logo

logo

logo

logo

logo

الدمى المتحركة

دمي متحركه

Marionettes - Marionnettes

الدمى المتحركة

 

لم تعرف بلاد الشام الدمى ومسرحها إلا في وقت متأخر، لأن أسباباً دينية منعت تصنيع دمى على شكل مخلوقات ذات أرواح، لكن بلاداً إسلامية وأجنبية عرفتها وصنعتها منذ القديم، ومنها مصر التي كانت تسمي مسرح الدمى «قره قوز»، أو «أراغوز». وقد بحث المستشرق الألماني ليتمان في اشتقاق تاريخي لهذا الشكل المسرحي الشعبي، فوجد أن اللفظ محرف، بتأثير اللغة التركية، عن اسم «قراقوش» الذي كان وزيراً للأيوبيين، واشتهر بالظلم حقاً أو باطلاً، بعد أن وصمه المؤرخ ابن مماتي بالظلم. ويبدو أن مسرح الدمى عرف في الشرق قبل أن ينتقل إلى الغرب. فقد عُرفت الدمى في الحضارات القديمة إذ كانت تستخدم، في الصين واليابان، لاستحضار الغائب ولطرد الأرواح الشريرة. وفي الحضارات الهندية القديمة، كانت عروض الدمى تقدم بعض الملاحم الأسطورية.

استخدم الغرب مسرح الدمى على نطاق واسع، وأنشأ مصانع الدمى المتحركة ومسارحها، وهيأ عاملين لها من مؤلفين ومحركين ومخرجين، فانتشر مسرح الدمى انتشاراً واسعاً بحيث لم تخل مدينة أو قرية أوربية منه، وصارت له مدارس يعلم فيها كما هي الحال في: تشيكوسلوفاكية (سابقاً) وروسية. وكان من مميزات الدمى الأوربية أن كل قطر ابتكر دمية ذات ملامح محلية أحبها الأطفال، ومثال ذلك إيطالية التي ابتكرت شخصية بولتشينلا Pulcinella لدمية تمحور حولها معظم مسرحيات الدمى هناك.

ويتم التمثيل بالدمى بوساطة دمى قماشية أو خشبية أو من الجص، تتحرك أعضاؤها بوساطة خيوط يحركها اللاعب المحرك من أعلى مسرح صغير، ويصاحب حركاتها كلام وحوار لممثلين وممثلات لا يظهرون أمام الجمهور الذي يكون غالباً من الأطفال. وقد تطور فن تصنيع الدمى في أوربة، وصارت تصنع من القماش أيضاً، وهي التي استعملت في سورية أول مرة عندما أنشأت وزارة الثقافة والإرشاد القومي إدارة خاصة بهذا المسرح، منذ عام 1958، سمي «مسرح عرائس دمشق» الذي بقي يعرض أعمالاً مقتبسة أو موضوعية عدة عقود، بدءاً من عام 1960، ونال الجائزة الأولى في مدينة ليون الفرنسية في مهرجان للدمى المتحركة أقيم هناك في العقد الأخير من القرن العشرين.

استعان مسرح الدمى السوري بخبراء ذكور وإناث من يوغوسلافية ورومانية وتشيكوسلوفاكية. وكان أول مدير لهذا المسرح الممثل الكوميدي السوري عبد اللطيف فتحي[ر].

كتب لمسرح الدمى السوري كتّاب محليون، منهم الشاعر ممدوح عدوان، وتوزعت شخصياته بين الإنسان والحيوان. ومن أبرز الأعمال التي قدمت مقتبسة من التراث: «علاء الدين والفانوس السحري»، و«ليلى والذئب». وفي العقود الأخيرة من القرن العشرين، اقتصر العرض على تلاميذ المدارس، بعد نشاط ملحوظ في التلفزيون السوري.

لم يستطع مسرح الدمى العربي ابتكار دمية ذات شخصية محلية، تترك بصماتها في هذا المسرح، على نحو ما هو ملحوظ في مسارح الدمى المتحركة في البلاد الأوربية، على الرغم من انتشاره في كثير من البلاد العربية مثل لبنان وفلسطين والكويت ومصر والأردن وتونس.

عادل أبو شنب

 

 


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : موسيقى وسينما ومسرح
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 361
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1000
الكل : 58712438
اليوم : 144138

المحكمة الأميركية ل-حقوق الإنسان

المحكمة الأمريكية لحقوق الإنسان   نشأة المحكمة  انبثقت المحكمة الأمريكية لحقوق الإنسان The Inter American Court of Human Rights في 3/9/1979، بموجب المادة 33 من الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان الموقعة في 22/11/ 1969، التي دخلت حيز التنفيذ في 18/7/1978، فقد نصت هذه المادة على آليتين لمراقبة تنفيذ الدول للالتزامات الواقعة على عاتقها بموجب هذه الاتفاقية، وهما أولاً اللجنة الأمريكية لحقوق الإنسان ومقرها واشنطن (المواد 34 إلى 51 من اتفاقية سان جوزيه)، والتي تم اعتماد ميثاقها من قبل منظمة الدول الأمريكية[ر] في 25/5/1960، ثم أصبحت بعد دخول الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان أحد آليتها، وثانياً المحكمة الأمريكية لحقوق الإنسان ومقرها مدينة سان جوزيه في كوستاريكا (المواد 52 إلى 68 من الاتفاقية ذاتها). وكانت اتفاقية سان جوزيه قد تممت ببرتوكولين، الأول في 8/6/1990 الذي دخل حيز التنفيذ في 28/8/1991 المتعلّق بإلغاء عقوبة الإعدام، والثاني في 17/11/1988 الذي دخل حيز التنفيذ في 16/11/1999 وهو متعلّق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. يبلغ عدد الدول الأطراف في الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان 24 دولة من أصل 35 دولة طرفاً في منظمة الدول الأمريكية، من دون أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية حتى عام 2004 طرفاً فيها، أما عدد الدول الأطراف في المحكمة فهو عشرون دولة.
المزيد »