logo

logo

logo

logo

logo

درسدن (المجموعات الفنية في-)

درسدن (مجموعات فنيه في)

Dresden (State Art Collections-) - Dresde (Collection de arts-)

درسن (المجموعات الفنية في -)

 

بدأت أهمية مدينة درسدن الفنية في القرن الخامس عشر، عندما سكنها نبلاء السكسونيين الذين كانوا يحكمون مايسن Meiseen، مدينة الخزف Porzellan Meissen الشهيرة الواقعة جوار درسدن، وقد كانت درسدن آنذاك مدينة صغيرة وفقيرة بعض الشيء، تحوي معالم فنية قليلة جداً مثل «كنيسة القديسة صوفيا» و«القديس نيقولاي».

في نهاية القرن السادس عشر، بدأ مهندسو العصور الوسطى الذين كانوا يتوافدون من منطقة جبال «الهارتس» في أواسط ألمانيا Harz ومن «بروسية» إلى منطقة سكسونية التي بدأت تنتعش اقتصادياً، ولاسيما عاصمتها «درسدن» وبالتحديد في عصر قيصرها أوغست القوي August der Starke الذي أدخل فن البناء الباروكي على أبنيتها، وحاول أن يجعلها مماثلة لمدينة «البندقية» الإيطالية بفتحها على مياه نهرها الشهير «الإلب Elbe» ودمجها بفكرة البناء بشكل كامل، وإلى «أوغست القوي» يعود الفضل في اكتشاف «بورسلان مايسن».

 

إحدى واجهات قصر سفينكر

تجسد طراز الباروك[ر] Baroque في عدة مبانٍ في «درسدن» أشهرها وأهمها قصر سفنكر Zwinger الذي بدىء بإنشائه  عام 1709 وأكمل على مراحل متتالية، ثم أنجز في عام 1728. بجوار هذا القصر، وما بين عامي 1847 و1857 وعلى ضفاف نهر الإلب، أقيم بناء صالة اللوحات Gemldegalerie التي تعد ثالث أهم متحف مقتنيات فنية عائدة للقرون الوسطى بعد «الإرميتاج»[ر] في مدينة سان بطرسبورغ بروسيا، ومتحف اللوفر[ر] بباريس.

تضم صالة اللوحات الدرسدنية أعمالاً فنية عائدة لعمالقة الفن التشكيلي في القرون الوسطى، ومن أشهرها لوحة «العذراء السكسونية Sachsen Madouna» للفنان الإيطالي الشهير رافايلّو[ر] Raffaello، ولوحة «فينوس درسدن» للفنان جورجوني[ر] Giorgione، ومجموعة لوحات للفنان الألماني الشهير دورر[ر] Dürer ومنها لوحة «صورة ذاتية Selb Stbidnis»، و«دراسة لحواء» إضافة إلى مقتنيات فنية أخرى هامة، ومجموعة نادرة من منتجات مشاغل «بورسلان مايسن».

قام بتصميم قصر «سفنكر» المهندس ج. سمبر G.Semper الذي كان من أشهر المعماريين وبنائي المتاحف حينذاك، إضافة إلى دار الأوبرا التي تحمل اسمه، وقد تم إنجازها بين عامي 1871 و1878 وتحوي 1712 مقعداً للجلوس و3000 مكان للوقوف موزعة على شكل حدوة حصان مؤلفة من أربعة مستويات ومسرح دائري، مسطح يبلغ ارتفاعه أربعين متراً، يمكن للمشاهدين رؤيته من أماكن تواجدهم كافة.

يشبه دار أوبرا «سمبر» دور الأوبرا الإيطالية التي شيدت في زمنه، وقد قام بالعزف في هذه الدار مشاهير الموسيقيين أمثال كارل ماريا فون فيبر Carl Maria Von Weber.

وينهض بالقرب من قصر سفنكر ودار أوبرا «سمبر» متحف هام وعريق هو «ألبرتينوم Albertinum، الذي شُيد بين عامي 1559-1563 من قبل المعماريين «تروس» و«بوشنر» و«فوكت». يحوي هذا المتحف اليوم أعمال المعلمين الجدد في مجالات الرسم والتصوير والنحت والحفر المطبوع أمثال «وليم رودولف Wilhelm Rudolf و«كارل فولكر» Karl Vülker و«فيل لاميرت» Will Lammert و«أوكن هوفمان» Eugen Hoffmann و«أوتو ناكل» Otto Nagel و«هاينرش دراكه» Heinrich Drake و«تيوبالدن» Theo Balden و«فرتس كريمر» Fritz Cremer و«أرنو مور» Arno Mohr و«فالتر أرنولد» Walter Arnold وكثيرين غيرهم.

وقد دأب متحف «ألبرتينوم» على استقبال المعرض التشكيلي العام للفنانين التشكيليين الألمان الذي كان يقام كل أربع سنوات، ويشمل أعمال الرسم والتصوير والحفر والنحت والإعلان وتنظيم المدن والتصوير الضوئي والتصميم الصناعي والكاريكاتير وديكور المسرح وفنون الكتاب. كما يضم مجموعة كبيرة من الأعمال التطبيقية والحرف اليدوية والتماثيل القديمة وبعض الآثار العالمية التي جاءت إليه في بدايات القرن العشرين من حضارات عالمية مختلفة.

كما تنهض المدرسة العليا للفنون التشكيلية Hochschule für Bidende Kunst ما بين قصر «سفنكر» ومتحف «ألبرتينوم»، التي أنشئت بين عامي 1887-1893 من قبل «ك.ليبسيوس». بدأت هذه المدرسة أكاديمية سكسونيّة للفنون، أنيطت بها مهمة تأهيل وتدريب رسامين ومصورين  ونحاتين، ثم ألحقت بها اختصاصات جديدة تتعلق بالديكور المسرحي وأقنعة المسرح والترميم الفني.

خرّجت هذه الأكاديمية عدداً كبيراً من الفنانين الألمان، ودرّس فيها عدد كبير من الأساتذة الكبار على مر العصور، ولا تزال تؤدي هذا الدور حتى اليوم. ومن الذين مرّوا بها: «فيليب أوتو رونجه» Philip otto Runge و«كاسبار ديفيد فريدريش» Caspar David Friedrich و«جان كريستيان كلاوسن داهل» Johann Christian Classen Dahl، إضافة إلى النحات الألماني الشهير «إرنست بارلاخ Ernst Barlach و«أوتو كوسمان» Otto Gussmann وغيرهم.

وتحيط بمدينة درسدن مجموعة من القصور التاريخية العائدة إلى عصر قيصرها «أوغست القوي» الزاخرة بالتماثيل والأعمال الفنية المنوعة، منها: «موريتس بورغ» Moritzburg و«فايزن شتاين» Weesenstein و«بلنيتس» Pillnitz وغيرها.

كما تضم شوارع المدينة وجدرانها وعماراتها مئات التماثيل واللوحات الجدارية القديمة والحديثة، إضافة إلى مجموعة كبيرة من المتاحف الاختصاصية كمتحف الطب والمواصلات وغيرهما، مما جعلهم يطلقون على درسدن لقب «مدينة المتاحف» ولعلها أهم مدينة ألمانيا تضم كل هذا الإرث المعماري والفني الغني والمتنوع والهام العائد لأكثر من مرحلة تاريخية بما فيها العصر الحديث، إذ أعيد بناء القسم الأكبر من المدينة بعد أن دمرته الطائرات الأنغلو - أمريكية إبان الحرب العالمية الثانية.

محمود شاهين 

الموضوعات ذات الصلة:

الخزف (فن ـ) ـ دورر.


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : عمارة وفنون تشكيلية
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 238
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 495
الكل : 29634561
اليوم : 14571

الإشارة على السكك الحديدية

الإشارة على السكك الحديدية   يقصد من الإشارة على السكك الحديدية  rail way signalization مجموع الترتيبات التي تقام على طول السكك الحديدية ومحطاتها والمخصصة لإعطاء سائقي القُطُر إرشادات إلزامية لا يستغنى عنها لضمان سلامة المرور على هذه السكك. إن حركة القُطُر على السكك الحديدية وفي محطاتها ومرورها في المدن والقرى وفوق الأنهار وتقاطعها مع الطرق العامة، يفرض وجود وسيلة بين سائق القطار وجهاز تنظيم الحركة على السكك الحديدية لتجنب الحوادث السيئة، وتلافي تعريض القُطُر للأخطار، ويتم ذلك بإعطاء أوامر محددة حول التصرف السليم الذي يستوجبه الوضع الآني للقطار، وعلى مسافة كافية، وفي الوقت المناسب، ويعطى السائق هذه الأوامر على شكل دلالات مرئية وسمعية غير قابلة للتأويل سواء من مُصدِرها أو مُستقبلها ويجب أن تنفذ بحذافيرها.
المزيد »