logo

logo

logo

logo

logo

بِفسنر (الأخوان-)

بفسنر (اخوان)

Pevsner - Pevsner

بِفسنر (الأخَوان ـ)

 

الأخوان أنطوان بفسنر (1886-1962) Antoine Pevsner ونعوم غابو (1890-1977) Naum Gabo نحاتان ومصوران من أصل روسي، اتخذ الثاني كنية مخالفة لتمييزه من أخيه.

ولد أنطوان بفسنر في أوريلOrel  في روسية، وولد نعوم في بريانسك في روسية أيضاً، وكلاهما من ممثلي النزعة البنائية في الفن التشكيلي والمبشرين بها.

أظهر أنطوان بفسنر نشاطاً إبداعياً مكثفاً في موسكو بين عامي 1914-1917، وساهم مع أخيه نعوم غابو ومالفتش[ر[  وكاندينسكي[ر] وتاتلين[ر] وآخرين في وضع أسس الفن الثوري في تلك المرحلة. فقد آمن هؤلاء بأن وظيفة الفن غير مباشرة، وتركزت أفكارهم حول اكتشاف الإمكانات الجمالية لطبيعة الخامة المستعملة في العمل الفني، ورأوا أن العناصر الأساسية المكونة للعمل كالفراغ والحجم واللون هي ما يبحثون عنه في العمل الفني.

سافر بفسنر إلى باريس عام 1911 وأقام فيها حتى عام 1914، واتصل هناك بالفنان تاتلين، الذي غادر هو الآخر موسكو في عام 1913، كما اتصل في باريس بالمصورين التكعيبيين والمستقبليين، وزار في عام 1913 معرض بوتشيوني للبنائيات المعمارية، وفيه طرحت مفاهيم المستقبليين في الطاقة والحركة.

أمضى بفسنر وأخوه غابو سنوات الحرب الأولى في النرويج حيث بلورا القواعد الأساسية للشكل البنائي. وفي عام 1920 أصدرا في موسكو «البيان الواقعي» دفاعاً عن التشكيلات البنائية، وأعلنا فيه أن العنصر الحقيقي الذي يشكل إدراكنا للزمن الحقيقي يكمن في الإيقاع الحركي، وأنكرا دور التشكيل الحجمي في التعبير عن الفراغ في فن التصوير، كما التزما بابتكار هياكل في فن النحت تكوّن الصورة الحقيقية للفراغ والزمن. وقد سمي هذا البيان واقعياً لأن الأعمال الفنية الجديدة هي حقيقية بالمفهوم المطلق، وهي لا تمثل سوى ذاتها كما تمثل الطموح لتحطيم كل فصل ممكن بين الشيء والفراغ المحيط به.

ركز أنطوان بفسنر نشاطه في فن التصوير بين عامي 1914 و1923، بينما ركز نعوم غابو في الفترة نفسها على البنائيات النحتية. وأقام الأخوان مدة تسعة أشهر في برلين عام 1922 حيث أقيم المعرض البنائي الروسي. وفي عام 1924 نظّم الأخوان معرضاً مشتركاً في باريس في صالة «بيرسيه» ظهرت فيه أوجه الاختلاف بينهما. في عام 1927 صنع الأخوان تصميماً مشتركاً لباليه دياغلييف «القطة» La chatte  الذي حقق نشاطاً كبيراً في مونت كارلو ولندن وبرلين. انضم أنطوان بعد عام 1932 إلى جماعة «الخلق التجريدي» التي كان نعوم أحد أعضائها، وأصدر الأخوان في تلك الأثناء بياناً جديداً تضمن توضيحاً لبيانهما «الواقعي» الذي أصدراه في موسكو. ويفترق الأخوان بعد عام 1936 حين رحل نعوم إلى إنكلترة، وبقي أنطوان في باريس متمتعاً بالجنسية الفرنسية حتى وفاته.

وقد تنامت الفروقات بين أسلوبي الأخوين بعد افتراقهما رغم تمسكهما معاً بأسس البنائية. فبنائيات أنطوان المشيدة بعناية والمصنوعة من المعادن الصلبة كانت ذات سطوح كتيمة مغايرة لسطوح أعمال نعوم الشفافة المصنوعة غالباً من اللدائن (البلاستيك) والبلّور. وقد خضعت أعمالهما لتحويرات أسلوبية ارتبطت بحساسية كل منهما الفنية ونمط تفكيره.

من أعمال أنطوان بفسنر: لوحة «كرنفال» الزيتية في سنة 1917 وهي في رواق تريتاكوف في موسكو، ومنحوتة «بنائية من أجل أحد المطارات» من البرونز وهي في متحف ستيديليك في أمستردام.

أما نعوم غابو فقد استلهم أفكار التكعيبيين في منحوتاته، فأثرى البنائية بسلسلة المستويات المسطحة المتداخلة، ويتضح ذلك في رؤوسه المنحوتة بين عامي 1915 و1916 إذ اخترقت الزوايا القائمة تلك الرؤوس في سعي لإلغاء الفصل بين الشيء والفراغ المحيط به. وهذا ماأدى إلى انبثاق فن جديد مبني على فكر البنائية التركيبي وهو فن يتداخل فيه النحت والتصوير التجريديان، وقد أغرى هذا الاتجاه كثيراً من الفنانين في إنكلترة وهولندة والولايات المتحدة.

وعندما وضع غابو تصميمه لمحطة إذاعة في روسية في عام 1919 اتبع في أسلوبه مزيجاً بين الفن والعمارة والهندسة موضحاً انهماكه التكعيبي بمفهوم الفراغ والاهتمام بالحركة بمفهوم مستقبلي، وخلص غابو في تركيباته البنائية الأولى إلى مفاهيم تجريدية ربما تكون مستقاة أو موازية لرسوم موندريان[ر] التي توصل إليها بعد عام 1916، فقد ابتعد كلاهما في تركيباته البنائية عن الطبيعة، وتعد تلك البنائيات في نهاية المطاف من دون وظيفة عملية، بمعنى أنها تدخل في مجال الفن الصرف ولا يستفاد منها في تطبيقات عملية، الأمر الذي قاد غابو إلى الخصام مع السلطات السوفييتية ورحيله عن روسية عام 1922.

عبر غابو عن البناء الحركي بوساطة القضيب المعدني الهزاز، فالحركة بمفهومه يجب أن تكون جزءاً حيوياً في تجربة المشاهد. وليس لتركيب غابو البنائي خلفية أو واجهة، ولا يتطلب من الناظر أن يتحرك حوله لأنه شفاف ويرى المشاهد ما في داخله لأنه مصنوع من الزجاج والمعدن وشريحة وخيط من البلاستيك. إن عمل غابو ذو منطق عقلاني وهو بمثابة نموذج لمعادلة علمية، ومع ذلك فهو يعد عملاً فنياً بالرغم من أنه لا يستمد من الطبيعة مصدراً له بل يسير بموازاتها دون أن يتنكر للنظام الطبيعي.

بقي غابو في باريس حتى عام 1936، وبعد ذلك عاش في إنكلترة ثم غادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1946، واكتسب الجنسية الأمريكية عام 1952.

من أعمال غابو المهمة: تصميم قصر السوفييت في عام 1921، ونصب لمرصد فيزيائي عام 1922، وتصميم إنارة بوابة بزاندبورغ في عام 1929. ووضع غابو كتابات حول المفهوم البنائي تركت أثرها في أنحاء العالم، وقد بين فيها أن الأسس البنائية تعود إلى مملكتي العمارة والفن، وأن الفن الذي كان إنتاجياً فيما مضى صار خلاقاً، وهو المنهل الروحي الذي يستلهم منه معماريو المستقبل. ويضيف غابو بما معناه «إن التجريد ليس عصب الفكرة البنائية التي أدعو إليها، فالفكرة بالنسبة لي تعني أكثر من ذلك، فهي تتضمن كل العلاقات الإنسانية المعقدة، وهي أسلوب في التفكير والإدراك والعيش. كل شيء يجمل الحياة ويذكيها ويضيف إليها شيئاً في اتجاه النمو والتطور عمل بنائي».

شارك غابو في مؤتمر البنائيين في دوسدورف عام 1922، وأضحت البنائية بعد هذا المؤتمر حركة أوربية تعززت بفضل مساهمة عدد من فناني الباوهاوس[ر] الذين تبنوا أفكاراً مماثلة لأفكار البنائيين الروس.

 

عبد الكريم فرج

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الباوهاوس ـ البنائية ـ الفن التجريدي ـ التكعيبية ـ كاندينسكي ـ موندريان.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ هربرت ريد، النحت الحديث, ترجمة فخري خليل (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1994).

ـ ألان باونيس، الفن الأوربي الحديث، ترجمة فخري خليل (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1994).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 207
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 541
الكل : 29592375
اليوم : 47291

الأسترالية الأصلية (اللغات-)

الأسترالية الأصلية (اللغات ـ)   تبلغ اللغات الأسترالية الأصلية Australian aboriginal languages نحواً من 260 لغة متشابهة ينتشر متحدثوها في القارة الأسترالية بأكملها، إضافة إلى الجزر الغربية في مضيق تورس Torres Strait باستثناء تسمانية Tasmania. وتتسم هذه اللغات بتشابه كبير في الأنظمة الصوتية، وتطابقٍ واضح في القواعد اللغوية مع فروق كبيرة في المفردات، ويتمكن متحدثو لهجات المناطق المتجاورة جغرافياً من التواصل والتفاهم بسهولة ويسر، في حين يصعب التواصل بين متحدثي لهجات المناطق المتباعدة فإذا تحدث اثنان من هؤلاء يبدوان كأنهما يستخدمان لغتين مختلفتين. وتتحدث كل قبيلة لغة واحدة متميزة من غيرها، لكن الإلمام بلغتين أو أكثر من الأمور الشائعة في بعض المناطق.
المزيد »