logo

logo

logo

logo

logo

الخط (علم دلالة-)

خط (علم دلاله)

Graphology - Graphologie

الخط (علم دلالة ـ)

 

علم دلالة الخط graphologie هو دراسة الخط المكتوب وتحليله، بهدف معرفة طبيعة كاتبه وتقييم شخصيته. ويتضمن الخط عشرين عنصراً ونيّفاً من العناصر، منها انحناء الأحرف وعرضها وارتفاعها، والفراغات فيما بينها، وغيرها، وهي تمثل في مجملها جوانب شخصية الناسخ.

لاحظ الصينيون منذ القرن الحادي عشر أن ثمة علاقة قائمة ما بين الخط وطبع ناسخه، واهتم الفنانون والمؤرخون والفلاسفة ورجال العلم منذ زمن بعيد بالعلاقة القائمة ما بين الناسخ وخطه. وفي القرن السابع عشر نشر الإيطالي كاميلو باليري Baleri أول بحث بشأن معنى الخط من الناحية النفسية. وبدأت أولى محاولات المنهجة في عام 1872، بظهور مؤلَّف الأب الفرنسي هيبوليت ميشون Michon Jean Hippolyte عام(1806-1881) الذي أوجد مصطلح «علم دلالة الخط». ومع جول كريبيو Jules Crépieux  عام(1858-1940) ظهرت نظرية ربط بعض عناصر الخط بسمات طبع خاصة عند ناسخه. وبعد أن قاد عالم النفس ألفرد بينه Alfred Binet اختبارات في علم دلالة الخط، تبنى هذه النظرية وأفاد منها في استنباط روائز الشخصية. وفي عام 1904 عرض الفيلسوف الألماني لودفيغ كليج Ludwig Klages فرضية تقول إن الخط حركة معبّرة، مثلها مثل الإيماءات والسلوك والمشي أو تعابير الوجه. ومع ذلك لم يقترح منهجه تقنية بعينها للتمييز؛ ليبقى التقييم منوطاً في النهاية بحكم ذاتي صرف. وتوسع عالم دلالة الخط السويسري ماكس بولفر Max Pulver في أعمال كليج بتحليله بعداً آخر من أبعاد الخط للوصول إلى معرفة أعمق، ودرس محسّنات الخط التي حاول تفسيرها بوصفها رموزاً للمعنى الذي تقدمه نظرية التحليل النفسي لهذا المصطلح.

لم يُزاول علم دلالة الخط في بداية القرن الماضي إلا في أوربة، فقد نفر علماء النفس الأمريكيون من مزاعم هذا النهج وغلوِّها. ولم يتفاهم علماء دلالة الخط وعلماء النفس إلا في عام 1940، مما أدى إلى تطوير تطبيقات هذا العلم في الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً. ومشكلة علم دلالة الخط الرئيسة هي استنباط قاسم مشترك أعظمي يجمع هذين الصنفين من العناصر للوصول إلى تقييم موضوعي مقارن، كما أن صحة دلالة علم الخط تثير الصعوبات نفسها التي تثيرها تقانات روائز علم النفس الأخرى.

سعى في عام 1942 عالم النفس الأمريكي جوزف زوبين Joseph Zubin، وعالمة الخط الألمانية ثيا شتاين لوينسون Thea Stein Lewinson للتوصل إلى تحديد قياس مشترك موضوعي لكل من عناصر الخط القابلة للقياس وعناصر الخط الوصفية، انطلاقاً من قياسات تستند إلى درجات إيقاع نشاط الناسخ العضلي، وطلعا ببرهان إحصائي يقول: إن تحليل دلالة الخط يسمح بتحديد هوية الشخصيات غير العادية، ومع ذلك لم يوجَّه بحثهما خصيصاً لدراسة سمات الشخصية. وتستخدم اليوم أجهزة إلكترونية لوضع ثوابت لمختلف عناصر الخط وتقريبها من عوامل معينة، مثل توتر الناسخ وقابلية تكيفه، ويُعبّر عن ذلك بالمصطلح الفرنسي مقياس الخط graphométrie. وعلى الرغم من أن نتائج تحليل الخط تستند في الأغلب إلى براهين اختبارية، فإن علم دلالة الخط لم يُعترف به فرعاً قائماً بذاته مستقلاً عن علم النفس.

وتستخدم الشرطة الجنائية علم دلالة الخط للتحقق من هوية المجرمين ولإثبات صحة التواقيع أو الوثائق، من دون دراسة شخصية موقعيها. ويحتاج عالم الخط إلى صفحة مخطوطة، على الأقل، ليجري تحليله، وينبغي أن تكون الصفحة هذه محررة في أوضاع طبيعية، وألا يكون محررها قد عانى أي ضغط أو صعوبة. وعلى عالم دلالة الخط أن يكون على علم بعمر وجنس وجنسية محرر الصفحة وناسخها، ذلك بأن الخط لا يكشف عن أي من تلك المعلومات. وعندما استُخدم علم دلالة الخط لوصف الشخصية، اعتمد عالم الخط واقعاً مفاده أن خط الأكثرية يختلف عن الخط الذي كانوا قد لُقِّنوه في المدرسة.

نبيل اللو

 

التصنيف : تربية و علم نفس
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 831
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 569
الكل : 29599304
اليوم : 54220

لامنيه (فليستيه دي-)

لامنيه (فِليستيه دي ـ) (1782 ـ 1854)   فِليسِتيه دي لامْنيه Félicité de Lamennais أو La Mennais أديب وباحث ومفكّر ورجل دين فرنسي. أحدث ثورة في الفكر الأدبي في النصف الأول من القرن التاسع عشر وترك أثراً كبيراً لدى معاصريه من كبار الأدباء أمثال شاتوبريان Chateaubriand وڤكتور هوغو [ر] V.Hugo الذي قال فيه: «أول مرة تُعزّز النفحة الربانية في فرنسا، فقد أسهم لامنيه بقوة في تحريك المشاعر الدينية ووجّه ذوق العصر نحو فكرة الأبدية L’Éternité».
المزيد »