logo

logo

logo

logo

logo

الاتحاد السوفييتي (الجغرافية)

اتحاد سوفييتي (جغرافيه)

Soviet Union - Union Soviétique

الاتحاد السوفييتي (الإنسانية)

 

كان ما عرف بالاتحاد السوفييتي أو اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية Union of the Soviet Socialist Republics حتى عام 1991 أكبر دولة في القرن العشرين وفي التاريخ، تنبسط أراضيها على قارتي آسيا وأوربا على مساحة من الأرض تعادل 22402000كم2 أي ما يساوي نحو 15٪ من مساحة اليابسة. وكانت أراضي الاتحاد تمتد على 46 خط عرض بين جنوب مدينة كوشكا التركمانية عند العرض الجغرافي 35 درجة و8 دقائق، والعرض 81 درجة و5 دقائق في أرخبيل فرانس جوزيف شمالاً. وعلى أكثر من 170 خط طول مجموع الأطوال الشرقية والغربية بين خطي الطول 19 درجة و38 دقيقة، و169 درجة طول غرباً. تحدها أراضي 12 دولة في النروج وفنلندة وبولندة وتشيكوسلوفاكية وهنغارية ورومانية إضافة إلى بحر البلطيق والبحر الأسود في الغرب، ودول تركية وإيران وأفغانستان والصين ومنغولية وكورية الشمالية في الجنوب، ثم مياه المحيط الهادئ في الشرق والمحيط المتجمد الشمالي في الشمال. وبهذا كان الاتحاد السوفييتي يشغل شمالي قارة آسيا ومعظم شرقي قارة أوربة.

 

 

قامت هذه الدولة التي كانت تعد واحدة من أكبر قوتين عالميتين (والثانية هي الولايات المتحدة الأمريكية) على أراضي روسية القيصرية ومستعمراتها في تركستان وباقي أنحاء آسيا وفي القفقاس وما وراء القفقاس وأجزاء من أوربة الشرقية، بعد الثورة الاشتراكية (البلشفية) عام 1917 وإعلان قيام الاتحاد السوفييتي في 30 كانون الأول ديسمبر من سنة 1922، حتى انهيار هذه الدولة العظمى وتفككها رسمياً إلى عدد من الدول والجمهوريات سنة 1991. ولقد قامت على أنقاض الاتحاد المنهار وعدد من جمهورياته الاتحادية الخمس عشرة ما يعرف برابطة أو (كومنولث) الدول المستقلة، وتضم جمهوريات روسية الاتحادية وأوكرانية وبيلوروسية ومُولدُفيه وجورجية وكازاخستنان. واختارت الجمهوريات الأخرى الانفصال الكامل عما كان يتألف منه الاتحاد السابق. ومازال وضع روسية الاتحادية غير مستقر.

فرض الاتساع الكبير لأراضي الاتحاد على عروض جغرافية تمتد من النطاق القطبي الشمالي حتى النطاق فوق المداري، ومن الشرق الأقصى إلى أواسط أوربة تنوعاً في الأوضاع الجغرافية الطبيعية والبشرية - السكانية والاقتصادية وكان عاملاً أساسياً في تكوين الدولة وتكاملها مما جعل منها قوة عالمية كبرى.

ولكن هذا الاتساع نفسه كان من أسباب انهيارها وانقسامها إلى جمهوريات قومية السمة بسرعة قياسية.

الجغرافية الطبيعية

فيما يلي لمحة عامة عن الجغرافية الطبيعية لما كان يسمى الاتحاد السوفييتي أما التفصيل الخاص بكل دولة من الدول التي كان يضمها الاتحاد فيرد في البحوث الخاصة بتلك الدول.

التضاريس: تعكس تضاريس الاتحاد السابق الأرضية الجيولوجية والقاعدة البنائية (التكتونية) المؤلفة من الركيزتين الروسية والسيبيرية القديمتين، ومن الغشاء الرسوبي لصخور الحقب الجيولوجية الأولى والثانية والثالثة والرابعة. كما تعكس الحركات الالتوائية والصدعية والبنى المرافقة لها رفعاً وخفضاً، وعمليات الحت والتعرية والترسيب التي تعرضت لها تلك التضاريس في العصور الجليدية الرباعية. ويميز في التضاريس المساحات السهلية الشاسعة في الغرب والشمال الغربي والهضاب والمرتفعات في الشرق والجنوب. وجميعها محاطة بجبال عالية وشاهقة الارتفاع في أقصى الجنوب على امتداد الحدود الجنوبية للاتحاد سابقاً.

تمتد السهول من الغرب من سواحل بحر البلطيق وخليج فنلندة وأوربة الشرقية شرقاً وباتساع متزايد لتشمل جميع البقاع بين المحيط المتجمد الشمالي والبحر الأسود والقفقاس وبحر الخزر (قزوين) حتى هضاب سيبيرية الوسطى (النجد السيبيري الأوسط) الواقعة شرق نهر الينيسي. وتتألف من السهل الأوربي الشرقي والسهل السيبيري الغربي ويفصل بينهما حزام جبال الأورال [ر]. ثم من سهل المنخفض الطوراني الواقع شرق بحر الخزر ويحتل بحر آرال وسطه. وتراوح الارتفاعات المتوسطة للسهول بين 20-200م كما أن أجزاء منها تقع دون مستوى سطح البحر على سواحل الخزر الشمالية والشرقية (-132م). لكن عدداً من التلال يعلو سطح السهول لأكثر من 320 م، كما في تلال فالداي وتلال وسط روسية.

ترتفع سهول سيبيرية باتجاه الشرق وراء وادي نهر الينيسي حيث تظهر هضاب، أو هضبة سيبيرية الوسطى. وهي ذات تضاريس معقدة وصخور متنوعة خددتها أودية الأنهار وروافدها الكثيرة المنتهية إلى نهري الينيسي ولينا وغيرهما من أنهار تصب في المحيط المتجمد الشمالي وبحاره الهامشية. وتراوح الارتفاعات المتوسطة لهضاب سيبيرية الوسطى بين 500-700م وترقى أعلى نقطة فيها إلى 1701م فوق سطح البحر في هضبة بوتورانا.

وإلى الجنوب من سهول الاتحاد السوفييتي السابق، وإلى الشرق من وادي نهر لينا الذي يرسم الحدود الشرقية والجنوبية الشرقية لهضاب سيبيرية الوسطى يمتد إطار متقطع من السلاسل الجبلية العالية بل الشاهقة الارتفاع. وهي من الغرب نحو الشرق سلاسل جبال: الكربات والقرم (1545م) والقفقاس [ر] وكوبت داغ ثم جبال وهضبة بامير [ر] وفيها أعلى قمة في الاتحاد، وهي قمة كومونيزم (7495م) وتقع الآن في أراضي جمهورية طاجكستان، ثم جبال تيان شان (7439م) فجبال ألطاي (4506م) فجبال سايان وستانوفا، ثم جبال جوغجور المطلة على بحر أوخوتسك في الشرق الأقصى. أما جبال سيخوته آلين (2077م) فهي سلسلة ساحلية تطل على بحر اليابان وتواجه جزيرة سخالين. وتتصل جبال جوغجور من جهة الشمال بسلاسل جبلية تنفرج غرباً في جبال فرخويانسك (2389م) وجبال تشيرسكي (3147م) في الوسط، وجبال كوليما في الشرق وجبال تشوكوتسكا في أقصى الشمال الشرقي. وأخيراً ترتفع سلاسل جبال شبه جزيرة كامتشاتكا، ومعظمها بركاني الأصل، إلى (4750م) في بركان كليوتشيف. وتتعرض جميع الجبال المذكورة آنفاً للزلازل والهزات الأرضية ومازالت البراكين ناشطة في جبال كامتشاتكا مما يدل على حداثة تكوينها. وتنتشر بين الجبال والمرتفعات منخفضات وأحواض وكذلك سهول مسايرة للأنهار. كما تنتهي على البحار والمحيطات بسهول ساحلية واسعة في الشمال وضيقة نسبياً في الشرق.

الأوضاع المناخية: مناخات الاتحاد السوفييتي السابق متنوعة لامتداد أراضيه على عروض جغرافية تقع بين القطبية وشبه المدارية، وكذلك لتباين تضاريسه وارتفاعاتها وإحاطته بمساحات بحرية كثيرة. وتتأثر نماذج مناخاته بالكتل الهوائية المميزة لشمالي آسيا وأواسطها وشرقي أوربة. لكن أبرز سمات المناخ هي سمة القارية لبعد أكثر أجزاء البلاد عن البحار والمحيطات ولا سيما في سيبيرية الشرقية وآسيا الوسطى، حيث يصل المدى الحراري السنوي إلى 45-65 درجة مئوية. كما أن درجات الحرارة المنخفضة هي الغالبة على معظم أنحاء البلاد في الشتاء إذ ينخفض متوسط حرارته إلى ما دون الصفر، باستثناء رقعة ما وراء القفقاس وجزء من هوامش أواسط آسيا حيث يكون متوسط الحرارة في الشتاء أعلى من 6 درجات مئوية. وتتدرج الحرارة الشتوية المتوسطة بالانخفاض من الجنوب والغرب باتجاه الشرق والشمال الشرقي من الصفر حتى –50 في منطقتي فرخويانسك وأويمياكون في ياقوتيا حيث قطب البرد الأقصى الذي سجل درجة حرارة دنيا مطلقة بلغت –70 درجة مئوية. أما حرارة الصيف فتتناقص من الجنوب إلى الشمال وباتجاه أعالي الجبال ومن الغرب إلى الشرق في أقصى شرقي البلاد. ويصل متوسطها إلى 30 درجة مئوية في آسيا الوسطى وإلى 10 درجات مئوية على سواحل المحيط المتجمد الشمالي في شهر تموز. وتهب على البلاد رياح قادمة من الغرب تحمل الدفء والرطوبة،وأخرى موسمية قارية باردة وجافة في الشرق في الشتاء، وتلطفها رياح قادمة من المحيط الهادئ، إضافة إلى رياح قادمة من الشمال البارد نحو أواسط البلاد. أما الهطل فثلجي في شتاء جميع أرجاء البلاد تقريباً ويدوم بين بضعة أيام في القرم إلى أكثر من 260 يوماً في أقصى الشمال، وهو مطري في الصيف وتقل كمياته من الغرب نحو الشرق وفي سهول طوران. وتهطل أكبر الكميات في القفقاس الغربي (1000-1200مم), أقلها في المناطق الداخلية (50-100مم) وصحارى تركستان.

يقسم الاتحاد السوفييتي السابق إلى أربعة نطاقات مناخية رئيسية هي: النطاق القطبي ويضم أربعة نماذج ثانوية ثم النطاق شبه القطبي ويضم ثلاثة نماذج مناخية. ويشغل هذان النطاقان شريطين مسايرين لسواحل المحيط المتجمد الشمالي حتى الدائرة القطبية والعرض الجغرافي 60 درجة شمالاً. ويمتد نطاق المناخ المعتدل على باقي أنحاء البلاد ويضم 13 نموذجاً مناخياً ثانوياً. وأخيراً نطاق المناخات شبه المدارية ويضم نموذجين هما نموذج ما وراء القفقاس وجنوب غربي طوران القاري. وتميز النماذج الثانوية بحسب المؤثرات الجغرافية والبيئية الطبيعية المتباينة من منطقة إلى أخرى، كالارتفاع ومصدر الكتل الهوائية والقرب من البحار ومقدار القارية وغيرها.

المياه: تحيط بالاتحاد السوفييتي مياه ثلاثة محيطات وبحارها الهامشية، وهي المحيط المتجمد الشمالي والهادئ والأطلسي وبحاره الهامشية، بحر البلطيق والأسود وآزوف، أما المياه العذبة فأبرزها مياه أكثر من 150000 نهر طول أقصرها أكثر من 10كم ومجموع أطوالها نحو ثلاثة ملايين كيلومتر تجري في أنحاء البلاد وتنتهي إلى أحد البحار أو المحيطات أو إلى بحار أو بحيرات وأحواض داخلية مغلقة مثل بحر الخزر (قزوين) أو بحر آرال أو بحيرة بالخاش وغيرها. ومن أهم الأنهار: دفينا الشمالي وبتشورا والأوب - إيرتش والينيسي وخاتانغا ولينا وكوليما، وغيرها من أنهار تصب في المحيط المتجمد الشمالي، وأنهار: آمور وأنادير وكامتشاتكا وغيرها وتصب في المحيط الهادئ، ثم أنهار الدانوب - البروت والدنيستر والدنيبر والدون والكوبان (بشيز) وريون وتصب في البحر الأسود - آزوف.

ومن أنهار البلطيق النيفا والدفينا الغربي. أما أبرز الأنهار الداخلية فهي نهر الفولغا وروافده والأورال وترتش (تيرك) والكورا وإيمبا وتنتهي في بحر الخزر (قزوين). ونهر إيلي الذي يصب في بحيرة بالخاش ونهرا سيرداريا (سيحون) وآموداريا (جيحون) وينتهيان في بحر آرال (خوارزم). ويقدر صبيب أنهار الاتحاد السابق بنحو 3000كم3 سنوياً يضاف إلى ذلك مخزون المياه العذبة في حالتها الصلبة في جليديات جبال القفقاس وجبال آسيا والوسطى، وفي حالتها العادية في الخزانات الجوفية للمياه. كذلك مياه أكثر من 250000 بحيرة مختلفة المنشأ مياه بعضها ملحة أو مسوس. وتتعرض مجموعة كبيرة من أنهار البقاع القطبية وشبه القطبية والمعتدلة الباردة للتجمد من شهر إلى شهرين حتى تسعة أشهر. وبالمقابل تعاني أنهار صحارى تركستان من شح المياه صيفاً.

التربة والنبت: يتنوع غطاء تربة الاتحاد السوفييتي سابقاً تنوعاً كبيراً ويتوزع على نطاقات مسايرة للعروض الجغرافية والجيولوجية والمناخية المختلفة. وهي نطاق تربة التوندرا في الشمال, يليه جنوباً نطاق التربة البودزولية والبودزولية - المستنقعية والغدقة وتشغل مساحات واسعة من البلاد. يليه نطاق ضيق ومتقطع من تربة الغابة الرمادية، ثم نطاق عريض من التربة السوداء الخصبة يغطي 90٪ من مساحة الاتحاد السابق. ولهذا النطاق أهمية بارزة في الاقتصاد الزراعي - الرعوي. يليه نطاق التربة الكستنائية الداكنة للسهوب الجافة التي تزداد فيها المركبات الملحية.

أما في الجنوب، حيث يزداد الجفاف، فتظهر نطاقات التربة البنية الرمادية ثم التربة السيرازيومية والتربة الرملية الصحراوية وشبه الصحراوية ومساحات من تربة الخَبْرات (التاكير) الطينية وتربة السبخات الملحية (سولونتشاك). أما في أودية الأنهار فتظهر التربة اللحقية.

إن النطاقات المذكورة تظهر شاقولياً في الجبال، كما في جبال القفقاس التي تتدرج فيها من نطاق التربة السوداء عند أقدامها إلى التربة الغابية الرمادية فالتربة البودزولية وهكذا حتى حدود الجليديات.

وينسجم الغطاء النباتي للبلاد مع الأوضاع الجغرافية الطبيعية من تضاريس ومناخ ومياه وتربة وموقع جغرافي، ففيها قرابة 17 ألف نوع نباتي موزعة نطاقياً. وتتدرج النطاقات من الشمال إلى الجنوب من النطاق القطبي الجليدي الصحراوي ثم نطاق التوندرة فالغابة التوندرية فالغابة المعروفة بالتايغا ذات الأشجار الإبرية الممتدة من الحدود الغربية حتى المحيط الهادئ بعرض يراوح بين 1500-2000كم. يليها نطاق الغابة المختلطة (ذات الأشجار الإبرية والعريضة الأوراق أو التيجانية) فالغابة التيجانية ثم تختفي الغابات، وتحل الغابة السهبية محلها باتجاه الجنوب حيث تغلب الأعشاب السهبية التي تتخللها بقع غابية تيجانية أو مختلطة. وأخيراً تغلب نطاقات الأعشاب شبه الصحراوية والصحراوية الأليفة الملوحة والأليفة الجفاف والرمال. وتظهر النطاقات النباتية الرأسية (مستويات شاقولية) في جبال القفقاس حيث تظهر الأعشاب السهبية عند أقدامها، وتتدرج فوقها النطاقات الأخرى حتى المروج الألبية ونباتات التوندرة.

وتعيش في النطاقات المختلفة أنواع كثيرة من الحيوانات والطيور والحشرات تنتمي لوحيش المملكة القطبية القديمة وأقاليمها وهي الإقليم القطبي حيث يعيش الثعلب والوعل والدب الأبيض وعجل البحر وغيره إلى جانب الطيور القطبية. ثم الإقليم الأوربي السيبيري وهو غني بالأنواع ثم إقليم البحر المتوسط وإقليم آسيا الوسطى والإقليم المنشوري - الصيني.

السكان:

التركيب العرقي واللغوي: وصل عدد سكان الاتحاد السوفييتي قبل انهياره إلى أكثر من 290.100.000 نسمة (1991). وكان سكانه يؤلفون تشكيلة كبيرة من الأقوام والشعوب يزيد عددها على 120 قومية عرقية ولغوية، منها 22 قومية كان تعداد كل منها أكثر من مليون نسمة و30 قومية تعداد كل منها ما بين 100 ألف ومليون نسمة والباقي أقوام صغيرة. ويرجع التركيب العرقي الفسيفسائي لسكان الاتحاد السابق إلى العهد القيصري الذي استعمر بلدان شعوب وأقوام كثيرة في تركستان والقفقاس وسيبيرية. وجاء العهد السوفييتي فرسخ الفروق حتى إنه ميز متكلمي لهجات لغة واحدة وقومية واحدة وخلق لها كيانات إدارية شكلية حملت اسم جمهورية (أو منطقة أو إدارة) ذات حكم ذاتي في الأجزاء غير الروسية من الاتحاد.

وتنتمي قوميات الاتحاد السابق إلى المجموعات العرقية التالية:

المجموعة السلافية: وتضم الروس والأوكرانيين والروس البيض والبولنديين والبلغار، ويتكلمون اللغات السلافية.

المجموعة الطورانية: وتضم الكازاخ والأوزبك والتركمان والقرغيز والتتار والتشوفاش والبشكير والقوموق والنوغاي والأذربيجانيين والبلقار والقرتشاي والغاغاوز والقره قلبق والألطائيين والشور والياقوت والخاكاس والدولغان. ويتكلمون اللغات التركية من الأسرة اللغوية الألطائية.

المجموعة الفِنية - الأوغورية: وتضم الأستونيين والكاريليين والفِنيين واللوبار (السام) والكوميين والأودمورت والماريين والموردفيين والخانتيين والمانسي. ويتكلمون الفنية - الأوغورية من الأسرة الأورالية.

المجموعة البلطيقية: وتضم اللاتفيين والليتوانيين. ويتكلون اللغة البلطيقية من الأسرة الهندية الأوربية.

المجموعة القفقاسية: وتضم الجورجيين (الكارتواليين) والداغستانيين (الأوار واللزغ والدارغين وغيرهم) والشركس (الأديغة والأبخاز) والشاشان - الإنغوش. ويتكلم الجيورجيون الكرجية من الأسرة الكارتوالية. والشركس اللغة الأديغية - الأبخازية من الأسرة القفقاسية الشمالية. والباقي اللغة الناخية - الداغستانية.

المجموعة الإيرانية: وتضم الطاجيك وتفرعاتهم والأوستين والتات والتالش والأكراد. ويتكلمون لغات إيرانية من الأسرة الهندية الأوربية.

المجموعة المنغولية: وتضم البوريات والقالمق ويتكلمون اللغة المنغولية.

إضافة إلى الأرمن والرومانيين والألمان واليونان وأقوام الصاموئيد والتونغوز والتشوكوت وغيرهم من الأقوام الشمالية والغجر وقلة من العرب (7700 نسمة) والجدول المرفق يبين أهم القوميات.   

القومية

العدد بالألف

 (1989)

القومية

العدد بالألف

 (1989).

الروس

145.155

الألمان

2.039

الأوكرانيون

44.186

التشوفاش

1.842

الأوزبك

16.698

أقوام الداغستان

1.710

الروس البيض

10.36

اللاتفيون

1.459

الكازاخ

8.136

البشكير

1.449

الأذربيجانيون

6.770

اليهود

1.387

التتار

6.649

الموردفييون

1.154

الأرمن

4.623

البولنديون

1.126

الطاجيك

4.125

الأستونيون

1.027

الجورجيون

3.981

التشتشان

0.927

المولدفيون

3.352

الأودمورت

0.747

الليتوانيون

3.067

الشركس (الأديغة)

0.674

التركمان

2.729

الماريون

0.671

القرغيز

2.529

الأوسيتيون

0.598

 

إن التصنيف السلالي والعرقي والقومي السابق لا يعني أن كل قومية تسكن في مجال أرضها ومواطنها. بل وخارجها، ولاسيما الروس والعناصر السلافية الرئيسية، التي سارت على مبدأ إغراق القوميات الأخرى بالمستوطنين الروس والأوكرانيين و«ترويسهم» منذ العهد القيصري حتى زوال الاتحاد السوفييتي. ولقد عانت الجمهوريات والمناطق الإسلامية في القفقاس وتركستان ثم مناطق البلطيق وسيبيرية من سياسة الهجرة الروسية إليها. ولقد ظهرت نتائج هذه السياسة السكانية بعد تفكك الاتحاد وقيام الجمهوريات والدول الجديدة، بإثارة المشكلات والصراع فيها بين أبناء البلاد الأصليين والمستوطنين الروس وأنصارهم.

التوزع والكثافة والنمو السكاني: يتوزع السكان بحسب مجموعاتهم العرقية - القومية في مواطنهم الأصلية مع انتشار واسع للسلافيين وعلى نحو أقل للعناصر الأخرى خارج مواطنهم الأصلية. ويعيش السلافيون في معظم أراضي الاتحاد السابق ولاسيما في الجزء الممتد غربي الأورال. أما الطورانيون فينتشرون في آسيا الوسطى وكازاخستان وفي القفقاس وما وراء القفقاس وفي بقاع متفرقة من روسية، ويتوزع في القفقاس عدد كبير من الأقوام الصغيرة إلى جانب السكان الأصليين من الجورجيين وأقوام الداغستان والشركس والأديغة والشاشان - الإنغوش.

تتفاوت الكثافات في الاتحاد السابق ولاسيما الكثافة الريفية، فتزيد على 100ن/كم2 في منطقة موسكو وغربي البلاد وفي بعض بقاع القفقاس وآسيا الوسطى. وتقل عن شخص واحد في الكيلومتر المربع في معظم أرجاء القسم الآسيوي من الاتحاد السوفييتي السابق. وباستثناء القفقاس والحوضين الأوسطين من نهري سيرداريا وأموداريا، وهي بقاع عالية الكثافة نسبياً  (50-100ن/كم2)، فإن مناطق الكثافة بين 25-75ن/كم2 تمتد على شكل إسفين مثلثي قاعدته في الغرب ورأسه عند بحيرة بالخاش. وهناك جزر متفرقة في الشرق الأقصى وياقوتيا وكثافة سكانها بين 10-25ن/كم2. وهناك مساحات شاسعة في سيبيرية وصحارى تركستان، والجبال العالية خالية من السكان تقريباً. أما الكثافة العامة للاتحاد قبل تفككه فكانت 129ن/كم2.

كان معدل النمو السكاني مرتفعاً نسبياً بسبب انخفاض معدلات الوفيات ولكن بعض الظروف الاجتماعية وقيام الحرب العالمية الثانية أدت إلى اضطراب المعدلات السكانية وإلى انخفاض معدل الولادات وارتفاع معدل الوفيات. ويذكر هنا أن خسائر الاتحاد في الحروب تقدر بنحو 20 مليون نسمة.

استقرت الأوضاع بعد الحرب حتى مطلع الستينات حتى بلغ النمو السكاني 17-18.1 بالألف. لكنه تراجع في الثمانينات من القرن العشرين إلى حدود 8 بالألف مع تباين في المعدلات والنسب بين جمهورية وأخرى. إذ ارتفعت معدلات الولادات في جمهوريات آسيا الوسطى والقفقاس وازداد حجم الأسر وارتفعت نسبة النمو السكاني فيها، بالمقارنة مع روسية وأوكرانية وبيلوروسية وجمهوريات البلطيق حيث يدين السكان بالنصرانية، في حين يدين معظم الأقوام التي ارتفعت معدلات النمو بينها بالإسلام. ولقد بلغت معدلات المواليد في الاتحاد 16.8 بالألف والوفيات 10.3 بالألف والزيادة السكانية 6.5 بالألف عام 1990.

وترتفع نسبة الإناث بين السكان إذ تبلغ 52.7٪ مقابل 47.3٪ للذكور نتيجة الاضطرابات والحروب وخسارة أعداد كبيرة من الرجال المنجبين. لكن الفارق بين الجنسين أخذ بالتراجع حتى وصل إلى زيادة عدد الإناث على الذكور بنحو 15.7 مليون أنثى (1991) قبل زوال الاتحاد. ويعيش نحو 33.8٪ من سكان الاتحاد السابق في الريف مقابل 66.2٪ منهم في المدن إذ بلغ عدد المدن التي تجاوز سكانها 500000 نسمة أكثر من 60 مدينة، أبرزها موسكو وسان بطرسبورغ (ليننغراد سابقاً) وكييف وطشقند ثم باكو وخاركوف ومنسك وغوركي وغيرها. وكان السكان موزعين إدارياً على 15 جمهورية سوفييتية اتحادية هي: روسية الاتحادية (148485000 نسمة) وأوكرانية (51875000 نسمة) وأوزبكستان (20739000 نسمة) وكازاخستان (16793000 نسمة) وبيلوروسية (10297000 نسمة) وأذربيجان (7174000 نسمة) وجورجية (5471000 نسمة) وطاجكستان (5357000 نسمة) وقرغيزية (4421000 نسمة) وملدفية (4373000 نسمة) وليتوانية (3739000 نسمة) وتركمنستان (3717000 نسمة) وأرمينية (3354000 نسمة) ولاتفية (2686000 نسمة) وأستونية (1583000 نسمة). وكانت الجمهوريات الاتحادية تشتمل على 20 وحدة عرفت (بجمهوريات ذات حكم ذاتي) و8 (مقاطعات ذات حكم ذاتي) و10 دوائر.

كانت أقوام الاتحاد السوفييتي وشعوبه وجمهورياته ووحداته الإدارية الأصغر تؤلف دولة اتحادية قامت على أساس الاتحاد الطوعي بحسب المصادر الشيوعية والسوفييتية التي كانت تنفي أي اتحاد أو ضم بالقوة أو الإكراه، حتى انهار كيان الدولة المذكورة وانفرط عقدها إلى دول جديدة قامت فيها اضطرابات وأحداث لا تؤيد ما دأبت قيادة الاتحاد السوفييتي على قوله طوال 74 سنة.

الأوضاع الاقتصادية:

كان النظام الاقتصادي الاشتراكي الهادف إلى بناء مجتمع شيوعي في ظل سيادة الحزب الحاكم، أساساً للخطط الاقتصادية وتطوير فروع الاقتصاد وتنميتها بهدف التفوق على الدول الرأسمالية. وكان يعتمد على قاعدة غنية وواسعة من الموارد الطبيعية والثروات الباطنية والسطحية المتنوعة جداً. كانت كلها ملكية اشتراكية، تسيرها مؤسسات اقتصادية تابعة للدولة وأخرى تعاونية - كولخوزية، وتشمل تلك الملكية الأرض وثرواتها الباطنية والغابات والمياه والمعامل والمصانع وكل المنشآت الاقتصادية.

الزراعة: تقدر مساحة الأراضي الزراعية بنحو 551.5 مليون هكتار، المستغل منها 216.5 مليون هكتار، تستثمر بنسب مختلفة بين السهول والجبال والعروض الجغرافية العالية والمتوسطة، وأنواع الترب المكونة لها. وتنخفض مساحة الأراضي المزروعة بالمحصولات الحقلية والخضر والأشجار المثمرة في المناطق الجبلية التي تتسع فيها مساحات المراعي. وتأتي في مقدمة المحصولات الزراعية زراعة الحبوب «القمح والشوفان والشعير والجودار والذرة والأرز والدخن وغيرها)، وزراعة المحصولات الصناعية (الشوندر السكري والقطن والكتان والقنب وعباد الشمس وغيرها)، وزراعة الخضر وتشتمل على أكثر من 50 صنفاً، تليها الأشجار المثمرة فالكرمة فالزراعات العلفية. وتجود المحصولات المذكورة في سهول أوكرانية وجنوب روسية والقفقاس وما وراء القفقاس وجمهوريات آسيا الوسطى في الدرجة الأولى. وتعد تربية الحيوانات فرعاً مهماً في القطاع الزراعي، وتأتي الأبقار والأغنام والماعز والخنازير والدواجن والطيور الأخرى والسمك والأيائل على رأس الحيوانات التي تقدم الغذاء والصوف والجلود وغيرها من المنتجات الحيوانية. ولقد كان الإنتاج الزراعي يعتمد على المزارع الكبيرة الممكننة والدراسات العلمية والبحوث، لكن الاتحاد السابق، كان على الرغم من ذلك كله، عاجزاً عن تلبية حاجات السكان ومضطراً إلى استيراد أصناف مختلفة من السلع الغذائية والاستهلاكية الزراعية - الحيوانية المنشأ، إضافة إلى قيامه بالتوسع في زراعة المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية باعتماد الري وشق القنوات كقناة فرغانة وقره قوم (منذ 1959) مما أدى إلى ظهور مشكلات بيئية خطيرة فيما بعد، وكذلك زراعة مناطق باردة مستنقعية باعتماد نتائج البحوث الزراعية وتجفيف الأراضي. وعلى العموم كانت الجمهوريات الجنوبية في آسيا الوسطى والقفقاس وما وراء القفقاس مصدر أكثر المحصولات كماً ونوعاً، إذ كانت توفر معظم احتياجات جمهوريات العروض الوسطى والباردة. وبالمقابل فإن هذه المناطق غنية بثرواتها الغابية ومحصولاتها الحقلية.

الصناعة: يمتلك الاتحاد السابق ثروات باطنية من المعادن وأشباهها بكميات كبيرة ساعد استثمارها على قيام صناعة متطورة فيه. ويأتي النفط في رأس القائمة ومكامنه في القفقاس الشمالي وأذربيجان وسيبيرية الغربية وغيرها، وكان الاتحاد الأول في العالم بإنتاجه ما يعادل 20٪ من نفط العالم. ومن ثرواته الأخرى الغاز والفحم الحجري والحديد والمنغنيز والنحاس والزنك والرصاص والنيكل والتنغستين والمولبيديوم والقصدير والبوكسيت والنيفلين والذهب والألماس وجميع أنواع الصخور ومواد البناء تقريباً وكذلك شتى أنواع الأملاح، وغيرها. وتعد جبال القفقاس وآسيا الوسطى والأورال من مناطق المكامن الغنية بالثورات الدفينة المتنوعة. ولقد قامت في البلاد صناعات متطورة اعتمدت المواد الأولية المحلية، تصدرتها الصناعة الثقيلة بنسبة أكثر من 73.7٪ من مجموع الصناعات تليها الصناعات الخفيفة والتحويلية (26.3٪) وتعد الصناعات الاستخراجية من القطاعات المهمة في الصناعة السوفييتية السابقة ولاسيما في مجال النفط والغاز والفحم الحجري والمعادن الأخرى. تليها صناعة إنتاج الطاقة الكهربائية من الماء والوقود والغاز والذرة، ثم صناعة الحديد والصلب وبقية المعادن وأشباهها. ثم الصناعة الكيمياوية والخشبية وصناعة الآلات والسيارات والجرارات وغيرها. وتسهم الصناعات الخفيفة والغذائية في إنتاج السلع الاستهلاكية وأبرزها الصناعات النسيجية والغذائية والجلدية والسلع المنزلية والأجهزة الكهربائية. وتعد صناعة الطحن والسكر وحفظ الأغذية والزيوت وتحضير الأسماك وتعليبها، وصناعة الألبان واللحوم وغيرها من الصناعات المنتشرة في معظم أرجاء الاتحاد السابق. وقد كان الاتحاد السوفييتي السابق من أبرز الدول الصانعة للأسلحة الثقيلة والخفيفة لأغراضه الخاصة وللإتجار بها إذ كان أكبر مصدر للسلاح إلى بلدان العالم الثالث والدول الاشتراكية سابقاً. وتتركز معظم الصناعات في مناطق توافر المواد الأولية. لكن توزيعها أقرب إلى المركزية في الصناعات الثقيلة والكبرى في حين تنعدم المركزية في انتشار بقية الصناعات ولاسيما الصناعات الغذائية والخفيفة.

المواصلات والتجارة: تمتد على القسم الأوربي من الاتحاد السابق شبكة من طرق المواصلات، طول السكك الحديدية منها نحو 137.000 كم وطرق السيارات نحو 1.365.000كم والطرق المائية (أنهار وقنوات) نحو 146.100كم. وتزداد كثافة الشبكة في الغرب وتتناقص شرق الأورال لتعود فتزداد نسبياً في جمهوريات آسيا الوسطى. وفي البلاد شبكتان مهمتان من أنابيب النفط والغاز تقرب أطوالهما معاً من 170.000كم. أما المواصلات الجوية فتزيد أطوال شبكتها الداخلية على 594000 كم. كما تسير السفن على خطوط بحرية تربط موانئ الاتحاد السابق وتربطها مع العالم الخارجي. وتعاني المواصلات من الأحوال الجوية والأوضاع الطبيعية القاسية من تجمد التربة وتجلد مياه الأنهار ومياه البحار الشمالية والهامشية مدداً متباينة كما يسبب تشكل الصقيع وتساقط الثلوج وغيرها تعطيل حركة المواصلات في أنحاء الاتحاد السابق التي تتعرض للظواهر المذكورة.

بلغ مقدار التبادل التجاري الخارجي للاتحاد السابق 131.6 مليار روبل لعام 1990 (الدولار يعادل 0.76 من الروبل بأسعار 1985، وأصبح يعادل 5000 روبلاً في مطلع 1997). قيمة الصادرات منها 60.9 مليار روبل والواردات 70.7 مليار روبل، أي إن الميزان التجاري كان خاسراً بمقدار 9.8 مليار روبل. وكان تعامل الاتحاد التجاري مع مجموعة الدول الاشتراكية ودول حلف وارسو سابقاً ومع الدول الرأسمالية والدول النامية.وكان التعامل بالاتجاهين يشمل الكثير من السلع، منها الآلات ووسائل المواصلات والنفط والغاز والمعادن والمنتجات الكيمياوية والفوسفات ومنتجات الأخشاب والورق والمواد الغذائية والمنسوجات والمواد نصف المصنعة والمنتجات الصناعية الاستهلاكية والإلكترونيات والسلع الكهربائية وسلعاً أخرى.

عادل عبد السلام
   

التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 190
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 660
الكل : 31663074
اليوم : 17656

نهشل بن حري

نَهْشَل بن حَرِّيّ (…ـ نحو 45هـ/… ـ نحو 665م)   نهشل بن حَرِّيّ بن ضَمرة بن ضمرة ابن جابر بن قطن بن نهشل، يرتفع نسبه إلى دارم من تميم، واشتقاق نهْشَل من قولهم: نهْشل الرجل وخنشل إذا أسنَّ واضطربَ، والنَّهْشَلُ: الذئب. وحرِّيّ: كأنه منسوب إلى الحرِّ، أو الحَرَّة؛ الأرض التي تركبها حجارة سود…

المزيد »