logo

logo

logo

logo

logo

بنتر (هارولد-)

بنتر (هارولد)

Pinter (Harold-) - Pinter (Harold-)

بنتر (هارولد ـ)

(1930 ـ)

 

هارولد بنتر Harold Pinter كاتب ومخرج مسرحي وشاعر وإذاعي وسينمائي إنكليزي. ولد في لندن لعائلة يهودية من البرجوازية الصغيرة، وكان والده خياطاً. بعد حصوله على الشهادة الثانوية انتسب إلى الأكاديمية الملكية للفن المسرحي Royal Academy of Dramatic Art، لكنه ترك الدراسة بعد سنتين، وفي عام 1949 صدر بحقه حكم قضائي بسبب رفضه أداء الخدمة العسكرية. عمل ممثلاً في أحد برامج الإذاعة البريطانية BBC ودرَس الإلقاء المسرحي في المعهد المركزي للإلقاء والدراما Central School of Speech and Drama، ثم انضم إلى فرقة دونالد ولفيت Donald Wolfit المسرحية في هامرسميث Hammersmith عام 1953. وبعد أربع سنوات من التمثيل في الريف مع فرقة جوّالة تحت الاسم المستعار دافيد بارون David Baron بدأ بنتر بكتابة النصوص المسرحية.

يعد بنتر أحد رواد حركة تجديد المسرح الإنكليزي بعد الحرب العالمية الثانية، التي انعكست ملامحها الشكلية والمضمونية  في أعمال كتّاب مثل روبرت بولت Robert Bolt وجون أوزبورن[ر] وجون آردن John Arden وأرنولد ويسكر Arnold Wesker وشيلا ديليني Shelagh Delaney الذين يجمعهم الخروج على تقاليد الواقعية والتأثر بمسرح العبث[ر] وخاصة بصموئيل بيكيت[ر] ويوجين يونسكو[ر] وكذلك ببرتولد بريخت (بريشت)[ر] ومسرحه الملحمي[ر]. ومن أشكال خروج حركة التجديد على المسرح الواقعي الذي وصفوه بالجمود والسطحية استخدام الرقص التعبيري والتمثيل الصامت والراوي والأقنعة ومخاطبة الجمهور وتفتيت المسرحية إلى عدد كبير من المشاهد القصيرة أو كتابة مسرحيات من فصل واحد، والدمج بين المأساة والملهاة، وإلغاء ستارة المسرح، والاقتصاد في مناظر المشاهد (الديكور)، واستخدام لغة الحياة اليومية بأسلوب غير مترابط يشي بعدم إمكانية التواصل بين المتحاورين. ومع ذلك تعد مسرحيات حركة التجديد من حيث المضمون أكثر واقعية من أعمال التيار الواقعي نفسه، فقد نزعت إلى اتخاذ حياة الطبقات الدنيا مادة للمسرح، فشاعت فيها شخصيات الضائعين والمتشردين والخائبين، على اختلاف مهنهم وخلفياتهم الثقافية. وأسلوب بنتر اللغوي متأثر إلى حد كبير بأسلوب فرانتس كافكا[ر] وإرنست همنغواي[ر].

كتب بنتر أولى مسرحياته الطويلة وهي «حفلة عيد الميلاد» (1957) The Birthday Party وعالج فيها بأسلوب «كافكاوي» حالة تهديد يعيشها إنسان عادي من قبل أناس مجهولين ولأسباب يجهلها هو، وتبقى مجهولة حتى من قبل المشاهدين. ومع أن أعمال بنتر المبكرة القصيرة والطويلة التي تدور أحداثها في أجواء مشابهة لم تلق الاستجابة المرجوة لدى الجمهور والنقاد على حد سواء، فقد ثابر المؤلف على تطوير أدواته في التأليف والمعالجة الإخراجية حتى غدا أشهر كتّاب ما سمي بـ «ملهاة التهديد» Comedy of Menace، ففي معظم مسرحياته يموضع الكاتب الأحداث في غرفة واحدة يشعر سكانها بتهديد لا يستطيعون تحديد مصدره أو أسبابه، وتكون شخصيات المسرحية مأزومة، نتيجة لتورطها في صراع غير محدد، من أجل بقائها أو التمسك بهويتها. ويرفض الكاتب تقديم تبريرات عقلانية لأفعال الشخصيات، بل يقتصر في سياق الحدث على عرض لمحات وجودية تنبعث من لحظات مرعبة أو غريبة في حياة شخصياته. وفي مسرحية «مونولوج» (1973) Monologue و«الأرض الحرام» (1975) No Man’s Land تستخدم الشخصيات الكلمات سلاحاً في صراعها، لا من أجل البقاء فحسب، بل من أجل الحفاظ على سلامتها العقلية.

كتب بنتر في عام 1960 مسرحيته القصيرة «النادل الأخرس» The Dumb Waiter وأتبعها في العام نفسه بمسرحيته الطويلة الثانية «الحارس» The Caretaker التي مهدت لشهرته كموهبة كبيرة جديدة، أكدها المؤلف بمسرحياته التالية، مثل «ألم طفيف» (1961) A Slight Ache و«المجموعة» (1962) The Collection و«الأقزام» The Dwarfs ثم «العاشق» (1963) The Lover و«العودة إلى الوطن» (1965) The Homecoming التي تعد الأكثر إبهاماً بين غالبية أعماله. وبعد مسرحيته «خيانة» (1978) Betrayal لم يكتب بنتر أي مسرحية طويلة حتى نشرِه مسرحية «ضوء القمر» (1994) Moonlight. والكثير من مسرحياته هذه، القصيرة والطويلة كانت قد كتبت في الأصل للإذاعة أو للتلفزيون.

ومنذ عام 1970 دخل الكاتب بنتر عالم الإخراج المسرحي إلى جانب المخرج الإنكليزي الشهير بيتر هول Peter Hall في المسرح القومي بلندن، لكنه لم يُقْدم على إخراج أي من مسرحياته بنفسه. ونشر في عام 1977 السيناريو السينمائي «البحث عن الزمن الضائع» A la Recherche du Temps perdu عن رواية الكاتب الفرنسي مارسيل بروست[ر]، ثم نشر سيناريو «زوجة الملازم الفرنسي» (1981) The French Lieutenant’s Woman عن رواية الكاتب جون فاولز[ر]، كما كتب سيناريوهات مهمة لكثير من الأفلام الإنكليزية التي لاقت نجاحاً كبيراً. وقد نال بنتر العديد من الجوائز المحلية والدولية عن أعماله المسرحية والسينمائية، منها: جائزة مهرجان برلين السينمائي (1963) وجائزة شكسبير الألمانية في هامبورغ (1970) وجائزة مهرجان كان السينمائي (1971) وجائزة دول الكومنولث (1981). وقد تُرجم الكثير من مسرحياته إلى العربية وقدمتها عدة فرق رسمية وخاصة في عدد من العواصم العربية.

عُرف بنتر بنقده اللاذع للسياسة والهيمنة الأمريكية وتسلطها على الشعوب الضعيفة، وأنكر على بريطانية خضوعها وتماشيها مع تلك السياسة.

 

نبيل الحفار

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

المسرح - مسرح العبث - المسرح الملحمي.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ هارولد بنتر، الخادم الأخرس/ التشكيلة، ترجمة وتقديم رؤوف رياض، من المسرح العالمي (الكويت 1970).

ـ هارولد بنتر، الحارس، ترجمة وتقديم الشريف خاطر ود. صفاء الشاطر، من المسرح العالمي (الكويت 1974).

ـ هارولد بنتر، الأيام الخوالي، ترجمة وتقديم الشريف خاطر ومحمد الحديدي، من المسرح العالمي (الكويت 1988).

ـ هارولد بنتر، لغة الجبل، ترجمة وتقديم د. نهاد صليحة، روائع المسرح العالمي (القاهرة 1991).

-HAROLD PINTER, Plays I, II, III, Eyre Methuen (London 1978).

-MARTIN ESSLIN, Pinter, A Study of his Plays, Expanded Edition (The Morton Library, NewYork 1976).


التصنيف : الآداب الجرمانية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 374
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 679
الكل : 60243431
اليوم : 91822

أوبير (دانييل-)

أوبير (دانييل فرانسوا إسبري ـ) (1782ـ1871م) دانييل فرانسوا إسبري أوبير Daniel Francois Espri Auber مؤلف موسيقي فرنسي ولد في كايين وتوفي في باريس. نشأ في جو عائلي فني وموسيقي أثّر في طفولته تأثيراً كبيراً. سافر أوبير في مستهل شبابه إلى لندن عدة مرات في أعمال تجارية ولكن ذلك لم يبعده عن ولعه بالموسيقى، وبدأ في التأليف الموسيقي منذ عام 1804. شُهر بتأليف الأوبرا ـ الملهاة ـ opéra-comique [ر.الأوبرا] وكان لتعاونه الوثيق الذي استمر نحو أربعين عاماً مع الكاتب الدرامي والمسرحي سْكريب E.Scribe، أثر في هذه الشهرة. وقد حاول أوبير، في أعماله الأوبرالية، ابتكار ألحان شعبية توافق ذوق الجمهور الجديد لما بعد الثورة الفرنسية. إلا أن التأثيرات الألمانية والإيطالية أضفت طابعها على بعض هذه الأعمال مثل أوبرا «الثلج» (1823) La neige التي ذخرت بألحان فياضة على طريقة روسيني.
المزيد »