logo

logo

logo

logo

logo

الأنتيموان

انتيموان

Antimony - Antimoine

الأنتيموان

 

الأنتيموان أو الإثمد antimony عنصر من العناصر المتوسطة بين المعادن واللامعادن non-metal، تغلب عليه الصفة المعدنية، يرمز له بـ Sb، وكتلته الذرية 121.76، وعدده الذري Z= 51، وهو يتميز ببنية إلكترونية خارجية 5S2 5P3. يكون في الطبيعة مزيجاً من نظيرين كتلتاهما الذريتان 121 (57.25%) و123 (42.75%).

عرف الأنتيموان منذ القديم، فقد كانت العرب وقبائل آسية البدوية تستعمل حجر الإثمد أو حجر الكحل collyrium stone لمداواة الجروح وكحلاً للعيون، وحجر الكحل هو مركب كبريت الأنتيموان السريع التفتت الذي لِفُتاته بريق ولمعان. استخرج الرومان الأنتيموان ولم يعرفوا استعمالاته وفوائده، كما عرفه الكلدانيون والصينيون والكوريون واليابانيون. وقد أشار برتلو Berthelot إلى أن العرب استعملوا الإثمد أو الأنتيموان في محاولاتهم تحضير الذهب. ويعتقد أن أصل كلمة أنتيموان عربي «أثموند athmond» (هي في الحقيقة إثْمِد ithmid أو أَثْمُد athmod) حمله قسطنطين الإفريقي Constantinos africanus إلى أوربة، فدخل اللاتينية باسم «اثموديوم athmodium» أو «أثيموديوم athimodium» وغدا في اللاتينية الوسطى «أنتيمونيوم antimonium» ثم استقر على أنْتِموني antimony بالإنكليزية.

وكان العالمان بليني وديوسقوريدس قد أطلقا عليه تسميتي «ستيبي stibi» أو «ستيبيوم stibium» اليونانيتين، ثم أُطلقت هذه التسمية على المعدن نفسه الذي استخرجه بازيل فالانتان Basile Valentin في نهاية القرن الخامس عشر من كبريته المدعو ستيبين stibine، ومن هنا جاء رمزه Sb.

لا تتجاوز نسبة الأنتيموان في الطبيعة 5×10-5%، ونادراً ما يوجد حراً كما في منطقة بيلان من لواء اسكندرون، وغالباً ما يكون متحداً بحالة كبريت الأنتيموان Sb2S3، أو متحداً مع الأكسجين Sb2O3 كما في الجزائر.

ينصهر الأنتيموان إلى أشكال متغايرة الصفات allotropic متعددة، وأحد هذه الأشكال ثابت وهو الشكل المعدني القَصِف والمائل إلى الزرقة وذو البريق المعدني والذي يدعى الأنتيموان الفضي؛ أما الآخر فيدعى الأنتيموان الأصفر، وهو غير ثابت إلا تحت الدرجة -90ْ س. تبلغ كثافة الأنتيموان في حالته الصلبة 6.70، وهو ينصهر في الدرجة 630ْس، ويغلي في الدرجة 1640ْس. ويحضر بطرائق عدة، أهمها شيّ الستيبين في الهواء فيتحول إلى الأكسيد الثلاثي الذي يرجع بالكربون أو بالهدروجين.

خواصه الكيمياوية

يتحد الأنتيموان بالأكسجين والكبريت والهالوجينات بالتسخين، ويعطي المركبات الموافقة لحالة الأكسدة +3 في الغالب. ولما كان كمون الأكسدة والإرجاع النظامي E0 للجملة Sb3+/Sb يساوي +0.21 فلطاً، فالأنتيموان لا يتأثر بالحموض غير المؤكسدة، لكنه ينحل في حمض الكبريت المركز بالحرارة معطياً كبريتات الأنتيموان III، وينحل في حمض الآزوت معطياً أكسيد الأنتيموان Sb2O3، وينحل أيضاً في الماء الملكي معطياً الشاردة المعقدة [SbCl6+]- (يتألف الماء الملكي من جزيء من حمض الآزوت و3 جزيئات من حمض كلور الماء).

مشتقاته الرئيسية

يتميز الأنتيموان في معظم مركباته برقمي أكسدة +3 و+5 كما هي الحال في أكسيدَيْه: Sb2O3 وSb2O5 وفي هاليدَيْه halides: SbX3 وSbX5. أما هيدريدُهُ hydride فمقتصر على حالة الأكسدة +3 (SbH3). ويعد ثلاثي اكسيد الأنتيموان Sb2O3 من الأكاسيد المذبذبة amphoteric. والأنتيموان قليل الذوبان في الماء، لكنه ينحل في الحموض المركزة معطياً الأملاح الموافقة التي تتحلل بالماء hydrolyse بسهولة إلى مركبات الأنتيمونيل . وينحل أيضاً في الأسس (معطياً مركبات الأنتيمونيت SbO3-3)؛ ويتبلمر في الحالة البخارية إلى Sb4O6. وهو يُثَبِّتُ الأكسجين في الدرجات العالية من الحرارة (800ْس) متحولاً إلى الأكسيد Sb2O4، ويعطي مع طرطرات البوتاسيوم مركباً يستعمل في الطب مقيئاً. أما خامس أكسيد الأنتيموان Sb2O5 فهو أكسيد حمضي، ينحل في الأسس وخاصة في هدروكسيد البوتاسيوم معطياً أنتيمونات البوتاسيوم K[Sb(OH)6]. ولم تعزل الحموض الموافقة للأكسيدين المذكورين مع أن أملاحهما معروفة.

يعرف من هاليدات الأنتيموان كلور الأنتيموان III باسم «زبدة الأنتيموان» وهو سهل التحلل بالماء إلى كلور الأنتيمونيل SbOCl. وكان يُعرف قديماً باسم «مسحوق ألغاروث» Algaroth (طبيب إيطالي عاش في القرن السادس عشر) وقد استعمله هذا الطبيب مادة مطهرة ومقيئة. أما هدريد الأنتيموان (SbH3)III فغاز سام يتميز برائحة كريهة، ويحضر بفعل الهدْروجين الوليد في أكسيد الأنتيموان III. يتفكك هدريد الأنتيموان بسهولة بالحرارة (200ْس) إلى مكوناته، ويصاحب تفككه هذا انفجار، ويقوم SbH3 بدورِ مرجعٍ لكثير من المركبات.

استعمالاته

يدخل الأنتيموان مع بعض المعادن لتكوين سبائك خليطة متميِّزة، فهو يُكْسبها مزيداً من القساوة والمقاومة، ويكوِّن مع الرصاص الكثير من السبائك الخليطة (الأشابات) المتعددة الاستعمال تبعاً لنسبته فيها، كصنع صفائح المدخرات أو حروف الطباعة (80 % رصاص و20 % أنتيموان)، والمواد المقاومة للائتكال والتحات. ويكوِّن مع القصدير سبيكة خليطة تُستعمل في صنع المواعين المنزلية (المعدن الإنكليزي: 90% قصدير و10% أنتيموان) و(المعدن الفضي: 85% قصدير و15% أنتيموان). ويستعمل الأنتيموان أيضاً في صنع مهابط الإصدار الضوئي photoemission المؤلفة من طبقة من أنتيموان السيزيوم SbCs3. ويدخل الأنتيموان في تركيب الخلايا الناقلة للضوء photoconductor، والمتكونة من بلورات أحادية من أنتيموان الأنديوم أو الغاليوم، للكشف عن الأشعة تحت الحمراء. وتستعمل بعض مشتقات الأنتيموان المعدنية في الطب مقشِّعةً. أما مشتقاته العضوية فتفيد في معالجة داء الليْشمانيات leishmaniasis وداء البلهَرْسيَة bilharziasis.

 

عبد المجيد البلخي

 

مراجع للاستزادة

 

ـ محمد علي المنجد وعبد المجيد البلخي، الكيمياء اللاعضوية 2 (المطبعة التعاونية بدمشق 1988-1989).

- PAUL PASCAL, Traité de chimie minérale (Masson, Paris).


التصنيف : الكيمياء و الفيزياء
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 783
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 496
الكل : 31258076
اليوم : 6264

العجائبي

العجائبي   العجائبي Fantastic مفهوم نقدي يتعلق بالسرد الحكائي. تزايد الاهتمام به منذ أن أفرد له الناقد البلغاري (ترفيتان تودوروف) كتاباً خاصاً ظهر بالفرنسية عام 1970بعنوان: Introduction á la Littérature Fantastique. ثم صدرت للكتاب، عام 1973، ترجمة إنكليزية قام بها (ريتشارد هاورد) بعنوان: The Fantastic:A Structural Approach to a Literary Genre، على حين ظهرت الترجمة العربية الكاملة للكتاب سنة 1994بعنوان: «مدخل إلى الأدب العجائبي» للصدّيق بوعلام. وإحالة المفهوم إلى تودوروف لاتعني أن الاهتمام بالعجائبي كان بدعاً له دون من سبقه من الدارسين، ولكن اهتمامه به ودراسته إياه دراسة تفصيلية  تميّزه من المفهومات القريبة منه، وتجعل منه جنساً أدبياً مستقلاً، ممّا جعل من الممكن، إن لم يكن من الواجب، أن يعد تودوروف مفصلاً في تاريخ تطور هذا المفهوم.
المزيد »