logo

logo

logo

logo

logo

بوجيه (بيير-)

بوجيه (بيير)

Puget (Pierre-) - Puget (Pierre-)

بوجيه (بيير ـ)

(1622 ـ 1694م)

 

بيير بوجيه Pierre Puget نحات ومعمار ومصور فرنسي، ولد في بلدة شاتو ـ فوليه Follet ـ Château القريبة من مرسيلية لأب حجَّار. تعلم في البداية عند أحد النحاتين، ونفَّذ بمادة الخشب مجموعة من الأعمال النحتية لأشكال آدمية لتزيين السفن الشراعية في مرسيلية. درس التصوير في رومة على بيير دي كورتونه[ر] Pierre de Cortone في الأعوام (1641 - 1643)، وظل يعمل معه في أوقات متفرقة حتى عام 1647. صوَّر بوجيه لوحات دينية وأسطورية وبعض الشخصيات، ومثّل في أعماله النحتية فن الباروك الفرنسي[ر].

عمل بوجيه في مدن الجنوب الفرنسي كمرسيلية وطولون وفي جنوة، ونفّذ فيها أعمالاً نحتية دينية وتزيينية. وفي عام 1655 كلَّفه مجلس مدينة طولون تنفيذ عمل نحتي لدار البلدية، فنحت أشكالاً تزيينية تمثل أشخاصاً أقوياء من نوع «أطلس» يحملون شرفة. استمد بوجيه نماذجه من بيئة شعبية، ومن العمال الذين يشتغلون في المرفأ الطولوني أو المرسيلي، فكان يراقبهم وهم يحملون الصناديق والأكياس الزاخرة بالبضائع الثقيلة. وقد نقلت الروايات اسم أحد العمال الذين اتخذهم بوجيه نموذجاً حياً من أجل تنفيذ هذا العمل واسمه مارك برتراند Marc Bertrand، وكان شهيراً في المرافئ الفرنسية الجنوبية بقوته وقدرته على تحمل الأعمال القاسية.

أدت تزيينات دار البلدية إلى الاعتراف ببوجيه معلماً بارعاً، وقد أعجب برنيني[ر] Bernini كثيراً بأعمال بوجيه حين دُعي إلى فرنسة من أجل تصميم الواجهة الشرقية لقصر اللوفر، وتعجَّب عندما علم أن ملك فرنسة لم يوظف هذا النحات المبدع في بلاطه. وكانت منحوتات دار البلدية في طولون سبباً في ذيوع شهرة هذا الفنان فتوالت عليه الطلبات، فنفذّ لكلود دي جيراردن Claude  de Girardin معاون الوزير فوكيه Fouquet، عملين يعتمدان الأفكار الأسطورية: الأول هو «هيدراليرنا: هرقل يقتل العدا» (في الأسطورة اليونانية: الهيدرا وحش لها تسعة رؤوس عملت قتلاً وتدميراً في مقاطعة ليرل)، والثاني «سيبيلا تقلِّد جانوس إكليل الغار». ووضع تمثال هرقل في أحد متاحف روان Rouen، ويرقى هذا العمل إلى مستوى تمثال «داود» للنحات برنيني بديناميكيته المعبرة.

بعد ذلك سافر بوجيه إلى جنوة، حيث نفَّذ عملاً نحتياً لفرانشيسكو ماريا بولي Francesco Maria Pauli في كنيسة سانتا ماريا دي كارنييانو S.Maria Di Carignano يمثل القديس سيباستيان Sebastien. وقد قدّم الروائي والناقد الفرنسي الشهير هنري ستندال[ر]  Henri Stendhal  هذا العمل في «مذكرات سائح» بصيغة نقدية طريفة، مدح فيها واقعيته.

كانت الإقامة في مرافئ الجنوب الفرنسي قد جلبت لبوجيه عقوداً كثيرة، نفذ في أثنائها مجموعة من الأعمال  لتزيين السفن الشهيرة آنذاك مثل «الملك الكبير» Grand Monarque، و«تيريز الملكية» Thérèse Royal. ومَثَّـلت منحوتاته في هذه السفن شخصيات أسطورية، مثل «مارس» Mars و«نيبتون» Neptun و«تريتون» Tryton و«الدلافين»، وكانت تُركّب عند جؤجؤ (مقدمة) السفن، وتؤطّرها قطع من النحت البارز. ويحوي متحف اللوفر ومتحف طولون كثيراً من هذه المنحوتات.

بعد أن أقام بوجيه في جنوبي فرنسة مدة انتقل إلى باريس عام 1671، وكلِّف تنفيذ أعمال لقصر فرساي، فنفذ تمثال «ميلون دي كروتونه» و«الاسكندر الكبير» و«ديوجين»  Diogènes. ويعد تمثال «ميلون دو كروتون» في مقدمة إبداعات بوجيه وأكثرها شهرة، وقد أنجزه عام 1682، ويُمثّل رجلاً مصارعاً قوي البنية تشبثت قبضته بشق جذع شجرة وهو يحاول اتقاء سبع انقض عليه من الخلف. وجاء هذا العمل مفعماً بالتعبير عن الإنسانية المعذبة والشجاعة الرصينة، وهو يذكر بالمنحوتة الهلينية «اللاوكون يصارع الأفاعي»، كما يذكِّر بأرقّاء ميكلانجلو[ر]. لم يستحوذ هذا العمل على إعجاب الملكة ماري تيريز زوجة الملك لويس الرابع عشر التي عبّرت عن تأثرها عندما رأت المنحوتة بعد إخراجها من الصندوق بقولها: «آه، مسكين هذا الرجل». في حين أسهب لو برَن Le Brun النحات الفرنسي الشهير في رسالة إلى بوجيه في إطراء هذا العمل. وفي نهاية المطاف لم يعرض تمثال «ميلون دو كروتونه» في رحاب قصر فرساي وقبع مع المنحوتة التي تمثل الاسكندر الكبير في إحدى القاعات الخلفية لمتحف اللوفر. ومن أعمال بوجيه في العمارة أيضاً تصميم كنيسة «المحبة» La Charité في مرسيلية.

توفي بوجيه في مرسيلية وبقيت أعماله شاهداً على براعته.

 

أحمد الأحمد

 

 


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 474
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 561
الكل : 31533834
اليوم : 50239

المكزون السنجاري

المكزون السنجاري (583 ـ 638هـ/1187 ـ 1240م)   الأمير عز الدين أبو محمد الحسن ابن يوسف بن مكزون بن خضر بن عبد الله بن محمد السنجاري، الفارس الشاعر العالم. اختُلف في نسبه، فأُعيد إلى أصول عربية، ونُسب إلى المهلب بن أبي صفرة الأزدي، ورُدّ إلى أصول فارسية. وتباينت الآراء في إمارته على سنجار أو على قبيلة عربية - قطنت بعض نواحيها- هاجر بها إلى بلاد الساحل الشامي. وسبب ذلك إعراض أصحاب كتب التراجم عن ذكره، لذلك وقع الاضطراب في أسماء أجداده وفي مواقع إقامته وحركته.

المزيد »