logo

logo

logo

logo

logo

أرمينية (الجغرافية-)

ارمينيه (جغرافيه)

Republic of Armenia - République d'Arménie

أرمينية (جمهورية -)

 

جمهورية أرمينية Armenia بحدودها الحالية جزء من أرمينية القديمة التاريخية التي كانت تشغل في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي مساحة تزيد على ثلاثة أضعاف ما تشغله اليوم. والجزء الأكبر من أراضي أرمينية التاريخية يقع اليوم في تركية وثمة جزء آخر في إِيران.

ويرتبط تاريخ أرمينية بتاريخ الأرمن[ر] الذي يبدأ في القرن السابع قبل الميلاد.

وقد رسمت الحدود الحالية لأرمينية في 29 تشرين الأول عام 1920. وضمت في 20 كانون الأول من عام 1920م إِلى الاتحاد السوفييتي (سابقاً) ضمن اتحاد جمهوريات ما وراء القفقاس الاشتراكية السوفييتية (أذربيجان وجورجية وأرمينية)، وفي الخامس من كانون الأول عام 1926 زالت وحدة القفقاس السياسية وأصبحت أرمينية واحدة من الجمهوريات الخمس عشرة التي تألف منها الاتحاد السوفييتي. وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي حديثاً إِلى جمهوريات مستقلة رسمياً في 25 كانون الأول عام 1991 صارت أرمينية جمهورية مستقلة. وكانت أعلنت سيادتها على أراضيها في 23 آب 1990، وتم التصديق على استقلالها بعد استفتاء عامٍ في 21 أيلول 1991.

الجغرافية الطبيعية

الموقع والامتداد: تقع جمهورية أرمينية جنوب سلسلة جبال القفقاس الكبرى في إِقليم ما وراء القفقاس الآسيوي، في الطرف الشرقي من الهضبة الأرمينية، وهي جمهورية صغيرة المساحة (29800كم2). تمتد بين خطي عرض 38 درجة و52 دقيقة، و41 درجة و18دقيقة شمالاً، وبين خطي طول 43 درجة و31 دقيقة، و46 درجة و37دقيقة شرق غرينتش. يحدها من الشمال جمهورية جورجية ومن الشرق جمهورية أذربيجان[ر] ومن الجنوب الشرقي جمهورية إِيران الإِسلامية، ومن الجنوب إِقليم ناخِتشفان الأذري، ومن الجنوب الغربي تركية. ويؤلف نهر أراكس جزءاً من حدود أرمينية مع تركية.

وتمتد الأراضي الأرمينية الحالية متطاولة من الشمال الغربي نحو الجنوب الشرقي بطول يقارب 420كم، ويبلغ أقصى اتساع لها نحو 170كم في جزئها الشمالي الغربي، ويقل اتساعها في الجنوب الشرقي.

التضاريس: تتنوع المظاهر الطبيعية في أرمينية تنوعاً كبيراً لشدة تضرس أرضها وتباين مناخها، واختلاف غطائها النباتي. ويمكن القول إِن أرمينية دولة جبلية حبيسة متنوعة المظاهر التضاريسية. وهي في الأصل هضبة مرتفعة تقطعها الأودية والوهاد العميقة إِلى كتل وسلاسل جبلية تبدو حادة في بعض امتداداتها. وفي الهضبة أعداد كبيرة من المخاريط البركانية، كما تغطي الصبات البركانية مساحات كبيرة من أراضيها. وأرمينية إِحدى الدول ذات البنية الجيولوجية غير المستقرة تماماً في النطاق الألبي - الهيمالائي، يشهد على ذلك الزلزال الذي ضرب أراضيها في 7 كانون الأول عام 1988 وذهب ضحيته أكثر من 55000 نسمة.

أما المعدل العام لارتفاع أراضي أرمينية فوق سطح البحر فيبلغ نحو 1800م. وهي تخلو عموماً من الأراضي المنخفضة، ذلك أن قرابة نصف أراضيها يقع على ارتفاع يراوح بين 1000و2000م، و10٪ فقط من أراضيها يقع دون 1000م، وما تبقى جبال عالية يزيد ارتفاعها على 2000م فوق سطح البحر. وتتدرج أرضها في الانخفاض من الشمال الغربي باتجاه الجنوب والجنوب الشرقي والشرق. وتوجد أعلى القمم الجبلية في الجزء الشمالي الغربي من البلاد حيث يقع جبل أراغاتس (4095م). وإِلى الشمال والشرق من جبال أراغاتس تمتد سلاسل جبال بازوم، وبامباك، وإِلى الشرق والجنوب الشرقي جبال سيفان، وفاردنيس وزانغيزور المتفرعة من جبال القفقاس الصغرى الممتدة في القطاع الشمالي من أرمينية. ويضم هذا الجزء من البلاد الكثير من الهضاب البركانية المرتفعة (لوري، شيراك، وغيرها) التي تقطعها الأودية النهرية العميقة.

وفي الجزء الشرقي الأوسط من أرمينية يقع منخفض سيفان الذي يحتوي على بحيرة سيفان، وتمتد فيه عدة سلاسل جبلية بارتفاع متوسط يقارب 1900م، وأقصى ارتفاع فيها 3900م. وفي الجنوب الغربي يمتد منخفض كبير يؤلف ما يعرف باسم سهل آرارات وذلك عند مقدمات جبل أراغاتس وسلسلة غيغام. ويقطع نهر أراكس هذا السهل المهم في منتصفه تاركاً نصفه الشمالي في الأراضي الأرمينية ونصفه الجنوبي في تركية وإِيران.

المناخ: المناخ شبه مداري، وقاري جاف بارد نسبياً. صيفه دافئ عموماً؛ فمعدل درجة الحرارة في الأجزاء السهلية في المدة من حزيران إِلى آب 25 درجة مئوية، وتصل درجة الحرارة العظمى المطلقة أحياناً إِلى 42 درجة مئوية. أما في الأراضي المرتفعة فلا يتجاوز معدل حرارة الصيف 20 درجة مئوية، ونادراً ما تبلغ الحرارة المطلقة 35 درجة مئوية. والشتاء بارد عموماً حتى في السهل، حيث يبلغ معدل الحرارة في شهر كانون الثاني في الأراضي السهلية والتلية نحو –5 درجات مئوية وينخفض في الجبال إِلى –12 درجة مئوية. وكثيراً ما تسبب دفقات الهواء القطبية الشمالية انخفاضاً في درجة الحرارة يصل حتى –30 درجة مئوية، وأدنى درجة حرارة سجلت هنا في هذا القرن هي –46 درجة مئوية.

وتمنع سلاسل القفقاس الصغرى الكتل الهوائية الرطبة من بلوغ المناطق الداخلية، مما يترتب عليه تفاوت كبير في كمية الأمطار الهاطلة؛ ففي حين تصل كمية الأمطار السنوية إِلى 800مم فوق السفوح الجبلية المواجهة للرياح الرطبة، فإِنها تتدنى إِلى نحو 200-400مم في السهول والأراضي التلية الداخلية المحجوبة عن الرياح الرطبة.

ويختلف المناخ اختلافاً ملحوظاً مع الارتفاع متحولاً من النموذج شبه المداري القاري والجاف في الأراضي المنخفضة حتى ارتفاع 2000م لينتهي بنموذج التندرة في الارتفاعات العالية.

المياه: الأنهار كثيرة في أرمينية، لكنها قصيرة، ومضطربة الجريان لاحتوائها على الكثير من المسارع والمساقط المائية. ويرتفع منسوب المياه عندما يذوب الثلج في الربيع وفي موسم الأمطار الخريفية. ونتيجة للتباين الكبير في الارتفاع على طول المجاري المائية، تؤلف بعض الأنهار مصدراً لتوليد الطاقة الكهربائية.

وتتجه معظم الأنهار نحو الجنوب مصرفة مياهها إِلى نهر أراكس الذي يرفد نهر كورا الذي يصب في بحر الخزر[ر]. ويبلغ طول نهر أراكس نحو 460كم، ويتلقى على طول واديه الكثير من الروافد منها: نهر أخوريان (210كم) ورازدان (140كم) وآربا (125كم) وبارجوشات (180كم). وتسهم هذه الأنهار في ري معظم أراضي أرمينية الزراعية. ومن الأنهار التي تنبع من أرمينية وتتجه نحو الشمال والشمال الشرقي لترفد نهر كورا مباشرة: نهر ديبت (90كم) وأَكسْتِف (125كم) وغيرهما.

ومن أهم البحيرات؛ بحيرة سيفان الواقعة على ارتفاع 1899م والمحاطة بكثير من البراكين الخامدة، وتشغل البحيرة مساحة 1400كم2، وتخزن أكثر من 39 كيلومتراً مكعباً من المياه التي تقدمها مجموعة الأنهار (نحو 28 نهراً) المنتهية إِليها. ويخرج من الطرف الغربي للبحيرة نهر رازدان متجهاً نحو الجنوب إِلى نهر أراكس.

وتزخر أرمينية بأعداد كبيرة من الينابيع المائية التي لمياه بعضها صفات كيمياوية، إِذ إِن هناك نحو 200 ينبوع معدني مهم، أكثرها في منطقتي أرذني ودِزهيرموك، تعبأ مياهها في زجاجات وتصدر إِلى خارج البلاد.

النبيت والوحيش: تؤلف أرمينية منطقة تلاقي مناطق حيوية مختلفة، مما أدى إِلى وجود تنوع كبير في المظاهر الحيوية في بلد صغير كأرمينية، فهي تحتوي على أكثر من 3000 نوع من النبات. وتقسم أراضيها إِلى خمس مناطق حيوية بحسب الارتفاع هي؛ المنطقة شبه الصحراوية والمنطقة السهبية والمنطقة الغابية والمنطقة الألبية، ومنطقة التندرة.

تغلب المظاهر شبه الصحراوية في الجزء السهلي المنخفض وحتى ارتفاع 1400م تقريباً. ونباتات هذه المنطقة قليلة ومقاومة للجفاف (الدفران، الخوخ البري، الياسمين البري، والورد البري)، ومن حيواناتها: الخنزير البري والقط البري وابن آوى، والأفعى والعقرب، والنمر الأرقط.

ويغلب السهب على المنطقة شبه الصحراوية حتى ارتفاع 2000م شمالاً و2600م جنوباً، وفي الأجزاء الواطئة من السهب حشائش مقاومة للجفاف، في حين تنمو الشجيرات الشوكية والدفران فوق السفوح الجبلية المرتفعة نسبياً. وتكاد المنطقة الغابية أن تنحصر في الجنوب الشرقي من أرمينية بين ارتفاع 1800و2100م حيث الجو الرطب، وفي المنطقة الشمالية الغربية بين ارتفاع 2400و2600م. وتشغل الغابات نحو 10٪ من مساحة البلاد وتغلب أشجار الزان على غابات الشمال الشرقي، وغابات البلوط في المنطقة الجنوبية الشرقية الأكثر جفافاً. ومن حيوانات الغابة: الدب السوري والقط البري والوشق والسنجاب. ومن الطيور: الديك البري وأبو الحن والقرقف والدخنة (العصفور المغني) والنقار.

وتغلب في المنطقة الألبية (فوق ارتفاع 2200م) الحشائش القصيرة. وتكثر الطيور (الدندي، القنبرة القرنية، والنسر الملتحي). كما يوجد الماعز الجبلي والغنم البري. وأخيراً فإِن التندره الألبية مع نباتاتها الوسادية القليلة تغلب في مناطق جبلية محددة وقمم منفردة هي الأكثر ارتفاعاً في البلاد ولاسيما في الشمال الغربي منها.

السكان

الأصول والصفات: يؤلف السكان الأرمن نحو 88٪ من سكان الجمهورية، وهم ينتمون إِلى المجموعة البشرية الآرية (الهندية الأوربية). وكان الأرمن في السابق يعيشون في البلقان، ثم استوطنوا آسيا الصغرى في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وقبل انهيار إمبراطورية الحثيين، وفي نحو 675ق.م هاجر فريق منهم إِلى أرمينية الحالية واندمجوا بالأقوام التي سبقتهم إِليها. وإِلى جانب الأرمن يوجد اليوم في جمهورية أرمينية مجموعات بشرية أخرى تؤلف أقليات فيها؛ كالأذربيجانيين الذين يؤلفون نسبة 6.1٪ من مجموع السكان، والروس 3.2٪، والأكراد 1.5٪ ومعهم أعداد قليلة من الأوكرانيين والجورجيين والأتراك والفرس والآشوريين وغيرهم.

كان الأرمن قبل أوائل هذا القرن يتوزعون في كامل الهضبة الأرمينية وبعض المناطق المجاورة، التي كانت خاضعة للحكمين العثماني والفارسي. وقد أسفرت الحرب الروسية مع الفرس والعثمانيين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين عن هجرة أعداد كبيرة من الأرمن من بلاد الفرس والأتراك إِلى مقاطعات القفقاس من الإمبراطورية الروسية وإِلى روسية نفسها (يريفان وتفليس وقاراباغ وشاماخي واستراخان وبسارابية). كما أدت المذابح التركية - الأرمنية في عام 1915 في تركية إِلى وقوع ضحايا كثيرين من الأرمن ونزوح أعداد كبيرة منهم إِلى الأراضي الروسية وإِلى أقطار أخرى مجاورة لتركية ومنها سورية وحدثت هجرة ثانية للأرمن في عام 1921 إِلى سورية ولبنان وغيرهما.

ويتصف الأرمن بالقامة المتوسطة القصيرة والبنية النحيفة والرأس العريض، والوجه المستطيل الشكل الضيق العرض، والأنف الدقيق المحدودب قليلاً، والجبهة المتوسطة العرض والمحدبة، والذقن غير البارزة، ولون البشرة السمراء الفاتحة، كالأبيض الذي لوحته الشمس، والشعر الداكن المتموج الأجعد والكثيف.

الاتجاه الديموغرافي: لم يكن عدد السكان الذين يعيشون في الحدود الحالية لأرمينية يزيد على 160000 نسمة في الربع الأول من القرن التاسع عشر. وفي عام 1920 بلغ عدد سكان أرمينية 780000 نسمة، وارتفع عددهم إِلى 1.282.000 مليون نسمة عام 1939، وإِلى نحو 1.6 مليون نسمة عام 1956 وإِلى 1.763.000 نسمة عام 1959 وإِلى 2.493.000 نسمة عام 1970، وبلغ 3.760.000 نسمة في عام 1995.

ويعزى تضاعف السكان في 50 سنة مضت إِلى الزيادة الطبيعية المرتفعة، وإِلى عودة أكثر من 220000 أرمني إِلى أرمينية من أقطار كانوا قد هاجروا إِليها، ولاسيما منطقة الشرق الأوسط.

واللغة الأرمنية هي اللغة الرسمية في الجمهورية، إِلى جانب معرفة السكان باللغة الروسية. ويعتنق الأرمن الديانة النصرانية، ولهم كنيستهم الخاصة.

توزع السكان: تعد أرمينية من الدول ذات الكثافة السكانية المرتفعة على الرغم من ظروفها الطبيعية القاسية نسبياً. فمعدل الكثافة العامة يقارب 126ن/كم2. وتوجد أعلى كثافة سكانية في سهل آرارات الذي تصل فيه إِلى نحو 425ن/كم2، تليه الأودية النهرية في الجنوب الشرقي والشمال الشرقي. وبوجه عام فإِن نصف سكان الجمهورية يعيشون في الجزء الذي يقل فيه الارتفاع عن 1000م، ويؤلف نسبة 10٪ من مساحتها. ويعيش نحو 40٪ من السكان في المناطق المتوسطة الارتفاع (1000 حتى 1750م) بكثافة فوق الجبال العالية، فلا تزيد نسبة من يعيشون بين سويتي ارتفاع 1750و2500م على 5٪ من السكان.

والظاهرة التي تسترعي الانتباه في توزع السكان هي تزايد نسبة قاطني المدن تزايداً ملحوظاً في القرن العشرين، ولاسيما منذ بداية العشرينات. فقد ارتفعت نسبة سكان المدن من 19٪ عام 1926، إِلى 44٪ عام 1951 و62٪ عام 1974، ثم إِلى 69٪ في عام 1995.

وتضم أرمينية اليوم نحو 23 مدينة و33 بلدة. ومعظم التجمعات المدنية تتركز في سهل آرارت وفي وادي رازدان. ومن أكبر المدن مدينة يريفان (عاصمة الجمهورية) التي بلغ عدد سكانها 1.300.000 نسمة عام 1995. تليها مدينة كوماجري (لينينكان) (180.000) وهي مركز صناعي مهم، ومدينة كيروفاكان (159.000 نسمة). ومن المراكز العمرانية الحضرية الصغيرة. كافان، وايتشميازين، وألافيردي، ورازدان.

الاقتصاد

أثرت التحولات الاشتراكية في العقود السبعة المنصرمة في البنية الاقتصادية للبلاد. فبعد أن كانت الصناعة لا تسهم إِلا بنحو 14٪ من الدخل الوطني في العشرينات من القرن العشرين ارتفعت نسبتها إِلى 35٪ في عام 1995. وفي المدة نفسها تضاعف مردود الزراعة أربع مرات ونصف، في حين تضاعف مردود الصناعة نحو 180 ضعفاً.

التعدين والصناعة: تفتقر أرمينية إِلى موارد الطاقة الحرارية (نفط، فحم، غاز طبيعي) إِلا أنها غنية بموارد الطاقة الكهرمائية وأهمها بحيرة سيفان ونهر رازدان المنبثق منها والذي أقيمت عليه عدة محطات لتوليد الطاقة تنتج نحو 557000 كيلو واط ساعي. وهناك محطة نووية ضخمة لتوليد الطاقة الكهربائية في المدينة الجديدة ميتسامور، وعدد من المحطات الكهرحرارية التي تعتمد على المازوت والغاز الطبيعي المستوردين. كما أن أرمينية تفتقر إِلى الحديد، لكنها غنية ببعض المعادن الفلزية الأخرى ولاسيما النحاس الذي يستخرج من منطقة ألافيردي، وكميات قليلة من البوكسيت والزنك والرصاص والمولبيديوم والكروميت. كما تحتوي أراضيها على أنواع مختلفة من حجارة البناء والرخام وأحجار الزينة، والأحجار نصف الكريمة التي تصدر إِلى خارج البلاد، وخاصة إِلى روسية.

تتنوع الصناعات في أرمينية من الصناعات الهندسية والكهربائية والميكانيكية في مدن يريفان ولينينكان وكيروفاكان. وتتركز الصناعات الكيمياوية في مدن يريفان وكيروفاكان وألافيردي. وتشتهر أرمينية بصناعة المنسوجات القطنية والصوفية والحريرية وصناعة الملبوسات والسجاد والجوارب ولاسيما في مدينة لينينكان. وتنتج أرمينية أنواعاً مختلفة من المنتجات الغذائية التي تصدر قسماً منها، وأهمها اللحم المحفوظ والمعلب، والفواكه والخضر المعلبة، والخمور، إِضافة إِلى الألبان ومشتقاتها ولاسيما الزبد والجبن. وتعد مدينة يريفان أهم مركز صناعي في البلاد فهي تقدم نحو ثلاثة أخماس الإِنتاج الصناعي الأرمني، وتردفها مراكز صناعية أخرى مهمة في لينينكان وكيروفاكان.

الزراعة: تسهم الزراعة بنحو 26٪ من الدخل الوطني. ويعمل فيها نحو نصف السكان. ويفيض الإِنتاج الزراعي لبعض المحاصيل عن الاستهلاك المحلي فيصنع أو يصدر إِلى الخارج. وقبل استقلال أرمينية حديثاً (1991) كانت الزراعة ذات طبيعة حكومية وجماعية تعاونية، فقد كان في أرمينية في منتصف السبعينات نحو 376 مزرعة حكومية (سوفخور) ونحو 338 مزرعة جماعية تعاونية (كولخوز)، وقد تغيرت بعد الاستقلال بنية الزراعة بتحول الاقتصاد إِلى الاقتصاد الحر.

إِن أهم مشكلة تعاني منها الزراعة الأرمنية هي قلة الأراضي الزراعية التي لا تشغل سوى 20٪ من إِجمالي المساحة، في حين تشغل أراضي المراعي والمروج نسبة 28٪ وأهم المناطق الزراعية سهل آرارات وهضبة سيراك والأجزاء الجنوبية من حوض سيفان. وأكثر من نصف الأراضي الزراعية يعتمد على الري. أما أهم الحاصلات الزراعية فهي القطن والشوندر السكري والحبوب والتبغ والبطاطا، وكذلك العنب الذي تنتج منه نحو 90 صنفاً، والتفاح والدراق والمشمش والكمثرى والكرز. كما تربى الأبقار بكثرة، والخيول والخنازير والدواجن والنحل.

طرق المواصلات: في أرمينية نحو 755كم من الخطوط الحديدية، منها الخط الرئيسي الذي يربط يريفان ولينينكان مع تفليس (جورجية) في الشمال وباكو (أذربيجان) في الشرق، وتتفرع منه عدة خطوط نحو المناطق الشمالية والغربية والجنوبية من البلاد. أما شبكة طرق السيارات فهي أشد كثافة وتربط معظم أجزاء البلاد ويبلغ طولها نحو 9000كم. وفي مدينة يريفان مطار دولي مهم يربطها مع الكثير من المدن الأرمنية والدول المجاورة لأرمينية بخطوط جوية ذات رحلات منتظمة تزداد أهميته يوماً بعد يوم. كما ترتبط أرمينية مع أذربيجان وجورجية بخطوط نقل للغاز الطبيعي.

المظاهر الحضارية والثقافة

أدت إِلزامية التعليم إِلى ارتفاع نسبة المتعلمين التي قاربت 99٪ من مجموع السكان. وكان عدد المدارس منذ منتصف السبعينات يزيد على 1600 مدرسة ابتدائية وثانوية ضمت نحو 700000 تلميذ، إِضافة إِلى 50 مدرسة تجارية (30000 طالب) و64 مدرسة ثانوية فنية (51000 طالب) و12 كلية ومعهداً علمياً (نحو 52800 دارس). وفي يريفان جامعة كبيرة، وكثير من المعاهد العلمية والمؤسسات الثقافية، إِضافة إِلى أكاديمية العلوم الأرمنية.

وفي أرمينية ما يزيد على 1300 مكتبة عامة، إِلى جانب المكتبة الحكومية العامة، ودار المخطوطات في يريفان تضم نحو 10000 مخطوطة أرمنية وهناك نحو 1200 نادٍ، و35 متحفاً من بينها متحف التاريخ الأرمني الحكومي.

كانت الآداب الأرمنية[ر. الأرمن] في الماضي تقتصر على أشعار وأغان شعبية متوارثة، ثم بدأت تتطور بجهود الأسقف مسروب في القرن الرابع الميلادي الذي ينسب إِليه فضل وضع ألفبائية اللغة الأرمنية، وقد تطورت هذه الألفبائية في القرن الثامن عشر على أيدي الآباء «الميخيتاريست». كما أسهم «كاتشوجوايوفيان» في تبسيط استخدام اللغة الأرمنية علمياً وأدبياً وتعليمياً. وبذا أخذت تظهر الروائع الأدبية الأرمنية إِلى حيز الوجود ومن جملتها رائعة «جراحات أرمينية» The Wounds of Armenia التي وضعها خاتشور أبوفيان (1805-1848م). كما برزت إِسهامات الأدباء الأرمن في شتى أنواع الأدب، واشتهر منهم في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين غريغور زهراب في مجال القصة القصيرة، وهاكوب باونيان في الرواية والمسرح، وإِيرفاند أونيان في الرواية. وكذلك الكاتب الشهير «هاكوب مليك - أغوبيان» الذي عرف باسم رافي، وغابريل سونيدوكيان مؤلف الروايات التمثيلية.

والموسيقى الأرمنية[ر. الأرمن]، ذات ألحان دينية في معظمها، ظهرت في القرن الرابع مع انتشار المسيحية، وتتجلى اليوم في الأناشيد الروحية المسماة (ستاراكان) إِلى جانب الموسيقى العصرية المتطورة التي تذكر بالفلكلور الأرمني القديم. ومن أبرز المؤلفين والملحنين الموسيقيين آرام كانتوريان، وأرنوبويادجيان.

وفي مجال الصحة، بلغ عدد المشافي في منتصف السبعينات 230 مشفى، تحتوي على نحو 24000 سرير، إِضافة إِلى نحو 500 مستوصف. ولكل 300 شخص في أرمينية طبيب واحد. وفي مجال الإِعلام بدأ البث الإِذاعي في أرمينية عام 1926، والبث التلفزيوني عام 1956، وتصدر فيها صحف يومية ومجلات أسبوعية ودوريات منوعة.

وأرمينية اليوم جمهورية ديمقراطية مستقلة. ومن أبرز المشاكل التي تعيشها نزاعها مع أذربيجان على إِقليم ناغورني كاراباخ (قره باغ) الذي يقع في جمهورية أذربيجان وتقطنه غالبية أرمنية، ولكل من الجمهوريتين الأذربيجانية والأرمنية جيوب في داخل أراضي الجمهورية الأخرى.

علي موسى

الموضوعات ذات الصلة:

ـ الاتحاد السوفييتي - الأرمن.

مراجع للاستزادة:

ـ بول أميل، تاريخ أرمينية، ترجمة شكري علاوي (دار مكتبة الحياة، بيروت).

ـ جغرافية الاتحاد السوفييتي الاقتصادية (موسكو 1983).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 947
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 535
الكل : 29653092
اليوم : 33102

التدخين في الزراعة

التدخين في الزراعة   التدخين la fumigation هو معالجة المادة مما لحقها من إصابة بالآفات باستخدام تركيز مميت من مادة كيمياوية مبيدة واحدة أو أكثر من مواد التدخين، التي يمكن أن تتحول تحت تأثير درجة حرارة وضغط معينين، إلى الحالة الغازية، وتختلط بجزيئات الهواء وتنتشر في مكان محكم الإغلاق وفي الفراغات البينية لحبيبات المادة المعالجة وفي أدق الشقوق داخل الحبوب المصابة.
المزيد »