باكترية
باكتريه
Bactria - Bactriane
باكترية
باكترية Bactria، ومعناها أرض الذهب، إقليم تاريخي ومملكة قديمة في أواسط آسيا بين جبال هندوكوش والمجرى الأعلى لنهر جيحون (أمودارية Amu Darya) ضمن ما يُؤلف اليوم جزءاً من أفغانستان وأوزبكستان و طاجكستان وتركمنستان. كانت باكترية تحتل مكانة مهمة على طرق التجارة بين الشرق والغرب فيما بين القرنين السادس ق.م. والسادس الميلادي.
استوطنت المنطقة نحو العام 1500 ق.م. بعض القبائل الآرية، وتزعم الأساطير أن زرادشت[ر] وُلد في المنطقة في أوائل القرن السابع ق.م. وفي القرن السادس ق.م.استولى الأخمينيون عليها وأضحت مقاطعة من امبراطوريتهم اسمها باكترية على رأسها مرزبان satrap.
في سنة 329 ق.م. استولى الاسكندر المقدوني على حاضرتها باكترا ـ زارياسب Baktra-Zariasp (في موقع بلخ اليوم). وبعد وفاته سنة 323 ق.م. غدت باكترية من ممتلكات خليفته سلوقس الأول نيكاتور. وفي نحو 250 ق.م. استقل بها حاكمها السلوقي ديودوتس Diodotus وغدت تعرف باسم مملكة باكترية اليونانية (الإغريقية). ومع أن أنطيوخس الثالث السلوقي تمكن من هزيمة ملكها أوثيديموس Euthydemus، فقد حافظت الدولة على استقلالها وتمكنت من توسيع رقعتها فتجاوزت حدودها جبال هندوكوش وما وراء النهر وأجزاء واسعة من شمال غربي الهند وباكستان اليوم. وقد تركت الحضارة والتقاليد اليونانية الهلينية بصمات واضحة على تراث المنطقة ولاسيما الفنون والعمارة والنقود والنقوش.
في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد بدأت بعض القبائل المجاورة لباكترية تغزو المملكة وتفرض عليها أتاواتها، ومنهم الطخاريون الذين يُعتقد أنهم من أصول إيرانية، وفي سنة 128ق.م. احتل هؤلاء العاصمة باكترا وقضوا على المملكة، وصبغوا البلاد بصبغتهم فعرفت باسم طخارستان Tokharistan، وتقاسمت المنطقة بعد ذلك سلالات صغيرة منهم الكوشانيون Kushans (ق1- ق4م)، وانتشرت فيها الديانة البوذية والزرادشتية، واستوطنت في أجزاء منها بعض القبائل التركية الغربية التي ظلت على وثنيتها، وبقيت حتى الفتح العربي ومجيء الإسلام. وأول من غزاها من المسلمين الأحنف بن قيس سنة 32هـ/653م، وظلت بين أخذ ورد إلى أن استولى عليها قتيبة بن مسلم سنة 96هـ/715م وأصبح اسمها بلخ. وفي سنة 107هـ/725م اتخذها أسد بن عبد الله القسري والي خراسان حاضرة له بدل مرو وأعاد بناءها.
عاد الازدهار إلى مدينة بلخ بعد انتشار الإسلام، وغدت من أكبر مدن العالم الإسلامي ومن أكثرها ازدهاراً حتى سميت «أم البلاد»، وغدا القسم الغربي من إقليم بلخ جزءاً من ولاية خراسان. وفي عام 1220 استولى المغول بزعامة جنكيز خان على بلخ فأبادوا أهلها وأحرقوها، ثم أعيد بناؤها مرة ثانية، ووصفها ماركو بولو بعد ذلك التاريخ بنصف قرن بأنها مدينة نزهة وكبيرة، ولكن بلخ فقدت مكانتها من جديد وتحولت إلى بلدة صغيرة بعد أن شُيدت على أميال قليلة إلى الشرق منها مدينة مزار شريف الأفغانية، ولكن المنطقة المحيطة بها ظلت إلى القرن التاسع عشر تدعى ولاية بلخ.
محمد وليد الجلاد
الموضوعات ذات الصلة: |
الأخمينيون ـ الاسكندر المقدوني ـ أفغانستان ـ أوزبكستان ـ خراسان ـ السلوقيون.
التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 626
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- صدور المجلد الثامن من موسوعة الآثار في سورية
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 57141243
اليوم : 97644
المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون