logo

logo

logo

logo

logo

تحوتمس

تحوتمس

Thutmose / Thutmosis - Thoutmôsis

تحوتمس

 

تحوتمس Thoutmès أو Thoutmosis، اسم يعني ابن الإله تحوت، حمله أربعة من ملوك الأسرة الثامنة عشرة التي أنجبت أعظم الفراعنة المصريين، وكان بداية حكم هذه الأسرة هو بداية للدولة الحديثة في التاريخ المصري القديم، وأشهر هؤلاء:

 

تحوتمس الأول Thoutmès I

(1528 - 1510ق.م)

هو ابن وخليفة أمنوفيس الأول والملك الثالث في الأسرة الثامنة عشرة، كان أول الفراعنة الذين حاربوا في بلاد الشام وصولاً إلى منطقة الفرات، حيث أقام لنفسه عند كركميش (جرابلس) نصباً تذكارياً، وعزز السيطرة المصرية على المناطق الجنوبية من وادي النيل، وقاد في سبيل ذلك حملة نيلية أدت إلى القبض على حاكم بلاد النوبة، ثم إعدامه.

ويعد تحوتمس الأول في الملوك العظام الذين حاربوا في بلاد الشام، ومهد لبناء الامبراطورية المصرية التي ازدهرت أيام تحوتمس الثالث لاحقاً، وبدأت مصر تجني فوائد جهدها الحربي سواء من الناحية الأمنية أم الاقتصادية، وقد عُثر على مومياء تحوتمس الأول في موقع الدير البحري، ويبدو أنه كان ضئيل الحجم، ولكن مظهره العام يوحي بأنه وُهب بنيةً قويةً مكَّنته من القيام بأعماله بفاعلية يعكسها تاريخه الحافل بالأمجاد. ويروي عن نفسه في نص متأخر من «أبيدوس» أنه حين جاءت النهاية صعد إلى السماء وامتزج بالآلهة. ويبدو أن تحوتمس الأول قد أشرك معه في الحكم في آخر أيامه ابنته حتشبسوت[ر] Hatchepsout، التي تولت الحكم بعد أبيها شريكة لأخيها (غير الشقيق) وزوجها تحوتمس الثاني الذي كان ضعيف الشخصية.

 

تحوتمس الثالث Thoutmès III

(1468 - 1436ق.م)

يُعد تحوتمس الثالث في أعظم فراعنة الدولة الحديثة، دام حكمه اثنين وثلاثين عاماً، حيث تولى السلطة بمساعدة من كهنة آمون، بعد صراع داخلي مع أنصار زوجة أبيه الملكة حتشبسوت التي عدَّها مغتصبة لحقه في عرش مصر، وكانت أول أعماله أن أمر بمحي اسمها حيث وجد، وحطم تماثيلها في الدير البحري، وأضاف مدة حكمها إلى حكمه، وبدأ يؤرخ أحداث عهده بالعام الثاني والعشرين لحكم تحوتمس.

واجه في بداية حكمه تمرداً للأمراء السوريين، بقيادة أمير قادش (تل النبي مند، قرب حمص) وبتحريض من ملك ميتاني، كان يضم نحو 330 أميراً وملكاً، ويبدو أن هذا التحالف كان يستعد لغزو مصر، إلا أن تحوتمس الثالث تصرف بسرعةٍ، وقاد جيشاً منظماً، والتقى المتمردين في مجدو (تل المتسلم، شمالي فلسطين) وهزمهم، وقد سُجلت أخبار هذه الحملة والحملات التالية على جدران معبد آمون في الكرنك. وقام تحوتمس الثالث بعد ذلك بسبع عشرة حملة على بلاد الشام، كانت خمس منها حربية، والباقية للتفقد والاطمئنان على سلامة الامبراطورية، أو تسلم الجزية، أو لاستعراض القوة. وعلى العموم فقد خضعت بلاد الشام كاملةً لسيادة الفرعون طيلة مدة حكمه، وصارت مدن الساحل السوري رأس جسر للجيش المصري، تأتي النجدات عبرها وترسَل الغنائم أو البضائع إلى مصر، ويتضح من النقوش على جدران معبد الكرنك، أن تحوتمس الثالث كان ذا عبقرية فذّة، فقد كان أول من نفّذ فكرة نقل جيش مهاجم عبر نهر، وذلك في حملاته على ميتاني، إذ أمر أن تبنى في جبيل المراكب اللازمة لعبور الفرات، ونُقلت المراكب مفككة على عربات، ثم أُعيد تركيبها في كركميش (جرابلس)، وقد حقّق انتصارات عديدة في منطقة الفرات فتحت له الطريق إلى بلاد الرافدين، وإلى جبال بلاد الميتانيين، إلا أنه لم يتوغل داخل ميتاني، ولم يبلغ عاصمتها «واشوكاني»، وقد سجل أخبار انتصاراته على جدران معبده في طيبة، وذكر أخبار وأسماء المدن التي أخضعها لسلطته، وأقام عند كركميش نصبين تذكاريين على ضفتي النهر، أحدهما إلى جانب نصب جده «تحوتمس الأول». وكان لانتصاراته صدى واسع، فقد تلقى الهدايا من بلاد اليونان والبونت وبحر إيجة، وقد أمر بإنشاء مدرسة في طيبة لتعليم أولاد أمراء البلاد الصديقة والمغلوبة ليكونوا أصدقاء لمصر حين يتولون الحكم في بلادهم، وشهدت البلاد في عهده ازدهاراً سياسياً وفنياً وأدبياً، ولما مات كانت مصر قد بلغت قمة مجدها على كل صعيد.

أما تحوتمس الرابع (1411 1394ق.م)، فكان حفيد تحوتمس الثالث، وقد نَعم عهده بثمار انتصارات وإنجازات والده وجده. اشتهر بحلم أبي الهول الذي يشكو فيه من كثرة الرمال التي غمرته، فأمر بتخليص التمثال من الرمال وإظهاره، وخلّد ذلك الحلم على نقش وضعه على صدر الإله.

 

أحمد الطرقجي

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

التحنيط ـ مصرـ الميتانيون.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ ألن جاردنر، مصر الفراعنة، ترجمة نجيب ميخائيل إبراهيم (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1973).

ـ محمد حرب فرزات، مصر القديمة وحضارتها «محاضرات في تاريخ الشرق الأدنى القديم» (مطبعة ابن خلدون، منشورات جامعة دمشق 1981/1982).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 159
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1008
الكل : 59401431
اليوم : 33741

لينا (فينو)

لينّا (ڤَينو ـ) (1920ـ 1992)   ڤَينو لينّا Väinö Linna، روائي وكاتب مقالات، يُعدُّ الأكثر تأثيراً وشهرة في الأدب الفنلندي بعد الحرب العالمية الثانية. ولد في بلدة أوريَلا Urjala في وسط فنلندا، وتوفي في مدينة تَمْبِره Tampere. كان والده عاملاً في المسلخ المحلي وكانت والدته عاملة زراعية، وهو الابن السابع لعائلته. تعلّم في المدرسة العامة مدة ست سنوات، ثم عمل في مهن مختلفة في البلدة والمزارع المجاورة إلى أن سافر في عام 1938 إلى مدينة تمبره الصناعية الكبيرة حيث عمل في معامل النسيج، وكان يمضي أوقات فراغه في المكتبات العامة يقرأ الأدب الفنلندي والمترجم والتاريخ.
المزيد »