logo

logo

logo

logo

logo

تولستوي (ألكسي-)

تولستوي (الكسي)

Tolstoy (Aleksey-) - Tolstoy (Aleksey-)

تولستوي (ألكسي ـ)

(1883ـ1945م)

 

ألكسي نيقولايفتش تولستوي Alexei Nikolayevich Tolstoy روائي وقاص ومسرحي سوفييتي من أصل روسي. ولد في مدينة نيقولايفسك Nikolayevsk في مقاطعة ساراتوف Saratov، وتوفي في موسكو. كان أبوه نيقولاي ألكسييفتش تولستوي، كونتاً من النبلاء مُلاّك الأراضي في سماراSamara . وكانت أمه ابنة أخت تورغنيف[ر] أديبة تكتب قصصاً للأطفال، انفصلت عن أبيه وهي حامل به.

 

عاش تولستوي طفولته المبكرة في ضيعة يملكها زوج أمه النبيل ألكسي بوستروم A.Bostrom وفي عام 1897 انتقلت الأسرة إلى مدينة سمارا حيث أنهى تولستوي دراسته الثانوية في عام 1901، وانتسب إلى معهد العلوم التقنية في بطرسبرغ، وتخرّج فيه مهندساً عام 1907، وعمل إبَّان الحرب العالمية الأولى مراسلاً حربياً لإحدى الصحف، وزار بهذه الصفة في عام 1916 إنكلترة وفرنسة.

عند قيام ثورة أكتوبر عام 1917 في روسية انحاز ألكسي تولستوي إلى صفوف معارضيها، وسافر في خريف عام 1918 إلى أوكرانية، ثمَّ هاجر عام 1919 إلى باريس، وانتقل منها في خريف عام 1921 إلى برلين، حيث التقى في ربيع عام 1922 مكسيم غوركي[ر] وصادقه. وسرعان ما دبّ الخلاف بينه وبين زُمر المهاجرين الروس في أوربة الغربية، وتغيرت نظرته إلى الثورة البلشفية في روسية، فعاد مع أسرته إلى الوطن عام 1923، وغدا من أنصار النظام السوفييتي المتحمسين.

انتُخب تولستوي عام 1937 عضواً في مجلس السوفييت الأعلى، وزار في العام نفسه عدداً من بلدان أوربة الغربية. وانتُخب في عام 1939 عضواً عاملاً في أكاديمية العلوم السوفييتية.

بدأ تولستوي يكتب الشعر وهو في السادسة عشرة من عمره، وتأثَّر في أولى تجاربه الإبداعية بكتابات الشعراء الرمزيين، وتجلّى ذلك في أول أعماله التي نشرها عام 1907 وهو ديوان «غنائيات» Lirika، أما ديوانه الثاني والأخير «وراء الأنهار الزرق» (1911) Sinimi Za Rekami  فقد اتسم بامتزاج الرمزية والواقعية.

وفي مجال النثر نشر تولستوي في عام 1910 مجموعة قصصية بعنوان «حكايات العقعق» Soroch’i Skazki التي استلهم فيها التراث الشعبي، وكتب في تلك الحقبة أقاصيص يغلب عليها الأسلوب الرمزي، ومنها أقصوصته الأولى «البرج القديم» (1908) Staraya bashnya، و«أسبوع في تورينيف» (1910) Nedelya V Tureneve  التي برز فيها بعض ملامح الأدب الواقعي عنده.

وجمع تولستوي قصصه المنشورة في الأعوام (1909-1911) في مجموعة بعنوان «ما وراء الفولغا» Zavolzh’e. وصوَّر في هذه الأعمال حياة النبلاء من صغار مُلاّك الأراضي ومتوسطيهم الذين أخذت فئاتهم الاجتماعية تندثر. وفي تلك الحقبة نشر كذلك روايته «غريبو الأطوار» (1911) Chudaki ، وأتبعها في السنة التالية بروايته «السيد الأعرج» Khromoy barin، وفيهما يسلط الضوء على شخصيات تمثل فئة النبلاء في كل من المدينة والريف معرياً حياتهم المبتذلة العقيمة. وأصدر في عام 1923 مجموعة قصصية أخرى بعنوان «تحت الزيزفونات القديمة» Pod Starimi Lipami. إضافة إلى الأعمال القصصية والروائية كتب تولستوي اثنتين وأربعين مسرحية من أشهرها قبل ثورة أكتوبر «الغاصبون» (1912) Nasilniki    و«السنونو» (1916) Kasatka  و«الظلاميون» (1917) Mrakobesy. وسمّى تولستوي تلك الحقبة من حياته الإبداعية «حقبة الذكريات».

أمّا التحقيقات والأقاصيص التي كتبها أثناء عمله مراسلاً عسكرياً فقد برزت فيها موضوعات جديدة مستقاة من تجربته الحياتية نتيجة احتكاكه بالناس البسطاء الذين يضحون بأرواحهم دفاعاً عن الوطن.

كتب تولستوي في أوكرانية مسرحية «الحب - كتاب ذهبي» (1919) Lubov’-Zolotaya Kniga ، وكتب في أوربة قصته الرائعة «طفولة نيكيتا» (1919-1920) Detstvo Nikiti  التي يستعيد فيها ذكريات طفولته في الوطن بأسلوب مفعم بالشاعرية الحية والغنائية العميقة.

وأنهى الصياغة الأولى لرواية «الشقيقتان»Syostry  كما كتب رواية الخيال العلمي «آيليتا» (1922-1923) Aelita  التي تسود فيها روح الشوق إلى الوطن. وكتب في المهجر أيضاً عدداً من القصص والأقاصيص عن المثقفين الروس، انتقد فيها المهاجرين البيض، وتابع هذا النقد في قصة «إيبيكوس» (1924) Ibikus.

وفي هذه المرحلة تغيرت نظرة تولستوي إلى الظواهر والأحداث التاريخية التي كانت تجري في روسية والعالم آنذاك، وعالج أعماله الجديدة في ضوء مذهب الواقعية الاشتراكية في الإبداع الفني. ومن أهم هذه الأعمال: قصة «المدن الزرق» (1925) Goloubiye goroda  ورواية الخيال العلمي «هيبر بولويد المهندس غارين» (1925) Guiperboloid inzhenera Garina  ورواية «المهاجرون» (1931) Emigranty .

توّج تولستوي أعماله الروائية التي يصوِّر فيها أحداث عصره بثلاثيته الملحمية «درب الآلام» Khojdenie po Moukam التي حازت جائزة الدولة عام 1943، فأعاد صياغة رواية «الشقيقتان» (1925)، وجعلها الجزء الأول من هذه الثلاثية.

وهي ملحمة الوطن المضيّع والمستعاد، ويتمثل خطها الأساسي في رسم طريق المعاناة التي اجتازها المثقفون، وتحوُّلِهم إلى مناضلين فعالين وصناع للتاريخ. ويسود في الرواية هاجس يؤكد أن السعادة الشخصية التي كان أبطالها الأربعة الرئيسيون يبحثون عنها لا تتحقق إلا حين  ترتبط بسعادة الشعب والوطن.

برع تولستوي في استلهام التاريخ في أعماله الأدبية، وتُعدّ ثلاثية «بطرس الأول» Pyotr Pervy قمة إبداعه في هذا المضمار. وشرع في كتابتها عام 1929، وتوفي قبل أن ينجز الجزء الثالث منها عام 1945، ونال عنها جائزة الدولة عام 1941. وصوَّر فيها عصر القيصر بطرس الأول (1672-1725) وسيرته وشخصيته ونشاطه الإصلاحي وصراعه مع الأعداء الداخليين والخارجيين. واتسم العمل المذكور بأهمية كبرى في مسار تطور الرواية التاريخية، وتجلى فيه رفض تولستوي منهج «إسقاط العصر» على الماضي، لأنه، حسب رأيه، منهج «كاذب تاريخياً وفنياً».

كذلك كتب تولستوي في عامي (1937-1938) مسرحية بعنوان «بطرس الأول» معيداً معالجة مسرحية قديمة له حول هذا الموضوع، كما شرع في عام 1941 بكتابة ثنائية تاريخية عن القيصر «إيفان الرهيب» Ivan Grozny، وأتمَّها في عام 1943 ونال عنها جائزة الدولة عام 1946، بعد وفاته.

ومن مؤلفاته الأخرى قصة شهيرة للأطفال كتبها عام 1939 بعنوان: «المفتاح الذهبي أو مغامرات بوراتينو» Zolotoy Kluchik ili Priklucheniya Buratino. كما أعاد صياغة كثير من الحكايات الشعبية الروسية من أجل الأطفال.

ونشر في عام 1942 سلسلة من الأقاصيص عرفت باسم «قصص إيفان سوداريف» Rasskazy Ivana Sudareva صوَّر فيها مشاهد من الحرب الوطنية العظمى. وأضاف إليها عام 1944 أقصوصة «الطبع الروسي» Russkii Kharakter.

يُعدّ  تولستوي من أَشهر الكتاب السوفييت الروَّاد، وتجلت إنجازاته الإبداعية في أعماله الملحمية والتاريخية التي استطاع أن يحل فيها مسائل فنية معقدة كمسألة تصوير شخصيات نموذجية تمثل فئات اجتماعية كاملة، وتبدو في الوقت نفسه أفراداً ذوي طباع أصيلة وسمات خاصة لا تتكرر. وقد ساعده تمكنه من اللغة الروسية على إبداع لغة تعبيرية ذات مستويات متعددة تتوافق مع الموضوع الذي يصوره.

تأثر تولستوي في إبداعه الأدبي ببوشكين[ر] وغوغول[ر] وتورغينيف[ر] وسالتيكوف شيدرين[ر] ودوستويفسكي[ر] وجول فيرن[ر] وليف تولستوي[ر] وغوركي[ر]، وأثر فيمن عاصره، وأتى بعده من كتاب الرواية الملحمية والتاريخية وأدب الخيال العلمي. وتُرجمت أعماله إلى الكثير من اللغات الأخرى، ومنها العربية.

عدنان جاموس

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

ـ روسية (الأدب في ـ).

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ألكسي نيقولايفتش تولستوي: مؤلفات مختارة في خمسة مجلدات، ترجمة غائب طعمة فرمان، حسيب كيالي، خيري الضامن (دار رادوغا، فرع طشقند، الاتحاد السوفييتي 1985).

- A.N.TOLSTOY, Polnoye Sobraniye Sochinenii T.1-15. (Moscow, 1946-1953).

- V.V.PETELIN, Sud’ba Khudozhnika. Zhizn’lichnost’, tvorchestvo A.N. Tolstovo (Moscow, 1982).


التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 172
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 680
الكل : 31943485
اليوم : 63515

الإكراه

الإكراه   الإكراه coercition لغة هو حمل الشخص على فعل ما لا يريد، وهو في الشريعة حمل الشخص على فعل، ودفعه إليه بالإيعاز والتهديد بشروط محددة. أما الإكراه في القانون فهو الضغط على إرادة الإنسان بوسيلة من الوسائل، ويكون من شأنه شل الإرادة، أو إضعافها، وجعلها تنقاد لما تؤمر به من دون أن يكون بالإمكان دفعه أو التخلص منه. أنواع الإكراه للإكراه نوعان: نوع يعدم الإرادة في موضوعه، ويسمى الإكراه المادي، وآخر يضعفها، ويسمى الإكراه المعنوي. 1ـ الإكراه المادي: يكون الإكراه مادياً، عندما يجبر الشخص على إبرام تصرف أو القيام بفعل ما بقوة مادية لا يستطيع مقاومتها، ولا يملك سبيلاً لدفعها فتشل إرادته وتفقده حرية الاختيار، ويصبح كأنه آلة مسخرة بها: كالإمساك بإبهامه وجعله يبصم على سندٍ إقراراً منه بالتزام معين. ويعد الإكراه المادي حالة من حالات القوة القاهرة التي تتم من جانب الإنسان. وعلى هذا فإن الإكراه المادي ينتزع الرضا عنوة لا رهبة.
المزيد »