logo

logo

logo

logo

logo

بوب (ألكسندر-)

بوب (الكسندر)

Pope (Alexander-) - Pope (Alexander-)

بوب (ألكسندر ـ)

(1688 ـ 1744)

 

ألكسندر بوب Alexander Pope شاعر إنكليزي ولد في لندن في عائلة كاثوليكية، في وقت كان الكاثوليك ما يزالون مضطهدين في إنكلترة، وكان أبوه تاجر كتان. وقد دُمرت صحة بوب وشوه جسمه بإصابته بحدبة قبيحة من مرض عضال وهو في الثانية عشرة من عمره. وأسهم هذان العاملان في تشاؤمه وسوداوية مزاجه ووجود النغمة الحزينة في بعض أشعاره. وقد ثقف نفسه إلى حد كبير، وظهرت براعته في النظم في وقت مبكر في قصائده الرعوية Pastorals، التي يزعم أنه ألفها وهو في السادسة عشرة، وطُبعت عام 1709، فلفتت إليه أنظار الشعراء والنقاد المعاصرين. وجمعته علاقة وثيقة بالكاتب وليم ويتشرلي[ر] William Wycherley، والشاعر وليم وولش  (1663- 1708) W.Walsh الذي شجعه وأعجب به.

وظهرت قصيدته المهمة «مقالة في النقد» Essay on Criticism في عام 1711 فجعلته يتعرف حلقة كاتب المقالات جوزيف أديسون[ر] J.Addison، الذي شجع طبع عدد من قصائده في مجلة «سبكتيتر» Spectator بدءاً من عام 1712، التي ظهرت فيها أيضاً قصيدته الساخرة من المجتمع الأرستقراطي في عصره «اغتصاب خصلة الشعر» The Rape of the Lock ويمكن عدّها بداية توهج موهبته في الشعر التهكمي، إذ تبنّى فيها آلية أسلوب الملحمة لوصف حادثة تافهة كادت تحدث معركة كبرى بين أسرتين، لأن اللورد بيتر قد اقتطع خصلة من شعر الآنسة الجميلة آرابيلا فيرمور. فاستخدم بوب خياله وسخريته وقدرته على المناورة اللفظية وإبراز التباين بين المظاهر الجوفاء وحقائق الحياة الاجتماعية، كما أتقن استخدام المزدوجات التي تشبه فن الأراجيز في الشعر العربي، فأعطت أسلوبه لمسة من الجمال والتوازن والاكتناز بالمعنى في ألفاظ قليلة. وقد واظب على تحسين هذا الضرب من ضروب التعبير الذي أعجب به معاصروه. وكان مصدر السخرية في شعره الجمع بين المتناقضات، بين العظيم والصغير، والجليل والحقير، والمهم والتافه.

أصدر بوب في عام 1715 المجلد الأول من ترجمته لإلياذة[ر] هوميروس[ر] مستخدماً اللون العروضي الذي عُرف باسم «الوزن الملحمي». وأكمل هذه الترجمة التي لم تكن دقيقة عام 1720، ومع ذلك عُدت في قمم الشعر في عصره، فأتبعها بترجمة للأوديسة[ر] بأسلوب مماثل بين 1725 و1726، فأعطته هذه الأعمال شهرة وثراء مكنه من شراء بيت فخم في تويكنام Twicknham التي توفي فيها ودفن في كنيستها. ونشأت في ذلك الوقت بينه وبين الليدي مارثا بلاونت Martha Blount علاقة حميمة ظلت مزدهرة حتى وفاته، وأهداها عدداً من قصائده ولاسيما «حول طبائع النساء: رسالة إلى سيدة» Of The Characters of Women: an Epistle to a Lady ونشرت مع رسائل أخرى في مؤلفه «مقالات أخلاقية» (1735) Moral Essays الذي ضم مجموعة قصائد عالج فيها موضوعات شتى مثل المعرفة وشخصيات الرجال والنساء واستخدام الثروة.

نشر بوب في عام 1728 قصيدته الطويلة الساخرة «ملحمة الحمقى» The Dunciad التي استغرقت منه زمناً طويلاً وكرر طبعها وتنقيحها في الأعوام 1729 و1742 و1743 وتهكم فيها بالبلادة والنفاق. ونشر بين 1733 - 1734 قصيدته الطويلة الأخرى «مقالة عن الإنسان» Essay on Man.

كان بوب الشخصية الشعرية الطاغية في النصف الأول من القرن الثامن عشر الذي عُرف بعصر العقل وعصر التنوير[ر] والعصر الأغسطي تشبيهاً له بعصر أغسطس أوكتافيوس قيصر الذي برز فيه عدد كبير من الشعراء الرومان الكبار، كما عُرف بأنه عصر الاتباعية أو الكلاسيكية الجديدة Neo-classicism [ر. الاتباعية] لأنه استمد تقاليده الأدبية ومثله الاجتماعية وقيمه الأخلاقية من العصور الإغريقية والرومانية التي كان بوب نفسه معجباً بشعرائها مثل هوراسيوس[ر] وأوفيد[ر] وفرجيليوس[ر]، وتعكس كتاباته روح عصره الواثق بنفسه وحضارته وتمدنه وتسامحه. ويمكن ملاحظة الفرق الكبير بين أشعاره الأولى المتفائلة، وأشعاره الأخيرة المتشائمة إلا «مقالة عن الإنسان». وكان بوب معادياً لحكومة روبرت ولبول Robert Walpole الذي لم يكن يريد من الأدباء سوى أن يكونوا أبواقاً، فنأى بوب عن ذلك، وصار أكثر عجرفة وتحسساً وشجاراً، مع شعوره بالوحشة والمرارة في سنواته الأخيرة. وهو في قصائده يحتقر البشر أحياناً على طريقة صديقه جوناثان سويفت[ر] Jonathan Swift ولكن الفارق بينهما أن سويفت يعمم وبوب يخصص، فيهاجم أشخاصاً بذاتهم، يمثلون في نظره الصفات المحتقرة، كالنفاق والحماقة والبلادة والغرور، وينفي عن نفسه تهمة الخبث، ويزعم أن ما يلهمه هو حب الفضيلة.

كان بوب يهتم بجمال الألفاظ وينظر إلى لغة الشعر على أنها متفوقة تسمو على لغة العامة، ولو أدَّاها ذلك إلى جعلها مصطنعة متكلفة ومليئة بالمبالغات، كاستخدام عبارات «السهل الأثيري» بدلاً من «السماء» و«الأزرق العميق» بدلاً من «البحر»، وكان المتحدث بلسان عصره والناقد القاسي له في وقت معاً.

ظهرت مجموعة أعماله الكاملة في عام 1715. إلا أن الطبعة القياسية المعتمدة لهذه الأعمال لم تنشر إلا بين 1871 و1889.

 

محمد توفيق البجيرمي

 

مراجع للاستزادة:

 

-LEOPOLD DAMROSCH Jr., The Imaginative World of Alexander Pope (Univ. of Calif. Press 1987).

.(- REUBEN BROWER, Alexander Pope: The Poetry of Allusion (Oxford 1986


التصنيف : الآداب الجرمانية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 451
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 717
الكل : 31299489
اليوم : 47677

الإخراج الفني

الإخراج الفني   الإخراج الفني direction هو رواية قصة ما عن طريق أداء حركات تمثيلية في المسرح أو السينما أو التلفزيون في أسلوب فني وتقني معبّر، توضح حوادث القصة بغرض المشاهدة، واستخدام المؤثرات السمعية والبصرية، وتدريب الممثلين على التنفيذ. الإخراج المسرحي تعد وظيفة المخرج المسرحي إدارة جميع مراحل العمل الإبداعي لمسرحية ما. ويرادف مصطلح «المخرج» في اللغة الإنكليزية كلمة «المدير» director، لأن المخرج يتحمل مسؤولية إدارة العمل وتنظيم جميع أفراده الفنيين من ممثلين وتقنيين، من أجل تحقيق التصور الجمالي الذي يعبر عن تفسير المخرج لنص المؤلف. أما المصطلح الفرنسي mise en scène فإنه يشير إلى رسم حركة المشاهد.
المزيد »