logo

logo

logo

logo

logo

نابليون بونابرت

نابليون بونابرت

Napoleon Bonaparte - Napoléon Bonaparte

نابليون بونابرت

(1769 ـ 1821)

 

 

وُلد نابليون بونابرت Napoléon Bonaparte في مدينة آجاكسيو Ajaccio عاصمة جزيرة كورسيكا la Corse، أصبح قنصلاً أولاً لفرنسا بين عامي 1800ـ 1804، ثم امبراطوراً بين عامي 1804ـ 1815. كان نابليون الابن الثاني للمحامي شارل بونابرت Charles Bonaparte وليتزيا رامولينو Letizia Ramolino، انتسب إلى الجيش وأنهى دراسته العسكرية في مدرسة بريين Brienne العسكرية، وحين قامت الثورة الفرنسية في 14تموز/يوليو عام 1789 كان ملازماً أولاً بسلاح المدفعية وله من العمر 20 عاماً. تميز نابليون نقيباً في سلاح المدفعية في أثناء الدفاع عن مدينة تولون Toulon وحصارها من قبل الأسطول الإنكليزي في عام 1793، ثم برز اسمه ضابطاً لامعاً في أثناء الحملة الفرنسية على شمالي إيطاليا عام 1794، تعرض نابليون بونابرت للمضايقة حين استولى الجناح المتطرف في الثورة الفرنسية برئاسة روبسبيير Robespierre وسان جيست Saint Just على السلطة عام 1794، وكاد يُقدم للمحاكمة ويُحكم عليه بالموت لولا سقوط حكم روبسبيير في العام نفسه وقيام حكومة الإدارة la Directoire التي استعانت بنابليون للقضاء على تمرد ضدها، استطاع نابليون القضاء عليه، فقربه المسؤول الأول في حكومة الإدارة باراس Barras منه. وتزوج عشيقته جوزفين Joséphine في عام 1796. وعندما ازدادت شعبيته قررت حكومة باراس التخلص منه، وذلك بتعيينه قائداً عاماً للحملة الفرنسية المتجهة إلى إيطاليا في عام 1796، وهناك في إيطاليا حقق نابليون بونابرت العديد من الانتصارات على الجيوش النمساوية والإيطالية حتى أصبح على أبواب ڤيينا، وكانت تلك الانتصارات من أهم الأسباب التي كانت وراء ظهور عبقريته العسكرية، ولتنامي شعبيته في الوسط الفرنسي قرر باراس التخلص منه وذلك بتكليفه قيادة حملة فرنسية ضد إنكلترا واحتلال مصر، واستمرت تلك الحملة بين عامي 1798ـ 1801، لكن الجنرال بونابرت مكث في مصر بعد هزيمته المماليك بين عامي 1798ـ 1799، حاول في أثنائها احتلال بلاد الشام وإسقاط الامبراطورية العثمانية إلا أنه لم يستطع بسبب صمود مدينة عكا التي كان يدافع عنها أحمد باشا الجزار مدعوماً بالمساعدة الإنكليزية البحرية فقفل عائداً إلى القاهرة. وكان الأميرال نلسون Nelson قائد الأسطول الإنكليزي في البحر المتوسط قد قضى على أسطول نابليون في معركة «أبو قير» في أثناء غيابه، وبذلك قطع اتصالاته البحرية مع فرنسا. وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1799 تمكن من مغادرة مصر سراً إلى فرنسا بعد أن وصلته أخبار عن سوء الأحول فيها تاركاً الحملة الفرنسية في مصر تحت قيادة الجنرال كليبر Kléber، وبعد وصوله إلى مدينة باريس بدأ تآمره على حكومة الإدارة مع الداهية سييس Sieyès وأخيه لوسيان Lucien، وقام بانقلاب عسكري عليها بعد انضمام حامية باريس إليه في 9تشرين الثاني/نوفمبر 1799، فاستولى على السلطة في فرنسا وأصبح زعيماً لها، ومن أجل سلامة البلاد واستقرارها حاول أن يعقد صلحاً مع الدول الأوربية التي كانت تناصب فرنسا العداء غير أن الظروف التي واجهتها فرنسا في هذه الأثناء لم تمكنه من ذلك فاضطر إلى خوض عدة معارك ضد كل من روسيا 1799 ثم النمسا 1800، وفي سنة 1801 وقع معاهدة (الكونكارداتوا le Concordato) مع البابا بيوس السابع Pie VII التي أنهت الخلاف الذي أحدثته الثورة الفرنسية مع الفاتيكان حول عمل رجال الدين والكنيسة في فرنسا، وكان نابليون قد وقع معاهدة لونفيل Luneville مع النمسا في عام 1801 ومعاهدة أميان Amiens مع بريطانيا عام 1802،إلا أن تلك المعاهدات كانت بمنزلة هدنة مؤقتة استؤنف القتال بعدها مع بريطانيا وحلفائها بالفترة ما بين 1803ـ1814، وفي سنة 1804 أعلن نابليون نفسه امبراطوراً على فرنسا على الرغم من نزعته الجمهورية ومخالفته الصريحة للقانون المدني الذي ينسب إليه، وقبض على السلطة في فرنسا بشكل مطلق، ومن أجل أن يستمر في منصبه كان عليه أن يخوض المعارك ضد أعدائه ويحقق ما كان يصبوا إليه من انتصارات، ومرة أخرى اشتعلت الحرب بينه وبين روسيا والنمسا سنة 1805 وحقق انتصاراً كاسحاً على الدولتين في معركة أوسترلتز Austerlitz في منطقة مورافية Moravie في تشيكوسلوفاكيا (سابقاً)، وانتصر على البروسيين في معركة يينا Iena (Jena) في عام 1806، وسحق الجيوش الروسية مرة ثانية في معركة فريدلاند Friedland في بروسيا الشرقية في 14حزيران/يونيو عام 1807. كما استطاع نابليون أن يسحق الجيوش النمسوية من جديد في معركة أكمول Eckmühl في غربي ألمانيا، وينتصر على القائد النمسوي الدوق الكبير شارل Archiduc Charles في معركة ڤاغرام Wagram بالقرب من ڤيينا في 6تموز/يوليو من العام نفسه.

لكن أهم انتصاراته وإنجازاته العسكرية هو احتلاله لإسبانيا التي بذل جهوداً مضنية من أجل سيطرته عليها بالفترة مابين 1808ـ1813، وقد سبب له هذا الاحتلال صعوبات، كانت تغذيها إنكلترا الأمر الذي أفسد عليه طموحه لامتلاك أوربا. من جهة ثانية واجه حرباً قاسية مع روسيا أرهقت جيشه على الرغم من احتلاله العاصمة موسكو فكانت تلك الحرب بداية النهاية بالنسبة له؛ لأنه فقد قسماً كبيراً من خيرة قواته نتيجة للأوبئة والمجاعة والبرد القارس وبعد المسافة وهجمات الروس المضادة، وهذا ما عجل بهزيمته أمام الحلفاء في ألمانية على الرغم من انتصاراته في معركة لوتزن Lützen عام 1813 على البروسيين والروس معاً، إذ هُزم نابليون هزيمة نكراء في معركة ليبزيغ Leipzig عام 1813، ودخل الحلفاء على إثرها فرنسا واحتلوا مدينة باريس عام 1814، وعلى الأثر خُلع نابليون من منصبه من قبل مجلس الشيوخ الفرنسي، وأُجبر على التنحي عن العرش في قصر فونتينبلو Fontainebleau في 6 نيسان/إبريل عام 1814 بعد أن تخلى عنه كبار قادته العسكريين، وعلى الأثر نُفي إلى جزيرة إلبا Elbe التي تقع في البحر المتوسط، لكنه بعد بضعة أشهر من ذلك ترك جزيرة إلبا وقرر الرجوع إلى فرنسا، بعد أن وصلته أخبار سيئة عن الأوضاع فيها، وفور وصوله توجه إلى مدينة باريس بعد انضمام الحاميات الفرنسية إليه فدخلها في 20 آذار/مارس عام 1815، وحاول التفاهم مع بعض حلفائه السابقين خصوصاً بعد هرب الملك لويس الثامن عشر وانضمامه إلى أعداء فرنسا لكنه لم يتوصل مع أولئك الحلفاء إلى أي نتيجة، عندها قرر نابليون أخذ زمام المبادرة بمفرده وهاجم الحلفاء في بلجيكا حيث انتصر على القوات البروسية واصطدم مع قائد جيوش الحلفاء ويلنغتون الإنكليزي Wellington في معركة واترلو Waterloo في حزيران/يونيو 1815، لكن عودة القوات البروسية إلى الحرب مرة ثانية وخيانة بعض جنرالات نابليون أديا إلى هزيمة نابليون وانتصار الحلفاء واستسلامه لهم من جديد حيث دخل الحلفاء مدينة باريس، ونُفي نابليون إلى جزيرة سانت هيلانه Sainte Hélène في المحيط الأطلسي وبقي فيها تحت حراسة إنكليزية حتى وفاته. في خضم هذه الأحداث كان نابليون قد طلق زوجته الامبراطورة جوزفين عام 1809 وتزوج ابنة امبراطور النمسا ماري لويز Marie Louise عام 1810، ورُزق منها بولد عام 1811 عُرف باسم نابليون الثاني، عاش بعد وفاة والده في النمسا تحت وصاية جده فرانسوا الثاني François II وقد جرت عدة محاولات لتهريبه إلى فرنسا باءت كلها بالإخفاق، وبقي في النمسا حتى أدركته الوفاة فيها سنة 1832.

عبد الكافي الصطوف

الموضوعات ذات الصلة:

 

الثورة الفرنسية ـ فرنسا.

 

مراجع للاستزادة:

 

- LOUIS BERGERON, L’Épisode Napoléonien, Aspects Intérieurs 1799-1815, Édition du Seuil (Paris 1972).

- J.LOVIE, A. PALLUEL GUILLARD, L’Épisode Napoléonien, Aspects Extérieurs 1799-1815, Édition du Seuil (Paris 1972).

- ALBERT SOBOUL, La Révolution Française, (Que Sais-Je?), 1’Edition, Presse Universitaire de France (Paris 1972).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 329
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 719
الكل : 31927879
اليوم : 47909

المقداد بن الأسود (المقداد بن عمرو)

المقداد بن الأسود (المقداد بن عمرو) (… ـ 33هـ/ … ـ 654م)    أبو معبد، المقداد بن عمرو بن ثعلبة ابن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود البهراوي، الكندي الحضرمي، وقيل أبو عمرو. صحابيٌ من الأبطال، أول من قاتل على فرس في سبيل الله. ترجع نسـبته «الكِندي» إلى أن أباه عمرو بن ثعلبة كان حليفاً لبني كندة، فنُسـب إليهم. وتعود شهرته بابن الأسود إلى أنه كان حليفاً للأسْوَدِ بن عبد يَغُوث الزُّهريِّ في الجاهلية، فتبناه الأسود فنسب إليه، فكان يقال لـه المقداد بن الأسـود، فلمّا نزل القرآن: }ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ{ (الأحزاب 5)،  قيل: المقداد بن عمرو.

المزيد »