logo

logo

logo

logo

logo

الحوارية

حواريه

Concerto - Concerto

الحوارية

 

الحوارية (الكونشرتو) concerto حوار موسيقي لآلة موسيقية منفردة solo مع مجموعة آلات الأوركسترا[ر. الفرقة الموسيقية]. وأصل كلمة «كونشرتو» من اللاتينية (كونشرتوس) concertus أي الترتيب والانضمام مع بعض، أو (المباراة)، في المعنى المجازي للكلمة. وكانت تعني أيضاً مجموعة من العازفين أو المغنين يتبادلون أداء الألحان فيما بينهم في تنسيق منظم. وتعني كلمة (كونشرتو) في الإيطالية أيضاً، و(كونسير) concert في الفرنسية والإنكليزية حفلة موسيقية عامة.

تتناوب الآلة المنفردة، في «الحوارية» مع مجموعة آلات الأوركسترا حواراً موسيقياً في أثناء الأداء لفكرة لحنية رئيسة theme، من الأفكار التي تحتوي عليها «الحوارية»، وذلك لإظهار مهارة العازف المنفرد solist الذي يردد الفكرة اللحنية ذاتها في أداء أكثر مهارة وصعوبة. وقد يكون الحوار الموسيقي، في بعض الأحيان، بين الغناء وآلة موسيقية، كما في «الحوارية الكنسية» Concerto da chiesa لثمانية أصوات غنائية مع مرافقة الأرغن  Orgen[ر] (1595) للمؤلف الموسيقي الإيطالي بانكييري A.Banchieri، إذ يتبارى المغنون مع الأرغن في هذا المثال الذي يُعد النموذج الأول للحوارية، كما أن مونتفيردي[ر] C.Monteverdi أطلق اصطلاح «الحوارية» على قطع موسيقية لأصوات غنائية بمصاحبة الآلات الموسيقية في كتابه السابع (1619).

بدأ اصطلاح «الكونشرتو» يطلق في القرن السابع عشر، على كثير من القطع الموسيقية دون تمييز. وفي نهاية القرن، بدأ ظهور الحوار الموسيقي في إيطالية، بين مجموعة من العازفين المنفردين وبقية مجموعة عازفي الفرقة الموسيقية، سميت «كونشرتو غروسّو» C.Grosso أي «الحوارية الضخمة». ولما كانت المجموعة الصغيرة تضم أمهر العازفين في الفرقة الموسيقية الواحدة، فقد أسند إليها عزف الألحان (بصورة منفردة) التي تتطلب أكثر مهارة في الأداء، وأطلق عليها «كونشرتينو» Concertino (أي الحوارية الصغيرة)، وأطلق على باقي أفراد الفرقة الموسيقية كلمة «غروسو»، أو ريبيينو Ripieno (الملأى)، أو توتي Tutti (الجميع).

كان العازفون المنفردون «كونشرتينو» في الحوارية الضخمة، يتشكلون من اثنين من عازفي الكمان وعازف تشيلّو[ر. الكمان] Cello. وكان هذا التنظيم من عازفي أسرة الكمان يختلف في بعض الحواريات الضخمة، مثل «الحواريات البراندنبورغية» Brandenburg Concertos ليوهان سباستيان باخ[ر] J.S.Bach، إذ كان «الكونشرتينو» يتشكل، في بعضها، من عازفي آلات النفخ[ر. الآلات الموسيقية] المنفردين. وتعد الأمثلة الأولى المعروفة لـ «الحوارية الضخمة» تلك التي ألّفها ستراديلاّ A.Stradella (نحو  1644-1682). ويمكن عدّ المؤلفيْن الموسيقيين توريلّي G.Torelli

ت(1658-1709)  وكوريلّي A.C orelli  ت(1653-1713) المبتكرين الأساسيين لصيغة «الحوارية الضخمة التي ولدت في إيطالية»، ثم انتشرت في أوربة.

يُتبع في «الحوارية الضخمة» أسلوب «التسلل»[ر. الصيغ الموسيقية] (الفوغة) fugue (أي تتابع ألحان متماثلة في طبقات صوتية مختلفة)، وهي ذات ثلاث حركات[ر. السوناتا] سريعة، بطيئة، سريعة. ومن أمثلتها الشهيرة ما ألّفه كل من هندل[ر] G.F.Handel، وباخ وأولاده، وكوريلّي. وقد أعرض كثير من المؤلفين الموسيقيين، في القرن التاسع عشر، عن التأليف في «الحوارية الضخمة»، إلا أن بعض مؤلفي أواسط القرن العشرين، كتبوا ألحاناً شهيرة، في نمطها الأساسي، ولكن في انسجام [ر] (هارمونية) حديث مثل «الحوارية الضخمة لأوركسترا الوتريات» لكل من سترافنسكي[ر] I.Stravinsky وفون وليامس[ر] R.Vaughan Williams.

ظهرت «الحوارية» لآلة منفردة مع الفرقة الموسيقية، في بدايتها، للكلافسان[ر. البيانو] clavecin، أو للأرغن على يدي بعض موسيقيي القرن الثامن عشر مثل باخ وأولاده، وهايدن[ر] F.J.Haydn. وقد جاءت «الحوارية»، مقابل الكونشرتينو في الحوارية الضخمة، التي تطورت على يدي باخ في حواريته للهاربسيكورد[ر. البيانو] harpsichord. ومن الملاحظ أن اصطلاح «حوارية إيطالية» كان يكتب لآلة واحدة، أيضاً، بمرافقة الفرقة الموسيقية. كما أن حواريات هندل للأرغن كانت تطوراً مهماً، وعرضاً لمهارة العازف المنفرد في أثناء الأداء. ويثبت موتسارت[ر] W.A.Mozart نمط «الحوارية» الحديثة بتقديمه نحو خمسين حوارية لمختلف أنواع الآلات الموسيقية.

يتبارى العازف المنفرد، في «الحوارية مع الأوركسترا»، في الأفكار اللحنية الواردة فيها، فيكررها بأداء ذي مهارة فائقة يختلف عن أداء الأوركسترا لها. وتتلخص «الحوارية» عادة، في ثلاث حركات، كالحوارية الضخمة، مع فارق في نمطها، وقد يختلف عدد الحركات تبعاً لرغبة المؤلف الموسيقي لها. وتحوي الحركتان الأولى والثالثة، عادة، فاصلاً موسيقياً يسمى «محط نغمي» (كادانس) Cadence, Cadenza وهو أداء يرتجله العازف منفرداً في نهاية الحركة أو اللحن الموسيقي لإظهار براعته في الأداء (وهو ما يشبه، في هذا الحال، «التقسيم» المرتجل، في الموسيقى العربية). ومن ثم صار كثير من المؤلفين الموسيقيين يدونون «المحط النغمي» ليؤديه العازف المنفرد تماماً كما يريده المؤلف، إلا أن وضع «المحط النغمي» في نهاية الحركة أو اللحن الموسيقي لم يعد قاعدة أساسية، بل عمد بعض المؤلفين الموسيقيين، في القرن التاسع عشر، مثل مندلسون[ر] F.Mendelssohn إلى وضعه في سياق الألحان في الحوارية.

كانت آلة الكمان، حتى الثلث الأخير من القرن الثامن عشر، الآلة المنفردة المفضلة في «الحوارية» بسبب طبقتها الصوتية الحادة التي أعطتها تميزاً في أداء الألحان الرئيسة في القطعة الموسيقية. ولما شاع استخدام البيانو، احتل مكانها ومكان الكلافسان وغدا الآلة المفضلة لدى معظم الموسيقيين، لأداء القطع الموسيقية وخاصة «الحوارية».

ومن الأمثلة الشهيرة «لحوارية الكمان مع الأوركسترا» ما كتبه كل من موتسارت (خمس حواريات)، وبتهوفن، وباغانيني[ر] N.Paganini (ست حواريات)، وفيوتانH.Vieuxtemps   ت(1820-1881)  (ست حواريات)، وتشايكوفسكي[ر] P.Tchaikovsky وكثير غيرهم. أما «حوارية البيانو مع الأوركسترا» فهي كثيرة جداً، شاعت منذ منتصف القرن الثامن عشر. ومن أشهر هذه الحواريات ماكتبه كل من موتسارت (27 حوارية)، وبتهوفن (خمس حواريات)، وشوبان[ر] F.Chopin (الحوارية الأولى من أصل اثنتين)، وليست[ر] F.Liszt (الحوارية الثانية)، وتشايكوفسكي (الأولى من أصل اثنتين)، ورخمانينوف[ر] Rachmaninov (الثانية من أصل أربعة). وقد شاء بعض الموسيقيين كتابة حواريات لآلتين أو ثلاث معاً تتبارى فيما بينها وبين الأوركسترا مثل «الحوارية الثنائية للكمان والتشيلو» لبرامز[ر] J.Brahms، و«الحوارية الثلاثية للبيانو والكمان والتشيلو» لبتهوفن.

حسني الحريري

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الآلات الموسيقية ـ الصيغ الموسيقية.


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : موسيقى وسينما ومسرح
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 638
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 500
الكل : 29637491
اليوم : 17501

لارجيليير (نيكولا دي-)

لارجيليير (نيكولا دي ـ) (1656 ـ 1746)   نيكولا دي لارجيليير Nicolas de Largillière مصوِّر ورسّام فرنسي، ولد، وتُوفِّي في باريس. وكان هو وريغو Rigaud من كبار مصوِّري الوجوه في فرنسا في نهاية حكم لويس الرابع عشر وبداية عهد لويس الخامس عشر، ومع ذلك لا يمكن القول: إن فنه كان فرنسيّاً صرفاً، إذ بدأ دراسته للتصوير على يد أنطوان غوبو Antoine Goubau في مدينة أنفرس Anvers أولاً، ثمّ في إنكلترا التي أقام فيها ست سنوات كاملة متمرناً في محترف بيتر ليلي Peter Lely، فأخذ عنه تعاليم فان ديك Van Dyck وطرائقه في التصوير؛ ليُدخلها لاحقاً في أجواء لوحاته الباريسية.
المزيد »