-)

بوشيه (فرانسوا ـ)

(1703 ـ1770)

 

فرانسوا بوشيه F.Boucher مصور وحفّار فرنسي، ولد في باريس، وتتلمذ على لوموان Lemoine أولاً ثم على فرانسوا كار F.Cars الذي جعله يركّز على الحفر، وحصل على جائزة رومة (منحة للدراسة في رومة) عام 1723. ثم سافر إلى رومة عام 1727 متأخراً عن المنحة بصفة تلميذ حر دون الحصول على معاش ملكي. وفي رومة التقى تييبولو[ر] Tiepolo الذي تأثر بوشيه به كثيراً من حيث تصوير العري الأنثوي واللون المعبّر عن خلجات الضوء. ثم حصل على رعاية فلوغل Wleughels وحمايته فأوصى به دوق دانتان Duc D’Antan. ولدى عودته إلى باريس في عام 1731 قبل عضواً في الأكاديمية. وبعد عامين لقّب مصور الموضوعات التاريخية، وهي أعلى صفة تُمنح لمصوّر إلى جانب كل من رونو وأرميد Renaud et Armide، وصار أستاذاً في اللوفر سنة 1737، إضافة إلى حصوله على لقب المصوّر الأول للملك لويس الخامس عشر.

بدأ بوشيه يتلقى أول الطلبات منذ عام 1735: تصوير سقف غرفة الملكة في قصر فرساي بطريقة اللون الواحد Grisailles، وطُلب إليه عام 1739 مجموعة من اللوحات تمثل الصيد لتوضع في الشقق الصغيرة التابعة للقصر نفسه. كما ساعد في إعادة تزيين عدة مقرّات ملكية مثل: مارلي Marly ولاموييت Lamuette وفونتينبلو Fontainebleau. لكن الفضل الأكبر في نجاحه يعود إلى السيدة بومبادور Mme Pompadour وهي التي كانت تشجع الفن وتتذوقه مع شقيقها مارينيي Marigny مدير أوقاف الملك. وقد ظلّت مدام بومبادور خلال عشرين عاماً من هيمنتها، بوصفها حظية الملك المُفضّلة، مُلهمة بوشيه الوحيدة.

تميّزت ألوان بوشيه بالأزرق والوردي والأخضر البارد، وقد عالج الفنان تلك الألوان بحيث تناسب تماماً الصالونات الصغيرة والغرف التي تعبر عن حب المظاهر، حيث كانت الطبقة الأرستقراطية ترتاح فيها وتستمتع من خلالها بـ «ملذّات الحب».

وقد صوَّر بوشيه نساء عاريات هابطات من جبال الأولمب أو يمثلن راعيات متجمّلات. وسواء كنَّ يمثلن زوجته ميس أومورفي Miss O’Murphy أم السيدة بومبادور، فقد برع بوشيه في أن يلبسهنَّ جميعاً ذوق عصره فبدين راعيات أسطوريّات بحلّة معاصرة.

سعى بوشيه إلى الفوز بإعجاب جمهوره بتصويره الإغراء الأنثوي كما في لوحة ديانا تخرج من الحمام (متحف اللوفر)، فظهرت نساؤه شهوانيات كما في لوحة فينوس Venus أو لوحة ديانا أو داناييه Danaë. وقد بدت نساؤه رشيقات لعوبات مقارنة مع نساء روبنز[ر] Rubens الهادئات، أو مع نساء فاتو[ر] Watteau وذلك الحنين المنبثق من لوحاته، أو مع تلك الروح الشيطانية التي اتسمت بها لوحات ماريفو Marivaux الأدبية والمسرحية. أراد فقط أن يُبْرزَ الإغراء الأنيق والحب المُغوي الذي يتّصف بالسطحيّة، فوظّف كل شيء لخدمة جسد الأنثى الأبيض المكتنز، يتوجه دائماً وجه ساذج نَهِمٌ بشفاهٍ ورديّة وعيون لا تعرف مكنونها أبداً.

كان بوشيه يصوّر ما يُطلب إليه، وكان راضياً بذلك.

قد لا يكون بوشيه مصوراً متحدياً لعصره، لكنه مصور رائع وجميل. كما أن إنتاجه في الحفر (الماء القوي) Eau Forte كان غزيراً، وقد عالج بالحفر الموضوعات التي عالجها في التصوير فجعل من الأنوثة الشابة محور لوحاته، ملبياً بذلك متطلبات عصره وممثلاً لروحه. وقد قدّم كل ذلك بأسلوب سهل وبهي شمل كل ما امتدت يده إليه من سقوف وأبواب وحواجز متنقلة (بارافان) عدا عن صناديق الحلي ومراوح اليد وجوانب العربات، كما صمم للسجاد الجداري Goblin.

 

قاسم مقداد

 

مراجع للاستزادة:

 

- Naille, Boucher (Paris 1925).

- G. Bauër “François Boucher Premier Peintre du Roi”, in Jardin Des Arts N139.

- Lagarde et Michard, XVIIIe Siecle (Bordas 1970).

- P. D’Espeza et F. Fosca, Histoire de la Peinture. 


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 547
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 571
الكل : 31699887
اليوم : 54469

الإجرام السياسي

الإجرام السياسي   الإجرام على العموم هو ارتكاب أفعال يحرِّمها التشريع الجنائي تحريماً صريحاً، ويحدد أركانها ويضع لها عقوبات محددة. أما الإجرام السياسي criminalité politique فهو إجرام ينتهك مرتكبه التشريع الجنائي، إلا أنه يتميز من الإجرام العادي بطبيعته الخاصة، وبنظرة المجتمع المتسامحة إلى مرتكبه. وهو إجراء قديم جداً في تاريخ البشرية، لكنّ الجديد فيه هو تسميته أولاً، وتطور معاملة مرتكبه إلى اللين ثانياً. ففي القديم كان المجرم السياسي يعدّ عدو المجتمع وكان يعاقب معاقبة في منتهى القسوة، لأنه كان يعمل على تغيير نظام المجتمع وتبديل قواعده السياسية أو الاجتماعية.
المزيد »