logo

logo

logo

logo

logo

البقاعي (إبراهيم بن عمر-)

بقاعي (ابراهيم عمر)

Al-Biqa'i (Ibrahim ibn Omar-) - Al-Biqa'i (Ibrahim ibn Omar-)

البقاعي (إبراهيم بن عمر ـ)

(809 ـ 885هـ/1406 ـ1480م)

 

أبو الحسن برهان الدين إبراهيم بن عمر بن حسن الرُباط  البقاعي، محدّث ومفسر، مؤرخ وأديب، ولد في قرية «خربة روحة» من قرى البقاع، قُتل أبوه فأخذه جدّه إلى دمشق وهو في الثانية عشرة من عمره، حيث جوّد القرآن والقراءات، ثم فارقها وذهب إلى بيت المقدس ثم القاهرة، وسافر إلى دمياط والاسكندرية وحجّ، وأقام بمكة مدة قصيرة وزار الطائف والمدينة، وركب البحر في عدة غزوات، ويقول البقاعي عن نفسه بعد أن ترك قريته. «... فنقلني جدي لأبي، علي بن محمد السليمي إلى دمشق فجوّدت القرآن وجددت حفظه وأفردت القراءات وجمعتها على بعض المشايخ ثم على الشمس ابن الجزري لمّا قدم إلى دمشق سنة سبع وعشرين وثمانمئة واشتغلت بالنحو والفقه وغيرهما من العلوم...».

أخـذ البقاعي عـن كبـار علمـاء عصـره وأساطينهم فقرأ على التاج بن بهادر (ت 831هـ) في الفقه والنحو، وعلى الشمس ابن الجزري في القراءات جميعاً (ت 833هـ) وأخذ عن التقي الحصني (ت 829هـ) والتاج الغرابيلي (ت 918 هـ) والعماد بن شرف (ت852هـ)، وأخذ بالقاهرة عن الشرف السبكي (ت840هـ) والعلاء القلقشندي (ت874هـ) وابن حجر (ت852هـ) والقاياتي (ت850هـ) وأبي الفضل المغربي (ت864هـ(، وعن شيوخ غيرهم، واشتغل بالفقه والتفسير وغيرهما من العلوم، وعاد إلى دمشق وبقي فيها إلى أن توفي.

شهد له كثير من المؤرخين بالذكاء والجمع بين علمي المعقول والمنقول والبراعة في جمع العلوم، وخالفهم المؤرخ السخاوي (ت902هـ) في كتابه «الضوء اللامع» فوصفه بالتيه والعجب، اللذين أهلكاه مع الجرأة المفرطة باللسان التي أوصلته إلى حدّ التهور، ولم يترك السخاوي مثلبة إلاّ ونعت البقاعي بها.

ويعزو الشوكاني في كتابه «البدر الطالع» هجاء السخاوي له، وترجمته الظالمة للبقاعي، والتي كانت سباً وانتقاصاً للمترجم له بأن ذلك: «من كلام الأقران في بعضهم بعض بما يخالف الإنصاف لما يجري بينهم من المنافسات تارة على العلم وتارة على الدنيا، وقد كان المترجم له منحرفاً  عن السخاوي والسخاوي منحرفاً عنه، وجرى بينهما من المناقضة والمراسلة والمخالفة ما يوجب عدم قبول أحدهما على الآخر» ويضيف: «بأن تصانيف البقاعي شاهدة بخلاف ما قاله السخاوي، وهو ـ أي البقاعي ـ من الأئمة المتقنين المتبحرين في جميع المعارف، وأنه بالجملة من أعاجيب الدهر وحسناته». ويبدو أن البقاعي كان حاد اللسان فانتقد حتى شيوخه.

كان البقاعي كثير النظم جيد النثر في كتاباته ومصنفاته الكثيرة، منها: «نظم الدرر في تناسب الآيات والسور» وهو مطبوع في اثنين وعشرين مجلداً ويعرف بالمناسبات القرآنية أو تفسير البقاعي، وقد نال منه علماء عصره بسبب تصنيف هذا الكتاب، وأنكروا عليه النقل من التوراة والإنجيل، وأغروا به الرؤساء ووصلوا به إلى حدّ التكفير. وقد ردّ عليهم وأورد الأدلّة على جواز النقل من الكتابين. ومن تصانيفه: «عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران» و«تنبيه الغبي بتكفير عمر بن الفارض وابن عربي» وقد انتقد على هذا الكتاب وتناولته الألسن وكثر الرد عليه، وكان السيوطي ممن ردّ عليه بكتابه «تنبيه الغبي بتبرئة ابن العربي». وللبقاعي أيضاً «مصرع التصوف» و«سرّ الروح» و«جواهر البحار في نظم سيرة المختار» و«الإعلام بسنّ الهجرة إلى الشام» و«القول المفيد في أصول التجويد» و«مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور» و«أسواق الأشواق» اختصر به مصارع العشاق و«الباحة في علمي الحساب والمساحة» و«أخبار الجلاد في فتح البلاد» وله ديوان أشعار سمّاه «إشعار الواعي بأشعار البقاعي».

أخذ عنه كثير، من أبرزهم أحمد بن علي الأشموني (ت890هـ) وجلال الدين السيوطي (ت911هـ)، ثم تنكر له الناس بسبب تصانيفه وبالغوا في أذاه، فلمّ أطرافه وتوجه إلى دمشق واستقرّ فيها، إلى أن توفي ودفن خارج دمشق من جهة قبر عاتكة.

 

نهلة الحمصي

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب (دار المسيرة، بيروت 1979م).

ـ محمد بن عبد الرحمن السخاوي، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (دار مكتبة الحياة، بيروت).     


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 212
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 565
الكل : 29655356
اليوم : 35366

كاردنر (أبرام-)

كاردِنر (أبرام ـ) (1891 ـ 1981)   أبرام كاردنر Abram Kardiner محلل نفسي وإتنولوجي أمريكي، وأحد أبرز مؤسسي الأنتروبولوجية[ر] الثقافية، وهي علم يختص بدراسة مختلف الثقافات التي أنشأها الإنسان عبر التاريخ. ولد كاردنر في نيويورك. درَس في جامعة كورنل Cornell الأمريكية، ثم أقام في ڤيينا وتتلمذ لفرويد حتى عام 1922، ليعود بعدها إلى نيويورك محللاً نفسياً في معهد التحليل النفسي الذي أسهم في تأسيسه، وفي الوقت نفسه علّم الأنتروبولوجية والطب النفسي في كورنل ثم في كولومبيا.
المزيد »