logo

logo

logo

logo

logo

الحصري (علي بن عبد الغني-)

حصري (علي عبد غني)

Al-Husari (Ali ibn Abdul Gani-) - Al-Husari (Ali ibn Abdul Gani-)

الحصري (علي بن عبد الغني -)

(…-488هـ/…-1095م)

 

أبو الحسن علي بن عبد الغني الفهري، الكفيف، المُقرئ، الأديب الشاعر، المعروف بالحصري القيرواني.

لم تُعرف سنة ولادته. أما وفاته فكانت بالإجماع، سنة ثمان وثمانين وأربعمئة.

عاش في مدينة القيروان حتى منتصف القرن الخامس الهجري، وغادرها سنة (449هـ). دخل الأندلس في عصر ملوك الطوائف. وتنقل بين مدنها، يقرئ الناس القرآن في سَبْتَة وغيرها. من أشهر تلاميذه أبو العباس البلنسي الأعمى. كذلك كان شاعراً ينظم الأشعار، ويتكسب بها مستغلاً في ذلك، عاهته وغربته. واستقبله ملوك الطوائف وأجزلوا له العطاء، وتنافسوا في إرضائه. لكنه كان هجَّاءً سليط اللسان، بخيلاً، ملحاً في الطلب، بارعاً في الكُدْيَة.

وبعد زوال دول ملوك الطوائف على يد يوسف بن تاشفين كسدت سوق الشعر، وانقطع العطاء، فعبر إلى مدينة طنجة، بعد أن تراجع طبعه، ونضبت موهبته، وقيل: إنه أُخرج من دانية منفياً.

كان الحصري القيرواني صاحب مدرسة في النظم والصناعة، بارعاً في ذلك، وكان له جماعة ينسجون على منواله. شبه بأبي العلاء في طريقة نثره وشعره، وقد تكون عاهته أيضاً دافعاً للمقارنة.

التزم الحصري السجع في نثره على طريقة أهل عصره. لكن سجعه، في معظمه، متكلف لا يستعذبه السمع.

تبادل الرسائل مع معاصريه من الأدباء، كان بعضها رسائل إخوانية، وبعضها الآخر في الهجاء، ففي الهجاء اشتهرت خصومته مع سليمان بن محمد بن الطراوة المالقي النحوي، وقع بينهما شر فتبادلا رسائل الهجاء، ونال كل من صاحبه، وله رسائل مديح في الأديب غانم بن وليد المخزومي في مالقة، والفضل بن حَسْداي وغيرهما.

ذكر أن الحصري كان شاعراً رخَّم الشعر، وأن شعره كان كثيراً وأدبه موفوراً، لكنه، مع ذلك كله، كان يسعى إلى الصنعة والإغراق في البديع فنظم في تجنيس القوافي، وفي تطريفها، وفي لزوم ما لايلزم، وغير ذلك من أنواع الصنعة البديعية.

تعددت أغراضه الشعرية، فكان له شعر في المدح فقد مدح بعض ملوك الطوائف، وكذلك برع في الرثاء وله شعر رقيق في النسيب والغزل والحنين إلى بلده القيروان ومن شعره:

مَن لي بظبيٍ جناهُ مَعسُول

دمي بدمعي عليه مغسولُ

أقرأ في خَدّهِ كتابَ هَوى

أنَّ دَمَ العاشقينَ  مطلول

حُسامُ عَينيكَ من فُتورهما

كأنّهُ مـُغمَدٌ ومَسـْلُولُ

اغمدْ وسُلَّ ليسَ لي وَزَرٌ

أنا على الحالتينِ مقتول

ترك الحصري آثاراً شعرية ما زال أكثرها مخطوطاً هي: «القصيدة الحصرية» وهي في قراءة نافع للقرآن، وعدد أبياتها مئتا بيت وتسعة أبيات، و«اقتراح القريح واجتراح الجريح» وهو مجموعة أشعار قالها في رثاء ولده، مرتبة على حروف المعجم، و«معشرات الحصري» وهي في النسيب والغزل.

علي حيدر 

مراجع للاستزادة:

 

ـ محمد المرزوقي والجيلاني بن الحاج يحيى، أبو الحسن الحصري القيرواني (تونس 1963).

ـ ابن بسام، الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (الدار العربية للكتاب).

ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء (دار إحياء التراث العربي، بيروت).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 353
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1000
الكل : 58712428
اليوم : 144128

البصير (الفضل بن جعفر-)

البصير (الفضل بن جعفر ـ) (ت نحو 255هـ / 869م)   أبو علي الفضل بن جعفر بن الفضل بن يونس، فارسي الأصل، أصل أسرته من الأنبار، ثم انتقلوا إلى الكوفة فنزلوا مع قبيلة النخع، ولذلك يقال في نسبته الأنباري والكوفي والنَّخعي. شاعر مترسل عباسي جيد في طبقته جمع بين إجادة الشعر وإجادة الكتابة. ليس في المصادر القديمة ما يعين على معرفة نشأته، وأكبر الظن أنه ولد في الكوفة، وسنة ولادته غير معروفة وكذلك الزمن الذي أصيب فيه بالعمى. أما لقبه «البصير» فقيل: إنه لقب به على العادة في التفاؤل للأعمى بالبصر، وقيل: لذكائه وفطنته، وأنه إذا كان مع أصحابه في مجلس لهو ثم أراد القيام لبعض شأنه تخطى الزجاج وكل ما في المجلس من آلة، ثم عاد إلى مكانه.
المزيد »