logo

logo

logo

logo

logo

برونتيير (فرديناند-)

برونتيير (فرديناند)

Brunetière (Ferdinand-) - Brunetière (Ferdinand-)

برونُتيير (فرديناند ـ)

(1849-1906)

 

فرديناند برونُتيير Ferdinand  Brunetière  ناقد فرنسي ولد في مدينة طولون Toulon، وتوفي في باريس. مارس مهنة التدريس في مدرسة المعلمين العليا Ecole normale supérieure في باريس ثم في جامعة السوربون بدءاً من 1886. وقد اشتهر برونُتيير ناقداً مختصاً بكتابة تاريخ الأدب وتاريخ النقد.

كتب برونُتيير عدة مؤلفات في النقد الأدبي ومجموعة من الدراسات النقدية صدرت في تسع مجلدات بين 1880 و1925 أهمها كتاب «مسائل في النقد» (1889) Questions de critique، وكتاب «مسائل جديدة في النقد» (1890) Nouvelles questions de critique ومجموعة المقالات التي شن فيها حملة على المدرسة الطبيعية[ر] وزعيمها إميل زولا[ر] Emile Zola، ونشرها تحت عنوان «الرواية الطبيعية» (1883) Le Roman naturaliste، وكتاب «تطور النقد»  (1890) L’Evolution de la critique الذي طور فيه أدواته النقدية، وكتاب «عصور المسرح الفرنسي» (1892) Les Epoques du théâtre français وهو مجموعة محاضرات ألقاها في مسرح الأوديون في باريس، و«تطور الشعر الغنائي» L'Evolution de la poésie lyrique ، وهو مؤلف استخلصه من الدروس التي ألقاها في دار المعلمين وفي السوربون عام 1894، و«كتيّب عن تاريخ الأدب الفرنسي»Manuel de l'histoire de la littérature française  عام 1897، ومن بعده جاء أكثر مؤلفاته توسعاً وهو «تاريخ الأدب الفرنسي»Histoire de la littérature française ، وقد نشره ما بين 1904 و1918 وأكمله طلابه من بعده.

كان برونُتيير خطيباً مفوهاً يمتاز أسلوبه بالبلاغة المتينة التي استمدها من متانة وعظمة لغة الأدب الكلاسيكي. وقد أراد إعادة الأهمية للقرن السابع عشر لأنه وجد فيه القوة الأخلاقية والحقيقة الإنسانية التي كان يفتقدها لدى الكتاب المعاصرين. والواقع أن هذه التطلعات الروحانية والأحكام الأخلاقية الصارمة جعلت أحكامه ونظرته المتصلبة عرضة للنقاش وللجدل، وهو في ذلك يقف موقف النقيض من انطباعية[ر] جول لوميتر Jules Lemaître وأناتول فرانس[ر]Anatole France ؛ فقد هاجم برونُتيير الإبداعية[ر] والرمزية[ر] وانتقد معاصريه دون مواربة وعلى الأخص زولا وماديته العلمية واحتقاره القيم الأخلاقية ومفهوم «الجميل»، كما أدان بقسوة كبيرة الشاعر الفرنسي شارل بودلير[ر]Charles Baudelaire  وكل الذين خلفوه في المدرسة البارناسية[ر]Le Parnasse  لأنهم كانوا من دعاة الفن من أجل الفن، في حين كان شديد القناعة بالعلاقة الوثيقة بين الفن والأخلاق. كذلك كان في تأريخه للأدب وفي كتاباته النقدية يولي أهمية كبيرة لتأثير حياة الكاتب الشخصية والمعطيات الاجتماعية على الكتابة، ويدرس الأعمال الأدبية من هذا المنظور بالإضافة إلى اهتمامه بتأثير خصوصيات النوع الأدبي والتقاليد الأدبية على العمل. وقد اعتبر الأجناس الأدبية مثل الفصائل الحية التي تخضع لمؤثرات الحياة، ولذلك طبق في دراسته الأعمال الأدبية مبدأ داروين[ر]  Darwinفي نظرية الارتقاء والتطور. وقد وضح هذا التوجه في مؤلفه «دراسات نقدية حول تاريخ الأدب الفرنسي»  (1880-1892) Etudes critiques sur l’histoire de la littérature française الذي نشره في ستة أجزاء، ثم في كتاب «دراسات ودراسات جديدة حول الأدب المعاصر» (1892-1895) Essais et Nouveaux Essais sur la littérature contemporaine.

ساهم برونُتيير في تحرير «مجلة العالَمَين» La Revue des Deux Mondes وتولى رئاسة تحريرها في 1893. وقد أثَّرت هذه المجلة تأثيراً قوياً في الحياة السياسية الفرنسية خلال القرن التاسع عشر بالإضافة إلى توجهها الأدبي الذي دعمه كتّاب أمثال ستاندال[ر] Stendhal وشاتوبريان[ر] Chateaubriand وميريمه[ر] Mérimée  ولوتي[ر]   Lotiوروستان[ر] Rostand. وقد كانت المنتديات الأدبية الملحقة بهذه المجلة تجتذب نخبة المثقفين لأنها كانت تهتم بالسياسة والدبلوماسية والأدب وبالآداب الأجنبية على وجه الخصوص، إذ قدمت للفرنسيين من ألمانية غوته[ر]  Goetheوشيللر[ر] Schiller وهاينه Heine، ومن إنكلترة كبلنغ[ر] Kipling. وقد كان لانضمام برونُتيير إلى هذه المجلة مع غيره من النقاد أثراً في إعطائها طابعاً محافظاً جعل أعضاء أكثر الحركات الأدبية أهمية ينفضّون عنها في فترة ما بين الحربين.

تحول برونُتيير في آخر حياته (1900) إلى الكاثوليكية بسبب شغفه بالقرن السابع عشر بالإضافة إلى معطيات اجتماعية وسياسية أخرى لعبت دورها في ذلك. وقد كتب عن هذا التحول كتاب «حديث النضال» (1899-1903) Discours de combat، ثم كتاب «على دروب الإيمان» (1904) Sur les chemins de la croyance .

انتخب برونُتيير عضواً في الأكاديمية الفرنسية عام 1893.

 

حنان قصاب حسن

 

مراجع للاستزادة:

 

- J. G. CLARK, La Pensée de Ferdinand Brunetière (Nizet 1954).

 


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 47
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 512
الكل : 31193421
اليوم : 18578

الأقاليم غير المتمتعة ب-الحكم الذاتي

الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي   يطلق مصطلح «الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي» non-self governing territories  على الأقاليم التي كانت تستعمرها دول الحلفاء قبل الحرب العالمية الثانية. ولما اندلعت هذه الحرب (1939-1945) كانت الحركات التحررية تجتاح معظم البلاد المستعمَرة. فكان لا بد لمهندسي السلم العالمي من أن يراعوا هذا الوضع الجديد حين تجمعوا في «يالطة» لبحث مستقبل منظمة الأمم المتحدة[ر] المنتظر إنشاؤها. وبحث الحلفاء المنتصرون في الحرب حقاً مصير الأقاليم الخاضعة للاستعمار بشتى صوره (المحميات، والدول التابعة، والمستعمرات التي ستنتزع من دول المحور وكذلك الأقاليم التي كانت تحت الانتداب أيام عصبة الأمم). وتقرر وضع تلك الأقاليم تحت نظام الرقابة الدولية الذي ستمارسه منظمة الأمم المتحدة عندما تولد (وقد ولدت في 24/10/1945).
المزيد »