logo

logo

logo

logo

logo

الأنفاليد

انفاليد

Les Invalides - Hôtel des Invalides

الأنفاليد

 

الأنفاليد l'invalide كلمة فرنسية تعني «العاجز»، ويطلق اليوم اسم «نُزُل الأنفاليد» أو «قصر الأنفاليد» Hotel des Invalides على مجموعة من المباني الأثرية في باريس تضم متحفاً حربياً من أشهر المتاحف الحربية في العالم. وقد أُنشىء نزل الأنفاليد سنة 1670م بأمر من لويس الرابع عشر ليكون مقر مؤسسة وطنية عسكرية تؤوي مشوهي الحرب والمحاربين القدماء وتوفر من يقوم على خدمتهم.

شُرِع في بناء الأنفاليد في 24 شباط بحسب مخططات وضعها المعمار الفرنسي ليبرال بْرُوان (1635-1697م) Libéral Bruant وأنهى المعماريان جول هاردوان منسار (1646-1708م) J.H.Mansart وروبير دي كوت (1656-1735م) R.de Cotte العمل فيه، كما أنجز كبار فناني ذلك العصر المنحوتات والزخارف النحتية واللوحات الجدارية التي تزين البناء.

تمتد واجهة مبنى الأنفاليد 196 متراً وترتفع ثلاثة طوابق يعلوها إفريز. ويتوسط الواجهة مدخل ذو جبهة نصف دائرية اشتملت تزييناتها على نحت بارز يمثل رسماً للملك لويس الرابع عشر بلباس روماني على صهوة جواد، وهو بين إلهتي الحكمة والعدالة، وعلى تمثالين لمارس ومنيرفة على جانبي باب المدخل، وكل هذه المنحوتات من عمل النحات غيّوم كوستو (1677-1746م) Guillaume Coustou.

ينفتح مبنى الواجهة على فناء خلفي مركزي يسمى «فناء الشرف» أو «الفناء الملكي» تحيط به أبنية ذات أروقة معمّدة، وتتفرع عن الفناء فناءات جانبية أصغر منه. وتقع في صدر الفناء كنيسة تسمى «كنيسة الجند» وخلفها الكنيسة «الملكية» التي صممها المعمار الفرنسي جول منسار وبنيت بين عامي 1679 و1691، ولها بوابة ضخمة تتألف من بوابتين تعلو إحداهما الأخرى ولها قبة مذهَّبة تعلو اسطوانتين متراكبتين وفوقها سارية، ويبلغ ارتفاع المبنى مع ساريته مئة وعشرة أمتار، وللكنيسة أربعة أجنحة متصالبة تحوي أربعة مصلَّيات.

تعد الكنيسة الملكية في الأنفاليد من معالم باريس، ومثالاً للفن الاتباعي (الكلاسيكي) في فرنسة، أو ما يسمى بأسلوب الجزويت (اليسوعيين). وتحمل هذه الكنيسة اسم القديس لويس، وقد زُينت قبتها من الداخل بلوحة جدارية تمثل القديس لويس التاسع يُعيد السيف إلى السيد المسيح، وهي من عمل المصور الفرنسي شارل لافوس  (1636-1716م) Charles Lafosse.

نُقِل إلى الكنيسة الملكية في الأنفاليد سنة 1840 رفات الامبراطور نابليون بونابرت، ووضع ضريحه في قبو تحت الكنيسة، والضريح من قطعة واحدة من الرخام السماقي على أرضية مرصوفة بالفسيفساء على شكل نجمة، وقد صممه المعمار الفرنسي لويس فيسكونتي (1791-1853) Louis Viscunti. وينتصب على جانبي مدخل القبو تمثالان يمثل الأول القوة المدنية والثاني القوة العسكرية، ويصطف داخل المكان اثنا عشر تمثالاً لربات النصر وضعت فيما بينها الأعلام التي غنمت في أثناء حروب الامبراطورية. وكانت عادة جمع أعلام العدو قبل عرضها على الملك في فرنسة في القرن السابع عشر موكلة إلى كنيسة نوتردام [ر] في باريس، ثم انتقلت هذه العادة إلى الأنفاليد في القرن الثامن عشر. ويضم المكان أيضاً مثوى الامبراطور نابليون الثاني ومشاهير الضباط الفرنسيين. وقد دُشن هذا المدفن في الثاني من كانون الأول سنة 1861.

 

 

يضم مجمّع الأنفاليد في باريس «متحف الجيش» Le Musee de l'Armée الذي تألف سنة 1905 من دمج «متحف المدفعية» في «متحف الجيش التاريخي»، ويعود إنشاء الأول من هذين المتحفين إلى سنة 1685 وكان قد أقيم آنذاك في حصن الباستيل Bastille ثم نقل إلى دير اليعقوبيين في باريس ثم إلى الأنفاليد سنة 1871. أما متحف الجيش التاريخي فقد أنشىء في الأنفاليد سنة 1896 بمبادرة من جمعية السابرِتاش La Sabrétache (جعبة السيف)، وهي جمعية تهتم بالتاريخ الحربي.

يحتوي متحف الجيش في الأنفاليد على أنواع من الأسلحة والدروع الحربية من العصر الحجري حتى عصر الذرة، وكذلك أنواع الألبسة والأعلام والتذكارات، وتجتمع في قاعاته معروضات كثيرة من الأسلحة والعتاد من قربينات وبنادق ومسدسات وسيوف من فرنسة وخارجها، وخاصة أسلحة جيوش القرنين السابع عشر والثامن عشر وعتادها في أوربة والحربين العالميتين الأولى والثانية. وقد افتتحت قاعات الحربين العالميتين تباعاً في سنتي 1968 و1971 وجهزت بوسائل سمعية وبصرية تشرح مجريات الحربين المذكورتين. وفي الأروقة والساحات الخارجية أنواع من المدافع القديمة والحديثة من مكاحل البارود في القرن الرابع عشر إلى معدات سلاح المدفعية الحديثة.

ومن المعروضات المميزة في متحف الجيش في الأنفاليد تذكارات وأشياء شخصية مثل دروع ملوك فرنسة وسيف فرنسوا الأول في معركة بافي Pavie وسيف نابليون في معركة أوسترلتز ومجموعة القربينات التي كان يحتفظ بها الملك لويس الثالث عشر في مكتبه ومجموعة بنادق لويس الرابع عشر وعصي مرشالات فرنسة في عهد الامبراطورية.

يغتني متحف الجيش في الأنفاليد على الدوام بالهبات والمشتريات مما يجعله من أجمل المتاحف الحربية في العالم، وهو أكثر ما يزار من معالم باريس.

وما تزال مؤسسة «الأنفاليد الوطنية» تؤوي بعض النزلاء المتقاعدين بسبب عجزهم الناتج عن تقدمهم في السن. وقد صارت هذه المؤسسة مركزاً طبياً جراحياً متخصصاً لتأهيل المعاقين من الكسحان ومن بُترت أطرافهم.

 

إلياس الزيات

 

مراجع للاستزادة

 

- MC GRAW Hill, Dictionary of Art, Vol.3 (London 1969).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : عمارة وفنون تشكيلية
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 41
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 508
الكل : 31183785
اليوم : 8942

مارتيني (سيمون-)

مارتيني (سيمون ـ) (1284ـ 1344)   سيمون مارتيني Simone Martini رسام ومصوّر إيطالي، ولد في سيينا Siena، وتوفي في أڤييون Avignon. عُدَّ فنه مثالاً رفيعاً للفن القوطي بخصائصه المختلفة، وعُدَّ في الوقت نفسه، أكثر الفنانين تأثيراً بفن مسقط رأسه سيينا وتمثيلاً له. يعتقد كثير من المؤرخين والباحثين، أن مارتيني تتلمذ على يد الفنان دوتشيو Duccio، وعنه أخذ حبه للألوان النقية الشفيفة والمتناسقة، كما حملت أعماله الأولى كثيراً من أشكال أستاذه وسماته، ما أضفى الطلاوة على خطوطه، والرهافة على تعبيره الذي استوحاه من الأعمال القوطية الفرنسية التي درسها مارتيني في صباه في إيطاليا، ليرتقي بالخط التزييني للأسلوب القوطي حد الكمال، مما جعل الحجوم منسجمة ومتآلفة مع إيقاع الخطوط.
المزيد »