تو فو
تو فو
Tu Fu / Du Fu - Du Fu
تو فو
(712 ـ770م)
يُعد تو فو Tu Fu (دو فو Du Fu) من أكبر شعراء الصين على مر العصور. ولد في هسيانغ ـ يانغ Hsiang-Yang وتوفي في لي ـ يانغ Lei-Yang (مقاطعة هونان Hunan). نشأ في أسرة مثقفة، وتلقى تربية تقليدية على مذهب كونفوشيوس[ر]، إلا أنه لم يفلح في اجتياز الامتحان الامبراطوري المؤهل للوظائف الرسمية عام 736، فقضى جل سنوات شبابه متنقلاً بين المدن والبلاطات الفرعية، فالتقى الكثير من شعراء عصره، ولاسيما الشاعر الأشهر لي بو[ر] Li Po الذي عرَّفه إلى الديانة والفلسفة الطاوية[ر] Taoism، لكنه لم يقنعه بالتحول إليها. رسب تو فو في عام 750 في الامتحان مرة ثانية، فبقي فقيراً جوالاً من غير أمل. أثناء النصف الأول من خمسينات القرن الثامن الميلادي نظم تو فو عدداً من القصائد الموجهة إلى البلاط تتضمن نصحاً سياسياً مغلفاً بلغة مدحية تزيينية، مما بوأه منصباً اسمياً في بلاط العاصمة شانان Chanan، فتزوج واقتنى بعض الأراضي الزراعية.
وفي المرحلة نفسها ظهرت بوادر إصابته بمرض صدري، تفاقم بسبب المجاعة الناجمة عن الاضطرابات السياسية أثناء ثورة آن لو ـ شان An Lu Shan التي امتدت من عام 755 إلى 763 وكذلك من غزو القبائل شبه التيبيتية للصين، مما أدى إلى هروب الامبراطور هسوان تسونغ Hsuan-Tsung من العاصمة وانهيار البلاط. وقضى تو فو مدة سنة معتقلاً لدى الثوار، ثم التحق بالامبراطور المنفي، وحصل على منصب مراقب في وزارة الأشغال العامة في عام 757، إلا أن تقاريره لم تعجب الامبراطور فطرده، مما أدى إلى جوع أسرته وتشرده وفقدانه عدداً من أولاده. وفي منتصف الستينات التحق الشاعر بأحد أمراء الحرب مدة من الزمن، عاد بعدها إلى الترحال باتجاه الجنوب بلا هدف محدد. وتروي الأسطورة الشعبية أن سبب موته كان نتيجة انغماسه المفاجئ في الطعام بعد حرمان منه دام عشرة أيام.
لم يحظ تو فو بشهرة، ولم يكن شعره محط اهتمام الأوساط الأدبية إلا بعد مرور قرن على وفاته، ففي منتصف القرن التاسع أخذ الشعراء والدارسون بجمع قصائده التي بلغت ألفاً وأربعمئة قصيدة، وكذلك ما كتبه من مقطوعات نثرية. وفي الوقت نفسه ظهرت أول سيرة تفصيلية لحياته، ومنذئذ صار شعره قدوة يحتذيها الشعراء الشباب، ومقياساً للجودة في تواشج الشكل والمضمون. وعُد رائداً للشعر الصيني الحديث آنذاك، الذي يختلف عن الشعر القديم بقواعده الجديدة في نظم القصيدة وعدد الأبيات والتفعيلات والأوزان وبمعالجته موضوعات جديدة بلغة مغايرة للقديم.
تتغنى قصائد تو فو المبكرة بساطة الطبيعة وجمالها معبرة عن الحزن والأسى لانقضاء الزمن بلا جدوى، ثم بدأت أشعاره تعالج مآسي الحرب وفظائعها، وتسخر من رفاه البلاط الفاحش حتى في سنوات المجاعة. ومنذ الستينات تجلى في شعره تعاطف عميق مع عامة الناس في فقرهم وبؤسهم، وأخذ الشاعر يندد بالحرب وأمرائها على مختلف الجبهات، متشوقاً إلى أيام يسودها السلام، ويتوفر فيها الخبز والمسكن للجميع، ومن أشهر هذه القصائد «الوداع الثلاثي» و«أناشيد عربات الحرب» و«تأملات ليلة سفر». وحظي شعره باهتمام المستشرقين منذ القرن الثامن عشر، فترجم إلى كثير من لغات الغرب الأوربي.
نبيل الحفار
الموضوعات ذات الصلة: |
الأدب الصيني.
مراجع للاستزادة: |
- D.HAWKES, A Little Primer of TU FU (Oxford,1976).
- K.NAGASAWA, Geschichte der Chinesischen Literatur (Hildesheim,1959).
- W.GRUBE, Geschichte der Chinesischen Literatur (Leipzig,1909).
التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 72
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- صدور المجلد الثامن من موسوعة الآثار في سورية
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 60283657
اليوم : 37952
المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون