logo

logo

logo

logo

logo

أوروك (الوركاء)

اوروك (وركاء)

Uruk - Uruk

أوروك (الوركاء)

 

 أوروك Uruk مدينة سومرية أثرية تقع على بعد 15 كم شمال السماوة في العراق. ويتألف الموقع من سلسلة من التلال تحتل مساحة إجمالية تقدر بنحو 6.5كم2، ويبلغ أقصى ارتفاع لها نحو 18م. مسح وليم كِنث لوفتوس William Kenneth Loftus الموقع في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فعثر عام 1854على جدار منزَّل بالفسيفساء من أواخر الألف الرابع ق.م. وفي عام 1912- 1913 بدأت أعمال تنقيب برئاسة يوليوس يوردانJulius Jordan ثم توقفت حتى عام 1928، واستؤنفت ثانية واستمرت حتى عام 1939، بإدارة كل من يوردان وآرنولد نولدكه Arnold Nöldeke وإرنست هاينرش Ernst Heinrich، ثم استؤنفت بعد الحرب العالمية الثانية أعمال التنقيب بإدارة كل من هاينس لينتسن Heinz.J.Lenzen وهانس يورغن شميدت Hans Jörgen Schmidt، وراينر بومر Rainer M .Boehmer وكلهم باحثون ألمان.

وقد كشفت التنقيبات الأثرية عن مدينة تنتظم في منطقتين جغرافيتين: منطقة معبد إيانة Eanna ومنطقة كوللابة Kullaba.

يعود أقدم الطبقات الحضارية في منطقة إيانة إلى أواخر عصر العبيد (الطبقة الرابعة)، وكانت الأبنية الإدارية وأبنية العبادة فيها تتألف من باحات وشرفات وقاعات وحمامات، وبناء ضخم يشبه القصر، وأبنية دينية ذات أروقة ثلاثة مع جناح مستطيل عرضاني في مقدمة البناء. وبعض الجدران منزَّل بأحجار وبكتل طينية مخروطية تأخذ شكل زخارف فسيفسائية ملونة. وأفضل نموذج لهذا النمط من البناء من عصر أوروك هو المعبد الأبيض، الذي يتألف من ثلاثة أروقة مشيدة فوق مصطبة ذات انحدارات غير منتظمة ودرج يقود إلى المعبد.

أهم المكتشفات الأثرية مسلة من حجر البازلت عليها مشهد نذري مُحلَّى، صُوِّر بأفاريز نُفذت بأسلوب النحت البارز، ورأس امرأة من المرمر، وأختام أسطوانية وكتابات تصويرية.

أعيد بناء منطقة «إيانة» في العصرين اللاحقين المعروفين باسم عصر جمدة نصر وعصر فجر السلالات السومرية، فهدّمت الأبنية الضخمة، ولم يبق منها سوى الأساسات، ثم سُويت الأرض، وشُيد فوقها باحة لتقديم الأضاحي و»ورشات» عمل للحرفيين إضافة إلى بناء ضخم مشيّد بالِّلبن المدكوك يعود إلى أواخر عصر فجر السلالات. والأهم من كل هذا هو عثور علماء الآثار على سور المدينة الذي يبلغ طوله 9كم، وهو محصن بأبراج ويعود تاريخه إلى عصر فجر السلالات السومرية. وتُرجِع ملحمة جلجامش المشهورة الفضل في بناء هذا السور الضخم إلى الملك الخامس من سلالة أوروك الملكية.

 حكم في أوروك في نهاية عصر فجر السلالات السومرية عام 2350ق.م ملك مهم آخر يدعى لوغال زاجيزي Lugal Zagezi. الذي تمكن من فتح مدينة أوروك وأسس فيها سلالة حاكمة، معروفة في الأوساط العلمية الأثرية بالسلالة الثالثة. لكن صرغون مؤسس الدولة الأكدية استطاع القضاء عليه وعلى طموحاته التوسعية.

وقد استطاع أورنامو Urnamu وشولغي Shulgi من حكام السلالة الملكية الثالثة في أور في القرن الحادي والعشرين ق.م أن يؤسسا بناءً معمارياً جديداً في منطقة «إيانة» وكذلك في العاصمة أور.

كما جُدِد معبد الزقورة في القرون التالية مراراً وخاصة في القرن التاسع عشر ق.م في عهد الملك سِن كاشيد Sin Kashid، الذي شيّد قصراً فخماً له، واستطاع أن يجنب أوروك الصراع المحتدم بين دول المدن ولاسيما الصراع القائم بين إيسن Isin ولارسا Larsa.

 

ومن ملوك أوروك المشهود لهم بحبهم للعمران الملك الكاشي كارا انداش Kara Indach الذي شيّد معبداً، وزخرف جدرانه بمنحوتات بارزة من الطوب المشوي. وقد أُعيد بناء قسم من هذه الجدران في متحف الآثار الشرقية في برلين. وجدد الملك الآشوري صرغون الثاني، ومردوك أبلا إدينا Marduk -Apla - Iddina ملك بابل والخصم اللدود لآشور في القرن الثامن ق.م بعض الأبنية القديمة، فأعادا إليها شبابها وجعلاها تزهو على أقرانها المشيدة في عهديهما.

وكشفت التنقيبات عن أبنية ومعابد تعود إلى أواخر العصر البابلي الحديث والعصر الأخميني في الحقبة الواقعة بين العصر الآشوري الحديث والعصر الأخميني والعصر البارثي الذي يمثل المرحلة الأخيرة في استيطان هذه المدينة.

حضارة أوروك

تمثل حضارة أوروك عصر فجر الحضارة السومرية في بلاد مابين النهرين في نهاية الألف الرابع ق.م، وقد شهد هذا العصر ابتكار الكتابة التصويرية وتطورها إلى الخط المسماري. يطلق على هذا العصر أيضاً اسم عام هو عصر الحضارة المكتوبة. وارتبطت به إنجازات مهمة على الصعيد التقني والحضاري، تمثلت في التدوين الموثق بمجموعة من العلامات والرموز من الطين، ورافق ذلك اختراع الختم الأسطواني لتوثيق الملكية. وعلى الصعيد التقني هيمن استخدام القرص السريع الدوار والعجلة في صناعة الفخار. كما أخذت العمارة أشكالاً مختلفة منها تحصين المدن بأسوار منيعة، وتشييد المعابد، وبناء بيوت سكنية لعامة الناس.

وفي مجال الفنون عرف هذا العصر تطوراً مهماً في نحت التماثيل واللوحات، وشهد المجتمع نوعاً من التخصص في الصناعات والحرف بعد أن توسعت المدن جغرافياً وسكانياً. وقد نشأت في هذا العصر سلسلة من المحطات البشرية التجارية صغيرة وكبيرة قامت على أطراف الطرق التجارية انطلاقاً من جنوبي بلاد الرافدين الفقير إلى المواد الأولية باتجاه الشمال الغربي على امتداد نهر الفرات وصولاً إلى هضبة الأناضول.

انتشرت حضارة أوروك انتشاراً واسعاً، وامتدت من جنوبي بلاد الرافدين إلى منحدرات جبال زغروس وطوروس، وقد أسفرت التنقيبات الأثرية الحديثة في سورية عن اكتشاف عدة مواقع كبيرة تمثل هذه الحقبة. وتنتشر هذه المواقع على ضفاف الفرات والخابور والبليخ مثل حموكار وتل براك[ر] وتل ليلان وتل كشكشوك وتل خزنة في حوض الخابور. وفي منطقة البليخ مستوطنات مهمة مثل تل زيدان وتل حمام التركمان. وهناك في حوض الفرات تل الشيخ حسن وتل القصق وتل العبر وجرابلس تحتاني وكركميش وغيرها، إضافة إلى حماة وتبارة الأكراد والجديدة في غربي سورية. وظهرت في هذا العصر بوابات المدن التي بُنيت وفق مخططات مصممة سلفاً، وهذا ماأكدته مواقع حبوبة الكبيرة وتل قناص وعارودة في الفرات الأوسط السوري، فقد شُيدت مدينة حبوبة الكبيرة فوق مرتفع محاذ لمجرى الفرات على مساحة بلغت 18 هكتاراً، عاش فيها قرابة ثمانية آلاف شخص، كما حُصنت المدينة بأسوار دفاعية بلغ عرضها ثلاثة أمتار وامتداد سورها الغربي 600م، ودُعّمت هذه الأسوار بتسعة أبراج دفاعية تتخللها بوابتان شُيدتا وفق طراز معماري موحد، بُنيت إلى جانب كل منهما غرف للخدمة.

وشُيدت المباني الدينية فوق مرتفع يعلو على الجدار، وكانت واجهاتها مزينة بنوع من مخاريط أسطوانية تشبه الموزاييك ذات ألوان متناوبة كما هي الحال في بلاد الرافدين. كذلك عُثر على خمسة معابد من هذا النوع في المواقع المجاورة لحبوبة الجنوبية مثل تل قناص وجبل عارودة، ويبدو أن المعبد هنا كان المركز الديني والسياسي لكامل المنطقة.

انتشرت المواقع الأثرية التابعة لعصر أوروك على طرق تجارية مهمة منها:

ـ الطريق الدولية الواقعة عند منعطف الفرات حيث يقترب الفرات من مناطق البحر المتوسط، وكانت البضائع تُنقل إلى موانئ الفرات ومنها إلى جنوبي بلاد الرافدين وجنوبي إيران وبالعكس.

ـ الطريق العلوية في الجزيرة وكانت مخصصة لنقل المعادن والحبوب، وقد استخدمت هذه الطريق عبر عصور طويلة حيث كانت تُنقل البضائع من هضبة الأناضول إلى أودية الخابور الفرعية.

ـ طريق البليخ إلى مناطق حران.

وقد أسهمت هذه الطرق في انتشار حضارة أوروك على نطاق واسع، وأسهمت التجارة في اختراع الكتابة والتدوين الموثق، ومن ثم الانتقال إلى العصور التاريخية، وقد تمت هذه النقلة في سورية والعراق في وقت واحد.

 

محمد وحيد خياطة

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

السومريون.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ سيتون لويد، آثار بلاد الرافدين من العصر الحجري القديم حتى الاحتلال الفارسي، ترجمة سامي سعيد الأحمد (بغداد  1980(.

- Y.Yamazaki, Some Remarks on the Uruk Levels at Tell El Aber (Akkadica, Brussel 1993).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 230
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 559
الكل : 31168326
اليوم : 69716

أيكن (كونراد-)

إيكن (كونراد ـ) (1889ـ1973)   كونراد إيكن Conrad Aiken شاعر وروائي أمريكي، ولد في مدينة سَفانة Savannah بولاية جورجية وتوفي فيها. كان صديقاً لإليوت [ر] ودرسا معاً في جامعة هارفرد. كان لنشأة إيكن المضطربة ولاكتشافه وهو في العاشرة من عمره جثتي أمه وأبيه الذي كان قد قتل الأم ثم انتحر، أثر كبير في توجهه نحو التحليل النفسي في أدبه وسعيه للتوصل إلى صورة عقلانية للعالم، مع ما يترتب على ذلك من مصاعب وأهوال عرضها في سيرته الذاتية «أوشَنت: مقالة» (1952) Ushant: An Essay. عاش إيكن متنقلاً بين الولايات المتحدة وأوربة، وكان له الفضل في تعريف الجمهور البريطاني بالشعر الأمريكي. وشغل كرسي الشعر في مكتبة الكونغرس الأمريكية.
المزيد »