logo

logo

logo

logo

logo

تيرسو دي مولينا

تيرسو دي مولينا

Tirso de Molina - Tirso de Molina

تيرسو دي مولينا

(1584ـ1648)

 

تيرسو دي مولينا Tirso de Molina هو الاسم المستعار للكاتب المسرحي والقصصي الإسباني فرَي غابرييل تيّيث Fray Gabriel Téllez الذي يرجَّح أن يكون الابن غير الشرعي لأمير مقاطعة أوسونا Osuna. درس اللاهوت في جامعة قلعة إنارِس  Alcaláde Henares ثم انضم إلى «جمعية أخوة الرحمة» الكنسية التي أوفدته لتدريس اللاهوت في سانتو دومينغو Santo Domingo في الدومينكان بين عامي 1616 و1618. وبعد عودته عاش متنقلاً بين عدة أديرة إلى أن عيّن عام 1645 رئيساً لدير ألماثان Almazán في مقاطعة سوريا Soria حيث توفي وهو في الخامسة والستين من عمره.

ألّف تيرسو دي مولينا قرابة الأربعمئة نص مسرحي، لم يبق منها سوى ثمانين نصاً، موزعاً بين المسرحيات الدينية والمسرحيات الدنيوية، وخاصة منها الملهاة. وانطلاقاً من نمط حياته الدينية الذي لا شائبة فيه والذي اتبعه الكاتب طيلة عمره، سمح لنفسه بإطلاق أحكام أخلاقية على المجتمع المحيط به، ما كانت الكنيسة الكاثوليكية والسلطة الملكية لتسمحا بمثلها، لو صدرت من غيره. لكن ما شفع له إلى جانب تدينه هو عبقريته الأدبية واللغوية التي مكنته من معالجة أعقد القضايا وأكثرها إشكالية بأسلوب فني رشيق يخاطب جمهوره الواسع ويؤثر فيه، فطال بنقده اللاذع الساخر البلاط والحاشية والأرستقراطية ورجال الكنيسة من زملائه، وقد ساعده في ذلك موهبته الفطرية في توليد الضحك الذكي من المواقف المتناقضة والمفارقات المفعمة بالسخرية المريرة. ففي مسرحيته «منافِسة نفسِها» (1627) La celosa de si misma يضطر العشاق المتخاذلون للرضوخ أمام مكائد جميلاتهم المليئة بالحيوية؛ حتى أن الفتيات في مسرحياته لا يتورعن عن التنكر في أزياء الرجال من أجل تحقيق غاياتهن وإبعاد منافساتهن، كما في مسرحية «دون جيل ذو السروال الأخضر» (1635) Don Gil de las calzas verdes و«الحب طبيباً» (1635) El amor medico. وفي مسرحيات أخرى مثل «فلاحة بايّسكاس» (1627)La villana de Vallescas  و«فلاحة ساغرا» La villana de la Sagra حيث يتواجه رجال الحاشية مع فلاحات من الريف، يوجه المؤلف ضربات موجعة إلى أخلاق الأرستقراطية المدينية. ومن موضوعاته الأثيرة تواجد فرسان إسبان في بلاطات أجنبية وما ينشأ عن ذلك من مفارقات سلوكية وسياسية تعكس مستوى تحضر الإسباني، كما في مسرحية «حب بالإشارات» (1634) Amor por señas  أو في «أركاديا المزيفة» (1634) La fingida Arcadia. وقد أسهم في كثير من مسرحياته في تطوير نوع ملهاة الشخصية -الذي وصل به موليير[ر] إلى ذروته- وذلك في أعمال مثل «مارتا التقية» (1636) Marta la piadosa حيث تجسد مارتا النموذج الأنثوي الأسبق لطرطوف Tartuffe موليير. وفي مسرحيته الشهيرة «المُخادع الإشبيلي والضيف الحجري» (1630) El burlador de Sevilla y convidado de piedra عالج تيرسو دي مولينا لأول مرة في تاريخ الأدب العالمي موضوع دون جوان (دون خوان) التي سيتناولها في ما بعد كل من كورني[ر] وموليير وغولدوني[ر] وموتسارت[ر] وبايرون[ر] وغيرهم. وكان المؤلف يرى أن الرحمة الإلهية ستشمل كل من تاب إلى ربه صادقاً مهما كانت ذنوبه؛ وهنا تكمن نقطة الاختلاف بين تيرسو دي مولينا وكثير من الكتّاب الذين عالجوا مصائر شخصيات مثل دون جوان. ورغم الملاحظات الانتقادية الجارحة التي وجهها المؤلف في أعماله إلى مجتمعه، إلا أنه لم يخرج عليه، بل كان مندغماً في بنيته وتقاليده المتوارثة، ففي مسرحيته «حكمة امرأة» (1634) La prudencia en la mujer  قدم المؤلف تعبيراً فنياً ناجحاً عن إعجابه بأمجاد إسبانية في شخص الملكة الأم آنا Anna التي أمسكت بدفة السفينة وقادتها إلى بر الأمان عبر صخور انتفاضة الإقطاعيين على الحكم المركزي.

نشر تيرسو دي مولينا في عام 1621 عملاً أدبياً فريداً في نوعه بعنوان «منازل ريف طليطلة» Los cigarrales de Toledo يتضمن حدثاً رئيسياً مبنياً على مجموعة من القصص والحكايات والمسرحيات والألعاب الاجتماعية والقراءات الأدبية والتنظيرات الفنية، أراد به أن يمزج بين الأجناس الأدبية ليحقق نوعاً جديداً، مثلما حقق قدوته لوبي دي بيغا[ر] جنس التراجيكوميديا في المسرح؛ إلا أن تيرسو دي مولينا لم ينجح نجاح بيغا، لكنه قدّم بأسلوب نثري يشي بتأثره بالباروك[ر] صوراً تفصيلية صادقة عن مجتمع مدريد وطليطلة واهتماماته الثقافية في الربع الأول من القرن السابع عشر.

يعد إبداع تيرسو دي مولينا الغزير والمتنوع تطويراً فنياً لسلفه بيغا وتمهيداً لخلفه كالديرون[ر] في ما يسمى بالعصر الذهبي الإسباني، كما تعد تنظيراته على صعيد المسرح استمراراً داعماً للاختراق الذي شكلته آراء بيغا في مواجهة جمود الاتباعية (الكلاسيكية) الجديدة[ر] في فرنسة وتوطيداً لجنس التراجيكوميديا الذي انتشر من ثم في أوربة.

نبيل الحفار

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الاتباعية الجديدة ـ إسبانية ـ الباروك.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- J.CASALDUERO, Contributiَn al estudio del tema de Don Juan en el teatro español (Northampton 1938).

- R.MENÉNDEZ PIDAL, Estudios literarios (Madrid 1939).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 242
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1018
الكل : 56629637
اليوم : 137293

الحوارية

الحوارية   الحوارية (الكونشرتو) concerto حوار موسيقي لآلة موسيقية منفردة solo مع مجموعة آلات الأوركسترا[ر. الفرقة الموسيقية]. وأصل كلمة «كونشرتو» من اللاتينية (كونشرتوس) concertus أي الترتيب والانضمام مع بعض، أو (المباراة)، في المعنى المجازي للكلمة. وكانت تعني أيضاً مجموعة من العازفين أو المغنين يتبادلون أداء الألحان فيما بينهم في تنسيق منظم. وتعني كلمة (كونشرتو) في الإيطالية أيضاً، و(كونسير) concert في الفرنسية والإنكليزية حفلة موسيقية عامة.
المزيد »