logo

logo

logo

logo

logo

ديلا روبيا (أسرة-)

ديلا روبيا (اسره)

Della Robbia - Della Robbia (famille)

    ديلا روبيا (أسرة -)

 

ديلا روبيا أسرة أفرادها من النحاتين والخزافين الإيطاليين. وقد قدمت هذه العائلة المبدعة نماذج عظيمة في مجال النحت وتطويع الخامات المتنوعة لإنجاز أعمال فنية من المرمر والبرونز ومن ثم الخزف الملون والمزجج وغيرها من المواد؛ وكأنهم مدعوون بالسليقة إلى البحث في عالم المادة، يدفعهم إلى ذلك ضرورات الحياة والظروف المحيطة، متحملين الجهد الكبير لإيجاد الصيغ الصحيحة لإثراء العالم بالقيم الجمالية، فبلغوا بما قدموه ذروة الشهرة والاعتراف بالجميل.

ولد لوقا ديلا روبيا Luca Di Simone Di Marco Della Robbia في عام 1399-1400م في بيت أسلافه في فلورنسة. تعلم صياغة الذهب عند ليوناردو جوفاني المعلم ذي المكانة المرموقة، وعلى يديه تعلم لوقا الرسم والتشكيل بالشمع. فتطورت إبداعاته وبدأت تجاربه بالنحت بالرخام وتنفيذ الأعمال بالبرونز وتوصل إلى نتائج مذهلة.

لوقا ديلا روبيا: لوحات نافرة من المرمر لجرس كاتدرائية فلورنسة

لم يتجاوز لوقا الخامسة عشرة عندما دعي إلى ريميني Rimini مع مجموعة من النحاتين الشباب لتنفيذ ضريح ولوحات بارزة لزوجة الأمير مالاتيستا Malatesta، وذلك في كنيسة القديس فرنسيس. فأثبت جدارة فائقة في تنفيذ الأعمال النحتية البارزة، وسرعان ما طُلب إليه تنفيذ خمس لوحات نافرة من المرمر لبرج الأجراس في الكاتدرائية الفلورنسية. موضوعات هذه اللوحات مستوحاة من رسوم جيوتو Giotto، وقد ثبتها على الواجهة المقابلة للكنيسة إلى جانب منحوتات نافرة تمثل العلوم والفنون منفذة بأزميل أندريا بيزانو Andrea Pisano. اللوحة الأولى تمثل دوناتلو Donatello وهو يتعلم قواعد اللغة، وتمثل الثانية الفيلسوفين أفلاطون وأرسطو، واللوحة الثالثة تمثل الموسيقى، والرابعة علم الفلك، والخامسة الهندسة. وقد فاقت هذه الأعمال بفضل رقتها وتكويناتها المتينة  أعمال جيوتو التي سبقتها.

ارتقى لوقا بفضل موهبته الفائقة إلى مصاف العظماء ولاسيما عندما كلفه المشرفون على الكاتدرائية الفلورنسية عام 1431 تنفيذ الشرفة التي يقف عليها المغنون. وقد نفذها ببراعة خارقة حتى أن الناظر يشاهد التفاصيل الدقيقة بوضوح من مسافة بعيدة. وبعد الانتهاء من تنفيذ هذا العمل الذي أَعجَب الكثيرين، عهد إليه بتنفيذ الباب البرونزي للكنيسة المذكورة، فقسمه إلى عشر مساحات، خمس لكل جناح محاطة بإطار تزييني مشكل من عناصر إنسانية مختلفة الأعمار منفذة بدقة متكاملة، وفي التقسيمات الداخلية السيدة مريم مع طفلها وقد بدت مفعمة بالحيوية، وفي المساحة الثانية صور المسيح عليه السلام، وفي المساحات الأربع التي تليها إلى الأسفل جلس القديسون ومن تحتهم دكاترة الكنيسة الأربعة منفذين بوضعيات مختلفة. وقد أنجز هذا الباب بدقة أظهر فيها كفاءته الفائقة نتيجة لخبراته السابقة في صياغة الذهب والمعادن الثمينة.

قرر لوقا العودة إلى مادة الطين فأجرى تجارب واسعة أدت إلى تطويرها، وتوصل إلى نتائج عظيمة من خلال تغطية الأعمال الطينية بخلائط معدنية بعد شيها بدرجات حرارية مؤاتية، فتحولت إلى مادة صلبة ودائمة وحصل بفضل ذلك على شهرة عالمية لقرون عدة.

ازدادت شهرة لوقا فتجاوزت الحدود الإيطالية لتصل إلى جميع أنحاء أوربة، وصارت أعماله النحتية مرغوبة إلى درجة أنه لم يعد يستطيع تغطية الطلبات الكثيرة دون مساعدة، فدعا أخويه أوكتافيانو وأوغوستينو Oktaviano, Augustino اللذين كانا ينحتان الحجر، وكلفهما بتنفيذ الأعمال الخزفية لتغطية زحمة الطلبات على هذه المادة.

بعد وفاة لوقا تابع  أخواه أوكتافيانو وأوغوستينو طريق الفن. فقد بنى أوغوستينو واجهة كنيسة القديس برناردين Bernardyn ونفذ عليها ثلاثة موضوعات بالنحت البارز إضافة إلى أربعة أشكال إنسانية مجسمة بمستوى راق جداً. وإلى جانب سابقيه برز في هذه العائلة أندريا ديلا روبيا (1435-1525) واسمه الحقيقي أندريا دي ماركو Andrea Di Marco وهو ابن شقيقة لوقا لكنه حمل نسب عائلة ديلا روبيا، كان أندريا نحاتاً بارعاً في مادة المرمر تشهد على ذلك أعماله الموجودة في كنيسة الأم المقدسة حيث نفذ لوحة نافرة كبيرة مكونة من أشكال إنسانية، كما نفذ في فلورنسة جميع المنحوتات المزججة التي تزين الأقواس في كنيسة القديس بول Paul. ومن أعماله الرائعة أيضاً عشر لوحات بارزة متوضعة على نسق واحد تمثل مجموعة من الأطفال الرضع. خلف أندريا  ولدين عاشا حياتهما بخدمة سافونا رولا Savonarola الذي خلده جميع أفراد العائلة بالميداليات الشهيرة لشخصيته.

يعد جيرولامو ديلا روبيا أقل موهبة من سابقيه في تاريخ الفن على الرغم من عطاءاته الكبيرة في مجالات النحت على المرمر والخزف، وقد نفذ مجموعة من الأعمال لملك مادري Madri حين دعي إلى فرنسة، وزين قصره بمجموعة من المنحوتات المنفذة من الحجر الكلسي، كما نفذ في أورليان مجموعة كبيرة من المنحوتات الخزفية، فحاز شهرة واسعة على امتداد المملكة الفرنسية لما اختزنه من معرفة عظيمة. في هذه الأثناء دعا أخيه لوقا (الثاني) للعمل إلى جانبه وليكتسب الشهرة والمال، لكن الحظ لم يحالفه إذ توفي أخوه فأضحى وحيداً دون عائلة، فقرر العودة إلى فلورنسة عام 1553 محاولاً توطيد ما يذكر عنه بعد مماته، لكنه ما لبث أن غير رأيه ليعود إلى فرنسة ويعيش فيها حتى وفاته. وبوفاة جيرولامو تنطفئ آخر شمعة في هذه العائلة المعطاءة، ويتوقف بوفاتهم العمل في تقانة الخزف الملون والمزجج.

أحمد الأحمد

 

 


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 551
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1087
الكل : 40450900
اليوم : 125568

الموت.

الموت   الموت هو توقف الأعمال الحياتية في الجسم. يعتمد استمرار الأعمال الحياتية على سلامة الأجهزة الرئيسية الثلاثة في الجسم وهي جهاز التنفس وجهاز الدوران والجهاز العصبي. فإذا توقف عمل أحد هذه الأجهزة اختل عمل الجهازين الآخرين ثم توقف وانتهى الأمر بالوفاة. وخلافاً لما يُظن فإن توقف الأعمال الحياتية لا يتم آنياً في جميع الأنسجة وإنما يتتابع تدريجياً. يصيب الموت أولاً الأنسجة والأعضاء الأكثر تمايزاً مبتدئاً بالمراكز العصبية الحياتية ثم تسير إلى باقي أنحاء الجسم. وهكذا فإن الخلايا تستمر حية مدة من الزمن بعد موت الجسد somatic death، كما يتضح ذلك من مراقبة بعض الحيوانات.
المزيد »