logo

logo

logo

logo

logo

الجذام

جذام

Leprosy - Lèpre

الجُذَام

 

الجذام lèpre مرض خمجي مزمن يصيب الجلد والأعصاب، وقد يؤدي لتشوهات شكلية ووظيفية.

يعد الجذام من أقدم الأمراض التي تسببت في جائحات عبر القرون، وعامله الممرض هو المتفطرة الجذامية mycobacterium leprae وهو خمج لا يصيب إلا البشر لذا فهو المستودع والناقل للداء.

لمحة تاريخية

الجذام من الأمراض المعروفة منذ أقدم العصور، فقد عرف منذ عهد الفراعنة وورد ذكره في أوراق البردي نحو عام 2000ق.م كما عرف في الصين واليابان قبل المسيح بـ 1100 عام.

ذكر المرض منذ البدء على أنه مرض معدٍ يتظاهر ببقع ناقصة الصباغ وينظر للمصابين به نظرة خاصة، وقد ورد ذكره في الإنجيل.

يعتقد أن المرض ظهر في البدء في إفريقية الوسطى وامتد منها إلى وادي النيل ومن ثمّ إلى آسيا الوسطى وبعد ذلك إلى اليونان. أما انتشاره في أوربة فقد تأخر حتى عودة المحاربين من الحروب الصليبية، وانتشر في القارة الأمريكية بعد اكتشاف كريستوف كولمبوس لهذه القارة.

عرف العرب القدامى هذا المرض ووصفوا له عدة أشكال وأول مجذمة شيدت بالتاريخ هي التي أنشأها الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك في دمشق.

ينتشر المرض اليوم في العالم كله وتقدر إصاباته بنحو 12 مليون إصابة، ويكثر في أماكن معينة كإفريقية والهند وآسيا الشرقية وجنوب أمريكة ووسطها.

العامل الممرض والأسباب

 اكتشف الطبيب النروجي هنسن Hansen الجرثوم المسبب للجذام عام 1874 ويسمى المتفطرة الجذامية، شكلها عصوي وهي مقاومة للحموض والأسس تتلون بطريقة تسيل نلسن Ziehl Neelsen ويتعذر زرعها في المستنبتات الاصطناعية.

تدخل المتفطرة الجذامية من خلال خدوش الجلد حينما تكون بتماس مع مفرزات المصابين بالجذام وقشعهم.

مدة حضانة هذا الداء طويلة، تمتد من عامين إلى عشرة أعوام، وقد تصل عشرين عاماً، ويكثر المرض في الأوساط المعيشية المتدنية.

أنواع الجذام وتظاهراته وعقابيله

يتظاهر الجذام بعدة أشكال سريرية تقسم إلى قطبين كبيرين هما الجذام الدرني والجذام الجذمومي، وإلى شكلين غير وصفيين هما الجذام غير المحدد والجذام الحافي.

- الجذام الدرني lèpre tuberculoïde: في هذا الشكل يكون دفاع المصاب قوياً تجاه المتفطرة الجذامية، ويتظاهر ببقع قليلة العدد ناقصة الصباغ حوافها مرتفعة قليلاً وغير متناظرة، البقع فاقدة الحس وعديمة التعرق ولا تحوي إلا القليل من العصيات الجذامية.

أما العلامات المميزة لهذا الشكل فهي الأذيات العصبية المبكرة التي تتظاهر بضخامة بعض الأعصاب المحيطية. الإصابة العصبية غير متناظرة تؤدي إلى شلول عصبية كالقدم الهابطة والسحنة الأنطونية وينجم عن إصابة الأعصاب اضطرابات اغتذائية عظمية وعضلية تؤدي إلى الإصابة المخلبية باليد وإلى قرحات وداء ثاقب بالقدم وإلى فقدان الأظافر وبعض الأصابع أحياناً. وهذا الشكل لا يصيب الأغشية المخاطية ونادراً ما يؤدي إلى تساقط الأشعار.

تفاعل الجذامين فيه إيجابي وهو شكل غير مُعْدٍ. يبدي التشريح المرضي للأدمة رشاحة حبيبومية غرناوية مؤلفة من خلايا لمفية وناسجة، وقد لا يظهر تلوين تسيل نلسن عصيات جذامية أو يبدي القليل منها.

 

الجذام الجذمومي، وتظهر فيه القرحات النمطية الثاقبة الناجمة عن الاعتلال  العصبي. وقد تقرح الجلد على السطح الجانبي إلى درجة ظهر فيها رأس مشط القدم. ويرافقه خمج موضعي كما أن إبهام القدم قد زال

 

- الجذام الجذمومي lèpre lépromateuse: في هذا الشكل تكون مقاومة العضوية للمتفطرة الجذامية ضعيفة أو معدومة ويعرف بالشكل الخبيث ويكون تفاعل الجذامين فيه سلبياً، ويتظاهر سريرياً بعدة اندفاعات متناظرة تكون في البدء بقعاً حمامية ترتشح لتصبح عقيدات تعرف بالأورام، وهي حساسة للحرارة وتحوي عدة عصيات جذامية توضعها الانتقائي على الأماكن المكشوفة مثل الوجه وشحمة الأذن والأنف والحاجبين مع ضمور الأشعار يؤدي إلى ما يسمى بالسحنة الأسدية في الحالات المتقدمة.

تصاب الأغشية المخاطية في وقت مبكر لذا فهذا الشكل معدٍ، كما تصاب المنضمة والقرنية والقميص الوعائي بالعين والأغشية التنفسية، وتصاب بهذا الشكل أيضاً الأعضاء الداخلية مثل ضخامة العقد اللمفية وإصابة الخصيتين التي تؤدي إلى العقم وإصابة الكبد والطحال والتثدي والإصابة العظمية تؤدي إلى جذوع خاصة بالقدمين واليدين في حين تبقى الأظافر سليمة.

التظاهرات العصبية في هذا الشكل قليلة وهذا الشكل معرض لتظاهرات اشتدادية كظاهرة لوسيو Lucio التي تتصف باندفاعات أغلب ما تكون في الأطراف وبقع حمراء مؤلمة تتطور نحو التقرح والحمامى العقدة الجذامية، ويظهر التشريح المرضي رشاحة أدمية منتشرة من بالعات رغوية كبيرة تحتوي على العصيات الجذامية تسمى خلايا فيركوف.

 - الجذام غير المحدد lèpre indéterminée: وهو شكل مرحلي وعابر غير مستقر وقد يشفى أحياناً، يتظاهر ببقع حمامية أو بقع ناقصة الصباغ قد يكون حس الألم والحرور ضعيفين أو مفقودين.

وقد يحدث بهذا الشكل التهاب أعصاب عديد، الصورة النسيجية في هذا النوع تبدو بشكل رشاحة التهابية غير نوعية بالأدمة، عصيات الجذامين فيها قليلة العدد، أما تفاعل الجذامين lépromine فقد يكون إيجابياً أو سلبياً.

- الجذام الحافي: وهو جذام يقع بين القطبين الرئيسيين الجذمومي والدرني وعلاماته السريرية تكون خليطاً من الشكلين، ويكون تفاعل الجذامين سلبياً أو إيجابياً على نحو ضعيف.

العلاج والوقاية

تقوم معالجة الجذام على المشاركة الدوائية وتحسين الشروط المعيشية للمصابين.

الأدوية الفعالة تجاه العصية الجذامية هي السلفون والايتيوناميد والريفامبيسين والكولفازمين، وتختلف المشاركة الدوائية والمدة العلاجية حسب نوع الجذام.

أما الوقاية فتقوم على تحسين الشروط الصحية والغذائية وعزل المصابين بالأشكال المعدية من الجذام.

لا يوجد لقاح فعال حتى اليوم ولكن ينصح بتلقيح أهل المصابين وأقاربهم بلقاح الـ BCG الذي يعطى للوقاية من التدرن[ر].

سلمى المنجد

 

 مراجع للاستزادة:

 

- J.H.SAURAT et E.GROSSHANS, Précis de dermatologie et de vénérologie (Masson, Paris 1992).


التصنيف : طب بشري
النوع : صحة
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 507
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1668
الكل : 56389603
اليوم : 62278

الاستثمار الزراعي

الاستثمار الزراعي   الاستثمار الزراعي agricultural exploitation هو دمج عوامل الإنتاج المتوافرة في الزراعة (الأرض والعمل ورأس المال..) وتشغيلها بقصد إنتاج مواد زراعية لسدّ حاجات المستهلكين وللحصول على أفضل النتائج الممكنة. وتختلف هذه النتائج باختلاف النظام الاقتصادي السائد، ففي نظام الإنتاج الرأسمالي يجب أن يحقق الاستثمار الزراعي أفضل عائد اقتصادي ممكن؛ أي أكبر كمية كبيرة من الربح. أما في الإنتاج الاشتراكي فيجب أن يحقق الاستثمار الزراعي أفضل عائد اقتصادي واجتماعي في آن واحد. ويتم الاستثمار الزراعي في مشروعات زراعية تختلف عن المشروعات الصناعية من نواحي الشكل والتنظيم وسير العمل، غير أن مفهوم الاستثمار الزراعي يطابق في بعض الأحيان مفهوم الاستثمار الصناعي، فقد اتجه الكثير من الاستثمارات الزراعية نحو التركيز في الإنتاج الذي أصبح يتم وفق أسس صناعية (صناعة الدواجن، المجمعات الزراعية الصناعية وغيرها).
المزيد »