logo

logo

logo

logo

logo

باشو (ماتسو)

باشو (ماتس)

Basho (Matsuo-) - Basho (Matsuo-)

باشو (ماتسو ـ)

(1644 ـ 1694)

 

ماتسو باشو Matsuo Basho رائد شعر الهَيْكو[ر] والمعلم الأول الذي تألق في كتابة هذا اللون الشعري في تاريخ الأدب الياباني، وتتألف قصيدة الهَيْكو من ثلاثة أبيات، لكل من البيت الأول والثالث خمسة مقاطع وللبيت الثاني سبعة. وهي تعالج غالباً مسائل ميتافيزيقية.

 ولد الشاعر باشو في وينو Ueno من مقاطعة إيغا Iga إلى الجنوب الشرقي من كيوتو، العاصمة القديمة لليابان. وكان والده ذا مرتبة متواضعة في صفوف محاربي الساموراي[ر] ولم يكن وضع أسرته المتواضع يبشر الفتى بأي مستقبل متميز.

كان اسمه كِنْساكو Kinsaku، وقد أُطلِق عليه عدد من الأسماء الأخرى في الطفولة. والتحق في مستهل حياته بخدمة سيد شاب من أسرة إقطاعية اسمه تودو يوشيتادا، أحد أقرباء مالك المنطقة وحاكمها، وقد قوّى ولعه بالشعر من أواصر تلك العلاقة، ذلك أن الشعر في تلك المرحلة الإقطاعية كان وسيلة من وسائل التسلية والترويح عن النفس.

كتب باشو أول قصيدة هيكو وهو في الثامنة عشرة من عمره، وفي العشرين نشرت أولى قصائده في مجموعة شعرية مشتركة مع عدد من الشعراء في كيوتو.

كان الفتى راضياً بمواصلة حياة محارب الساموراي كوالده. لكن سيده وصديقه الحميم يوشيتادا مات فجأة سنة 1666 ليخلفه أخوه الأصغر على رأس العشيرة ويقترن بأرملته. وقد هزت الفاجعة الشاعر حتى أوشك أن يقدم على الانتحار، ثم لم يلبث أن تخلى عن عمله فخرج من صفوف الساموراي وهجر القلعة ليختار حياة الشعر والتجوال والتأمل. وتشير الدراسات إلى الغموض الذي يلف حياة الشاعر في غضون السنوات القليلة التالية. ولعله انتقل إلى كيوتو ليتابع دراسة الشعر والفلسفة وفن الخط.

شارك سنة 1667 في أول مجموعة من شعر الهَيْكو صدرت بعد موت صديقه، كما ظهرت أشعاره التالية في ثلاث مجموعات أخرى بين 1669-1671، وأخذ اسم الشاعر ينتشر حتى صار معروفاً بين عدد من شعراء العاصمة، فضلاً عن أبناء بلدته. ولما أعلن سنة 1672 عزمه على تجميع عدد من قصائد الهيكو ليصدرها في كتاب، أبدى ما لا يقل عن ثلاثين شاعراً رغبتهم في الإسهام في الكتاب الجديد، وكان عنوانه «لعبة الصَّدَفة» (كاي أويّ Kaioi) ويضم ثلاثين جولة من المساجلات الشعرية. وتكمن قيمة ذلك الكتاب في تعليقات باشو النقدية ورهافة إحساسه في التحكيم  بين الشعراء المتنافسين. وفي تلك السنة ذاتها رحل الشاعر إلى إيدو[ر] edo التي تحول اسمها سنة 1868 إلى طوكيو.

لم توفر له حياته في العاصمة الناشئة ما كان يحلم به من الراحة والاستقرار. فكتب يقول: «أشعر بالوحشة حين أحدق إلى القمر، وأشعر بالوحشة حين أفكر في نفسي، وأشعر بالوحشة حين أتأمل حياتي البائسة، أريد أن أصرخ أني وحيد، ولكن ليس هناك من يسألني عما أعاني». ومن ذلك الحين التصق به اسم «باشو» ومعناه «الموز».

ولعله، في هذه المرحلة، لجأ إلى طريقة الزِّنْ[ر] التأملية على يد الكاهن البوذي «بوتْشو» (1642-1715) الذي كان يسكن على مقربة منه. وكانت هذه البداية لأغنى مرحلة في حياته وإبداعه. وقد أتى على كوخه والمنطقة المجاورة له حريق هائل سنة 1682. أصدر في السنة التالية مجموعة شعرية بعنوان «الكستناء الذابلة» (ميناشي غوري Minashi guri) وفي السنة ذاتها فقد أمه، ثم تداعى أصدقاؤه فبنوا له كوخاً جديداً.

وإبان السنين العشر الأخيرة من حياته قام بعدة رحلات اطلاعية وتأملية. وقد أثمرت رحلاته تلك عدداً من الكتب الشعرية والنثرية كان أهمها «الدرب الضيق نحو الأعماق» (أوكو نو هوسوميتشي oku no hosomichi) مشيراً بذلك إلى أعماق النفس وأقاصي الشمال الياباني.

كان باشو مقلاً في شعره فلم يترك أكثر من ألف هيكو، لكن عدد تلاميذه تجاوز الألفين. ولم تكن كتاباته النثرية بأقل قيمة وجمالاً من أشعاره، وإن كان إيقاع عصره ميالاً للشعر. كان باشو يعاني قلقاً وجودياً وروحياً شديداً، وكثيراً ما حاول التخلي عن كتابة الشعر والاستغراق في تأمل الكون والطبيعة. وعلى فراش الموت كان يتمنى لو كرَّس حياته للصلاة بدل الشعر. توفي في  أوساكا عن عمر ناهز الخمسين عاماً.

أهم آثاره «الدرب الضيق نحو الأعماق» و«خواطر هيكل عظمي في العراء» Nazarashi kiko و«خواطر حقيبة أبلاها السفر» Oi no kobumi و«شمس الشتاء» Fuyu no hi و«أشعار الوداع» Kusenbetsu و«زيارة معبد كاشيما» Kashima kikö و«زيارة قرية ساراشينا» Sarashina kikö.

وكثيراً مانشرت أشعاره في مجموعات مشتركة مع شعراء آخرين.

علي كنعان

 

مراجع للاستزادة:

 

- J.THOMAS RIMER. A Readers Guide to japanese Literature kodansha international (Tokyo 1991).

- MAKOTO UEDA .The Master Haiku Poet Matsuo Basho kodansha international (Tokyo1982).

ROBERT AITKEN. A Zen Wave Bash' s Haiku on Zen (NewYork1989


التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 617
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 628
الكل : 31789023
اليوم : 64484

الإسمية

الاسمية   الاسمية nominalism مذهب ينتمي أصحابه، بالمعنى الدقيق، إلى فلسفة العصر الوسيط الأوربي، وهو بالحري حركة منطقية وابستيمولوجية[ر] امتد تأثيرها الموصول إلى ميدان العلم الحديث والمعاصر. وغير خافٍ أن الفلسفة الأوربية في العصر الوسيط تعرف باسم الفلسفة المدرسية philosophie scolastique أو (الاسكولاتية). وقد تميزت بتنهيج الفكر المسيحي متأثراً في مرحلة أولى بالأفلاطونية الأوغسطينية، وهو تيار تقليدي، ويقابله تيار ثوري متسم بسيادة الأرسطية الرُّشْدِيّة ولاسيما بعد ذيوع ترجمات كتب أرسطو المأخوذة عن العرب عامة، وعن ابن رشد المعروف باسم «الشارح» خاصة. وثمة تيار ثالث يسمى التيار الإصلاحي، وفيه ازدهرت الأرسطية التومائية.
المزيد »