logo

logo

logo

logo

logo

راسم (محمد-)

راسم (محمد)

Rasem (Mohammad-) - Rasem (Mohammad-)

راسم (محمد - )

(1896-1975)

 

ولد محمد راسم في مدينة الجزائر، وهو مصور جزائري برع في تصوير المنمنمات وزخرفتها وفي الخط العربي، وكان أبوه علي راسم قد اشتهر في فن الحفر والتصوير على الخشب، وهو فن تقليدي يتبع في تزيين البيوت العربية وأثاثها في الغرب والشرق العربيين وفي فن تصوير المنمنمات على الزجاج وتذهيبه، وكذلك كان عمه وأخوه الأكبر عمر. ويظهر أن اسم العائلة قد جاء من مهنة الرسم التي احترفها أفرادها وكان لهم محترف منزلي يمارسون فيه جوانب المهنة المختلفة.

كانت نشأة محمد راسم الفنية في محترف العائلة حيث تعلم منذ الطفولة أسرار المهنة وبرع فيها، وكان يملك خيالاً خصباً وإحساساً مرهفاً. وقد هيأه ذلك كله إلى الالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة بالجزائر حيث تابع دروس الرسم والتصوير فأبدى تفوقاً في الفن الذي ورثه عن أبيه.

كان أول إنتاج فنّي لمحمد راسم وضع زخارف لكتاب «السيرة النبوية» بتكليف من دار النشر بيازا Piazza، وهذا ما أهَّله إلى التوجه إلى باريس ليعمل في قسم المخطوطات في المكتبة الوطنية، والحصول فيما بعد على منحة سمحت له بزيارة إسبانية والاطلاع على الآثار الإسلامية في قرطبة وغرناطة.

زار محمد راسم المتاحف في بريطانية، وساعده دينسن روس Denison Ross، أستاذ الدراسات الإيرانية في لندن، في الاطلاع على مجموعات المخطوطات الإسلامية في المتاحف اللندنية.

اختير رساماً لكتاب ألف ليلة وليلة الذي وضعه جوزف شارل ماردروس Mardrus فاستطاع أن يؤلف، بانسجام وتنوع عجيبين، زخارف لكل عنوان من عناوين فصول الكتاب الألف وواحد، متوجاً إياها بالرسوم المتمثلة في الجدلات النباتية المتداخلة المذهبة والأزهار، حيث يتمثل ذوق الفنان وأناقته وبراعته. ولقد كلَّف هذا الإنتاج الضخم الذي تم خلال ثماني سنوات من 1924 إلى 1932 صاحبه مجهودات كبيرة اتسمت بالجد والمثابرة والصبر، تمكن فيها من تحقيق التناسق الدقيق في الألوان وفي أساليب التعبير.

منح محمد راسم، في عام 1924، وسام المستشرقين Medaille des Orientalistes، وحصل في عام 1933 على «الجائزة الفنية الكبرى للجزائر» Grand Prix Artistique de Algerie l. وفي العام نفسه عُين أستاذاً في مدرسة الفنون الجميلة بالجزائر.

لم يقطع «محمد راسم» صلته بدار النشر «بيازا»، وإنما ظل يعمل لحسابها، فقام بوضع تزيينات لكل من كتاب «خضراء» للكاتب دينه، وكتاب «حديقة الورد» لـ السعدي، وكتاب «القرآن» لـ فرانس توسان Franz Toussaint، وكتاب «السلطانة روز» لماريفال برتوان Marival Berthoin، وكتاب «أناشيد القافلة» لـ: س.أوديان S.Oudiane.

عرضت أعمال محمد راسم في باريس في متحف غالييرا Galiera musee وصالة إكاي Galerie Ecaille، وفي القاهرة وروما وفيينا وبوخارست وأوسلو واستكهولم وكوبنهاغن وتونس وفرصوفيا إضافة إلى بلاده الجزائر.

وبسبب النجاح الكبير الذي أحرزته معارضه بعواصم البلدان الاسكندنافية انتخبته «الجمعية الملكية لفناني المنمنمات والتصوير بإنكلترا» عضو شرف في سنة 1950، وأصبح بعد حصول الجزائر على استقلالها مستشاراً لوزير الثقافة في مجال الشؤون الفنية.

تتلمذ على يد محمد راسم كثير من الفنانين الجزائريين، وكان يشجعهم ويمدهم بنصائحه في سبيل ازدهار فن تصوير المنمنمات وتذهيب المخطوطات، وكان له منهجه المتميز مع تأثره بالأساتذة الإيرانيين لفن المنمنمات في العالم الإسلامي في القرن السابع والثامن للهجرة من أمثال بهزاد وآغا ميرك والسلطان محمد ورضا عباس، إلا أنه عرف كيف يختار موضوعاته من البيئة الجزائرية التي كان يتفاعل معها.

أسهم محمد راسم منذ عام 1957 مع جورج مارسيه G.Marsais عام (1876- 1962)، وهو من العلماء المتخصصين في الفن الإسلامي في المغرب العربي، في نشر مقالات «عن الحياة الإسلامية بالأمس» la Vie Musulmane d’hier، التي تولت جمعها ونشرها سنة 1960 دار النشر الباريسية المسماة «الفنون والمهن الغرافيكية» Arts et Metiers graphiques.

وقد أشاد نقاد كثيرون ببراعة محمد راسم وامتلاكه ناصية الألوان التي يضعها في مواضعها بكفاية متميزة. وكتبت عنه صحف ومجلات عديدة على المستويين العربي والدولي. ومن الصحف التي تحدثت عنه جزيرة الشهاب الجزائرية ومجلة الرسالة القاهرية وصحيفة السعادة بالرباط وصحيفة حبيب الأمة الباريسية، وكتب عنه جورج مارسيه ملقباً إياه «مغني الجزائر» وقائلاً: «إنه مولع بالجزائر لأنها موطنه ومسقط رأسه، يحب ماضيها القريب والبعيد ويحاول إحياء هذا الماضي المجيد بما في ذلك الحياة العائلية بوساطة ذكرياته الحية المنبثقة عن المحيط الذي يعيش فيه».

محمود السيد

مراجع للاستزادة:

ـ أحمد باغلي، محمد راسم الجزائري (دار الفنون والمهن الغرافيكية، باريس 1972).

 


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 711
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1061
الكل : 45620941
اليوم : 21624

التسمع

التسمّع   يؤدي تحريك أحد الأجسام بسرعة معينة، مهما كانت طبيعته الفيزيائية (غاز، سائل، جامد)، إلى حدوث اهتزازات في الوسط المحيط به تنتقل إلى الأذن التي تدركها على هيئة أصوات متفاوتة الشدة واللحن، وتزداد هذه الأصوات شدة عندما يصادف الجسم المتحرك أحد العوائق في أثناء حركته. تتحرك بعض أعضاء جسم الإنسان حركة دائمة، كالقلب الذي يتقلص وينبسط باستمرار، والدم الذي يجول ضمن الأوعية بلا توقف، كما أن الحركات التنفسية ترشف الهواء الخارجي إلى داخل الرئتين ثم تنفثه ثانية مما يزود الجسم بالأكسجين اللازم لاستمرار الحياة. تصدر هذه الأجسام المختلفة في أثناء حركتها أصواتاً تختلف صفاتها في حالتي الصحة والمرض، وقد استفاد الأطباء من هذه الاختلافات في تشخيص الأمراض التي تصيب الجسم وخاصة أمراض الجهاز التنفسي وجهاز الدوران. كما يمكن سماع دقات قلب الجنين بمسمع خاص أو حديثاً بوساطة جهاز يستخدم الأمواج فوق الصوتية (جهاز دوبلر).     يستطيع الطبيب سماع الأصوات التي تصدر عن هذه الأجسام المتحركة، إذا طبق أذنه مباشرة على أنحاء معينة من جسم المريض. إلا أن عملية التسمع تصبح أسهل لكل من الطبيب والمريض باستعمال السماعة الطبية. تسمُّع القلب يستطيع الطبيب سماع دقات القلب عندما يطبق صيوان السماعة على الناحية القلبية (ناحية الثدي الأيسر) إلا أن الطبيب يركز الصيوان عادة على عدة نقاط من هذه الناحية تناسب صمامات القلب الأربعة (وهي الصمام التاجي والصمام الأبهري والصمام الرئوي والصمام مثلث الشرف) التي كثيراً ماتكون مقراً لآفات قلبية، وتدعى هذه النقاط البؤر التسمعية. تتألف كل دقة من دقات القلب من صوتين متميزين: الصوت الأول الذي يسمع على أشده في البؤرة التاجية وينجم عن تقلص البطينات وانغلاق الصمامين التاجي ومثلث الشرف. والصوت الثاني الذي يسمع على أشده في قاعدة القلب وينجم عن انغلاق الصمامين الأبهري والرئوي. يبلغ عدد دقات القلب (70-80) دقة وسطياً في الدقيقة، وتتميز الدقات بانتظامها ولحنها الخاص. يتجاوز عدد دقات القلب في بعض الحالات الحدود السوية زيادة أو نقصاً أو أنها تفقد انتظامها في حالات أخرى، ويدعى مجمل هذه الاضطرابات بـ «اللانظميات» التي تأخذ أشكالاً متعددة تختلف في أسبابها وخطورتها وطرق معالجتها، ويستطيع الطبيب تشخيص معظم هذه الاضطرابات عن طريق التسمّع. يتغير لحن الأصوات القلبية في بعض الحالات المرضية، فقد تعود خافتة في بعض الأحيان أو يصبح أحد الصوتين الأول أو الثاني أو كلاهما أكثر حدة أحياناً أخرى، وقد يضاف إلى الصوتين الطبيعيين صوت ثالث، ويشير ذلك كله إلى وجود آفة مرضية في القلب يسهم التسمّع إلى حد كبير في تحديد طبيعتها وطرق معالجتها. يمر الدم في أجواف القلب عادة بكل سهولة ويسر، إلا أن إصابة الصمامات القلبية ببعض الآفات المرضية يؤدي إلى تضيّق الفتحات التي تصل بين أجواف القلب أو إلى اتساعها، وكذلك الحال في بعض الشذوذات الخلقية التي تصيب القلب، وتؤدي هذه الحالات إلى خلل في انسياب الدم داخل الأجواف القلبية أو الانطلاق منها إلى الأوعية الدموية، ويترافق ذلك بظهور أصوات إضافية إلى جانب الأصوات القلبية الطبيعية تأخذ شكل النفخات.  يختلف توضع النفخات في البؤر القلبية وتوقيتها بالنسبة للأصوات القلبية الطبيعية (نفخات انقباضية ونفخات انبساطية) ولحنها وانتشارها من آفة لأخرى مما يساعد الطبيب على معرفة مكان الآفة المسببة وتعيين طبيعتها. وقد تنجم الأصوات الإضافية في بعض الحالات عن إصابة الغشاء المغلف للقلب (التامور) بالالتهاب واحتكاك وريقتيه ببعضهما مع كل دقة قلبية. تسمّع الصدر يؤدي مرور الهواء التنفسي عبر القصيبات إلى حدوث اهتزازات تنتقل عبر النسيج الرئوي السليم إلى جدار الصدر حيث يمكن سماعها بتطبيق الأذن أو صيوان السماعة على أي ناحية من جدار الصدر، ويدعى الصوت المسموع في هذه الحالة التنفس الحويصلي. أما مرور الهواء عبر الحنجرة والرغامى فيؤدي إلى حدوث صوت عال مرتفع الطبقة يسمع بوضع السماعة على الرغامى خارج الصدر ويدعى الصوت المسموع في هذه الحالة التنفس المزماري. أمّا في الحالات المرضية فقد يغيب التنفس الحويصلي كما يحدث عندما يمتلىء جوف الجنب بأحد السوائل أو بالهواء (الريح الصدرية). كما أن تكثف النسيج الرئوي التالي لإصابته بالالتهاب يسهل وصول التنفس المزماري إلى جدار الصدر بوضوح حيث يسمع مكان التنفس الحويصلي، ويطلق عليه في هذه الحالة اسم النفخة التي تأخذ لحناً مميزاً في بعض الحالات المرضية مما دعا لوصف عدة أنواع من النفخات منها النفخة الأنبوبية والنفخة الكهفية وغيرها. تترافق بعض الحالات المرضية بتضيق في الطرق التنفسية أو توضع مفرزات مخاطية قيحية فيها، فإذا كان التضيق شديداً أدى إلى صدور أصوات جافة ذات لحن موسيقي تدعى الوزيز كما هي الحال عند الإصابة بالربو. أما إذا وقع التضيق على مستوى الرغامى والقصبات الكبيرة كانت الأصوات المسموعة أكثر خشونة وأرطب لحناً ودعيت حينئذ بالغطيط. إذا توضعت التبدلات المرضية على مستوى الأسناخ الرئوية أو القصبات الانتهائية أدت إلى صدور أصوات شاذة يكشفها التسمع تدعى الخراخر، وهي على نوعين خراخر فرقعية ذات لحن جاف ينجم عن انفتاح الأسناخ المصابة بالتوذم أو التليف، وخراخر فقاعية ذات لحن رطب تسمع عند وجود مفرزات سائلة في الطرق الهوائية القاصية. ويكشف التسمّع في أمراض الجنب وجود أصوات سطحية مختلفة الشدة تدعى الاحتكاكات تنجم عن تماس وريقتي الجنب المريضتين في أثناء الحركات التنفسية. تسمّع الأوعية المحيطية تصاب الشرايين في الأعمار المتقدمة بتبدلات في جدرها يطلق عليها اسم العصيدة الشريانية وتزداد هذه التبدلات بفعل بعض العوامل البيئية والوراثة، مما يؤدي إلى تضيق لمعة الشرايين المصابة. يؤدي مرور الدم في هذه المناطق المتضيقة من الشريان إلى صدور نفخات تسمعها الأذن عند تطبيق صيوان السماعة على المنطقة المتضيقة، وتتميز هذه النفخات بكونها مستمرة خلافاً للنفخات الناجمة عن آفات الصمامات القلبية. وأكثر الشرايين تعرضاً للتضيق وإصدار النفخات هي الشرايين السباتية في العنق وفروع الشريان الأبهر البطني كالشرايين الكلوية والجذع الشرياني الزلاقي وتفرعاته. كما أن الاتصال الشاذ بين الشرايين والأوردة المحيطية (النواسير) قد يكون السبب في حدوث نفخات تسمع في مكان توضع الناسور وتتميز هي أيضاً بكونها نفخات مستمرة.   زياد درويش   مراجع للاستزادة:   - MORGAN, Occupational Lung Disease, Saunders (1984).
المزيد »