logo

logo

logo

logo

logo

تشو إن - لاي

تش ان لاي

Chou En-Lai - Chou En-Lai

تشو إنْ لايْ

(1898 ـ 1976)

 

تشو إنْ لايْ Chou En-lai سياسي صيني بارز، وشيوعي ناشط، وزير خارجية ورئيس وزارة صيني سابق.

وُلد تشو، ومعنى اسمه الرجل الفاضل، في هوايان Huaian من مقاطعة كيانغ سو Kiangsu شرقي الصين، وتوفيت أمه، فتعهده عمه في شاوْ-سينْغْ Shaoh-Sing من مقاطعة تْشِكيانغ Chekiang حيث تلقى دروسه الأولى، وذهب إلى اليابان سنة 1917 لمتابعة دراسته، ثم شارك في حركة الطلاب الهادفة إلى تحرير الصين من الامتيازات الأجنبية سنة 1919، واعتُقل سنة 1920، ولما أُطلق سراحه سافر إلى فرنسة لاستكمال دراسته، كان قد آمن بالأفكار الماركسية، أحد ناشطي الحزب الشيوعي الصيني بعد تشكله سنة 1921.

في صيف 1924، عاد تشو إلى الصين، واشترك في الثورة الوطنية التي قادها صنْ ياتْ ـ صِنْ Sun Yat-Sen، وتحالف زعماء الحزب الوطني الكوميْنتانْغْ Kuomintang بمؤازرة الحزب الشيوعي الصيني ومساعدة الاتحاد السوفييتي (سابقاً)، وكان تشو قد سُمي سكرتيراً للحزب الشيوعي في أحد الأقاليم الشمالية الصينية. وفي أوائل 1927، صار رئيساً للشعبة العسكرية بالحزب، ولما استولى الجنرال تشانْغْ كايْ شيك[ر] Chiang Kai-Shek على شَنْغْهاي هرب تشو إلى وو ـ هان Wu-Han المركز الجديد للحركة الشيوعية، بعد انفصالها عن الكومنتانغ، ثم عاد متخفياً إلى شنغهاي.

وفي سنة 1928 ذهب تشو إلى موسكو لحضور مؤتمر للحزب الشيوعي، وبعد سنتين في 30/4/1930، استدعاه الكومينِتْرْنْ Komintern (الأممية الشيوعية) إلى موسكو للمشاركة في تصحيح مسار الحزب الشيوعي، وهو شرف غير مسبوق أُعطي لشيوعي صيني. وتابع تشو نشاطه بعد ذلك في الصين، فصار مفوضاً سياسياً للجيش الأحمر الصيني بدلاً من ماوْ تْسي ـ تونْغْ Mao Tse-tong، ثم توثقت العلاقة بين الرجلين وتعاونا بعد أن صارت يينان Yenan مركز الحركة الشيوعية، في عشر سنوات تالية. وفي سنة 1936، اعتقل تشانغ كاي شيك في سِيان Sian ضباطُه الذين أرادوا إيقاف الحرب مع الشيوعيين، فطار تشو إلى هناك، وعمل على إنقاذ حياة تشانغ.

في سنة 1937 (تموز)، نشبت الحرب الصينية اليابانية، فتوحد الصينيون مرة أخرى، ثم حاربوا اليابانيين مع الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، حتى استسلمت اليابان (1945)، وشارك تشو في محادثات السلام، ولكن الخطر الياباني ما كاد يزول، حتى استؤنفت الحرب الأهلية بالصين على أوسع نطاق، وانتهت بفوز الشيوعيين، وهرب تشانغ كاي شيك إلى جزيرة فورْموزا Formosa. صار تشو بعد هذا النصر المؤزر أول رئيس لأول وزارة شيوعية بالصين، في بكين في تشرين الأول عام 1949، ووزير الخارجية فيها بين 1949-1958، ثم تفرغ بعد ذلك لرئاسة الوزارة وترك الخارجية، حيث كان لشخصيته وثقافته الواسعة وصداقاته، أكبر الأثر في نجاح الدبلوماسية الصينية، وتألق في مؤتمر باندونغ Bandung بإندونيسية (18-24 نيسان 1955)، حيث اقترح تشو نصاً بتأييد حقوق الشعب العربي في فلسطين، وحصل القرار على الإجماع.

كما أيد مطالب الهند في غوا Goa، وأيد مطالب إندونيسية في إيرْيان الغربية، مما جعل الدول تؤيد مطالب الصين في فرْموزا. وحققت رحلة تشو إلى بولونية وهنغارية (1957) دوراً بارزاً للصين في أوربة الشرقية، كما كانت رحلته إلى القاهرة (1963) والجزائر (1965) والباكستان (1966)، ذات تأثير كبير في إظهار أهمية الصين في المجالات الدولية.

أما في الداخل فكان لتشو أثر بارز في الثورة الثقافية في الصين، فاتخذ تدابير فعالة حيال المتطرفين، وكان تقريباً العامل الوحيد في استقرار الأمور. وفي المجال الاقتصادي قامت الدولة بمشروعات مهمة في عهده، كإنشاء السكك الحديدية، وبناء السدود، ثم قررت مضاعفة الإنتاج الصناعي في عامين، حتى بلغت الصين الاكتفاء الذاتي، وأُعدت خطة 12عاماً (1956-1967) لتنمية الزراعة، وقطعت الصين مرحلة حاسمة في المجال النووي بعد تخلي الاتحاد السوفييتي عن مساعدتها في هذا المجال. وفي 16/10/1964، فجرت أول قنبلة نووية في صحراء «سينْكْيانْغْ» شمالي غربي الصين. وكان تشو يبذل قصارى جهده لتحقيق هذه المنجزات بمساعدة صديقه ماوْ تسي تونغ، ومؤازرة الحزب الشيوعي الصيني.

كذلك نشبت الحرب الكورية في عهد رئاسة تشو للوزارة، فلما تحرج موقف الكوريين الشماليين، دخلت ثلاثون فرقة صينية في 24/11/1950 لتهاجم على طول الجبهة، وتقلب نصر الأمريكيين إلى هزيمة، حتى فكر قائدهم ماك آرثر في نيسان 1951 باستعمال القنبلة الذرية، فرفض الرئيس الأمريكي هاري ترومان وعزله من منصبه، وانتهى الأمر بمبدأ لا غالب ولا مغلوب، ولم تتوحد الكوريتان. وفي 30/3/ 1953، اقترح  تشو، بعد رجوعه من تشييع جثمان ستالين، تسوية مشكلة أسرى الحرب الكورية بتسليمهم إلى دولة محايدة.

وكان تشو قد تعرف في أثناء سجنه على فتاة تدعى تنغ يينغ تشاو Teng Ying-Chao ثم تزوجها سنة 1925، وكانت طالبة نشيطة، أسهمت في الحزب الشيوعي الصيني، وانتُخبت عضواً بديلاً للجنة المركزية سنة 1955، ثم صارت سنة 1956 عضواً كامل العضوية فيها، وكان لها تأثير في تاريخ الحركة الشيوعية الصينية، وشاركت زوجها ببعض تصرفاته.

توفي تشو في بكين، بعد صراع مرير مع السرطان، تاركاً أثراً بارزاً في تاريخ الصين التي توطد مركزها البارز في السياسة الدولية في عهده، وصارت من الدول الصناعية الكبرى، وقوة نووية تفوقت على فرنسة في هذا المجال. ولم يترك تشو مؤلفات، ولكن خطاباته وتقاريره الطويلة بعد سنة 1949 تعد من أهم مراجع تاريخ الصين المعاصر.

 

محمد نادر العطار

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

تشانغ كاي شيك ـ الصين ـ ماو تسي تونغ.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ أحمد عطية الله، القاموس السياسي (دار النهضة العربية، القاهرة 1968).

ـ ج.ب.درزْويل، التاريخ الدبلوماسي، تعريب نور الدين حاطوم (جامعة دمشق 1962).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 469
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1008
الكل : 59401439
اليوم : 33749

علم النفس (نظير-)

علم النفس (نظير ـ)   نظير علم النفس parapsychology أسلوب خاص في دراسة الحياة النفسية يتناول الحوادث التي تتجاوز ما هو سويّ paranormal مثل الإدراك فوق الحسي perception extra- sensorielle الذي يشمل: التخاطر[ر] télépathie، والفِراسة Clairvoyance والأفكار المستقبلية extra - sensor perception. ويختلف علم النفس الوضعي عن نظير علم النفس بفروق كثيرة أهمها في الموضوع والمنهج والهدف. ـ من حيث الموضوع: يتناول علم النفس الوضعي الظواهر النفسية التي تُبحث بالحواس والتجارب الحسية والشعورية، أما نظير علم النفس فيتناول ما يتجاوز الإحساس والنفس، كمحبة الله والناس.
المزيد »