الخياط (عبد الرحيم-)
خياط (عبد رحيم)
Al-Khayat (Abd al-Rahim-) - Al-Khayat (Abd al-Rahim-)
الخياط (عبد الرحيم -)
(…- نحو 300هـ/…- نحو 912م)
أبو الحسين عبد الرحيم بن محمد ابن عثمان الخياط، شيخ المعتزلة ببغداد، لم يذكر أصحاب كتب التراجم سنة ولادته إلا أنهم اتفقوا على أنه بغدادي المولد والنشأة، واختلفوا أيضاً في سنة وفاته.
بدأ الخياط طلب العلم - بعد تلاوة القرآن الكريم - بسماع الحديث الشريف كعادة الناس في عصره ولاسيما البغداديين فسمع من المحدث المشهور يوسف بن موسى القطان وطبقته كما يذكر الحافظ الذهبي ثم درس العلوم الشرعية من عقيدة وفقه وغير ذلك. ثم توجه لدراسة العلوم العقلية والفلسفية وداوم على قراءة ما يعرف عند علماء المسلمين بـ «علم الكلام».
وُصف عبد الرحيم الخياط بالعلم عامة إلا أنه تميز في ثلاثة علوم: «الحديث والفرائض - أي الفقه - وعلم الكلام»، ثم غلب عليه الأخير - أي علم الكلام - وصار لا يعرف إلا به.
تأثر الخياط بالفكر الاعتزالي فتبنى أفكارهم ودافع عنهم بل صار من أئمتهم ومن شيوخهم الكبار حتى إنَّ أبا علي الجُبائي من أئمة المعتزلة تتلمذ على يد الخياط.
والمعتزلة فرقة إسلامية ظهرت بوضوح في بداية القرن الثاني الهجري ثم قويت في بداية القرن الثالث عندما تبنى أفكارها الخليفة العباسي المأمون وأجبر الناس أن يقولوا بما يقتضيه الفكر الاعتزالي وبعد وفاة المأمون تبنى فكر المعتزلة أخوه الخليفة المعتصم.
فلما أفضت الخلافة إلى المتوكل أمر سنة 234هـ بترك ما كان عليه سلفه من إجبار الناس على الفكر الاعتزالي، وفي هذه الفترة أو بعدها بقليل نشأ الخياط وأخذ يدرس كتب المعتزلة بل صار يمثل فرقة من فرقهم عرفت عند علماء الفرق بالخياطية.
وأصل مذهب المعتزلة يقوم على احترام العقل لكنهم بالغوا في احترام العقل إلى حد أنهم قدموه على النقل (القرآن الكريم والسنة المطهرة) ثم إن المعتزلة اختلفوا فيما بينهم فصاروا سبع عشرة فرقة تشترك كما يقول الإمام الرازي في ثلاثة أمور :
ـ نفي صفات الله تعالى من العلم والقدرة، «أي هو عالم بغير علم».
ـ القول إن القرآن محدث ومخلوق.
ـ أن الله تعالى غير خالق لأفعال العبد.
عقيدة الاعتزال التي تبناها الخياط لم توصله إلى حد الكفر فهو مجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر على ما قرره شيخ الشام جمال الدين القاسمي ولذا نرى الأئمة يثنون على الخياط.
قال حافظ الذهبي في «سير أعلام النبلاء»: «الخياط شيخ المعتزلة البغداديين له الذكاء المفرط والتصانيف المهذبة وكان من بحور العلم له جلالة عجيبة عند المعتزلة».
وقال النديم عنه في مصنفي المعتزلة: «كان رئيساً متقدماً عالماً بالكلام فقيهاً صاحب حديث واسع الحفظ يتقدم سائر المتكلمين من أهل بغداد».
وقال أبو زيد البلخي: «كان من أهل الدين والورع والعلم بلغ في العلم ما جاوز نظراءه».
أما مصنفات الخياط فهي متقنة محررة أهمها، «الانتصار» وهو مطبوع عرض فيه فكر المعتزلة وفيه رد على كتاب ابن الراوندي الذي كتب كتاباً في فضائح المعتزلة. وقد نقل عن كتاب «الانتصار» علماء الفرق الإسلامية كالإمام الشهرستاني في كتابه «الملل والنحل» وابن حزم الأندلسي في كتابه «الملل والنحل» أيضاً والرازي في كتابه «اعتقادات فرق المسلمين والمشركين».
ومن كتبه أيضا «الاستدلال» و«نقض نعت الحكمة»، و«الرد على من قال بالأسباب».
بسام حمزاوي
الموضوعات ذات الصلة |
المعتزلة.
مراجع للاستزادة: |
ـ فخر الدين محمد بن عمر الرازي، اعتقادات فرق المسلمين والمشركين (دار الكتاب العربي 1986).
ـ جمال الدين القاسمي، تاريخ الجهمية والمعتزلة (مؤسسة الرسالة 1985).
ـ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، سير أعلام النبلاء (مؤسسة الرسالة 1413هـ).
التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 58
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- صدور المجلد الثامن من موسوعة الآثار في سورية
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 59401439
اليوم : 33749
المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون