logo

logo

logo

logo

logo

التصعيد

تصعيد

Sublimation - Sublimation

التصعيد

 

التصعيد أو الإعلاء أو التسامي sublimation مصطلح نفسي، نشأ في ظل مدرسة التحليل النفسي. وهو يشير إلى وسيلة دفاعية أولية لا شعورية في الغالب، يلجأ إليها الفرد للدفاع عن ذاته وصورتها أمام الآخرين، عندما يتهدده صدور سلوك لا يسوّغه المجتمع أو يرفضه، يشوِّه صورة ذاته بأبعادها المختلفة. وينظر إلى التصعيد كنوعٍ من التحويل في إرضاء دافعٍ غير مقبول اجتماعياً بصورة اجتماعية يُثاب عليها الفرد، بل تُعطى له مكانة مرموقة، إذ يتحول موضوع اللذة أو الدافع ذاته من موضوع أول غالباً ما يكون موضع رفض المجتمع إلى موضوع آخر يغلب أن يمتدحه المجتمع ويشجع على إشباعه ويقدر صاحبه تقديراً عالياً. فعلى سبيل المثال: الشخص الذي يمتلك دافعاً عدوانياً قوياً يلجأ إلى مزاولة أنواع معينة من الرياضات بدلاً من أن يزاول عدوانه على الآخرين. كذلك فالطالب المجد الذي لديه دافع عدواني يمكن أن يُحول إلى دراسة الطب ومن ثم إلى تخصص الجراحة إذا ما كانت قدراته تلائم هذا النوع من الدراسة.

واللذة في الموضوع الجديد تكون الغالبة على نحو يبدو معه هذا الموضوع ذاته موضوع لذة للفرد، فيُقبل عليه أكثر من الموضوع السابق. لذا يبدو التصعيد أو التسامي وسيلة دفاعية سوية لها جانبها الشعوري كما لها جانبها اللاشعوري، ولا يمكن القول إنّها شاذة أو تختص أفراداً دون آخرين.

آلية التصعيد

يخفّف التصعيد من حالة التوتر التي يمكن أن يصاب بها الفرد، نتيجة الصراع الذي يعيشه جراء رغبته في إشباع دافعه الأصلي الأولي، ورفض المجتمع لهذا الإشباع أو لشعوره بالإثم فيما لو تم الإشباع بطريقة يرفضها المجتمع. لذا فالشخص الذي يلجأ إلى التصعيد غالباً ما يفعل ذلك للمحافظة على تقديره لذاته وتقدير الآخرين له.

يتشابه التصعيد ويختلف في الآن نفسه في وسيلتين دفاعيتين أوّليتين هما: الرد المعاكس reaction formation، والتحويل displacement، فهو يتشابه مع الأول في ظهور سلوك مقبول بدل سلوك مستهجن، ولكنه يختلف عنه في أن الموضوع في الرد المعاكس لا يحمل لذة، إنه أشبه بادعاء الفضيلة بدل الإقرار بوجود الدافع غير المقبول اجتماعياً. وبالمقابل يعد التصعيد حالة خاصة من حالات التحويل لأنه يشير إلى تحولٍ في موضوع اللذة الأساسي إلى موضوع آخر يصبح هو ذاته موضوع اللذة.

التصعيد والعلاج النفسي

يمكن للمعالج النفسي أو المرشد النفسي أن يستند إلى هذه الوسيلة في تحويل الدوافع الموجودة عند الفرد والتي لا يمكن إرضاؤها في الوقت الحاضر، أو التي تنطوي على نوع من الخطر أو التهديد فيما لو أشبعت. لذا يكون على المعالج والحالة هذه أن يدرس الدوافع الأكثر بروزاً لدى المريض والتي لا يمكن إشباعها، وأن يدرس ميوله وقيمه قبل أن يقوم بعملية التصعيد أو قبل أن يساعد المريض على ذلك، وأن يدرس إمكانات البدائل المتوافرة لدى الفرد وأسرته ومجتمعه وما ينطوي عليها من مؤسّسات يمكن أن تجعل عملية إشباع الموضوع البديل ممكنة.

 

إيمان عز

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الكبت ـ الشعور واللاشعور

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ سيد غنيم وهدى برادة، الاختبارات الإسقاطية (دار النهضة العربية، القاهرة 1979).

ـ كامل لويس مليكة، علم النفس الأكلينيكي ـ الجزء الأول (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1980).


التصنيف : تربية و علم نفس
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 499
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 529
الكل : 29576401
اليوم : 31317

سارويان (وليم-)

سارويان (وليم ـ) (1908 ـ 1981)   وليم سارويان William Saroyan روائي وكاتب مسرحي أمريكي حائز على عدة جوائز عالمية، اشتهر بنتاجه الأدبي الغزير وبأسلوبه النثري المفعم بالحياة، وبسعيه من خلال كتاباته للحث على التفاؤل وحب الوطن في مرحلة الركود الاقتصادي التي عاشتها الولايات المتحدة الأمريكية في الثلاثينات من القرن العشرين.
المزيد »