logo

logo

logo

logo

logo

البغدادي (عبد اللطيف-)

بغدادي (عبد لطيف)

Al-BaghdadiI (Abdellatif-) - Al-BaghdadiI (Abdellatif-)

البغدادي (عبد اللطيف ـ)

(557ـ 629هـ /116ـ 1231م)

 

أبو محمد موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي الموصلي الأصل، المعروف بابن اللبّاد.عالم موسوعي، برع في علوم الطب والتشريح والنبات والدواء والكيمياء والطبيعيات والفلك، وبرز في المنطق والأدب والحديث والتاريخ والجغرافية، وصنف في كل هذه العلوم والفنون.

ولد في بغداد ونسب إليها، وعاش فيها حياته الأولى في كنف أسرة اشتهر معظم رجالها بعلوم الفقه والحديث والتفسير والأصول. كان أبرزهم والده يوسف الذي دفعه إلى مجالس شيوخ بغداد كي يتلقى علومه الأولى جرياً على عادات عصره في حفظ القرآن ودراسة الحديث وقواعد اللغة العربية وآدابها وشعرها، وقد أخذها في مجلس كمال الدين عبد الرحمن الأنباري (ت577هـ)، وعُرف منذ صغره بشغفه بالمطالعة والبحث والحفظ، فحفظ كما يقول عن نفسه كتاب «المقتضب» للمبرد أبي العباس البصري (ت285هـ) و«أدب الكاتب» لابن قتيبة (ت276هـ). ثم انصرف إلى دراسة الفلسفة ومطالعة كتب أرسطوطاليس[ر] وأفلاطون[ر] وعلماء الكلام والتصوف العرب. فدرس كتاب «مقاصد الفلاسفة» و«ميزان العمل» وغيرهما للإمام الغزالي[ر] (ت505هـ). ووقف على كتاب «النجاة» لابن سينا[ر] (ت428هـ/1037م) ونسخ له كتاب «الشفاء» بخط يده.

وقد استهوته دراسة الكيمياء فطلبها في كتب جابر بن حيان[ر] (ت198هـ/813م) وكتب ابن سينا، ولكنه سرعان ما سئم من طلاسمها وشعوذات من كتب فيها فأقر ببطلانها، وقال: «واطلعت على بطلان الكيمياء، وعرفت حقيقة الحال في وضعها ومن وضعها وتكذّب بها وما كان قصده في ذلك وَوُجِدَتْ لي تعاليق كثيرة لا أرتضيها... ».

تعمق البغدادي في دراسة الفلك والنبات لعلاقته بصناعة الدواء. ودرس كتب ابن وافد[ر] (ت467هـ/1074م) وأبي حنيفة الدينوري[ر] (ت282هـ/895م) واختصرهما إضافة إلى كتاب «الحشائش» لديوسقوريدس Dioscorides.

وكانت صناعة الطب ودراستها وتدريسها هوايته المفضلة التي انصرف بكل جوارحه وجهده إلى إتقانها والبحث في كتب مشاهيرها المعاصرين له أو الذين تقدموه كابن سينا، وقد انتقد بعض معالجاته وأفكاره. يقول البغدادي في «مقالتان في الحواس»: «إنه ـ أي ابن سينا ليس من أرباب التجارب ولا يوثق به في ذلك، وأما قياسه فساذج والقياس الساذج في صناعة الطب مطروح، فإن صححتَه وصدّقته قُبِل، وإلارُدّ وطُرح».

وقد جعل التشريح ضرورة من ضرورات صناعة الطب ودراستها ومزاولتها، وألح على الاعتماد عليه في المعالجة والوصول إلى اليقين.وإلى جانب هذه العلوم اهتم بدراسة التاريخ والجغرافية وصنف الكتب عن أخبار الأقدمين ووصف الأقطار التي زارها، إذ كان مولعاً بالسياحة والترحال طلباً للعلم. فقد سافر إلى الموصل وحضر مجلس بعض علمائها مثل موسى بن يونس (ت639هـ) عالم الحساب والكيمياء والفقه، كما زار القدس واجتمع بصلاح الدين الأيوبي[ر] (ت589هـ) والتقى المؤرخ بهاء الدين ابن شداد[ر] (ت632هـ) والقاضي الفاضل[ر] (ت596هـ)، ثم زار القاهرة وجلس يقرئ الناس في الجامع الأزهر كما فعل في المسجد الأقصى في القدس. ومن القاهرة رحل إلى دمشق سنة 604هـ وأقام بالمدرسة العزيزية حيث زاول تدريس مختلف العلوم ولاسيما الطب. ومنها رحل إلى بلاد الروم وإلى بعض مدن الشرق الإسلامي. وفي كل هذه المدن حصل على إجازات من شيوخها. ثم عاوده الحنين إلى مسقط رأسه في بغداد فعاد إليها بعد غياب دام45 سنة وتوفي فيها بعد مرض عضال ودفن في مقبرة الوردية.

يُعد البغدادي أول طبيب عربي تنبه على مرض السكري وشخّص أعراضه السريرية ولخصها في استرسال البول وذربه، والعطش الدائم الشديد بسب كثرة التبول وانطراح الماء الذي يرد إلى الكلية دون الاستفادة منه، ويقول: «وتسمى هذه العلة ديابيطا ومعناه عَباّرة الماء...» والديابيطا أو الديابيطس كلمة إغريقية أطلقها اليونان على داء السكري، كما قال: «إن هزال البدن وجفوفه من علامات هذا الداء». ثم يصف البغدادي معالجته التي تقوم على الحمية والتغذية المقننة والراحة والهدوء النفسي.

كذلك فإن البغدادي أول من قال إن الفك السفلي للفم هو قطعة واحدة لا دَرْزَ فيها مخالفاً رأي جالينوس، وذلك بعد التجارب الكثيرة التي قام بها، وهو يقول في كتابه «الإفادة والاعتبار»: «إلا أننا شاهدنا ألوفاً من العظام والهياكل وقمنا بفحصها بدقة متناهية» ثم يقول: «وكان جالينوس قد عَلّمنا بأن الفك الأسفل يتألف من عظمين، يجمع بينهما نسيج ضام، غير أننا عاينّا ألفي عظم ولم نجد فيها فكاً واحداً مؤلفاً من عظمين.. إنه عظم واحد دون أي رَفو».

ضاعت أكثر مؤلفات البغدادي بسبب الكوارث والحروب والهجمات المغولية والصليبية التي تعرضت لها أقطار الوطن العربي. فبعضها أحرق، وبعضها سلب ونقل إلى مكتبات بلاد المهاجمين، واندثرت بسبب ذلك معظم الثروة الفكرية العربية الإسلامية. وما بقي من كتب البغدادي ذكره ابن أبي أصيبعة في «عيون الأنباء في طبقات الأطباء» فكانت مصنفاته تزيد على169 كتاباً ومقالة ورسالةً منها:  مقالة في الحواس ومدركاتها ومراتبها ونسب بعضها إلى بعض، مقالة في الديابيطس ـ داء السكري ـ والأدوية النافعة فيه،  مقالة في ميزان الأدوية المركبة من جهة المركبات، كتاب «الكفاية في التشريح»، رسالة في المعادن وإبطال الكيمياء، كتاب «انتزاعات في منافع الحشائش»، كتاب «المدهش في أخبار الحيوان»، كتاب «الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر، أو آثار مصر»، كتاب «الجامع الكبير في المنطق والعلم الطبيعي والعلم الإلهي» في عشرة أجزاء.

 

زهير حميدان 

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن أبي اصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، تحقيق  نزار رضا (منشورات دار الحياة، بيروت).

ـ السيوطي، حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم) القاهرة 1967م).

ـ علي عبد الله الدفاع، إسهام علماء العرب والمسلمين في علم النبات (مؤسسة الرسالة، بيروت 1405هـ/1985م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 204
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 602
الكل : 30997643
اليوم : 53444

رووه (جورج- )

رووه (جورج ـ) (1871ـ 1958)   جورج رووه Georges Rouault مصور ورسام وحفار فرنسي، ولد وتوفي في باريس، كان في بداية عهده وحشي الأسلوب، ثم اقترب بعد ذلك من التعبيرية، ابتكر أسلوبه الفني الخاص الذي يعتمد على تقسيم أو تحليل الأشكال بطريقة أشبه إلى فن الزجاج المعشق الذي عرفته الكنائس في القرون الوسطى. كان رووه زميل دراسة للفنان ماتيس (1869ـ1954) H.Matisse في مرسم الفنان غوستاف مورو (1826ـ1898) G.Moreau واشترك مع الوحشيين في معرضهم عام 1905.
المزيد »