خيبر (غزوة-)
خيبر (غزوه)
Khaybar - Bataille de Khaybar
خيبر (غزوة -)
خيبر ناحية تبعد ثمانية بُرُد (96 ميلاً) شمالي المدينة، ويذكر ياقوت الحموي أن هذا الاسم يطلق على الولاية التي تشتمل على سبعة حصون ومزارع ونخل كثير، وأسماء حصونها حصن ناعم والقَموص وحصن الشق وحصن النَطاة وحصن السّلالم وحصن الوطيح وحصن الكتيبة.
غزا رسول الله r خيبر في المحرم سنة سبع للهجرة بعد عودته من الحديبية[ر] وافتتحها في صفر، ورجع لغرَّة شهر ربيع الأول، وكان من كان بالمدينة من اليهود يحاولون أن يثنوا المسلمين عن هذه الغزوة بإظهار قوة يهود خيبر، وأنهم لو رأوا خيبر وحصونها ورجالها لرجعوا قبل أن يصلوا إليهم، لأن حصونهم شامخات في ذرى الجبال والماء فيها دائم لا ينقطع، كما أن بخيبر ألف ذارع. وأن قبيلتي أسد وغطفان ما كانوا يمتنعون من العرب قاطبة إلا بهم، ولكن كلامهم لم يترك أثراً في نفوس أصحاب رسول الله r لأن الله وعد نبيه أن يغنمه إياها.
سار رسول الله r إلى خيبر في ألف وأربعمئة رجل معهم مئتا فارس، ونزل بالرجيع (اسم لواد) ليحول بين أهل خيبر وغطفان، وكان كنانة بن أبي الحقيق قد خرج يدعوهم إلى نصرهم ولهم نصف تمر خيبر، فقصدت غطفان خيبر ليعاونوا اليهود على الرسول r، ثم خافوا أن يهاجم المسلمون أهليهم وأموالهم فرجعوا.
ونزل رسول الله r على خيبر ليلاً، واختلف اليهود فيما بينهم، فأشار عليهم الحارث أبو زينب اليهودي أن يعسكروا خارجاً من حصونهم، ويقاتلوا رسول الله r، لأنه رأى أن رسول الله r حينما كان يحاصر حصون اليهود لم يكن لليهود بقاء حتى ينزلوا على حكمه، فمنهم من سبي ومنهم من قتل صبراً، ولكن اليهود رفضوا رأيه لأنهم كانوا واثقين من مناعة حصونهم التي في ذرى الجبال.
حاصر الرسول اليهود وضيّق عليهم، وأخذ يفتحها حصناً حصناً، فكان أول حصن افتتحه حصن ناعم ثم القموص حصن ابن أبي الحقيق، ثم الشق ونطاة والكتيبة، وبعدها حاصر آخر حصون خيبر الوطيح والسلالم. فلما أيقنوا بالهلكة، سألوا أن يسيرهم ويحقن دماءهم فأجابهم إلى ذلك، ثم سألوا رسول الله r أن يقرهم في أرضهم لأن لهم علم بالعمارة والعناية بالنخل، فأقرهم رسول الله r وعاملهم على جزء من التمر والحب لأنه لم يكن لرسول الله r وأصحابه غلمان يقومون بها، وليس لديهم الوقت والقدرة للقيام عليها بأنفسهم، وبقيت الأرض في أيديهم حياة رسول الله r وأبي بكر وصدراً من خلافة عمر بن الخطاب، ثم أخرجهم عمر منها وأجلاهم إلى الشام، وقسمها بين من حضر غزوة خيبر، وجعل لأزواج النبي r فيها نصيباً، وكان الرسول قد قسم خيبر 36 سهماً جمع كل سهم مئة سهم، فكان من ذلك للمسلمين ثمانية عشر سهماً اقتسموها بينهم ولرسول الله r مثل سهم أحدهم وثمانية عشر سهماً لما يتحمله الرسول r من الحقوق وأمر الناس والوفود، أما النساء اللواتي شهدن هذه الغزوة مع الرسول r فقد رضخ لهن من الفيء (أي أعطاهن ولم يضرب لهن بسهم).
كان من نتائج غزوة خيبر أن أهل فدك - حين بلغهم ما أوقع الله بأهل خيبر- بعثوا إلى رسول الله r يصالحونه على النصف من فدك، فقبل ذلك منهم، فكانت فدك لرسول الله r خالصة لأنه لم يسر إليها بخيل ولا ركاب.
نجدة خماش
مراجع للاستزادة: |
ـ الواقدي، المغازي، تحقيق مارسدن جونز( لندن 1966).
ـ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق أبو الفضل إبراهيم (دار المعارف، مصر 1969).
التصنيف : التاريخ
النوع : دين
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 73
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- صور من الجناح الخاص بالموسوعة العربية في معرض الكتاب
- تهنئة من هيئة الموسوعة العربية للأستاذ الدكتور محمد ماهر قباقيبي
- نشرت صحيفة الثورة بعددها الصادر بتاريخ 2/2/2016 مايلي
- التقت الثورة الدكتور محمود حمود رئيس موسوعة الآثار في سورية ومدير آثار ريف دمشق لتقلب معه صفحات عدة حول موسوعة الآثار السورية. فكان اللقاء التالي:
- دور النشر والمكتبات المعتمدة لتوزيع الموسوعة العربية
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 10404167
اليوم : 6289
اللقطة
اللُقَطة تعريفها هي بضم اللام وفتح القاف، وهي في اللغة: الشيء المأخوذ من الأرض، وشرعاً: هي المال الضائع من صاحبه يلتقطه غيره، أو هي مال يوجد ولا يعرف مالكه، وليس بمباح كمال الحربي. أما اللقيط: فهو الطفل المجهول النسب المطروح على الأرض عادةً؛ خوفاً من مسؤولية إعالته، أو فراراً من تهمة الريبة، فلا يعرف أبوه ولا أمه. المزيد »المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون