logo

logo

logo

logo

logo

دوديه (ألفونس-)

دوديه (الفونس)

Daudet (Alphonse-) - Daudet (Alphonse-)

دوديه (ألفونس -)

(1840-1897م)

 

ألفونس دوديه Alphonse Daudet قاص وروائي فرنسي، ولد في مدينة نيم Nîmes وتوفي في باريس، وهو سليل عائلة برجوازية كاثوليكية، إذ كان والده صاحب معمل لتصنيع الحرير وتاجراً مغامراً. أنجب والداه سبعة عشر ولداً لم يبق منهم سوى أربعة. ونتيجة لهذا الجو الأسري افتقد دوديه الحنان والاهتمام وتربى عند عائلة من منطقة البروفنس جنوبي فرنسا، فكانت البروفنسية لغته الأم. وبسبب تدهور أوضاع أسرته الاقتصادية لم يتمكن من متابعة تعليمه واضطر للعمل مساعداً للتلاميذ في المدرسة، وكتب في هذه الأثناء مخطوطة روايته الأولى.

قرر دوديه في عام 1857 التوجه إلى باريس مثل شقيقه الأكبر إرنست. والتقى هناك بالشابة ماري ريو Marie Rieu التي عملت أنموذجاً للفنانين، فارتبطا بعلاقة عاطفية جارفة دفعته إلى نظم قصائد ديوان «العاشقات» Les Amoureuses  عام (1858)، واستمر في العيش معها من دون أن يتوقف عن إقامة علاقات عابرة، التي كانت إحداها السبب في إصابته بالسل الذي التهم السنوات الأخيرة من حياته. كان دوديه أحد مؤسسي أكاديمية غونكور[ر. غونكور (الأخوان -)]، إلا أن موته المبكر منعه من أن يكون عضواً فيها. كما أنه لم يحصل إلا متأخراً على اعتراف أقرانه به ودعم كل من زولا[ر] وموباسان[ر].

التقى دوديه في شتاء عام 1860 فريدريك ميسترال[ر] Frédéric Mistral، محيي اللغة البروفنسية وأدبها في القرن التاسع عشر، مما أيقظ في نفسه الحنين الكامن إلى الجنوب الذي شكل الخلفية الأساسية في أعماله، مضيفاً إليها تنويعات الصور الأدبية Portraits التي سجلها في أثناء وجوده في باريس، فأخذ يكتب القصص وينشرها في صحف: «باري-جورنال» و«فيغارو» وغيرها. ورأى فيه جمهور القراء العريض شاعر البروفانس، رغم أن موضوعات أعماله لم تقتصر جغرافياً على تلك المنطقة، بل استمدها من حياته حيثما حل وارتحل. وأُخذ عليه بأنه كاتب «سهل»، لكن أدبه امتلأ بالسخرية والجاذبية، فقد كان يريد التشبُّه بالطبيعة، وليس تشويهها والاحتجاج عليها أو تغييرها، ودعا للعودة إلى البساطة، ودافع عن القيم البرجوازية.

قدِّم مسرح الأوديون الشهير في باريس أولى مسرحيات دوديه «المعبود الأخير» Dernière Idole  عام (1862)، واشترك في العام نفسه مع الكاتب ليبين Lepine في مسرحية «القرنفلة البيضاء» L’oeillet blanc، ثم كتب بمفرده «الغائبون» Les Absents. واضطر مع بوادر إصابته بالسل إلى التنقُّل إلى الأماكن الأكثر دفئاً مثل الجزائر وكورسيكا، من دون أن يغير في أسلوب حياته إلى أن التقى بالكاتبة جوليا آلار Julia Allard، التي أحبها وتزوجها عام 1867. ربطته بجوليا علاقة شراكة أدبية حقيقية فضلاً عن الحب، فكانت حكَماً قاسياً، تُصحح وتقترح. وبدأ دوديه حينذاك يكتب بكثرة، فظهرت رواية «الشيء الصغير»Le Petit Chose  مسلسلةً عام 1867، ثم ظهرت مجموعة قصص «رسائل من طاحوني»Lettres de mon moulin  عام (1869). وتركت حرب 1870 (الفرنسية - الألمانية) أثراً عميقاً في نفسه ظهر في المجموعة القصصية «حكايا الأثنين»Les Contes du lundi  عام (1873). وعيّنه شقيقه إرنست، الذي أصبح مدير الجريدة الرسمية، في وظيفة ناقد مسرحي وعيّن جوليا في وظيفة ناقد أدبي، مما أتاح لآل دوديه أن يعيشوا حياة لائقة.

لم تلق الروايتان «الأرلية»L’Arlésienne  عام (1871) و«مغامرات تارتاران دي تاراسكون العجيبة» Les Aventures prodigieuses de Tartarin de Tarascon  عام (1872) سوى نجاح محلي محدود، لكن الأكاديمية توَّجتْ رواية «فرومون الشاب وريزليه البكر» Fromont jeune et Risler aîné عام (1874). وبدأ منذئذ يتردد إلى أمسيات إميل زولا، حيث التقى بغوستاف فلوبير[ر] وإيفان تورغينيف[ر] وإدموند دي غونكور، وخلقت تلك اللقاءات لديه رغبة جامحة بالكتابة فكانت أعماله «جاك» Jack، و«النباب» (من العربية «نوّاب» وتطلق الكلمة على الحكّام الإقليميين في الإمبراطورية المغولية في الهند) Le Nabab عام 1876، ثم «نومه رومستان»Numa Roumestan  عام (1881).

لا تستجيب قصص دوديه الأخيرة كثيراً للصورة التي كُونت عنه ككاتب للشباب. فبدءاً من «الإنجيلي» L’Evangéliste عام (1883)، إلى «الأبرشية الصغيرة» La Petite Paroisse مروراً بـ «سافو» Sapho عام (1884)، و«روز ونينيت» Rose et Ninette عام (1892)، التي ضمتْها مجموعةُ «أعراف باريسية» Moeurs parisiennes، اختفى المرح والدعابة لتحلّ محلّهما السخرية اللاذعة. أما مذكراته «ذكريات أديب» فقد كتبها عام 1888. وقامت جوليا بجمع ملاحظاته ونشرها بعنوان «أبناء وأمهات» (1889). في ذلك الوقت شارف دوديه على الموت لكنه، للمفارقة، كتب قصةً بعنوان «صراع من أجل الحياة» La lutte pour la vie.

إذا كان دوديه قد افتقر إلى خيال بلزاك[ر] الخلاق وقوة زولا وعبقرية موباسان واهتمامات فلوبير الأسلوبية، فقد استطاع في مجتمع مادي توطدت تياراته الواقعية[ر] والطبيعية[ر]، أن يرسم لنفسه شخصية متميزة مليئة بالحساسية والعطف إزاء أناسهِ الفاشلين والهامشيين.

روز مخلوف 

مراجع للاستزادة:

- ALPHONSE V. ROCH, Alphonse Daudet (1974).

- G. VERA DOBIE, Alphonse Daudet (1965).

 


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 413
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1002
الكل : 58712435
اليوم : 144135

إدارة الأفراد

إدارة الأفراد   تعد إدارة الأفراد gestion du personnel  بوصفها أحد ميادين إدارة الأعمال [ر] الرئيسة، علماً حديث العهد نسبياً. ويكاد نشوء هذا العلم يقترن بنشوء حركة الإدارة العلمية التي تزعمها فريدريك تايلور في مطلع القرن العشرين في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان للنتائج التي توصل إليها تايلور حول استخدام مقاييس الحركة والزمن أداة رئيسة في زيادة الإنتاج وأسلوباً يحقق العدالة في احتساب أجور العاملين، أهمية كبرى في اعتمادها من رجال الأعمال عامة، والإدارة الصناعية بوجه خاص، لتحسين مستوى الأداء وتخفيض تكاليف الإنتاج وزيادة ريعية المشروعات. إلا أن حركة الإدارة العلمية لم تستطع أن تقرن نتائج دراساتها بالاهتمام اللازم بالجانب الإنساني بوصفه أحد العوامل الأساسية لزيادة مستوى الإنتاج وتحسين نوعيته لأنها ارتكزت على ركائز مادية بحتة.
المزيد »