logo

logo

logo

logo

logo

بايه انكلان (رامون ديل-)

بايه انكلان (رامون ديل)

Valle-Inclan (Ramon del-) - Valle-Inclan (Ramon del-)

بايه إنكلان (رامون ديل ـ)

(1866 ـ 1936)

 

رامون ماريا ديل بايه إنكلان Ramón María del Valle Inclán روائي وكاتب قصصي ومسرحي وشاعر إسباني يعد من كبار الشخصيات التي تمثل عصر التجديد في إسبانية، دعا لتجديد الأدب الإسباني، ولد في غاليثيا Galicia في بيانويبا دي أروسا Villanueva de Arosa وتوفي فيها، سافر في شبابه إلى المكسيك عدة مرات، وشعر بانجذاب نحو هذا البلد الذي يتخذ الجمال فيه، بحسب رأيه، أشكالاً مختلفة جداً عن الجمال في شبه جزيرة إيبيرية، ثم عاد إلى مدريد بزيه الغريب، ونظاراته الدائرية وشعره المسترسل ولحيته الطويلة، وخياله الغزير وكلامه اللاذع. كل هذا جعله أديباً شهيراً وغريب الأطوار.

كتب بايه إنكلان أعماله الروائية بأسلوبين متباينين. ظهر أسلوبه الأول في مجموعات ثلاث: تتألف المجموعة الأولى من أربع «سوناتات» Sonatas: «الربيع» Primavera و«الصيف» Estío و«الخريف» Otoño و«الشتاء» Invierno كتبها بين عامي 1902 و1905، تروي ذكريات الماركيز برادومين Bradomin وهوشخصية مستهترة من القرن الثامن عشر. وقد كتب هذه المجموعة بأسلوب  جديد مثل كتاباته الأولى التي تتحدث عن الأرستقراطيين.

وتتألف المجموعة الثانية من رواية «زهرة القداسة» (1904) Flor de santidad، ورواية «الكوميدية المتوحشة» Comedias Bórbaras. أما الأولى فهي أسطورة ممتعة تعد من أفضل مؤلفاته الروائية، ينتقل فيها من الأجواء الأرستقراطية ليتطرق إلى موضوعات شعبية خاصة بمنطقة غاليثيه أولاها أهمية كبيرة، وتظهر فيها الروح الغنائية والخرافية التي تمثل المنطقة تمثيلاً جميلاً ودقيقاً. في حين تهتم الرواية الثانية بالبيئة في منطقة غاليثيه أيضاً وتصور العواطف البدائية والعنف الدرامي.

أما المجموعة الثالثة فتتألف من قصص الحرب الكارلية (حرب دون كارلوس بن فرديناند السابع)  (1909) La guerra carlista. وهي أكثر اعتدالاً وواقعية من الأعمال السابقة، وتتضمن رؤية جديدة لتلك الحرب على أنها صراع بين عصابات شعبية، من دون أي معنى سياسي أو سعي وراء التأثير الملحمي.

يظهر أسلوبه الثاني الذي يتميز بالهجاء في روايتيه: «حلبة مصارعة الثيران الإيبيرية» El Ruedo Ibérico وهي صورة ساخرة لبلاط الملكة إيزابيل الثانية، و«تيرانو بانديراس» (1929) Tirano Banderas وهو التاريخ المأساوي الكوميدي لإحدى الشخصيات الديكتاتورية في أمريكة، إذ يقلد فيها اللغة الإسبانية الدارجة في أمريكة بروح مرحة.

أما أعماله المسرحية فتضم مجموعات من المسرحيات منها ما هو قريب الشبه بالمسرح الشعري، وتتمثل في «أصوات المأثرة» (1912) Voces de gesta وهي مأساة  مفعمة بالأحداث الملحمية. و«الماركيزة روسالندا» (1913) La Marquesa Rosalinda التي تتميز بروح مرهفة ساخرة. و«كلمات إلهية» (1920) Divinas palabras التي ترتبط بتقاليد الملهاة الشعبية، وهي ملهاة مأساوية كتبت نثراً يتحدث فيها عن أجواء الريف وعن حياة المتشردين مع عناصر خرافية أخرى.

وهناك مجموعة المسرحيات الهزلية  Farsas التي كتبها عام 1920 وتتألف من: «هزلية وإجازة الملكة كاستيثا» Farsa y licencia de la Reina Cástiza، و«إسبربنتوس» النثرية Esperpentos، و«قرون السيد فريوليرا» Los cuernos de don Friolera، و«أضواء بوهيمية» Luces de Bohemia التي تتميز من أعماله السابقة بروح الدعابة الهجائية والرتوب الغريب المضحك، وتصور الواقع الوطني في إسبانية، وتظهر صور الأبطال التقليديين فيها منعكسة في مرايا مقعرة تضفي عليهم منظراً قبيحاً.

تتمثل أعمال إنكلان الشعرية بثلاثة كتب منحته مكانة رفيعة الشأن بين الشعراء المحدثين. الأول «عبق الأسطورة» Aromas de leyenda عام 1907 الذي يمثل انتشار المعاصرة ذات الموضوعات الغنائية الخاصة بمنطقة غاليثيه على نحو مشابه لـ«زهرةالقداسة». و«غليون كيف» La pipa de Kif عام 1919 الذي يعتمد فيه على أسلوب متعدد الألوان تتداخل معه رسوم كاريكاتورية كما جاء في «حلبة الثيران الإيبيرية» و«إسبربنتوس» و«المسافر» Pasajero عام 1920 وفيها تظهر موضوعات مهمة جداً عولجت بعناية من عرض لأيقونات أُخذت من عالم الشعوذة.

تميز إنتاج بايه إنكلان في أعماله الأولى بالكشف عن أهمية الفن والجمال الأدبي. وتأتي أهميته من ابتكاره أسلوباً تؤدي فيه القواعد الموسيقية والتصويرية دوراً مهماً تجعله يتصدر مكانة مرموقة بين الكتاب المحدثين، وتجعله كاتباً نثرياً ذا أهمية كبيرة.

وتميز نثره في الروايات الأولى بالرقة والأسلوب المتصنع، إذ ترتقي فيه الموسيقى لتكتسب سمات فنية رائعة. إلا أنه يبتعد تدريجياً عن الأشكال الزخرفية ليكتب نثراً فيه الكثير من روح الدعابة التي تحل محل السوداوية، والصورة الغريبة محل التأثر بالحنين. ويصور أسلوبه التعبيري الواقع الوطني في إسبانية بأشكال من الموضوعات الساخرة.

وقد أبدى إنكلان في أعماله كلها تعمقاً في معرفة اللغة وقدرة على سبر المعاني والغوص في بحورها، وعلى هذا فإن إنتاجه الروائي يبدو على شكل حركة رتيبة موجهة نحو الغنائية أو نحو الغرابة. لهذا كله يعد واحداً من أفضل الكتاب الإسبان في القرن العشرين، وذلك لجمالية نثره العصري ولأناقة صوره الهجائية. ويعد بايه إنكلان في الأدب الإسباني واحداً من كبار فناني اللغة برقته وأصالته.

أما أعماله المسرحية فلها مكانة رائدة في القرن العشرين. ومع انتشار المسرح البرجوازي في زمنه استطاع أن يحقق نجاحاً في تجديده، لا لنظرته الجريئة للواقع الإسباني فحسب بل لأصالته وقوته التعبيرية.

خالد غنيم

 

مراجع للاستزادة:

ـ محمود صبح، نماذج من المسرح الإسباني المعاصر (المؤسسة العامة للدراسات والنشر، بيروت 1981(.

- G.DÍAZ PLAJA, Las estética de Valle Inclán (Gredos 1966).

- R.J.SENDER, Valle Inclán y la dificultad de la tragedia. Ed. (Gredos 1956).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 691
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 519
الكل : 31194696
اليوم : 19853

التأقلم البشري

التأقلم البشري   التأقلم البشري acclimatizaion مقدرة الإنسان على التلاؤم مع التغيرات التي تحدث في بيئته، مثل تغيّر درجة حرارة المحيط والارتفاع والمناخ والبيئات. وتتصف هذه التغيرات بأنها متدرجة تثير استجابة طويلة الأمد. أمّا التغيرات الفجائية التي تثير استجابة سريعة قصيرة الأمد عن طريق الجملة العصبية والغدد الصمّاوية فلا تدخل في نطاق التأقلم.
المزيد »