logo

logo

logo

logo

logo

أوكرانية (اللغة)

اوكرانيه (لغه)

Ukraine - Ukraine

أوكرانية

 

جمهورية أوكرانية R.Ukraine دولة أوربية شرقية، وأوكرانية تعني «عند الحدود» لأنها كانت تؤلف حداً جغرافياً للبلاد الروسية القديمة مع أوربة. وهي جمهورية حديثة النشأة استقلت عام 1991عن الاتحاد السوفييتي (سابقاً). وهي ذات موقع جغرافي مهم، إذ تعدّ موانئها الواقعة على البحر الأسود [ر] وبحر آزوف[ر] البوابات الجنوبية المؤدية إلى البحار الدافئة وأوربة الغربية وجميع قارات المعمورة.

تقع جمهورية أوكرانية جنوب غربي القسم الأوربي لروسية الاتحادية، ويحدها من الشمال جمهورية بيلوروسية (روسية البيضاء)، ومن الشمال الشرقي والشرق روسية الاتحادية، ومن الجنوب البحر الأسود وبحر آزوف، ومن الجنوب الغربي جمهورية مولدافية وجمهوريتا رومانية وهنغارية ومن الغرب جمهوريتا سلوفاكية وبولندة.

تبلغ مساحتها 700.603كم2، وتمتد من الغرب إلى الشرق بطول 1316كم، ومن الشمال إلى الجنوب بطول 893كم وعاصمتها كييف[ر] Kiev.

 

 

الأوضاع الجغرافية الطبيعية

التضاريس: تضاريس أوكرانية هادئة ذات سطح سهلي عام يدخل في السهل الأوربي الكبير المتسع شرقاً. ومعظم أراضي الجمهورية (نحو 70% من مساحتها)، مناطق سهلية قليلة الارتفاع (بين 100-200 متر فوق سطح البحر).

وتؤلف الهضاب والتلال المنخفضة فيها نحو 25% من أراضيها، التي يراوح ارتفاعها بين 300 و400م. في حين لا تؤلف المناطق المرتفعة والجبلية أكثر من 5% من مساحتها، وتتركز في الغرب حيث تمتد السلاسل الشرقية لجبال الكاربات، وفي الأطراف الجنوبية حيث ترتفع سلاسل جبال القرم.

تؤلف الصخور البلورية ركيزة السهول الأوكرانية، وهي تظهر على السطح في بطون الأودية والمجاري النهرية العميقة، ولكن أكثرها مغطى برواسب سميكة من عصري الباليوجين والنيوجين (الحقب الثالث)، وتغطي القسم الشرقي منها (منطقة الدونباس أي حوض الدون) رواسب سميكة من العصر الكربوني (الحقب الأول) تحتوي ثروة مهمة من الفحم الحجري.

تقع مرتفعات فولين ـ بودول بين جبال الكاربات ونهر الدنيبر، وتؤدي هذه المرتفعات ذات القاعدة البلورية إلى تغيير مجرى الدنيبر ودفعه نحو الشرق، كما أدت الصخور الغرانيتية هنا إلى تكوّن الشلالات الكثيرة على النهر نفسه.

وإلى الجنوب الشرقي من تلك المرتفعات يمتد منخفض البحر الأسود في منطقة واسعة بمحاذاة شواطئ البحر الأسود وبحر آزوف. وهو سهل منبسط، لا يزيد ارتفاعه على 10-25 متراً، تعترضه أحياناً منخفضات واسعة، ويستمر امتداد هذا المنخفض جنوباً ليضم الرحاب السهلية لشبه جزيرة القرم.

وترتفع هضبة الدونيتس بين نهر الدونيتس الشمالي من الشمال وبحر آزوف في الجنوب، وهي بقايا الجبال القديمة، المكوَّنة من صخور رمال الفحم الحجري والطين (الغضار) والصخور الكلسية، التي حُتَّت وخُربت بتأثير العوامل الطبيعية، حتى أصبحت اليوم سهلاً تلياً.

تدخل سلاسل جبال الكاربات الشرقية حدود أوكرانية، على امتداد 270كم، من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، وتتألف من بضع سلاسل جبلية متوازية، وهي عموماً متوسطة الارتفاع (1200-1500م)، ترتفع تدريجياً باتجاه الجنوب الشرقي إلى 1700-2000متر، وأعلاها يكون في جبل غوفيرلا (2061م) Goverla، وجبل سيفوليا (1818م) Sivuliya.

وبمحاذاة شاطئ شبه جزيرة القرم الجنوبي تمتد جبال القرم على ثلاث سلاسل: جنوبية وشمالية ووسطى (أو داخلية) بطول 130كم، ويعد القسم الجنوبي الرئيسي بينها وأعلاها، إذ يصل الارتفاع في هذا القسم إلى 1545م في جبل رومان ـ كوش، وجبل تشاتيرداغ (1525م) الذي ينحدر بشدة نحو البحر الأسود.

تتكون جبال القرم أساساً، من صخور كلسية، وبارتفاع كميات الهطل تزداد عمليات التحلل الكارستي (عملية تحلل الصخر الكلسي وغيره بالمياه الحامضة) فيها، فتتكون الحفر والمغاور المختلفة الأحجام. وتتوافق جبال الكاربات وجبال القرم في تركيبها وتكوينها مع جبال الألب، إلا أن الكاربات والقرم ذات عمر ونمط بنائي (تكتوني) مختلف، فهي جبال فتية حديثة العهد، مما يؤدي إلى وجود مناطق غير مستقرة فيها، تتعرض لحركات وهزات أرضية مدمرة في بعض الأحيان.

المناخ: المناخ في أوكرانية قاري معتدل بوجه عام، وتصل إليها تأثيرات المنخفضات الجوية الأطلسية التي تحمل إليها الرياح الرطبة المحملة بكميات جيدة من الأمطار القادمة من الغرب، ولهذا فإن المناطق الغربية من البلاد تتمتع بمناخ رطب بعض الشيء. وعموماً فإن كمية الهطل تقل من الشمال والغرب إلى الجنوب والشرق، ففي سهول الغرب يراوح معدل الهطل السنوي بين 600-700مم، في حين ينخفض إلى 350-450مم في الشرق. ويكون الهطل الثلجي في المناطق الشمالية مرتفعاً (30سم)، في حين يتضاءل أو ينعدم باتجاه الجنوب (نحو 10سم أو أقل).

وتؤثر الأشكال التضاريسية في مناطق جبال الكاربات والشاطئ الجنوبي للقرم تأثيراً كبيراً في المناخ، إذ تنخفض درجة الحرارة مع الارتفاع في جبال الكاربات، وبالمقابل تزداد كمية الهطل إلى أكثر من 1500مم سنوياً، ولاسيّما الثلجي منه. وتعمل جبال القرم على حماية شاطئ شبه الجزيرة الجنوبي من الرياح الشمالية الباردة، وتزداد تأثيرات البحر الأسود الدافئة مما يؤدي إلى نشوء مناخ شبه مداري جاف، ويكون شتاء شبه الجزيرة قصيراً ودافئاً، في حين يكون الصيف حاراً وطويلاً. فمتوسط درجة الحرارة في شهر تموز يصل إلى 24درجة مئوية، في حين يهبط المتوسط إلى 4درجات مئوية في شهر كانون الثاني. ويراوح معدل الهطل السنوي في شبه الجزيرة بين 400-600مم. فيكون المناخ جافاً في مناطق السهوب الجنوبية، ومتوسطياً على السفوح الجنوبية لجبال القرم، حيث يرتفع الهطل إلى 1000مم.

والشتاء في أوكرانية معتدل نسبياً، (باستثناء المناطق الشمالية والشرقية، التي تتعرض للرياح القطبية الشمالية الشديدة البرودة، وخاصة بعد ذوبان الثلوج). فمتوسط درجة الحرارة في كانون الثاني في مدينة خاركوف هو -7.2 درجة مئوية، وفي مدينة جدانوف -5.4 درجة مئوية، وفي لفوف -4 درجة مئوية وفي أوديسة -2.6 درجة مئوية. في حين يبلغ متوسط درجة الحرارة للشهر نفسه على الساحل الجنوبي لشبه جزيرة القرم +4 درجة مئوية كما تقدم.

وتغلب سمات المناخ الدافئ في فصل الصيف، إذ تتأثر البلاد بامتدادات الضغط الجوي المرتفع التي تتركز شمال المنطقة الاستوائية من المحيط الأطلسي، مما يؤدي إلى حدوث الجفاف في ذلك الفصل، فمتوسط درجة حرارة تموز في مدينة خاركوف 21 درجة مئوية، وفي جدانوف 22.8 درجة مئوية، وفي أوديسة 22.7 درجة مئوية.

ويحدث الجفاف وتزداد قارية المناخ من الغرب إلى الشرق نتيجة تعرض شرقي أوكرانية في موسم الصيف لتوغلات الهواء القاري الجاف من جهة المناطق التابعة لمجرى نهر الفولغا الأسفل وبحر قزوين.

وتظهر القارية في الجنوب الغربي بانخفاض درجة حرارة الهواء في شهر كانون الثاني إلـى-2 درجة مئوية أما في الشرق فتصل إلى -8 درجة مئوية، في حين تصل في شهر تموز إلى 19 درجة مئوية في الغرب وترتفع إلى 24 درجة مئوية في الشرق.

المياه: يعدُّ نهر الدنيبر Dnepr من أهم المجاري المائية في أوكرانية وأطولها إذ يبلغ طوله 2285كم منها 1205 كم في أراضي أوكرانية وتصل مساحة حوضه إلى504000كم2، وهو ينبع من القسم الجنوبي لمرتفع فالداي Valdai في جمهورية روسية الاتحادية، ويصب مع فروعه في خليج الدنيبر بالبحر الأسود، وهو يجري في واد عريض يصل عرضه إلى 250م، ويزيد على ذلك في بعض المناطق، ويكون الجانب الأيمن للوادي شاهق الارتفاع شديد الانحدار. يمر النهر في مجرييه العلوي والأوسط في مناطق سهلية، في حين يمر مجراه الأسفل في سلسلة صخرية قاسية، فتصبح ضفافه عالية وتكثر فيه الشلالات، التي تم التغلب عليها بعد أن غُمرت بمياه البحيرات المخزنة خلف السدود الكثيرة المقامة على النهر.

أما نهر الدونيتس Donets الشمالي، رافد الدون فيعد من أهم الأنهار في القسم الشرقي من البلاد، إذ يجري في مناطق الدونباس الصناعية، وهو ينبع من القسم الجنوبي لمرتفعات أواسط روسية، ويصل طوله إلى 1053كم، ويكون صالحاً للملاحة ضمن حدود أوكرانية، لكن منسوب المياه فيه يقل كثيراً في الصيف، مما يؤثر في عمليات الري وصلاحية النهر للملاحة.

ومن الأنهار الأخرى في أوكرانية نهر الدنيستر Dnestr الذي ينبع من السفوح الشرقية لجبال الكاربات ويصب في البحر الأسود غرب أوديسة ويبلغ طوله 1362كم، وهو يصلح للملاحة على طول مجراه تقريباً. ومنها نهر بوغ Bug الجنوبي ويجري في السهول الساحلية للبحر الأسود ويصب فيه وطوله 792كم.

أما أهم الأنهار المنحدرة من جبال القرم فنهر سالفير الذي يصب في بحيرة ساحلية لبحر آزوف وطوله 100كم، وهناك أنهار قصيرة أخرى تصب في البحر الأسود كنهر كاتشا وتشيرنا ولكن معظمها يتعرض للجفاف في الصيف، ولاسيما أنهار شرقي أوكرانية. ومياه غالبية الأنهار في أوكرانية من تغذية مختلطة، وأكثرها من التغذية الثلجية، في حين تكثر التغذية المطرية لبعض الأنهار في الغرب كنهر الدنيستر وبروت (مجراه الأعلى في أوكرانية). وعموماً فإن نسبة كثافة الشبكة المائية في أوكرانية تصل إلى 0.25كم/كم2. ويبلغ مجموع عدد البحيرات فيها نحو 20000 بحيرة صغيرة وبركة، أكبرها بحيرة يالبوغ التي تبلغ مساحتها 134كم2، وتقع عند مرتفع دونايا.

التربة: تنتشر الترب البودزولية والمستنقعية في الأماكن المنخفضة ضمن المنطقة الغابية في الشمال من أوكرانية ومابين الأنهار، في حين تنتشر الترب الرمادية والسوداء المختلطة بالترب البودزولية في مناطق السهوب الغابية، وتكون أقل خصوبة من الترب السوداء لقلة المواد العضوية المنحلة فيها.

وتتحول الترب في مناطق السهوب بالجنوب إلى ترب سوداء، إلا أنها تتعرض للجفاف (ولاسيما المساحات الواقعة يسار الدنيبر)، فهي بذلك تحتاج إلى الري وإلى تقانات متطورة لاستغلالها زراعياً، وبوجه عام فإن نحو 65% من مساحة الأراضي في أوكرانية تغطيها الترب السوداء والمختلطة و17% تغطيها الترب الرمادية الغابية، و7% تغطيها الترب الصفراء العشبية، و4% تغطيها الترب الكستناوية التي تنتشر في مناطق المناخ الجاف خاصة، ونحو 7% من أنواع الترب الأخرى.

النبات والحيوان: تتنوع الحياة النباتية في أوكرانية تبعاً لتنوع الأقاليم الطبيعية فيها، من الأقاليم الغابية إلى الأقاليم السهبية الغابية والسهبية وصولاً إلى الأقاليم شبه المدارية الجافة.

وتنتشر في الأقاليم الغابية في أقصى الشمال وعلى سفوح الكاربات غابات البلوط والصنوبر والزان وأشجار الزيزفون والبتولا والحور الرومي على ارتفاعات 1300م، في حين تنمو أشجار الشوح والتنوب في الارتفاعات الأعلى.

وتغطي الغابات نحو 15% من مساحة البلاد، كما تم غرس نحو 4.6 مليون هكتار من الغابات المتنوعة. وإلى الجنوب من المنطقة الغابية يمتد نطاق السهب الغابي على شكل شريط عريض، يشمل مرتفعات فولين ـ بودول والمنخفض الواقع بجوار الدنيبر، حيث تنمو أشجار البلوط على شكل جزر متناثرة مع أشجار الصنوبر. وباتجاه الجنوب تقل الغابات تدريجياً وتتحول الأراضي إلى سهوب حتى تبلغ سواحل البحر الأسود وبحر آزوف والقسم السهلي من شبه جزيرة القرم، حيث تنتشر النباتات والأعشاب التي تتحمل المناخ الجاف، وخاصة نباتات الحلفاء الريشية.

والساحل الجنوبي للقرم الذي تفصله الجبال عن المنطقة السهبية إقليم طبيعي خاص، تغلب فيه أحوال المناخ شبه المداري، وهذا مايساعد على نمو أشجار الكستناء البرية والدِفْران وشجرة التربنتين أو الفستق البري. أما في المنطقة العليا من الجبال فتنتشر غابات من أشجار الزان المختلطة بأنواع أخرى من أشجار القصب والأشجار الدائمة الخضرة.

يعيش فوق أراضي أوكرانية أكثر من 100 نوع من الحيوانات البرية ونحو 360 نوعاً من الطيور، و200 نوع من الأحياء المائية والأسماك التي تعيش في المياه العذبة والمَلِحة. ففي المناطق الغابية تنتشر الأيائل والدببة والخنازير البرية والسناجيب وقندس الماء والثعالب والقطط البرية، إلى جانب أنواع كثيرة من الطيور التي توجد في مناطق أخرى من البلاد أيضاً، كالنسور والبط والحمام البري وأنواع من طيور التم الرمادية والعصافير المختلفة.

تتصف الحياة الحيوانية في المناطق الجنوبية وسواحل القرم بتنوعها وتداخل أنواعها، ولاسيما تلك التي تنتمي إلى حيوانات حوض البحر المتوسط، كالثعالب والغرير والأيائل وأنواع من الضأن البري، وقد أقيم في منطقة أسكانية ـ نوفا بالجنوب محمية طبيعية بمساحة 42ألف هكتار، تحتل المناطق السهبية أكثر من نصف مساحتها، وتتم فيها حماية أنواع كثيرة من الحيوانات والطيور البرية كحمير الزرد والأبقار الوحشية والخيول البرية والنعام وأقلمتها.

الأوضاع السكانية

بلغ عدد سكان أوكرانية في عام 1997 نحو 50.698.000 نسمة ولم يكن يزيد عام 1913على 6.6 مليون نسمة ويمتاز التركيب السكاني فيها بالتنوع، إذ يؤلف الأوكرانيون 72.8% من السكان، ويعود أصلهم إلى الشعوب السلافية الشرقية، مثل الروس والبيلوروس، ويؤلف السكان من الأصل الروسي الذين يقطنون في أوكرانية نسبة 22.1% من مجموع السكان، ويكثرون في المناطق التي على يسار نهر الدنيبر، وخاصة في الدونباس ومقاطعة خاركوف وفي المدن الصناعية الكبرى، وفي بعض المدن على يمين النهر وفي الأماكن الريفية المجاورة لجمهورية روسية الاتحادية، ويؤلف البيلوروس نسبة 0.9% والمولدافيون نحو 0.6% والبولنديون مايقارب 0.5% وكذلك البلغار 0.5% في حين تستأثر بعض القوميات والأقليات الأخرى بباقي النسبة، وهم من الرومان واليونان والتتار.

يصل المعدل الوسطي للزيادة الطبيعية للسكان إلى أقل من واحد بالألف وكان في المدة مابين 1966 و1970 نحو 6.9 بالألف وتدنى إلى -1 بالألف بين عامي 1990 و1997، ويعود ذلك إلى انخفاض نسبة المواليد في البلاد 10بالألف. ونتج من الخسائر البشرية الكبيرة جراء الحرب العالمية الثانية ارتفاع نسبة النساء في أوكرانية، إذ بلغت عام 1980 نحو 54% من مجموع السكان في حين كانت عام 1940 لا تزيد على 52%. وتعرض الشعب الأوكراني للتناقص بنسبة -0.4% بين عامي 1990-1996.

ومن الظواهر التي يمكن ملاحظتها في الجمهورية، انخفاض نسبة الوفيات وارتفاع نسبة المعمرين فيها، وهذا يعود إلى زيادة الاهتمام بالرعاية الصحية.

يبلغ متوسط الكثافة السكانية في أوكرانية 84 نسمة/كم2 عام 1997، وترتفع الكثافة بوجه خاص، في الأقاليم الصناعية ولاسيّما في الدونباس، فهي في الدونيتسك 197نسمة/كم2، وفي دنيبروبتروفسك 116نسمة/كم2، وفي فوروشيلوفغراد 105نسمة/كم2، إضافة إلى ارتفاعها في مناطق أخرى في الجنوب الشرقي من البلاد، وفي مناطق السهوب الغابية على الجانب الأيمن من نهر الدنيبر، حيث المناخ والتربة الملائمان والأراضي الزراعية الجيدة والموارد الطبيعية الغنية. وتصل الكثافة في منطقة كييف إلى 146نسمة/كم2 وفي لفوف إلى 119نسمة/كم2.

تقل الكثافة عموماً في مناطق السهوب الجافة، لتصل في فالينسك شمال غربي البلاد إلى 51نسمة/كم2 وفي جيتومير إلى 53نسمة/كم2 وخيرسون إلى 41نسمة/كم2 ونيقولايف إلى 50نسمة/كم2. وعليه فإن القسم الأكبر من السكان في أوكرانية يتركزون في القسم الأوسط والأقاليم الغربية من البلاد.

تزداد الهجرة الداخلية من المناطق الريفية والزراعية إلى المدن والمناطق الصناعية، إذ اجتذب تطور الصناعة السريع عدداً كبيراً من السكان مما أدى إلى ارتفاع نسبة سكان المدن في السنوات الأخيرة، فازدادت نسبة العاملين في المجال الصناعي على حساب المناطق الريفية والعاملين في المجال الزراعي. وقد بلغت نسبة سكان المدن عام 1997 نحو 71% من مجموع السكان، في حين كانت عام 1940 لاتزيد على 34% من المجموع العام للسكان. وتصل نسبة هؤلاء إلى 90% من مجموع السكان في إقليم الدونيتسك وإلى 86% في فوروشيلوفغراد وإلى 82% في دنيبروبتروفسك. وقد بلغ عدد المدن في أوكرانية عام 1997 أكثر من 1300 مدينة، منها نحو 150 مدينة نشأت في الأعوام الأربعين الأخيرة، ويبلغ عدد المدن التي يزيد عدد سكانها على 500000نسمة نحو 400 مدينة، منها 5 مدن يزيد عدد سكانها على المليون نسمة عام 1997، وهي كييف العاصمة (2.622.000 نسمة وكييف الكبرى 3.400.000نسمة) التي تقع على المجرى الأوسط لنهر الدنيبر وتعدُّ من أهم المراكز السياسية والتاريخية والتجارية والصناعية والحضارية في أوكرانية. ومدينة خاركوف (1.536.000نسمة) الواقعة في منطقة تقسيم مياه نهري الدنيبر في الغرب والدون في الشرق، وتعدَ في المراكز الصناعية المهمة في الجمهورية، ولاسيما صناعة الآلات. ومدينة دنيبروبتروفسك (1.134.000نسمة) التي تتوضع على ضفتي الدنيبر وعند ملتقى الدنيبر مع رافده نهر سامارا، وهي من المراكز الكبرى لصناعة الحديد الفولاذ والآلات الضخمة. ومدينة الدونيتسك أكبر مدن الدونباس (1.075.000نسمة). ومدينة أوديسة (1.037.000نسمة) التي تعد من أهم الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود إلى جانب أهميتها الصناعية والثقافية.

وقد نشطت في الحقبة السوفييتية الهجرة مابين أوكرانية والجمهوريات السوفييتية الأخرى. وبالتحديد إلى جمهورية روسية الاتحادية (الأقاليم الشمالية المركزية منها، ومناطق الشرق القريبة وأقاليم شرقي سيبيرية وغربيها)، وإلى جمهورية كازاخستان. وتركزت الهجرة الخارجية من أوكرانية إلى دول العالم الأخرى، ونحو القارة الأمريكية بوجه خاص وبالتحديد إلى الولايات المتحدة الأمريكية. إذ وصل عدد المهاجرين الأوكرانيين إلى الولايات المتحدة  في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين نحو 4.3 مليون ونحو 1.5 مليون في كندا وقرابة 700.000 نسمة في البرازيل.

الأوضاع الاقتصادية

الموارد والثروات الطبيعية: تعد أوكرانية في الجمهوريات المتطورة اقتصادياً، وتقوم قاعدتها الاقتصادية المتينة، على توافر الثروات الباطنية المهمة، وعلى رأسها خامات الفحم الحجري والحديد، ومصادر الطاقة من النفط والغاز والكهرباء. وهذا مايساعد على تطور الكثير من الصناعات فيها، ولاسيما الصناعات الثقيلة والاستخراجية والتعدينية وصناعة الآلات.

وتطورت صناعاتها كثيراً في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مع بداية عمليات استخراج الفحم من الدونباس، وخامات الحديد من كريفوي روغ. ولكن في سنوات الحرب العالمية الثانية، تعرضت مرافق الحياة والصناعة فيها للتدمير وتخريب القسم الأكبر منها. إلا أن عجلة البناء والترميم نشطت بعد الحرب، فزاد معدل الإنتاج الصناعي بنحو 17 مرة عما كان عليه في الأعوام السابقة لعام 1940، وتضاعف الإنتاج الصناعي بنحو 100 مرة عما كان عليه عام 1913. وباتت الصناعة فيها تسهم بأكثر من 34.9% من الدخل الوطني للبلاد عام 1997. وتعتمد الصناعة الثقيلة في أوكرانية على المعادن الصناعية التي لايمكن الاستغناء عنها، وخاصة الفحم والحديد والمنغنيز والملح، وتتركز أهم مناطق إنتاج الفحم في حوض الدونيتس الواقع شرقي البلاد، وتبلغ مساحة هذا الحوض في الجزء الواقع ضمن أراضيها نحو 50000كم2، وهو يقدم 90% من إنتاج البلاد، ويقدر احتياط الفحم فيه بنحو 50مليار طن، وبلغ متوسط الإنتاج 197 مليون طن عام  1980- 1995. وتوجد أحواض أخرى لإنتاج الفحم في القسم الغربي من البلاد، وأهمها حوض لفوف ـ فالينسك الذي تبلغ مساحته 8000 كم2، ويصل الاحتياطي فيه إلى 970 مليون طن. وعلى بعد 480 كم إلى الغرب من حقل دونباس الفحمي، يوجد الحقل الرئيسي لإنتاج الحديد من كريفوي روغ، خامه من النوع الجيد (الهيماتيت) الذي تراوح نسبة فلزات الحديد فيه بين 65 و 58%. كما تستخرج من منطقة كيرتش شرقي شبه جزيرة القرم خامات الحديد وهي أقل جودة من سابقتها، إلا أن تكاليف استخراجها رخيصة لقربها من سطح الأرض، ويتم نقلها بطريق بحر آزوف إلى معامل الحديد والصلب في مدينة جدانوف.

وبالقرب من مدينة نيكوبول (الواقعة على الضفة اليمنى للدنيبر) إلى الجنوب الشرقي من كريفوي روغ، أهم المناجم لاستخراج المنغنيز، ذي الأهمية الكبرى في الصناعات الحديدية.

يستخرج الملح الصخري من الدونباس ومشارف الكاربات، ويستفاد منه، بوجه خاص، لتطوير الصناعة الكيمياوية في البلاد. وتستخرج أملاح البوتاسيوم من مناطق مشارف الكاربات، والكبريت الطبيعي من مقاطعة لفوف (روزدول)، ويستخرج حجر الكلس والكاولان والحوار والصلصال الناري من القسم الجنوبي للبلاد. ويتم الحصول على ملح الطعام من بحر آزوف والبحر الأسود والبحيرات الواقعة في شبه جزيرة القرم. أما المكامن الرئيسية لإنتاج النفط والغاز الطبيعي فتوجد في الأقاليم الغربية من أوكرانية وعلى سفوح الكاربات، وفي الجنوب على سواحل البحر الأسود، إلى جانب مكامن الغاز الأخرى الموجودة إلى الشرق والشمال الشرقي من البلاد. ولا يفي الإنتاج النفطي بحاجة البلاد، لذا يتم استيراد كميات من النفط والغاز من جمهورية روسية الاتحادية (من مناطق غرب سيبيرية) ومن مناطق القفقاس الشمالي.

بلغ متوسط إنتاج أوكرانية السنوي من الطاقة الكهربائية بين 1985- 1995 نحو 272مليار كيلو واط ساعي. ويعتمد إنتاج الطاقة فيها اعتماداً أساسياً على الطاقة الحرارية (من النفط والغاز والفحم) التي تولد 85% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة في أوكرانية، إلى جانب الاعتماد على مصادر المياه المتوافرة وخاصة من نهر الدنيبر ونهر بوغ الجنوبي. ويجري العمل على زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية بالاعتماد على الطاقة الذرية، وقد وصل مجموع المحطات الكهرذرية فيها عام 1997 إلى 6محطات. (وتعرض أحد المفاعلات النووية في تشرنوبل إلى حادث انفجار خطير عام 1986). وتزيد كمية الكهرباء المنتجة عن حاجة البلاد، فيتم تزويد المناطق والدول المجاورة بها.

الصناعة: تقوم القاعدة الصناعية في جمهورية أوكرانية على الصناعات التعدينية، لتوفر الخامات الأساسية اللازمة لتطورها. ففيها أكثر من 130 مصنعاً لإنتاج الحديد يوفر المواد الحديدية اللازمة للصناعات الأخرى. وبالاعتماد على تلك الصناعة تقوم صناعات أخرى، أهمها صناعة الآلات المتنوعة، ولاسيما الزراعية منها، التي تنتشر في المدن على الدنيبر وفي الدونباس شرقي البلاد. إلى جانب إنتاج وسائط النقل ومعداته المختلفة، كصناعة بناء السفن على البحر الأسود، كذلك تحظى صناعة الأدوات والتجهيزات التقنية والأجهزة المخبرية والعلمية والمعدات اللازمة للصناعة النفطية والكيمياوية، باهتمام كبير وذلك لتلبية حاجة الصناعة الخفيفة منها والغذائية.

وتحتل الصناعات الكيمياوية والبتروكيمياوية مكانة مهمة، إذ يتم الاعتماد عليها لإنتاج الأسمدة الكيمياوية ومنها الآزوتية الضرورية لتطوير الزراعة في البلاد، ولاسيما الشوندر السكري وبعض المحاصيل الأخرى التي تقوم عليها الصناعة الغذائية (السكر والزيوت والمعلبات) التي تتركز في الأقاليم الجنوبية والجنوبية الغربية وفي مناطق القرم وأوديسة وماوراء الكاربات.

ومن الصناعات المهمة الأخرى الصناعة الخفيفة ولاسيما صناعة المنسوجات (القطنية والصوفية) التي تتركز في كييف وخيرسون وأوديسة، وصناعة الفرو والجلود والأحذية في كييف وخاركوف ولفوف وأوديسة.

الزراعة وتربية الحيوان: إن توافر الشروط الطبيعية، وخاصة المناخية، ووجود الترب الخصبة (السوداء) من العوامل التي تساعد على نمو الزراعة وتطورها في أوكرانية.

وتبلغ مساحة الأراضي الصالحة للاستثمار الزراعي في البلاد نحو 50 مليون هكتار، أي 80% من مجمل الأراضي، وتؤلف المراعي نحو 10% من أراضي أوكرانية، ولاتزيد مساحة الأراضي المروية فيها على مليوني هكتار. ونظراً لقلة الموارد المائية في القسم الجنوبي الشرقي من البلاد، تبدو الحاجة إلى المياه من أجل الري ومتطلبات الحياة الأخرى شديدة. ويلجأ السكان في هذا القسم إلى جر المياه أو بناء الخزانات واتخاذ الإجراءات اللازمة لترشيد استهلاك المياه. تصل مساحة الأراضي المحروثة والمستغلة زراعياً إلى نحو 34 مليون هكتار. وتحظى زراعة الحبوب بالمرتبة الأولى من حيث الأهمية، فهي تحتل نصف المساحة المذكورة (نحو 17 مليون هكتار) وتتركز في المناطق السهلية ومناطق السهوب الغابية، إذ تزدهر هنا زراعة القمح الشتوي.

وقد زاد في السنوات الأخيرة الاهتمام بتطوير الزراعات الصناعية، التي يوافقها الدفء، وتمتاز من غيرها بأهميتها الاقتصادية، فوصلت مساحة الأراضي المخصصة لذلك نحو 4ملايين هكتار. وأخذت تمتد على حساب الأراضي المخصصة لزراعة الحبوب (في مناطق السهوب الغابية خاصة) وأهم تلك المحاصيل الشوندر السكري (أكثر من 2مليون هكتار) والقطن ودوار الشمس والتبغ والذرة الصفراء (1.5مليون هكتار) التي تتركز زراعتها في الأقاليم الجنوبية الغربية وعلى الساحل الجنوبي للقرم والبحر الأسود.

وتصل مساحة الأراضي المخصصة لزراعة الأشجار المثمرة والعنب إلى نحو 400000 هكتار، ويقع معظمها على الساحل الجنوبي للقرم وفي مناطق ماوراء الكاربات وفي أودية حوض نهر الدنيستر العميقة المحمية من الرياح الباردة، وكذلك تحظى زراعة البطاطا والخضر بأهمية كبرى، وخاصة حول المدن الكبرى والأقاليم الصناعية ومناطق السهوب الغابية في البلاد.

ويجري الاهتمام بزيادة المساحات المخصصة للزراعات العلفية في البلاد، وتقدر اليوم بنحو 10 مليون هكتار من أصل المساحات الزراعية، وتتركز في الأقاليم الجنوبية من أوكرانية. وتربى الأبقار للحليب واللحم، والأغنام في مناطق السهوب، وتربى المواشي الحلوب في مناطق السهوب الغابية ومناطق الكاربات، كما تحظى تربية الدواجن والطيور والخنازير، بأهمية كبرى في كثير من المناطق، ولاسيما تلك القريبة من المدن وحولها وفي المناطق السهبية بالجنوب. وقد أدى الاهتمام الكبير بالثروة الحيوانية، وما تقدمه من منتجات غذائية مهمة لحياة السكان، إلى زيادة عدد قطعان الماشية، حتى وصل عددها الإجمالي عام 1995 إلى 25.4مليون رأس في حين لم يتجاوز عام 1940 ستة ملايين رأس. وارتفع عدد الخنازير في تلك المدة إلى 20 مليون رأس بزيادة مرتين عما كان عليه قبل عام 1940.

التجارة والنقل والمواصلات: ظلت التجارة والعلاقات التجارية، الداخلية والخارجية، الأوكرانية طوال الحقبة السوفييتية، تنحصر مع الجمهوريات الأخرى، أو بعض دول أوربة الشرقية التي كانت تشترك معها في تكوين المنظومة الاقتصادية للدول الاشتراكية (الكوميكون). وبعد استقلال أوكرانية عما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي، صارت لها علاقات تجارية، وإن تكن محدودة نوعاً ما، مع الكثير من دول العالم. وما تزال محافظة على علاقاتها التجارية المتينة مع بعض الدول المجاورة لها، وخاصة مع روسية الاتحادية.

ويعد الفحم الحجري والمعادن والحبوب من أهم الصادرات الأوكرانية إلى جانب مواد أخرى كالملح والسكر. وتستورد أوكرانية المنسوجات من روسية الاتحادية وكذلك الأخشاب، بطريق الدنيبر، والنفط من القفقاس، والبوكسيت وبعض التجهيزات والمواد الأخرى.

وما تزال أوكرانية تعاني مشكلات اقتصادية واجتماعية كثيرة في هذه المرحلة. وهي تحتاج إلى إمكانات مادية وبشرية كبيرة، وقد قدر دخل الفرد السنوي بنحو 1040 دولاراً عام 1997. كما قدرت قيمة صادراتها عام 1998 بنحو 12.6 مليار دولار ووارداتها بنحو 14.7 مليار دولار للعام نفسه وتتعامل أوكرانية اليوم بالـ(غريفنا Grivna) ويعادل الدولار الأمريكي 3.9489 غريفناً لعام 1997.

يحظى قطاع النقل بأهمية كبرى في أوكرانية، فقد ازداد حجم نقل البضائع، بوسائط النقل المختلفة في البلاد، في المدة الواقعة مابين 1970 و1995 إلى 27%، إذ وصل إلى 774 مليار طن/كم، وأبرزها المنقولات في أنابيب النفط والغاز. وبلغ إجمالي أطوال الأنابيب نحو 25000كم. وتمتد هذه الأنابيب من أراضي أوكرانية إلى الدول المجاورة الأخرى، وبعض دول أوربة الشرقية، وأهمها خط أنابيب الصداقة لنقل النفط والغاز من أوكرانية إلى تلك الدول.

كما يحتل النقل بالسكك الحديدية أهمية كبرى لنقله المواد الثقيلة الوزن والكبيرة الحجم (الفحم الحجري والخامات المعدنية). ويبلغ معدل كثافة الخطوط الحديدية في أوكرانية 36كم/100كم2، وهذا يدل على كثافة عالية بالمقارنة مع بعض الدول الأخرى، ووصل إجمالي أطوال السكك الحديدية في البلاد عام 1995 إلى نحو 23000كم، منها7000كم من السكك الحديدية المكهربة. ويعود تاريخ السكك الحديدية في أوكرانية إلى بداية المرحلة الصناعية في البلاد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وتتالى مد الخطوط لربط مختلف المناطق وأقاليم البلاد ولاسيما الموانئ على البحرين الأسود وآزوف بالعاصمة كييف، وببعض العواصم المجاورة الأخرى وخاصة موسكو.

وللنقل بالسيارات أهمية كبيرة لنقل الركاب والبضائع للمسافات القصيرة ضمن الأقاليم الاقتصادية في البلاد. ومع بداية الثمانينات بلغ إجمالي أطوال الطرق المعبدة فيها 140.000كم. إذ تمتد تلك الطرق كالشرايين التي تصل العاصمة بمختلف المدن والبلدات داخل الجمهورية، وبالدول والعواصم المجاورة.

تجري عمليات النقل البحري، في بحر آزوف والبحر الأسود، للنقل الداخلي أو الخارجي من موانئ أوديسة ونيقولايف وسيفاستوبول وكيرتش، حيث يتم تصدير الحبوب والفلزات المعدنية واستيراد الإسمنت والنفط من القفقاس. وتنتهي عند هذه الموانئ أهم الخطوط الحديدية التي ينقل بوساطتها معظم المواد من سائر أنحاء الجمهورية وإليها أو إلى الدول المجاورة الأخرى.

وتجري بطريق تلك الموانئ أهم عمليات التبادل التجاري الخارجي، بين أوكرانية والكثير من الدول في الشرق الأوسط وجنوبي آسيا ودول أوربة الشرقية وبعض الدول في أوربة الغربية. ويتم الاعتماد على النقل النهري، ولاسيما في نهر الدنيبر وروافده (ديسنا ـ سنوف Desna-Snov) للوصول إلى مياه البحر الأسود في الجنوب، وحوض البلطيق في الشمال عن طريق بعض القنوات، التي تربط أوكرانية بجمهوريتي بيلوروسية وبولندة. إلى جانب الاستفادة من الأنهار الأخرى الصالحة للملاحة، كنهر بوغ الجنوبي والدنيستر، لنقل خامات الفحم الحجري والحديد والأخشاب والأسمدة ومواد البناء. وبلغ إجمالي أطوال الطرق النهرية المستغلة في أوكرانية نحو 5000كم.

التقسيمات الإقليمية والمدن

تقسم أوكرانية اقتصادياً إلى ثلاثة أقاليم:

1ـ إقليم الدونيتس ـ مشارف الدنيبر: تبلغ مساحته 220.9 ألف كم2، ويقسم إلى 8مناطق (مقاطعة) إدارية وهي فوروشيلوفغراد ودنيبر وبتروفسك ودونتسك وزابوروجية وكريفوي روغ وبولتافة وسومي وخاركوف. ويعد هذا الإقليم من أكبر الأقاليم الصناعية في أوكرانية، فهو يقدم نحو 4/5 الإنتاج الصناعي فيها، ولاسيما الصناعات الثقيلة الاستخراجية والتعدينية، إلى جانب غناه بمصادر الطاقة الحرارية والكهربائية، وبثرواته الزراعية، كالحبوب والذرة والشوندر السكري والقطن والخضر. وترتفع الكثافة السكانية في هذا الإقليم لتصل إلى 96 نسمة /كم2، ويؤلف سكان المدن فيه نحو 70% من مجموع السكان. وعدد مدنه 175 مدينة (1997)، أهمها وأكبرها تلك الواقعة في الشرق (الدونباس) كمدينة دونيتسك ونظيرتها التوأم ماكيفكا (نحو 401.000 نسمة). وعلى أطراف الدونباس تقع مدن فوروشيلوفغراد (500.000 نسمة) وخاركوف ودنيبروبتروفسك وزابوروجية (871.000 نسمة). وفي الغرب تقع أهم مدينة لإنتاج الحديد والفولاذ وهي كريفوي روغ (717.000 نسمة). ولهذا الإقليم مرفأ بحري خاص به هو مرفأ ماريوبول (جدانوف) على بحر آزوف (504.000 نسمة) الذي يتم عن طريقه تصدير الفحم، واستيراد خام الحديد من مدينة كيرتش الواقعة في شبه جزيرة القرم.

2ـ الإقليم المتاخم لكييف (الإقليم الجنوبي الغربي): ويشغل الأراضي الواقعة على يمين نهر الدنيبر ومساحته 269.5 ألف كم2 (نحو 44.6% من مساحة أوكرانية) ويقسم إلى 13 منطقة (مقاطعة) إدارية هي: كييف وفينيتسا وجيتومير وزاكاربات (ماوراء الكاربات)، وإيفان فرانكوفسك ولفوف ورافنسك وتيرنوبول وخمولينسكي وتشركس وتشيرنيغوفسك وتشيرنوفيتس.

يؤلف هذا الإقليم النواة الأصلية لأوكرانية، حيث تكوَّن الشعب الأوكراني. وهو يجمع بين التربة الغنية (السوداء) والمناخ الحار الرطب، وهذا ما يساعد على نشوء الزراعات الكثيفة، ولاسيما الشوندر السكري.

يقطن الإقليم نحو 22مليون نسمة، ويؤلف سكان المدن فيه نحو 48% من مجموع السكان. وتختلف الكثافة السكانية فيه بين الشمال والجنوب، إذ تكون في الشمال أعلى من 100نسمة/كم2 في كل من كييف ولفوف والمناطق القريبة من الكاربات، أما في الجنوب فتتدنى الكثافة إلى 50نسمة/كم2.

ومن أهم مدن الإقليم العاصمة كييف (أُنشئت نحو عام 483)، ويخترقها نهر الدنيبر، الشريان الأساسي في حياتها. ومن المدن الأخرى مدينة لفوف (806.000 نسمة) وهي من أكبر المدن الصناعية في القسم الغربي من أوكرانية (ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 1241). ومدينة فينيتسيا (387.000 نسمة) تقع على نهر بوغ الجنوبي وتعد من أكبر المراكز لإنتاج السكر في أوكرانية، وأخيراً مدينة جيتومير (254000نسمة).

يتصف الإقليم بتخصصه الصناعي، وخاصة صناعة الآلات والمعدات والأجهزة والصناعات الخفيفة والصناعات الغذائية. ويتركز فيه أكثر من 75% من الغابات في أوكرانية (في مناطق جبال الكاربات خاصة).

3ـ الإقليم الجنوبي (الإقليم السهبي على مشارف البحر الأسود): مساحته 113.3ألف كم2 ويقسم إدارياً إلى أربع مناطق (مقاطعات): القرم ونيقولايف وأوديسة وخيرسون. ويقطن فيه نحو 7.6 مليون نسمة. وترتفع فيه نسبة الزيادة الطبيعية السنوية للسكان، ولاسيما في مناطق القرم. ويكون عدد سكان المدن والأرياف مرتفعاً على حد سواء. ولكن نسبة سكان المدن تزيد في مناطق القرم، إذ يؤلفون 70% من مجموع السكان. وتقل في منطقة خيرسون إلى نحو 58%.

تبلغ الكثافة العامة في الإقليم نحو 64 نسمة/كم2. وترتفع على سواحل البحر الأسود من مدينة أوديسة إلى خيرسون، وفي الساحل الجنوبي للقرم. حيث يتركز أهم مدن الإقليم من الناحية السياحية كمدينة أوديسة وإلى الجنوب الغربي منها تقع مدينة إسماعيلوف (90.000 نسمة)، ومدينة نيقولايف (508.000 نسمة) وتقع عند مصب نهر بوغ الجنوبي وتعَّد من المراكز المهمة لبناء السفن (أنشئت عام 1789)، ومدينة خيرسون (366.000نسمة) وهي من الموانئ البحرية والنهرية المهمة على الدنيبر عند مصبه في البحر الأسود (يعود تاريخ بنائها إلى عام 1778).

ومن المدن المهمة في شبه جزيرة القرم، مدينة يالطة (89.000 نسمة) التي تعَّد من الموانئ والمراكز السياحية المهمة على البحر الأسود. ومدينة سيفاستوبول (370.000 نسمة) من المرافئ الطبيعية المهمة على البحر الأسود ومن المراكز الكبرى لإصلاح السفن في البلاد (أنشئت عام 1783) ومدينة سمفيروبول (352.000 نسمة) مركز منطقة القرم. وتقع وسط شبه جزيرة القرم في السهب الغابي (أنشئت عام 1784) ومدينة كيرتش (نحو 173000نسمة) وهي من المرافئ الكبيرة على مضيق كيرتش فم بحر آزوف. وتعد من المراكز المهمة لاستخراج الحديد وصيد الأسماك وتعليبها وبناء السفن وإصلاحها.

يتصف الإقليم بأهميته الزراعية، ولاسيما زراعة الحبوب في القطاع السهبي ولكنه يعاني كثيراً وطأة الجفاف. إلى جانب أهمية الإقليم من الناحية الصناعية في مجال صناعة السفن والمعدات والآلات الزراعية، والصناعات الكيمياوية والخفيفة.

هيثم ناعس

التاريخ

أُطلق اسم أوكرانية في البداية على أقصى المناطق الجنوبية الغربية من الأراضي الروسية القديمة، ومن ثم اتسع مدلول هذا الاسم ليشمل كل الأراضي الأوكرانية الحالية، وأخذ الاسم بعد ذلك مدلولاً عرقياً قومياً بعد أن صار يقصد به جزء من القبائل السلافية الشرقية، التي كانت تعيش في المنطقة الممتدة من البحر الأسود جنوباً إلى بحر البلطيق شمالاً. وتعود أقدم الآثار المكتشفة على الأراضي الأوكرانية إلى العصر الحجري القديم إذ وجدت هذه الآثار جنوبي القرم في موقع كيك ـ كوبا KiK-Kuba

وإبان العصور اللاحقة، اتسع نطاق الاستيطان حتى شمل مساحات واسعة من أراضي أوكرانية، وخصوصاً في أحواض الأنهار الكبرى (الدنيستر والدنيبر).

وقد بدأت التنظيمات الاجتماعية القبلية بالظهور أولاً في أواخر العصر الحجري الوسيط وفي بدايات العصر الحجري الحديث (الألف السادس ـ الألف الرابع ق.م). وفي العصر البرونزي (نهاية الألف الرابع حتى مطلع الألف الأول ق.م) استخدم إنسان المنطقة المعدن على نطاق واسع.

كانت القبائل الكيميرية من أهم القبائل التي عاشت على الأراضي الأوكرانية إبان النصف الأول من الألف الأول ق.م. ووجدت آثار هذه القبائل بين نهري الدنيبر والدنيستر. وشهد النصف الثاني من الألف الأول ق.م. انتقال القبائل السكيثية من آسيا إلى ماوراء البحر الأسود، حيث أسست على الأراضي الأوكرانية مجموعة من الدويلات ذات الطابع القبلي.

وفي القرن الثاني ق.م استوطنت القبائل السارماتية، السهوب الأوكرانية قادمة من ماوراء الأورال وماوراء وادي نهر الفولغا. وفي القرون الميلادية الأولى أخذت مجموعة كبيرة من القبائل تعيش في أوكرانية وتمارس الزراعة وتربية الماشية والحرف المختلفة، وكانت تبادل منتجاتها مع القبائل المجاورة لها، ومع الدويلات الإغريقية التي تأسست على شواطئ البحر الأسود.

ظهور إمارة كييف ـ الروسية بين القرنين الثامن والحادي عشر للميلاد

نتيجة التطور الذي عاشته القبائل الأوكرانية في مختلف نواحي الحياة، ظهرت مجموعة من المدن زاد عددها في القرن التاسع الميلادي على العشرين مدينة كان لها دور المراكز التجارية لتبادل البضائع بين التجمعات القبلية المختلفة. وبرزت من بين هذه المدن مدينة كييف التي أصبحت مقراً لأهم الإمارات الإقطاعية التي قامت في أوكرانية. وتذكر المدونات التاريخية عن هذه الحقبة أسماء بعض حكام هذه الإمارة، وأولهم أسكولد Askold (ت 882) ودير Dir (ت 882) اللذان حكما معاً وقتلا على يد الأمير أوليغ Oleg (حكم بين عامي 879  و912) في نوفغورود أولاً ثم كييف بدءاً من سنة 882، وقد أعلنت المسيحية الأرثوذكسية ديانة رسمية في هذه الإمارة في عام 988-989.

وبلغت إمارة كييف أوج ازدهارها في نهاية القرن العاشر والقرن الحادي عشر عندما اتسعت مساحتها وشملت مناطق واسعة من أوكرانية. وشهدت في الوقت ذاته نهضة معمارية رائعة.

الوحدة الأوكرانية مع دولة الروس القديمة

أسهمت مجموعة عوامل في إعلان هذه الوحدة. من أهمها الأخطار الخارجية التي أحدقت بالأراضي الأوكرانية. فالمغول التتار، اقتربوا من الحدود الأوكرانية نحو عام 1223 وبدؤوا بالاستيلاء على المدن الأوكرانية الواحدة تلو الأخرى. إلى أن استولوا على مدينة كييف نفسها عام 1240. كذلك سعت كلّ من بولندة والمجر (هنغارية اليوم) إلى غزو الأراضي الأوكرانية والتوسع على حساب أراضي إمارة كييف خاصة.

وبعد أن انزاح خطر المغول، بدأ اجتياح الأتراك والتتار من أراضي خانية القرم وازداد وضع الأوكرانيين سوءاً حين اتحدت ليتوانية وبولندة. مما شكل ضغطاً كبيراً على الأوكرانيين الذين كانوا من الأرثوذكس في حين كان البولنديون من الكاثوليك.

وفي منتصف القرن السابع عشر اشتدت في أوكرانية، حركة المقاومة للوجود البولندي من ناحية. والدعوة للوحدة مع روسية من ناحية أخرى. وفي الأول من تشرين الأول عام 1654 أُعلنت الوحدة الأوكرانية الروسية، وبدأت حركة تحرير الأراضي الأوكرانية من الاحتلال الأجنبي.

أوكرانية إبان الحرب العالمية الأولى والثورة البلشفية

لما نشبت الحرب العالمية الأولى، كانت أوكرانية جزءاً من الامبراطورية الروسية، لذلك لم تشارك في هذه الحرب مشاركة مستقلة. ولما قامت ثورة شباط عام 1917 في روسية، ظهرت في أوكرانية ثلاثة تيارات سياسية رئيسة: الأول تيار الحكومة المؤقتة والمؤيدة من قبل الروس البيض، والثاني تيار الحزب الاشتراكي الثوري الذي كان يضم في صفوفه عدداً كبيراً من البلاشفة، والتيار الثالث هو تيار الحزب البرجوازي الوطني الذي كان من أنصار متابعة الحرب وقيام دولة أوكرانية المستقلة. ونشبت حرب أهلية بين هذه التيارات انتهت بإعلان السلطة السوفييتية على الأراضي الأوكرانية عام 1922. وأصبحت أوكرانية إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي، مع احتفاظها بشخصيتها الدولية ومقعدها في عصبة الأمم ثم في منظمة الأمم المتحدة فيما بعد.

أوكرانية في العهد السوفييتي

مع توطد السلطة السوفييتية على الأراضي الأوكرانية، بدأت عملية الانتقال إلى النظام الشيوعي في كل مظاهر الحياة. فألغيت الملكية الخاصة بأوجهها كافة وحولت إلى ملكية عامة. كما فُصِلَ الدينُ عن الدولة. وبدأ نظام البناء الاقتصادي وفق الخطط الخمسية التي كانت توضع لعموم الاتحاد السوفييتي.

وإبان الحرب العالمية الثانية خضعت أوكرانية للاحتلال الألماني، ودمرت البنية التحتية التي كانت السلطة السوفييتية قد بنتها في الحقبة السابقة. وبعد استسلام ألمانية وانتهاء الحرب، بدأت مرحلة إعادة بناء ما دمرته الحرب. فأعيد تأهيل المزارع وبناء المصانع وترميم الطرق والسكك الحديدية. وفي عام 1954 احتُفِلَ بالذكرى الـ 300 لاتحاد أوكرانية مع روسية. وفي هذا العام أيضاً ضمت جمهورية القرم التي كانت تتبع روسية الاتحادية إلى أوكرانية.

وفي 24آب 1991 وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي، استقلت جمهورية أوكرانية وصارت دولة جمهورية كاملة السيادة وانتخب ليونيد كوتشما رئيساً للجمهورية وأُعيد انتخابه عام 1994 وهناك مشاكل معلقة مع روسية منها تقاسم أسطول البحر الأسود وموضوع الصواريخ النووية التي كانت للاتحاد السوفييتي، وموجودة في الأراضي الأوكرانية. كما أنها صارت عضواً مؤسساً في رابطة الدول المستقلة الاثنتي عشرة التي تألفت عقب انهيار الاتحاد السوفييتي. وتتألف من 24مقاطعة ومقاطعة العاصمة، إضافة إلى جمهورية القرم التي كانت ذات أغلبية سكانية من المسلمين التتار الذين لايؤلفون سوى 8% من سكانها الحاليين، بعد التهجير والنفي والإبادة في العهد السوفييتي.

المظاهر الحضارية في أوكرانية

تنوعت المظاهر الحضارية في أوكرانية مابين الآداب والعمارة والفنون الحديثة كالسينما والمسرح وغيرهما.

وتعود أقدم الآداب الأوكرانية المدونة إلى عهد إمارة كييف حين شهد هذا الأدب تطوراً كبيراً إبان التاريخ الأوكراني الطويل.

أما أقدم الآثار المعمارية فتعود إلى العصر الحجري وهي بقايا بيوت بعضها دائري وبعضها الآخر بيضوي. وبلغت العمارة الكلاسيكية أوجها في ظل إمارة كييف. إذ أقيمت فيها مجموعة من المباني الدينية التي تأثرت أولاً بالطراز المعماري البيزنطي وبعد ذلك بالطراز الروسي. وقد حافظ الأوكرانيون على تراثهم المعماري من العهد القيصري الروسي ويتمثل ببعض الكنائس القديمة والقصور. وأما فن النحت، فقد برز منه خاصة نحت التماثيل التي تمثل شخصيات كان لها شأن مهم في التاريخ الأوكراني خاصة والتاريخ السوفييتي عامة إبان العهد الشيوعي. وافتتحت في معظم المدن الأوكرانية مجموعة كبيرة من المتاحف لحفظ التراث والفن الأوكراني بلغ عددها نحو 168 متحفاً رئيساً، إلى جانب مجموعة كبيرة من المتاحف الشعبية (6000 متحف). وجرى أول عرض سينمائي شهدته أوكرانية عام 1866 أي مع بدايات السينما في العالم. وفي ظل العهد السوفييتي كان في أوكرانية أربعة استوديوهات سينمائية ضخمة مع معهد عال للسينما.

أما المسارح فقد أنشئت في مختلف المدن والقرى الأوكرانية منها تسعة مسارح كبيرة وجديدة وزاد عدد الفرق المسرحية المحترفة على التسعين فرقة، وأسس معهد عالٍ للفنون المسرحية في كل من كييف وخاركوف إضافة إلى عشر فرق موسيقية. وظهرت فيها أعمال موسيقية مميزة من تأليف شوغارنكو وستانكوفيتش وغيرهما.

جباغ قابلو

اللغة الأوكرانية

اللغة الأوكرانية Ukrainian هي اللغة القومية التي يتكلمها الشعب الأوكراني في جمهورية أوكرانية وخارجها، نشأت وتطورت مع نشأة الشعوب السلافية وتطورها. فاللغة الأوكرانية تؤلف مع اللغتين الروسية والبيلوروسية الفرع الشرقي من مجموعة اللغات السلافية التي تنتمي إلى ماشاعت تسميته بأسرة اللغات الهندية ـ الأورُبية. وترجع أصول اللغة الأوكرانية إلى اللغة الروسية القديمة في لهجاتها الجنوبية والجنوبية الغربية.

أدى انهيار إمارة كييف الروسية (1240) إلى تفكك أواصر الشعب الروسي القديم وانقسامه إلى ثلاثة شعوب سلافية شرقية هي الروس والأوكران والبيلوروس وصار لكل منها لغة وثقافة وأسلوب عيش مختلف. واحتفظت كل لغة من لغات هذه الشعوب بكثير من الملامح المشتركة، كما اكتسبت في الوقت نفسه ملامح وخصائص تميزها من غيرها.

شهد تاريخ اللغة الأوكرانية مراحل عصيبة من الصراع من أجل بقائها لغة ثقافية على قدم المساواة مع اللغات الأخرى، والسبب الرئيس في هذا عدم وجود دولة أوكرانية مستقلة تتبنى هذه اللغة منذ عام 1240 وخضوع أوكرانية لحكومات أجنبية مختلفة (التتار والمغول واللاتفيين والأتراك والروس وغيرهم)، مع أن الإكراه السياسي الذي مارسه هؤلاء الحكام الأجانب على الشعب الأوكراني عزز وحدة هذا الشعب وتمسكه بلغته القومية وأكد مقدرة هذه اللغة على البقاء، وزاد في غنى مفرداتها وقواعد كتابتها وأشكال حروفها وأساليب التعبير بها، فقد أدت محاولات الذين سيطروا على الأراضي الأوكرانية، حظر استخدام اللغة ومنع الكتابة بها ومصادرة ماكتب بها إلى افتقارها إلى المصطلحات العلمية والإعلامية وغيرها. ومع ذلك فقد نتج عن الفترة القديمة في تاريخ اللغة الأوكرانية تراث شعبي شفاهي ومكتوب يضم نصوصاً تاريخية ودينية وأغاني وأساطير وسيراً شعبية وغيرها. ويعود أقدم تراث أوكراني مكتوب إلى القرن الرابع عشر.

ورثت اللغة الأوكرانية الحديثة تقاليد اللغة القديمة والتراث الشعبي الشفاهي. وكان للمفكر الأوكراني كوتلاريفسكي Kotlarevski أثر كبير في تطوير اللغة الحديثة على أساس اللغة الدارجة في مؤلفه «الإنيادة» (1798)Aeneid ، وتعززت مكانة هذه اللغة في الاستعمال لأدبي بكتابات شفتشنكو (1814- 1861) Shevchenko، وغيره من مشاهير الكتاب الأوكرانيين، ولكن تقييد استعمال اللغة الأوكرانية ومنعها رسمياً في العهد القيصري الروسي أصابها بجمود كبير، فلم تستعد نشاطها وحيويتها إلا بعد ثورة أكتوبر الاشتراكية سنة 1917 حين توافرت الشروط المناسبة لإحيائها.

تؤلف الأصول السلافية المشتركة الأساس اللغوي للغة الأوكرانية، ولكن كلمات كثيرة من أصول أخرى دخلت هذه اللغة في مرحلة استقلالها وتطورها وكثير منها مقتبس عن اللغتين البولندية والألمانية، وأدخلت إلى اللغة  الأدبية الأوكرانية أجناس أدبية مهمة منذ القرن السابع عشر، وساعد في تحسين هذه اللغة كتاب القواعد الذي وضعه م.سموتريتسكي (1619) Smotretski، كما أغنى مفرداتها معجم بريندا  (1627) Berinda. وفي سنة 1818 صدر أول كتاب قواعد للغة الحية الأوكرانية من وضع بافلوفسكي، كما صدر في عام 1849 كتاب قواعد اللغة الروسية (والمعني هنا اللغة الأوكرانية) من تأليف ياغولوفاسكي.

تختلف اللغة الأوكرانية عن اللغة الروسية القديمة والروسية الحديثة بعدد من الخصائص المميزة في نطق بعض الحروف الصائتة والصامتة وكتابتها وإبدال حروفها أو إدغامها، وعدم تواتر أكثر من صائتين في الكلمة إضافة إلى اللواحق التي تمنح اللغة طابعاً خاصاً.

ويتكلم الأوكرانية اليوم ما يزيد على 50 مليون نسمة يعيش معظمهم ضمن حدود أوكرانية ويتوزع الباقون في أنحاء العالم ولهم فيها مدارس وصحافة، وتصدر بهذه اللغة مؤلفات كثيرة داخل البلاد وخارجها في شتى ميادين المعرفة والأدب، وهي من اللغات المعتمدة لدى منظمة الأمم المتحدة.

وليد الجلاد

الأدب الأوكراني

تعود بدايات الأدب في أوكرانية إلى أواخر القرن العاشر الميلادي حين اعتنقت الشعوب السلافية الدين المسيحي. لكن الأدب المكتوب باللغة الأوكرانية المعروفة اليوم حديث العهد نسبياً إذ نشر أول عمل أدبي بهذه اللغة سنة 1798. وكان الأدباء قبل ذلك التاريخ يستعملون اللغة المعروفة بالسلافية الكنسية وحدها (من القرن الحادي عشر إلى القرن السادس عشر). والجانب الديني واضح المعالم في هذا الأدب حتى في القصص التاريخي، «فقصص السنين الغابرة» على سبيل المثال تبدأ بطوفان نوح وتقسيم العالم بعد الطوفان بين أبنائه الثلاثة سام وحام ويافث. وهي تصور تصويراً شاملاً حياة السلافيين الشرقيين: الأوكرانيين والروس والبيلوروس الذين اشتركوا في التراث الأدبي حتى القرن الثالث عشر حين حطم التتار «إمارة كييف الروسية» سنة 1240. اشتملت هذه الحقبة على قدر كبير من التراث الشعبي والديني الشِفاهي والمكتوب مثل: بعض كتب الحوليات، وكتاب «كلمة عن القانون والفردوس» لمطران كييف عام 1073، ومجموعة القوانين «الحقيقة الروسية» عام 1282، و«تعاليم» عام 1423.

تعدّ سنة 1798 سنة حاسمة في تاريخ الأدب الأوكراني، ففي تلك السنة نشر الشاعر إيفان بيتروفيتش كوتلاريفسكي (1769- 1838) كتابه «الإنيادة» وهو أول عمل أدبي مكتوب كله باللغة الأوكرانية المحلية.

و«إنيادة» كوتلاريفسكي أقصر من إنيادة فرجيل[ر] المعروفة، إذ تتألف من ستة أناشيد في مقابل اثني عشر نشيداً، وهي ليست ترجمة لملحمة الشاعر الروماني وإنما هي اقتباس جعل من إنياس مغامراً أوكرانياً في معارضة أدبية تتألق مرحاً وفكاهة وتهكماً، وتصور عادات المجتمع الأوكراني وتقاليده في القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر. ويظهر البطل تعاطفاً مع الأقنان في مواجهة الإقطاعيين وحباً عظيماً للوطن وماضيه المجيد. لهذا كان للإنيادة شعبية واسعة وأثر كبير في نمو المشاعر القومية وتطوير اللغة الأوكرانية.

كتب كوتلاريفسكي أيضاً مسرحيتين كان لهما أثر مهم في تطور المسرح الأوكراني هما «الجندي الساحر»، و«ناتالي (ناتالكا) البولتافية» (نسبة إلى بولتافا مسقط رأس الكاتب)، التي حولها الموسيقار ليسنكو مسرحية «ناتالي البولتافية» إلى أوبرا تصور في فصلين قصة ناتالي الفتاة الفقيرة التي تحب بطرس وتبقى مخلصة له في غيابه متجاهلة الخُطّاب من الأغنياء وذوي الألقاب، مثلها في ذلك مثل بنيلوبه في غياب أوديسيوس في ملحمة هوميروس المعروفة الأوديسة[ر].

مهد كوتلاريفسكي الطريق لشاعر أوكرانية وفنانها الشهير تراس غريغوريفتش شفتشنكو[ر] (1814- 1861) Taras Shevchenko الذي طور اللغة الأوكرانية وجعل منها لغة أدبية. نشر شفتشنكو مجموعته الشعرية الأولى «عازف الكوبزا» سنة 1840 (الكوبزا آلة موسيقية وترية شرقية تشبه العود شاع استعمالها في شرقي أوكرانية) وكان ما يزال طالباً في أكاديمية الفنون الجميلة في سانت بطرسبرغ.

ويعد الوطن محور قصائد شفتشنكو، فقصيدة «الهيداماك» (المهاجمون، والكلمة من أصل تركي بمعنى انتفض) تروي قصة ثورة الفلاحين الأوكرانيين على المستعمر البولندي، وقصيدة «القوقاز» (القفقاس) هجوم على الاستعمار الروسي وسعيه لإخضاع شعوب القوقاز وطبعها بالطابع الروسي، وقصيدة «الحلم» نقد عنيف لسياسة القياصرة في بلاده ولاسيما بطرس الأول الذي صلب أوكرانية، وكاترين الثانية التي أجهزت على الضحية؛ وقصيدة «الوصية» دعوة للشعب الأوكراني إلى حمل السلاح في وجه مضطهديه حتى يقيم من جديد دولته الحرة المستقلة. وهو في قصائده قريب من الأغنية الشعبية شكلاً وإيقاعاً، وهذا ما أعطى شعره موسيقية رائعة. ومع قرب هذا الشعر من لغة الحياة اليومية فإنه غني بمفرداته مما جعل من شفتشنكو أهم شاعر أسهم في تطوير اللغة الأوكرانية. وهو يعد بحق مؤسس الأدب الأوكراني الحديث.

ومن الرواد أيضاً غريغوري فيودرفيتش كفيتكا (1778- 1843) Grigóry Fyódorovich Kvitca الذي كتب تحت الاسم المستعار غريتسكو أوسنوفْيانِنْكو روايات واقعية أشهرها «ماري» (1834) و«أوكسانا المنحوسة» (1841) اللتان تصوران حياة الفلاحين الأوكرانيين. ومن هؤلاء الرواد يفغيني غريبيونكا (1812- 1848) Evgeny Grebiunka الذي كشف النقاب في مجموعته القصصية «حكايات أوكرانية» (1834) عن الظلم الاجتماعي والرشوة وتسلط الملاكين. ومنهم الروائية ماركو فوفْتشوك Markó Vovchók، وهو الاسم المستعار لماريا ماركوفيتش (1833- 1907) Maria Vilinska Markovych التي نالت إعجاب شفتشنكو وتورغينيف[ر] الذي كتب مقدمة للترجمة الروسية لكتابها «قصص شعبية» (1857) وهو أكثر كتبها شهرة. وقد وصف الكاتب الأوكراني إيفان فرانكو[ر] روايتها القصيرة «الطالبة الجامعية» (1860) بأنها «من بين الدرر العظيمة في أدبنا».

في النصف الثاني من القرن التاسع عشر غلبت المدرسة الواقعية في الأدب الأوكراني. ومن أهم الشعراء الواقعيين ليونيد غْليبوف (1827- 1893) وبافلوف غرابوفسكي (1864- 1902). وفي الرواية اشتهر إيفان نتشوي (وهو الاسم المستعار لإيفان سميونفيتش ليفيتسكي (1838- 1918) الذي كتب روايات اجتماعية واقعية عن الفلاحين والعمال وصيادي الأسماك، كما في رواية «عائلة كيداشيف» (1878) التي تعالج مشكلات الأقنان المحررين الذين صاروا عمالاً في المعامل. ومن الكتاب المسرحيين مارك كروبيْفنيتْسكي (1840- 1910) Marc Loukich Kropivnetski وإيفان توبيلوفيتش  (1845-1907) Tobilovich الذي كتب تحت اسمه المستعار «كاربنكو ـ كاري» Carpenko Cari مسرحيات هزلية ساخرة.

في هذا الوقت ازداد الاضطهاد القيصري لأوكرانية واشتدت حملات الهيمنة الروسية، ففي سنة 1876 أصدر القيصر ألكسندر الثاني مرسوماً يمنع استعمال اللغة الأوكرانية في المدارس ونشر أي كتاب أو مجلة بها، مما أعاق تطور الأدب الواقعي ونشره، وأدى إلى انتقال مركز الحركة الثقافية الأوكرانية إلى غاليسية التي كانت تحت السيطرة النمسوية.

كان إيفان باكوفليفيتش فرانكو (1856- 1916) Ivan Franko صوت الشعب الأوكراني في غاليسية وأعظم الأدباء الأوكرانيين بعد شفتشنكو، وكان متعدد المواهب، موسوعي الثقافة، ثوري الاتجاه. درس في جامعة فيينة ونال شهادة الدكتوراه، ولكنه لم يعّين أستاذاً في الجامعة بسبب أفكاره السياسية ونشاطه القومي. وقد سجنته السلطات الروسية مراراً، فهو مثل شفتشنكو في نظرته القومية وتعلقه بوطنه.

ومن أعمال فرانكو ديوان «النجاد والوهاد» (1887- 1893) وديوان «موت قابيل» (1889) ورواية «يوريسواف الضاحك» (1882) والمجموعة القصصية «الأفعى العاصرة» (1878) ومسرحية «السعادة المسروقة» وملحمة «موسى» (1905). وبطل هذه الملحمة زعيم قومي يقاوم تحامل أتباعه وطغيان مضطهديهم مؤمناً بأن الشعب محرك التاريخ.

كافح الأدباء الأوكرانيون الاضطهاد الروسي للغتهم. ومن أهم هؤلاء ميخايلو كوتسيوبينسكي (1864- 1913) Mykhaylo Kotsyubynsky، ففي سنة 1903 ألقى كلمة جريئة ندد فيها بالسياسة القيصرية في حفل إزاحة الستار عن النصب التذكاري الذي أقيم للشاعر كوتلاريفسكي في بولتافا. ولكن السلطات لم تسمح بنشر الكتب والمجلات باللغة الأوكرانية إلا بعد ثورة سنة 1905 في روسية.

وبإلغاء القيود صار الأدب أكثر حرية في التطور والازدهار. ففي ميدان الرواية برز كوتسيوبنسكي، وكان صديقاً لمكسيم غوركي[ر] الذي ساعده في نشر أعماله المترجمة إلى الروسية في مجلة «المعرفة» التي كان يرأس تحريرها. وأشهر كتبه رواية «السراب» التي صدر الجزء الأول منها في سنة 1903 والثاني في سنة 1910، وهي تصور حياة الفلاحين الأوكرانيين وثوراتهم على مضطهديهم. ومن رواياته الأخرى «أشباح الأسلاف المنسيين» (1912) التي أخرجها باراديانوف للسينما في سنة 1965. ومن أعلام الشعر والمسرح ليسا أوكرايينكا Lesa Ukrainka (واسمها الحقيقي لاريسا كوساتش كِفيتكا، 1871- 1913) التي قضت وقتاً طويلاً في مصر ابتغاء الشفاء من مرض السل، وأثر إقامتها هناك واضح في ديوانها «الربيع في مصر» (1910)، وفي قصيدتها الطويلة «نقش في الآثار». ومن أشهر أعمالها المسرحية «المحامي مارتيانوس» (1913) التي تجري أحداثها في رومة في القرن الثالث الميلادي. وفي مسرحية «كساندرا» (1908) تستخدم أوكرايينكا شخصيات الأسطورة اليونانية للتعبير عن المطامح السياسية والاجتماعية المعاصرة.

دخل الأدب الأوكراني مرحلة جديدة بعد الثورة الشيوعية في سنة 1917، فقد صارت أوكرانية جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفييتي، وسيطر الحزب الشيوعي سيطرة تامة على جوانب الحياة كلها. وفي سنة 1932 أصدر الحزب قراراً بإحداث اتحاد الكتاب الأوكرانيين، وفي سنة 1934 فرض عليهم الواقعية الاشتراكية بقرار آخر. وقمعت السلطات في عهد ستالين كل محاولة للاستقلال الفكري.

ومن أهم شعراء هذه الحقبة بافل تيتشينا (1891- 1967) Pavel Tichina، ومكسيم ريلسكي (1895- 1964) Maksym Rylsky، وفلاديمير سوسيورا (1898- 1965) Vladimir Sosiora، وميخايلو سيمنكو (1892- 1939) Mykhaylo Semenko، وميكولا باجان (1904- 1983) Mikola Bajan، وإيفان دراتش (1936-) Ivan Drach. كان تيتشينا مجدداً موهوباً، ولكن التزامه بما يمليه الحزب حوّله على سبيل المثال من شاعر ثوري فريد في ديوان «مزامير الشمس» (1918) إلى نظّام مطيع في ديوان «الفولاذ والرقة» (1941).

وقد بدأ ريلسكي بعيداً عن الواقعية الاشتراكية، مما أدى إلى سجنه ومنع كتبه. وعند إطلاق سراحه التزم الخط السياسي المطلوب، كما يبدو واضحاً في قصائده عن ظل القائد (لينين) والنهضة العمالية الشاملة، وفي نشيد «العمل والشمس». ومن أعماله أيضاً ملحمة «مارينا» (1933) التي استمد موضوعها التاريخي من تراث شعبه. أما سوسيورا فقد نظم قصائد تتقد حماسة وحباً للوطن، وكان أكثر الشعراء شهرة في عهد ستالين. ويتصف شعر سيمنكو بأصالة ساحرة وتجديد مستمر، وقد نفي إلى سيبيرية حيث توفي. وأما باجان الذي كان من مريديه في البداية فقد تعرض إلى نقد حزبي شديد جعله يقبل بالواقعية الاشتراكية. أما إيفان دراتش فكان يكتب بأسلوب حديث مبتكر ويتمتع بشعبية كبيرة.

وفي المسرح الأوكراني السوفييتي برز ميكولا كوليش (1892- 1962) Mikola Koulish، وإيفان كوتشرغا (1881- 1952) Ivan Kocherga وألكسندر كورنيتشوك (1905- 1972) Alexandr Korneichouk. من أعمال كوليش مسرحية «97» التي شهرته وقد نشرها سنة 1924، و«نار ودني مالاخي» (1929) التي تصور شخصية دونكيشوتية أوكرانية معاصرة. وكان كوليش من ضحايا التسلط الستاليني، ففي سنة 1954 نفي إلى أحد معسكرات الاعتقال في سيبيرية حيث توفي. أما كوتشرغا فكتب مسرحيات مستوحاة من التاريخ وأخرى تصور الواقع المعاصر. وتتصف مسرحيات كورنيتشوك بتقنية عالية وتطبيق صارم لمبادئ الواقعية الاشتراكية.

وفي الرواية غلب الاتجاه التعليمي، ولاسيما في العشرينات والثلاثينات بهدف ترسيخ القيم الاجتماعية الجديدة. ففي أعمال لي وكوبيلنكو وسكليارنكو يجد المرء روايات عن الإنتاج الاشتراكي والمزارع التعاونية ومشكلات الخطط الخمسية. ومن الروائيين البارزين أوليس هونشارOles Honchar  (1918-) الذي تتصف قصصه القصيرة بالشاعرية والدقة في تصوير الحالات النفسية، وقد نالت ثلاثيته «حاملو الراية» جبال الألب»، و«الدانوب الأزرق»، و«براغ الذهبية») جائزة ستالين في سنتي1947و1948. وكوفئ بتعيينه عضواً في مجلس السوفييت الأوكراني ثم رئيساً لاتحاد الكتاب الأوكرانيين، ولكنه نحي عن هذا المنصب بعد الحملة النقدية العنيفة التي تعرضت لها روايته «الكاتدرائية» (1968) لتأكيدها القيم الروحية ورفضها للاتجاهات المادية والإلحادية.

وباستقلال أوكرانية في سنة 1991 دخل أدبها عصراً جديداً.

سليمان أحمد

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الاتحاد السوفييتي ـ آزوف (بحر ـ) ـ الأسود (البحر ـ) ـ أوربة ـ بيلوروسية ـ روسية.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ بلدان وشعوب الاتحاد السوفيتي (دار الفكر، موسكو 1984). (باللغة الروسية).

ـ الجغرافية الاقتصادية والاجتماعية للاتحاد السوفيتي (معهد الجغرافية، موسكو 1987). (باللغة الروسية).

ـ شيربيتسكي، أوكرانية السوفيتية (دار التقدم، موسكو 1985).

- CLARENCE A. MANNING, Trans. Taras  Shevchenko: The Poet of Ukraine: Selected Poems. Jersey City: Ukrainian National Association (1945).

- MARTIN SEYMOUR-SMITH. A new Guide to Modern World Literature (NewYork: Peter Redbrick Books 1985).

 


التصنيف : اللغة
النوع : لغات
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 300
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1008
الكل : 59401430
اليوم : 33740

العقلانية الاقتصادية

العقلانية الاقتصادية   العقلانية rationalité أصلاً هي التصرف بتعقل ووفقاً للمنطق. والعقلانية الاقتصادية rationalité économique هي التصرف الاقتصادي الاستهلاكي أو الإنتاجي بما يوفر تعظيم المنفعة الاستهلاكية بأقل تكلفة ممكنة ويزيد في العائد الاقتصادي من الموارد الموضوعة في العملية الإنتاجية. إن العقلانية الاقتصادية أو الرشاد الاقتصادي مقولة ليست بعيدة عن «الاقتصادية» économisme التي ترى في سلوك الفعاليات الاقتصادية من حيث السلوك والقيم والتقويم تطبيقاً للنظريات الاقتصادية وطرائق علم الاقتصاد وحسب. وهي قريبة جداً من «العقلنة» rationalisation الاقتصادية بمعنى السلوك الاقتصادي الذي يهدف إلى تحقيق النجاعة الاقتصادية في أي تصرف.
المزيد »