logo

logo

logo

logo

logo

ديدرو (دنيس-)

ديدرو (دنيس)

Diderot (Denis-) - Diderot (Denis-)

ديدرو (دنيس -)

(1713-1784م)

 

 

ولد دنيس ديدرو  Denis Diderot في بلدة لانغر Langres وتوفي في باريس. كان والده صانع سكاكين كاثوليكياً متديناً يطمح أن يُدخل ابنه السلك الكهنوتي، ولكن إيمان ديدرو تداعى في سن مبكرة مع أنه درس عند الآباء اليسوعيين، ثم انتقل إلى باريس وحصل على شهادة أستاذ في الفن في عام 1732، ودرس أيضاً الرياضيات والفيزياء مما قاده إلى دراسة الكيمياء، كما درس الإنكليزية  واليونانية واللاتينية. تدرب على المحاماة ولم يمتهنها. وتبقى رسائله إلى صوفي فولان، المرأة التي أحبها في مرحلة النضج، المصدر الوحيد للمعلومات عن حياته.

يعد ديدرو من أهم فلاسفة عصر التنوير[ر] وتأثر فكره  بكتابات هوبز[ر] Hobbes، واسبينوزا[ر] Spinoza، ولوك[ر]  Locke، واهتم بالتطورات العلمية التي عرفها عصره  وبنى على أساسها  نظرته المادية للحياة.  إنتاجه ضخم ومتنوع من مراسلات  وكتابات في مجالات عدة كالفلسفة والرواية  والمسرح والنقد الفني. بدأ ديدرو الكتابة بدءاً من  عام 1742، ونشر  ترجمات عدة منها ترجمة عن الإنكليزية لتاريخ اليونان، ونشر في عام 1745 ترجمة حرة لكتاب «استفسار حول الفضيلة والاستحقاق» Inquiry Concerning Virtue and Merit  عام (1966) للكاتب الإنكليزي شافتسبري Shaftesbury الذي فصل بين الدين والأخلاق، رغم أنه في النهاية يعود ويتمسك بوجود «إله يحكم العالم بذكاء وطيبة»، ويربط الفضيلة بالإيمان. بدأ ديدرو بالكتابة الفلسفية بعد أن التقى جان جاك روسو[ر] الذي شاركه الرأي في أن المجتمع يقمع الإنسان ويستعبده، وظهرت لديه في هذه المرحلة المبكرة من حياته ملامح المذهب الألوهي déisme، مما أدى إلى ملاحقته وسجنه فترات طويلة،  فتحول إلى  الإلحاد Athéisme ثم إلى المادية Matérialisme. ولجأ بعد «رسالة حول العميان» Lettre sur les aveugles  عام (1749) إلى أسلوب المراوغة في الكتابة لتفادي السجن.

شغل عمل ديدرو في «الموسوعة» L’Encyclopédie جزءاً كبيراً من حياته، وعدّها قضيته ووسيلته للتأثير في الحاضر والمستقبل، فكتب لها في الأخلاق والأدب والفن والنقد الفني والفلسفة. أما دراساته الفلسفية فقد صدرت في كتب مستقلة مثل «أفكار فلسفية» Pensées Philosophiques، و«مذكرات في موضوعات مختلفة في الرياضيات» Mémoires sur différents sujets de mathématique، إضافة إلى  روايتي «الراهبة» La religieuse  عام (1760) و«جاك القدري» Jacques le Fataliste  عام (1771)، وقصة عنوانها «الحلي الظاهرة» Les bijoux indiscrets، ومسرحيتي «الابن الطبيعي» Le Fils naturel عام (1757) و«رب العائلة» Le Père de Famille. وقد صور في رواياته الحياة الاجتماعية واهتم بالمرأة ورفض مفهوم «المطلق» على صعيد الأخلاق.

تعرض ديدرو في كتاباته الفلسفية إلى مفهوم الإيمان والطبيعة، ونظر إلى تكوين العالم نظرة مادية بحتة، واعتمد مبدأ الشك قاعدةً أساسيةً في عمل  الفيلسوف. وكانت أفكاره هذه مع غيره من الموسوعيين تمهيداً للثورة الفرنسية. ودرس علاقة التوجهات الفردية بالمصلحة العامة، وطالب بأن يكون منطق المصلحة العامة هو الذي يحكم القوانين المدنية والسياسية والقضائية. وطالب أيضاً بسلطة ملَكية قوية، وكان يحلم بحاكم فيلسوف مع أنه اقتنع فيما بعد باستحالة تحقيق ذلك. كان مناوئاً للاستبداد كتوجه عام، لكنه مال إلى فكرة «المستبد العادل»، بمعنى أن الحاكم يمكن أن تكون له سلطة مطلقة إذا حكم بالمنطق والعدالة.

كان عمل ديدرو في مجال المسرح محدوداً بعامي 1757 و1758 فقط. ولا يمكن عدّه كاتباً مسرحياً، إلا أن اهتمامه وشغفه بالمسرح جعلاه من أهم المنظرين له، ويعد مؤسس الدراما البرجوازية نوعاً مسرحياً وسيطاً بين المأساة والملهاة، في النصوص النظرية المرفقة بمسرحيتي «الابن الطبيعي» و«رب العائلة»، ومؤلفه «خطاب حول الشعر الدرامي» Discours sur la poésie dramatique. ولكن يبقى نصه «مفارقة حول الممثل» Paradoxe sur le comédien - الذي نشر متأخراً عام 1930- النص الأهم، ولا يزال مَعلماً من معالم الكتابات النظرية في المسرح حول أداء الممثل. والفكرة الأساسية التي يطرحها الكتاب هي أن الممثل يجب أن يتبنى موقف المراقب لإبداعه، بمعنى أنه يناقش ويحاكم أداءه، وهنا تكمن فكرة المفارقة وصعوبة الفكرة في أن يفتح  الممثل الذي يسعى إلى الحقيقة حواراً مع ذاته  باعتبار أن ذلك قد يقضي على الحس الفني.

لم يستطع ديدرو التعبير عن أفكاره النظرية وتمثيلها في الفن والأدب، فهو مع إعطائه التربية دوراً كبيراً في تكوين الإنسان ومع توجهه نحو المادية في الفلسفة لم يكن ثورياً بالدرجة نفسها في مجال الفن، فأدبه وفنه يقعان في مرحلة ما بين الاتباعية[ر] الجديدة (الكلاسيكية الجديدة) التي سبقته والمرحلة التالية الإبداعية[ر] (الرومانسية)، التي مهد لها في نظريته حول العبقرية، التي تنبع في رأيه من الغريزة واللاوعي. 

ماري إلياس 

مراجع للاستزادة:

- JACQUES  CHOUILLET, La formation des idées esthétiques de Diderot, Armand Colin  (France, 1973).

- JACQUES  PROUST,  Diderot et L’Encyclopédie, Armand Colin  (France, 1970).

- RENÉ  POMEAU, Diderot (P U F, France, 1967).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 514
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 526
الكل : 31619081
اليوم : 53936

أبو سيف (صلاح-)

أبو سيف (صلاح -) (1915 – 1996)     صلاح أبو سيف مخرج سينمائي مصري ولد في القاهرة (حي بولاق) وتوفي فيها. درس الفن السينمائي في القاهرة، وتأثر بأفلام بعض المخرجين العالميين مثل بودوفكين Poudovkine، وآيزنشتاين[ر] Eisenstein وغيرهما. بدأ صلاح أبو سيف العمل السينمائي بالمونتاج في استوديو مصر، وبالإخراج السينمائي عام 1945 بفيلم «دايماً في قلبي» المقتبس عن الفيلم الأجنبي «جسر واترلو»، وقدّم للسينما العربية كثيراً من الأفلام المتطورة عن قصص كتبها كتّاب عرب مثل نجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس، ويوسف السباعي.
المزيد »