logo

logo

logo

logo

logo

البِنيدكتيون

بنيدكتيون

Benedictines - Bénédictins

البنيدكتيون

 

البنيدكتيون Bénédictines طائفة رهبانية مسيحية، عرفت باستقلال أديرتها، لتعدد أنظمتها الدينية. وكان لهم تأثير واسع في شتى المجالات: الدينية والثقافية والفنية والسياسية والاجتماعية.

ينتسب البنيدكتيون إلى القديس الإيطالي بنيدكت St.Benedict الذي يعد أباً للنظام الرهباني الغربي، فقد وضع قاعدة أساسية سُميت فيما بعد قاعدة القديس بنيدكت. ألفها بين عامي 535-540، حين استقر في جبل كاسينو Cassino في إيطالية (جنوب رومة).

ولد بنيدكت عام 480، وعاش في مقاطعة نورتشيا Nursia، مملكة اللومبارديين، حياة عزلة وتشتت، وانتقل من مكان إلى آخر إلى أن استقر به المقام في جبل كاسينو حيث أنشأ ديراً له عام 529، ومات في عام 547. ويعد الرهبان يوم وفاته 21آذار (11 تموز عند الكاثوليك)  يوم القديس بنيدكت.

تؤلف قاعدة القديس بنيدكت كتاباً من 73 فصلاً يسبقها تمهيد. ويحوي هذا الكتاب نصائح روحانية هدفها إنشاء مدرسة لخدمة الرب وتطبيق شعار «صلِّ واعمل»Ora et Labora.

تنظم هذه القاعدة حياة الراهب بين الصلاة والعمل اليدوي والدراسة الدقيقة لنصوص الكتاب المقدس وللتعليقات التي يقدمها آباء الكنيسة. وتتكون القاعدة من ضابط دقيق جداً للتقشف الرهباني وعقيدة روحية ترتكز حول شخص المسيح، لكنها لا تتغلغل في تفاصيل الحياة. كما ترتكز على الإرادة القوية، وإنكار الذات، وتأكيد الطاعة. وتسمى التربية الداخلية للراهب، التي تحترم الإرادة والكفاية بـ«الرزانة البنيدكتية». أما الحياة الدينية عندهم فهي الأهم، ويأتي بعدها العمل اليدوي والذهني.

 

 

انتشرت قاعدة القديس بنيدكت إبان القرن السابع الميلادي سراً، وطُبقت على النساء فنشأت الرهبنة النسوية، وكانت راعيتها شقيقة القديس بنيدكت واسمها سكولاستيكا Scholastica. ثم امتدت بعد ذلك خارج شبه الجزيرة الإيطالية إلى أديرة بلاد الغال وإيرلندة حتى وصلت إلى إنكلترة مع الرهبان المبعوثين من قِبَل البابا غريغوريوس الكبيرGregoire Le Grand عام 596، ومن ثم أخذت بالانتشار في أوربة الشمالية والوسطى والغربية، في القرون الخمسة التالية لوفاة واضعها، فظهرت الأديرة البنيدكتية في ألمانية في القرن الثامن. ولاقت القاعدة رواجاً بفضل القديس بنيدكت دانيان (الأنياني) الذي عكف على دراسة قاعدة القديس بنيدكت وانتحل اسمه وعمل على نشر قاعدته، لما فيها من شواهد كثيرة من الكتاب المقدس (العهد الجديد، بولس، المزامير) ومحاضرات كاسيان Cassien والقواعد القديمة وقصص آباء الصحراء والكتاب الرهبانيين.

وظهرت أديرة أخرى كانت تعد مراكز علمية وأدبية، من أشهرها دير بورغندية في كلوني Cluny الذي أسسه وليام الأكوتيني عام 910، وكان بيت إصلاح. ثم بدأت بقية الأديرة بتقليده حتى تمكن رؤساؤها تدريجياً من بناء شبكة للنظام الرهباني في أنحاء أوربة الغربية في القرنين العاشر والحادي عشر. وانتهى العصر الذهبي للهيمنة الرهبانية البنيدكتية نحو منتصف القرن الثاني عشر، لتبدأ ثلاثة قرون من التدهور والانحسار، فكان القرن الرابع عشر مرحلة بلاء لأوربة، إذ غدت هذه الأديرة موضعاً لتقديم المساعدات بعد اجتياح الطاعون عامي 1348-1349، إلى أن شهد القرن الخامس عشر نهضة جديدة للنظام البنيدكتي، حين أسس لويس باربو سنة 1408 جمعية القديسة جوستين الرهبانية Justine، التي أدخلت عام 1424 إصلاحات جديدة أدت إلى إحياء نظام الرهبنة البنيدكتي، لكن هذه الإصلاحات اصطدمت بالحركة الدينية البروتستنتية في القرن السادس عشر، وفي سنوات قليلة (1525-1560) اختفت الأديرة والرهبنة النسوية تماماً من شمالي أوربة، وكانت معاناتها كبيرة في فرنسة ووسط أوربة، إلا أنها عاودت نشاطها في القرن السابع عشر في فرنسة وألمانية، فتأسست الجمعيات والأديرة للذكور والإناث، ثم انحسرت في القرن الثامن عشر لتبدأ من جديد في منتصف القرن التاسع عشر مرحلة جديدة من ازدهار الحياة الرهبانية في أوربة وإنكلترة ثم شمالي أمريكة وجنوبيها.

وبعد هذا النجاح عمد البابا لويس الثالث عشر إلى إحداث شيء من الوحدة في أنظمة هذه الأديرة المستقلة وتعاليمها، واقترح عام 1893 منصب كبير الأساقفة ليكون رئيساً لاتحاد الأديرة المستقلة.

 

لينا حمدان

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الكاثوليكية ـ الكنيسة ـ المسيحية.

 

مراجع للاستزادة:

 

- O.Hunter- Bluir,The Rule of our Most Holy Father St.Benedict, 4thed (1934).


التصنيف : الفلسفة و علم الاجتماع و العقائد
النوع : دين
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 417
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 573
الكل : 31694305
اليوم : 48887

قاسم بن محمد بن ثاني

المزيد »