logo

logo

logo

logo

logo

ابن جزي

جزي

Ibn Juzayy - Ibn Juzayy

جُزَيّ بن ـ)

(721ـ757هـ/1321ـ1356م)

 

أبو عبد الله، محمّد بن محمّد بن أحمد. وُلد بغرناطة، ونشأ في كنف والده أبي القاسم الذي كان عالم الأندلس، ومفتيها، فرعاه ودرّسه وثقّفه إلى أن تمكّن من علوم الحديث والأدب واللُّغة.

عندما اشتهر أدبه، وتمكّنه من فنّي النّظم والنَّثر ضمّه أمير الأندلس أبو الحجّاج يوسف بن الأحمر إلى بلاطه فصار كاتبه، ومدحه بأشعار كثيرة، ثم تغيّر عليه فامتحنه وضربه بالسّياط، وأمر بنفيه، فهاجر إلى المغرب وترك أشعاراً في ذمّ أرض الأندلس.

التحق ابن جُزَيّ بخدمة سلطان المغرب أبي عِنان المرينيّ فجعله كاتبه، وكلّفه تدوين رحلة ابن بطوطة[ر] المسمّاة «تحفة النُظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار» وكان ابن جزي قد لقي ابن بطوطة قبل ذلك في الأندلس، فدوّنها ابن جُزَيّ من إملاء ابن بطوطة بأسلوبه البسيط.

أمَّا أسلوب ابن جزي في مقدمة الكتاب وفي مقدمة أبواب الكتاب فكان أسلوباً مسجعاً متكلفاً يغاير أسلوب ابن بطوطة المرسل البعيد عن التصنُّع.

كان ابن جُزَيّ شاعراً رقيق الشّعر، وله قصائد كثيرة تشهد بنبوغه وتفوقه، وأكثر من شعر المدح والغزل وبرع في فنّ التّورية. وله بعض النّصوص الشّعريّة والنثريّة التّي تدلّ على تمكّنه من ناصية اللّغة، منها قصيدة جيميّة طويلة حذف منها حرف الراء، يقول في مطلعها:

قسماً بوضّاح السَّنا وَهّاجِ

من تحتِ مسدولِ الذَّوائبِ داجِ

وبأَبْلَجٍ بالمسْكِ خُطَّتْ نونُهُ

من فوقِ وَسْنانِ اللَّواحِظِ سَاجِ

وبحُسنِ خَدٍّ دُبِّجَتْ صَفحاتُهُ

فغَدَتْ تُحاكي مُذْهَبَ الدِّيباجِ

ومنها رسالة يجاوب فيها الأديب لسان الدين بن الخطيب[ر]، التزم في كلّ كلمة فيها حرف السين يقول في مفتتحها: «بسم السَّميع نستفتح، وللقدّوس السَّلام نقدّس ونُسبِّح، وبالسَّلام المرسل لرسوله نستوهب السَّعادة ونستمنح، رسم سلطان المسلمين، وسيّد السّلاطين...».

ألّف ابن جُزَيّ كتاباً سمّاه «تاريخ غرناطة»، ذكر فيه كلّ ما يتعلّق بهذه المدينة من نواحٍ جغرافية، وترجم لأعلامها وذكر أخبارهم وأشعارهم، وذكر ابن الخطيب أنّه وقف على أجزاء معجبة منه. غير أنّ هذا الكتاب لم يصل منه إلاّ بعض النُّقول التي حفظتها الكتب المتأخرّة. كان ابن جُزي ذا خطٍّ جميل، وكان يحفظ ما يزيد على العشرين ألف بيت من الشّعر.

توفي ابن جُزَيّ بمدينة فاس.

علي كردي

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن الأحمر، نثير الجمان في شعر من نظمني وإيّاه الزّمان، تحقيق محمد رضوان الدّاية (مؤسسة الرسالة، بيروت 1396هـ/1976م).

ـ ابن الخطيب، الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس في المئة الثامنة، تحقيق إحسان عباس (دار الثقافة، بيروت 1983م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 594
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 999
الكل : 58712425
اليوم : 144125

المغرب العربي (التاريخ الإسلامي)

المغرب العربي (التاريخ الاسلامي)   يُقصد بكلمة المغرب أراضي الدول التي تُسمى اليوم دول المغرب العربي الكبير، وهي ليبيا وتونس والجزائر والمملكة المغربية، ويرجع ظهور مصطلح المغرب إلى النصف الأول من القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي، ويبدو أنه استُعمل في هذه الفترة للدلالة على الجزء الغربي من العالم الإسلامي، أما إطلاق مصطلح المغرب على شمالي إفريقيا كله أو جزء منه، فإن أغلب الظن أنه لم يقع قبل القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي. المغرب العربي منذ الفتح الإسلامي حتى نهاية العصر الأموي: لم يكد عمرو بن العاص يتمُّ فتح مصر عام  21 هـ / 642 م حتى تابع سيره إلى ساحل المتوسط غرباً، وضرب حصاراً على برقةَ فصالحه أهلها على دفع الجزية، ثم تابع سيره، فدخل طرابلس بعد حصارٍ دام شهراً، ليكمل فتح الساحل الليبي بدخوله صبراتة، وبالوقت نفسه، أتم عقبة بن نافع الفهري عمليات السيطرة على  الواحات الداخلية مثل فزان و زويلة بتكليف من عمرو. وتوقف الفتح في عهد الخليفة عمر بن الخطَّاب عند هذه المناطق، وعاد عمرو بن العاص إلى مصر خوفاً من هجمات قد يقوم بها الروم في حال غيابه عنها.
المزيد »